نُـصْــب الخيانـــــة في اليمــــن

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 17/03/2015 - 10:02ص

مقدمــــة :

إنها فضيحة تاريخية ورب الكعبة. نقصد بذلك: النُّصْب التذكاري التركي الذي يعلوه العلم التركي والقائم في قلب العاصمة اليمنية أمام مجمع وزارة الدفاع (العُرضي) (صنعاء) وهو (المشهد) الذي تمت إقامته بهدف تخليد ذكرى الغزاة الأتراك من الجنود والضباط واعتبارهم (شهداء الواجب)؟!!

إن إدانة هذا العمل والمطالبة بإزالته هي صرخة وطنية مدوية في ليل الضياع والفوضى الذي نعيشه وصفعة مجيدة على وجوه أعداء اليمن الذين باعوا أراضيه ونهبوا ثرواته وأهدروا كرامة مواطنيه وأهانوا تاريخه على مذبح مصالحهم الخاصة والشخصية غير المشروعة.

ولقد صعقت وأنا أشاهد نُصْب مزعوم (الشهداء الأتراك) من جنود وضباط الاحتلال التركي لليمن، في مدينة صنعاء (النصب التركي المذكور الذي يمجّد الاستعمار التركي لليمن ويشيد بـ (بطولات) جحافلة العسكرية ويعتبر قتلاهم شهداء، وهذه جريمة لم تحدث مثلها قديماً وحديثاً في أي بلد من بلدان العالم ولا في أية مرحلة من مراحل التاريخ العالمي.

 

 

نبذة تاريخية :

جثم الاحتلال التركي (العثماني) على اليمن خلال حملات الغزو الثلاث: [الحملة الأولى 1538 - 1636م، والثانية: 1568 - 1569م، والثالثة: من 1849 حتى 1918م]، أي أن الغازي التركي قد جثم على الأراضي اليمنية التي احتلها أكثر من (170 عاماً) لم يخلف وراءه سوى الدمار والفقر والفساد، ولذلك كان من المفروض أن يكون هناك يوم يحتفل فيه الشعب اليمني بذكرى التحرر من الاحتلال التركي، كما تحتفل كافة شعوب العالم بعيد استقلالها عن هيمنة  الاستعمار الأجنبي عليها وعلى أوطانها، لأنه خلال هذا النوع من الاحتفالات يستحضر الإنسان اليمني الكفاح العظيم الذي خاضه أجداده لانتزاع الحرية والاستقلال من الهيمنة العسكرية التركية (العثمانية) الغاشمة والتي كانت، بشهادة كافة المؤرخين، أبشع احتلال أجنبي عرفه التاريخ القديم والحديث لا في اليمن وحسب بل وجميع أنحاء العالم.

ومن أسباب تلك الهمجية والوحشية التي كانت من سمات الجيش التركي أن السلاطين العثمانيين كانوا ينظرون إلى اليمن باعتباره منفى للمجرمين والعصاة فكانوا يرسلون إليه هؤلاء للتخلص منهم أو لتأديبهم وهؤلاء هم الذين أقيم النصب التذكاري في العاصمة (صنعاء) لتخليد ذكراهم؟! [راجع: د. أميرة المداح في أطروحتها: العثمانيون في اليمن، جدة، 1982م].

والثابت تاريخياً أن حروب الأتراك ضد الشعب اليمني بغية احتلال أرضه ونهب ثرواته كانت ماحقة مدمرة في كافة نواحيها، كما هو ثابت في جميع كتب التاريخ بما فيها تلك التي كتبها المؤرخون التابعون للأتراك مثل: (قطب الدين محمد النهزوالي) في كتابه: (البرق اليماني في الفتح العثماني)، و (شمس الدين عبدالصمد الموزعي) في كتابه (الإحسان في دخول اليمن تحت ظل عدالة آل عثمان). والجدير بالملاحظة أن المؤلف المذكور كان يشغل منصب (قاضي الشريعة) في (تعز) التابع لحاكمها الطاغية التركي آنذاك المدعو (محمد بن سنان).

