بيان رابطة علماء اليمن بشأن تفجير مسجدي بدر والحشوش بصنعاء

نشر بتاريخ: جمعة, 20/03/2015 - 11:10م

بسم الله الرحمن الرحيم (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الاموال والانفس وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون) صدق الله العظيم.

تابعت رابطة علماء اليمن نتائج التفجيرات الارهابية التي نفذها عدد من الانتحاريين واستهدفوا من خلالها عددا من علماء الدين والمواطنين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة بمسجدي بدر والحشوش، وخلفت العشرات ما بين شهيد وجريح.

وكان على رأس قائمة الشهداء كلا من الدكتور العلامة المرتضى بن زيد المحطوري امام وخطيب مسجد بدر والقاضي العلامة عبدالملك المروني عضو المحكمة العليا، اما الجرحى فكان في مقدمتهم فضيلة العلامة الدكتور طه المتوكل امام وخطيب جامع الحشوش، يقول الله تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

ان رابطة علماء اليمن لتبرأ الى الله سبحانه وتعالى من هؤلاء القتلة والمجرمين، وتدين وتستنكر استمرار تغذية الفتنة والتحريض على القتل وتغطية ظهور التكفيريين والعمليات الارهابية من قبل بعض القوى السياسية التي تستغل مماطلتها في الحوار وتدفع وسائل اعلامها لتضليل الرأي العام بضخ عدد من التهم الباطلة والاخبار الكاذبة بحق جزء كبير من اليمنيين.

ان استمرار الثورة اليوم واستكمال خياراتها الشعبية بات ضرورة ملحة لفرض الامن والاستقرار بعد وضوح المشروع التكفيري والتدميري الذي تدعمه بعض الاطراف المحلية والخارجية.

كما ان السكوت عن ممارسات وسائل الاعلام التي تعمل باستمرار على التضليل والتحريض وبث اسباب الفرقة والخلاف بين اليمنيين يعد جريمة كبرى يتوجب ايقافها بكافة السبل والوسائل الممكنة ومحاكمة القائمين عليها، مصداقا لقوله تعالى: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ).

ان الحاجة لإجراء تحقيق دقيق حول هذه الجريمة وكل الجرائم التي سبقتها يعد امرا ضروريا لكشف المنفذين القتلة والجهات التي تقف وراءهم سواء كانت في الداخل او الخارج في ظل الاستعداء الذي تبديه بعض دول الجوار التي تعودت طوال الفترات الماضية على العبث بأمن واستقرار اليمن وامتهان كرامة ابنائه.

ان رابطة علماء اليمن لتنعي بهذا المصاب الجلل الى أبناء الشعب اليمني والأمتين العربية والاسلامية استشهاد كوكبة من كبار العلماء أعضاء رابطة علماء اليمن، وتدعو الجميع في هذا المقام الى الالتفاف حول العلماء الربانيين والمؤمنين القرآنيين الذين وصفهم الله تعالى بقوله: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ● فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم) صدق الله العظيم.

كما ندعو جميع علماء اليمن وخطبائهم الى ادانة هذا الفعل الهمجي الخبيث الذي لا يمت الى الاسلام بصلة واعلان براءتهم ممن يحمل هذا الفكر الظلامي التكفيري وان يبرؤا ساحتهم من ظلم السكوت على مثل هذه الافعال الاجرامية، ونهيب بالمكونات السياسية المتحاورة في موفمبيك سرعة الخروج بحلول تحقن الدم اليمني وتوقف عجلة الخراب والدمار ونحملهم مسؤلية التطويل اللامبرر.

رحم الله الشهداء الابرار وعجل بشفاء الجرحى، وحفظ الله اليمن واليمنيين ونصرنا على التكفيريين والمفسدين في الارض، وحقق لبلادنا كامل السيادة والاستقلال، انه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير، ولا نامت أعين الجبناء، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وصل اللهم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

صادر عن رابطة علماء اليمن

الجمعة 29 جمادى الاولى 1436هـ

الموافق 20 مارس 2015م