رسالة رابطة علماء اليمن إلى الأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن

نشر بتاريخ: أحد, 29/03/2015 - 10:11م

الأخوة رؤساء وأعضاء الأحزاب السياسية في اليمن

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

   ليس بخافٍ على أحد ما تمر به البلاد من أزمات متتالية وحروب وفتن الجميع في غنى عنها ولا يرضى بها أحد، حتى كان آخرها الحادث الإجرامي الأليم الذي هز مشاعر الناس وأفجع قلوب الجميع في مسجدي بدر والحشوش، الذي راح ضحيته المئات بين شهيد وجريح من المؤمنين المصلين صغاراً وكباراً في يوم الجمعة الماضي 20/3/2015م - خير الأيام وأشرفها عند الله تعالى- هذا الحادث الأليم الذي يعجز المرء عن وصفه ووصف فاعليه الذين تجردوا من أخلاق الإسلام وقيم الإنسانية، بل زادوا جرأة وبشاعة على الوحوش في البرِّيَّة، والذي حمل هؤلاء الغواة على هذه الأعمال الشنيعة هو التعبئة الخاطئة والشحن والتحريض المشؤوم بكافة الوسائل، الذي خالف فيه فاعلوه ومرتكبوه والمحرضون عليه والداعون له والساكتون عنه والراضون به والمغطون عليه كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك الانقسام الحاصل في المكونات السياسية الحريصة على السلطة ووزر السلطة ومثالب السلطة، مما دفع هؤلاء الغواة إلى ارتكاب هذه الجرائم الشنيعة، وإذا لم يوجد العقلاء في حزب الإصلاح وبقية الأحزاب والمكونات حلولاً سريعة، ويتنازل بعضهم إلى بعض سيما والجميع أهل بلد واحد ودين واحد ومعتقد واحد ولسان واحد، فإن مسلسل القتال والاحتراب والتفجيرات والانتقام سيستمر ويستمر إلى أن يقضي على الجميع ويأتي على الحرث والنسل، وهذا أمر حتمي ونتيجة طبيعية للصراع السياسي الدنيوي. كما أن هذا الانقسام شجع الدول الأجنبية على العدوان على الشعب اليمني في أرضه وسيادته وهذا ما لا يرضى به كل غيور على دينه وعرضه وشعبه ووطنه.

   ومن هنا ندعوكم كما ندعو غيركم في رسائل مماثلة إلى سرعة البت في القضايا العالقة، وحسم أمر الحوار بالخروج بحلول تجسد معنى الشراكة الحقيقية بعيداً عن المزايدات في التطويل في أمور لا تحتمل التأخير، مذكرين لكم بقول الله تعالى: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ)  وبقول الله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وبقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ وَإِنَّهَا سَتَكُونُ نَدَامَةً وَحَسْرَةً فَنِعْمَتِ الْمُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الْفَاطِمَةُ) راجين منكم استشعار خطورة الأمر، فإن أي قطرة دم تسفك أنتم والمتحاورون معكم لا سيما المعرقلين للحوار مسؤولون عنها، متمنين منكم استشعار قول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم : (الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ)

   آملين منكم وبقية المكونات التي تدعي الحرص على البلاد تجنيب اليمن ويلات الحروب والفتن قاطعين أيدي وأطماع المتدخلين في شؤونه الداخلية .

   لا تنسوا قول الله تعالى : (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا * لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)  صدق الله العظيم