لقد استخدم الأتراك الغزاة ضد الشعب اليمني كافة الأسلحة الثقيلة والحديثة في المعارك (المدافع - البنادق) وكان قصفهم للمدن والقرى وكافة التجمعات البشرية قصفاً عشوائياً لم يفرق بين مدني وعسكري ورجل وامرأة وطفل وحيوان، ولذلك فإن هويات الشهداء اليمنيين ليست معروفة حتى الآن للسبب الآنف الذكر وأسباب أخرى منها التعتيم الذي مارسه الأتراك على حروبهم ضد الشعب اليمني، رغم أن الحرب الأخيرة والتي امتدت من عام 1849 حتى عام 1918م (1934م) دارت في مطلع القرن العشرين.

ولذلك فقد كان الواجب على السلطة الحاكمة في اليمن وما زال أن تطالب الأتراك تعويض اليمن أرضاً وشعباً عن كافة الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي لحقت به بسبب جرائم الغزو والاحتلال التركي لليمن طيلة قرابة (مائة وسبعين عاماً)، وما ترتب على ذلك من قتل ونفي وتشريد للمواطنين وانتهاك للأعراض ونهب للثروات ومصادرة للأموال دون وجه حق سوى إشباع جشع باشوات الأتراك الحاكمين لليمن والذين كان معظمهم قد تجاوز سن الشيخوخة سفاكاً للدماء ضعيف العقل عديم الرأي. [د. محمد أنيس، الدولة العثمانية والشرق العربي)، ط. 1984م، ص (132)].

وبالرغم من التفوق العددي والإمكانيات الكبيرة للجيش التركي في كثير من الأحيان فقد استطاع اليمنيون المحاربون من أجل الاستقلال إلحاق هزائم متتالية بالأتراك انتهت بجلائهم عن اليمن نهائياً عام 1934م.

 

ضحايا الاحتلال التركي :

إنه ليس العسكريين اليمنيين والقبائل المسلحة فقط هم الذين دفعوا ثمناً باهظاً في سبيل تحرير اليمن من نير الاحتلال التركي (العثماني)، بل إن مئات الآلاف من اليمنيين المدنيين من سكان المدن والقرى رجالاً ونساءً وأطفالاً، قد دفعوا حياتهم ثمناً لاستقلال اليمن خلال الغزوتين الأولى والثانية، وذلك أثناء القتال في سبيل تحرير اليمن من الترك وأعوانهم، ناهيكم عن مئات الآلاف من الجرحى والمعوقين وغيرهم ممن صودرت ممتلكاتهم وتم توريد عائدها إلى عاصمة (الخلافة).

ولا شك أن الدولة التركية قد استطاعت أن تحصي عدد قتلاها في اليمن، الذين كانوا في الجيش أو التابعين له من المدنيين، ولكن اليمن لم تستطع خلال غزوات الاحتلال الثلاث، أن تحصي عدد قتلاها من العسكريين والقبائل المسلحين والمدنيين حتى الآن، ولكنهم، بلا ريب، يتجاوز عددهم مئات الآلاف في الغزوة الأولى، والآلاف في الغزوة الثانية، ومئات الآلاف في الغزوة الثالثة ومن كافة طبقات وفئات الشعب ومختلف مناطق اليمن ابتداءً من (نجران) و (جيزان) و (عسير) وانتهاءً بـ (عدن) و (الحديدة) والجزر اليمنية في عرض البحر أو سطح المحيط.

ويعتبر المفقودون أيضاً وهم بعشرات الآلاف أثناء فترات الاحتلال التركي الثلاث شهداء أيضاً إضافة إلى الشهداء الذين قتلهم الأتراك بوسيلة الإعدام الوشحية المسماة (الخازوق) وسلخ الجلد حتى الموت وغير ذلك من طرق الإعدام البشعة التي هي ماركة مسجلة للمحتلين الأتراك في اليمن وقد ألغيت بعد طردهم من اليمن مباشرة، يضاف إلى هؤلاء جميعاً الذين ماتوا تحت وطأة التعذيب.

على أن تعداد شهداء اليمن ليس مقصوراً على من قتلوا في ميادين المعارك وإنما هناك أيضاً مئات الآلاف من الذين تم إخفاؤهم أو سجنهم حتى الموت دون محاكمة أو نفيهم إلى إسطنبول وجزر أخرى نائية.

ليس ذلك فحسب بل هناك الآلاف من المدنيين اليمنيين الذين قتلوا بواسطة العصابات المسلحة التابعة للأتراك وأعوانهم وأذنابهم في بعض المناطق من مشائخ القبائل الموالين لهم، بل إن الاغتيال والقتل قد طال حتى بعض أتباع الأتراك من اليمنيين، حيث تولى بعض قادة الأتراك تصفية بعض مشائخ القبائل وعدد كبير من الجنود اليمنيين التابعين لهم نتيجة الشك في ولائهم أو لأسباب أخرى مفصلة في بطون كتب التاريخ، والتي لا زال بعضها مخطوطاً في مكتبة (الجامع الكبير) بصنعاء.

 

 

أكذوبة الخلافة الإسلامية :

لقد استخدم الترك خرافة (الخلافة الإسلامية) لاحتلال البلاد العربية واستغلال مواردها واضطهاد سكانها.

وسأكتفي هنا، فيما يخص أكذوبة الخلافة الإسلامية، برأي أحد كبار المثقفين اليمنيين المعروفين باعتدالهم والذي عاش في الكويت مستشاراً لأميرها حتى توفاهما الله قبل فترة من الزمن، [أحمد السقاف، مجلة (البيان)، الكويت، العدد (193)، أبريل 1982م]، قال رحمه الله:

إن شبابنا اليوم لا يعرفون أن أحرار العرب قد ذاقوا صنوف العذاب والاضطهاد حين كانت البلاد العربية تئن تحت نير الاستعمار "الاحتلال" العثماني.

واستطرد:

وإذا ما حدثت هؤلاء عن طغيان السفاحين الأتراك وعن أحرار العرب الذين علقوا على المشانق (في اليمن القتل بالخازوق وسلخ الجلود) رفضوا التصديق، فهم لم يلقنوا غير الأكاذيب عن أحرار العرب الذين رفضوا سياسية التتريك.

وقد استطاع المضللون من دعاة الحزبية الدينية الغارقة في الجهل والطائفية أن يغسلوا أدمغتهم غسلاً غريباً ويسطروا فيها ما شاءوا من أكاذيب وافتراءات.

ثم يؤكد الحقيقة التالية:

إن الأتراك هم الذين تنكروا للعرب فأعلنوا سياسة التتريك وحاربوا اللغة العربية، وابتعدوا عن الإسلام.

ثم يصف المحتلين الأتراك بأنهم:

ليسوا سوى طغاة عنصريين همهم سحق الشعوب الخاضعة للدولة العثمانية.

وأخيراً يبشر الكاتب بـ:

خلاص الأمة العربية من الاستعمار العثماني الرهيب.

 

دلالة الأنصاب التذكارية :

إن التماثيل الرمزية كذلك النُصب التذكارية هي وسيلة هامة لكافة الشعوب تقيمها تخليداً لذكرى أبطالها كي يتذكر جميع الخلق في الداخل والخارج عند مشاهدتهم تلك الرموز الحجرية الشامخة بطولات وكفاح وشمول التضحية من أجل الوطن والدفاع عنه.

إن النُّصُبْ التذكارية في جميع الأوطان هي محطات هامة للذاكرة الوطنية، ولذلك لا يتم إقامة النصب التذكارية إلا للشهداء الوطنيين الذين سقطوا في ميدان الكفاح من أجل الدفاع عن استقلال وحرية أوطانهم. وفي كافة بلدان العالم تجد أسماء الشهداء من العسكر والمدنيين محفورة على تلك النصب الحجرية لتذكر لبطولاتهم وبأسماءهم وتفخر بذلك شعوبهم وأسرهم وعائلاتهم مهما علت أو نزلت في سلم التاريخ، فتستمر ذكرى الكفاح من أجل الوطن والتضحية في سبيله حيّة في أذهان أبناء وبنات الوطن عبر العصور، وهذا بدوره يوقظ الشعور الوطني ويعمل على تنميته.

 

خطورة النصب التركي :

ولكن ماذا عن النصب العار للاحتلال التركي في اليمن؟

إن النُّصْبْ المذكور فضلاً عن كونه يمثل إهداراً لتاريخ الشعب اليمني وكفاحه ونضاله، فإن وجود هذا النصب (الاستعماري) وعلى رأسه عَلَم تركيا محفوراً على الحجر وعَلَم آخر يرفرف عالياً بجانب النصب المذكور يجعل المساحة القائم عليها جزءاً من الأرض التركية كونه يخص الجنود والضباط الأتراك وليس غيرهم، ومن ثم، فإن من حق تركيا حمايته بكافة الوسائل باعتباره جزءاً من الأرض التركية ورمزاً عسكرياً ووطنياً تركياً لسلطانها في الخارج.

إن اعتراف السلطة الحاكمة في اليمن بأن قتلى الجيش التركي الغازي لليمن هم شهداء وأنهم كانوا يؤدون الواجب في اليمن حسبما هو منقوش على حجارة النُّصْب يؤدي إلى نتائج خطيرة منها ما يلي:

الأولى: نشوء الحق لتركيا في المطالبة بالتعويضات عن قتلاهم وجرحاهم في اليمن أثناء حروب تحريرها منهم.

الثانية: مطالبة اليمن بمعاشات لأسر الجنود والضباط والمدنيين الأتراك الذين لاقوا حتفهم في اليمن بحجة أنهم شهداء، لأن القانون اليمني لم يشترط أن يكون الشهيد يمنياً.

الثالثة: الحصول على تعويضات عن مزعوم خسائر تركيا في حروبها ضد اليمن واليمنيين.

الرابعة: أن اليمنيين الأحرار الذين قاوموا الاحتلال التركي هم عبارة عن (مجرمي حرب) لأنهم قتلوا الأتراك أثناء قيامهم بواجباتهم في اليمن، وهذه جريمة لا تسقط بالتقادم.

ونخشى أن يكون هذا الرمز الخياني مدخلاً للأتراك كي يجردوا من جديد حملة عسكرية لاحتلال اليمن وذلك للحصول على التعويضات اللازمة والثأر من اليمنيين الذين قتلوا ضباطهم وجنودهم أثناء تأدية الواجب، باعتراف السلطة الحاكمة في اليمن، حسبما يحكيه تمثال (الشهداء الأتراك).

إننا أمام صورة فاجعة لعمل يجسد خيانة الأوطان والشعوب في أخطر معانيها وعلى نحو لم يسبق له مثيل في العالم.

والملاحظ هو أن النصب التذكاري قد احتل مساحة كبيرة (هي جزء من أرض اليمن) في قلب العاصمة (صنعاء) وهي مساحة تساوي قاعدة تصلح لإقامة بناء واسع وشامخ يفوق من حيث اتساعه مبنى السفارة اليمنية في تركيا وسفارة هذه في اليمن.

ويمثل النصب التركي اعترافاً رسمياً من السلطة الحاكمة في اليمن (أن الجنود والضباط الغزاة) الأتراك هم شهداء (الواجب)، أي أنهم قتلوا ظلماً وعدواناً في اليمن، لأن الشهيد لا يكون إلا كذلك، ما مؤداه أن اليمنيين الذين قاموا برد العدوان والدفاع عن النفس والأرض والعِرض ليسوا شهداء بل مجرمين معتدين وهذا ما يخول الحكومة التركية المطالبة بالتعويضات عن الجنود والضباط القتلى والخسائر المرتبطة بذلك.

إن هذا النصب التذكاري للمحتل التركي لليمن هو واحدة من أخطر حلقات سلسلة الخيانة العظمى لليمن واليمنيين ومرحلة خطيرة في مجال تزييف الوعي الذي مارسته سلطات الاستبداد والفساد الشامل (الجامع غير المانع) التي لا زالت تتحكم في اليمن والمواطنين اليمنيين حتى يومنا هذا.

ليس ذلك فحسب، بل إن هذا النصب التذكاري لجيش الاحتلال التركي يمثل حضيض الخيانة والتنكر للوطن اليمني، وتاريخه النضالي ضد الاحتلال التركي المتلفع بمسوح (الخلافة الإسلامية) زوراً وبهتاناً؟!

 

عن الأتراك المعاصرين :

إننا لا نعادي الأتراك بحد ذاتهم، بل نحترم الشعب التركي والدولة التركية الحديثة، ولكننا نتكلم هنا عن أجدادهم (الغزاة الأتراك) وعن (الدولة العثمانية) الاستبدادية الفاسدة التي من المفروض أنها قد أمست جزءاً من الماضي.

ولذلك فقد كنا نتوقع من حكام تركيا وأعوانهم في اليمن أن يخجلوا من ماضيهم ويعملوا على تحسين صورة الأتراك الجدد لدى الشعب اليمني، لأن المفروض هو وجود قطيعة تاريخية بين الدولة التركية الحالية والمرحلة السلطانية / التركية ذات الفكر الاحتلالي الاستبدادي والتاريخ العسكري الاستعماري الذي كان هدفه نهب الدول والشعوب العربية باعتبار النهب هو أهم موارد الدولة العثمانية آنذاك.

على أنه يجب على الحكام الأتراك المعاصرين عدم استغلال ظروف اليمن الصعبة السائدة لإهدار استقلال الشعب اليمني وانتهاك كرامته وإلغاء تاريخه كي يحل تاريخ أجدادهم الغزاة الطامعين المتوحشين الفاسدين الطغاة محل تاريخ أبطال اليمن الذين استشهدوا في ميادين الكفاح من أجل الاستقلال والحرية فيصير اليمنيون بغاة ومعتدين مصيرهم جهنم وبئس القرار، بينما العسكر الأتراك البغاة الغزاة شهداء لـ (الواجب) مآلهم الجنة بين أحضان الحور العين؟!

كان المفروض، قانوناً، ولا زال على الحكم التركي القائم في تركيا الآن بعد، انتهاء الفترة (الاستعمارية) لأجدادهم، أن يعترف أصحابه بالجرائم التي ارتكبها أجدادهم الغزاة الأتراك (الدولة السلطانية التركية) ضد الشعوب العربية التي تم غزوها واحتلالها وفي مقدمتها اليمن وشعبها المكافح المرابط الصابر وأن يعتذر أتراك اليوم عن جرائم أجدادهم ضد الأوطان التي تم احتلالها وقهر شعوبها ويعوضونها مادياً ومعنوياً عما لحق بها من أضرار جسيمة مادية ومعنوية طيلة فترات الاستعمار الطويلة المأسوية، لا أن يقيموا تمثالاً للغزاة الأتراك من أجدادهم في قلب العاصمة اليمنية التي رزحت تحت نير احتلال أجدادهم فترة طويلة من الزمن لا زالت تعاني من آثارها الضارة حتى الآن.

 

عن الشهداء والشهيدات اليمنيين :

ألم يكن صاحب الحق في إقامة نصب تذكاري لهم هم شهداء الوطن اليمني الذين بذلوا أرواحهم في سبيل تحريره من جيوش الغزاة الأتراك وعصاباتهم وأعوانهم المحليين؟ فكيف لا يقام نصب تذكاري لشهداء الوطن الأبطال، وإنما يقام للغازي المحتل الذي استباح الأرض وهتك العرض ونهب الثروات وقتل النفوس اليمنية ظلماً وعدواناً طيلة ما يزيد عن مائة وسبعين عاماً؟!

ألا يستحق هؤلاء الأبطال اليمنيون أن يخلدوا بإقامة نصب تذكاري لهم لأنهم ضحوا وكافحوا من أجل استقلال اليمن وصيانة كرامتها وتحريرها من الاحتلال التركي (العثماني) الذي اتسم بالتخلف والفساد والغدر والبشاعة على نحو لا مثيل له في التاريخ العالمي؟!

يجب أن ترتفع أصوات جميع اليمنيين الوطنيين المطالبة بسرعة إزالة هذا العار التاريخي (نصب الغزاة الأتراك) من العاصمة اليمنية ومحاسبة ومعاقبة المسئولين عن إقامته من اليمنيين الذين ساهموا في هذه الجريمة وباركوها بعد وقوعها.