الدِّين الإسلامِيّ ، بينَ المِطْرقَة والسِّندان !.

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 24/02/2015 - 10:16ص

مُقدّمَة مَقالي ومفتاحُ سُطورِه الاعتدَال ، الإنصَاف ، بُعْد النّظر ، أن ننظُر إلى التّأريخ ، وأن نتدبّر الحاضِر ، بَلْ نتعدّاه إلى تفرّس المُستقبَل بنظرَة الوَعْي ، الدّين الإسلامِي ، أخصّصه في (الكِتاب والسنّة) ، عَالِمُ الدِّين ، حلقَات الدّرْس ، الجَانبُ المُشرقُ الوضّاء الأُمَميّ العالَميّ لذلك الدّين كرسالَة إلهيّة ، كلّ ذلكَ في زَماننا هذا أصبحَ غريباً ، عفواً أصبحَ مصدرَ تُهمَة ، بل أكثَر من ذلكْ أصبحَ عُنوان تخلّف!. ، وعندَ أفَضْلهِم نظرةً عُنوان تعصّب ، وتَفْرقَة ! ، بلا شكّ أنّي لا أعمّ ، ولكنّ القلّة والكثَرة تدُخل ضمن شريحَة مَا تعيشُ بين جنباتِنا ، وإلاّ فإنّ الوَعي لا زالَ قائماً بشريحةٍ أخرَى لا شكّ في ذلكْ ،وإن كانَت هذه الشّريحَة هُم الأقلّون عَدداً ، بل والأقلّون تأثيراً للأسَفْ . عندمَا وقعَ ذلك الجَانبُ المُشرقُ من الدّين الإسلاميّ ، والرّسالة الإلهية المُستودَعة في الكِتاب والسنّة بين مِطرقَة تلكَ الجمَاعات المُتلبّسَة للإسلام كمَا يتلّبس الذّئب جِلدَ الضّأن ، الانتمَاء بالانتسَاب ، ثمّ الرّوح ليسَت من رُوح تعاليم ذلكَ الدّين الإسلاميّ الحَنيف القَويم ، كتلكَ الجمَاعات الإرهابيّة التّكفيريّة التّفجيريّة ، التي صدّرَت الإسلام من خلال ذلكَ التّكبير على أنّه دِينٌ دَمويّ هَمجيّ ، صدّرت الإسلام (لأهلِه) قبلَ غيرِهم على أنّه رسالَة التّكفير ، واكفهرَار الوُجوه ، ثمّ التي جسّدَتْ مبدأ الدّين سُوء المَعاملَة مُعكّسَةً أصل المبدأ الإسلاميّ المُشرقْ ، والتي تزرعُ الفُرقَة بين أبناء المُجتمَع الواحِد من خلال مسَائل ارتبطَت بالدّين ما كان يحسُن أن تكونَ مصدرَ فُرقَةٍ مُجسّدِين مبدأ الدّعوة إلى الله بالحُمْق والرّعونَة مُعكّسَةً أصل المبدأ الإسلاميّ المُشرقْ ، نعم! وهذه التّعامُلات (وقد تفترقُ في بعض الصّفات) للأسَف ما يكادُ يخلو منهَا أكثرُ المُتدّينين إلاّ من رحمَ الله تعالى ، كلّ هذا يُصدّرُه المُتدّينون والمُتمذهبُون (أخصّ المتطرّفين) باسم الدّين ، وباسم الله ، وباسم الكِتاب والسنّة ، فيطرقُ ألبَاب ومسامِع شرائح المُجتمَع الإسلاميّ فيُشكّل معركَة معَ فطرتهِم ومُعاملاتِهم مع مُجتمعاتهِم بل ومعَ المُجتمعَات الغربيّة الأخرَى ، فيرونَ أنّ هذا التّعامُل من أولئك المتُدّينين ليسَ فيه سماحَة مَا ، وليسَ فيه رسالَة بنَاء الأمَم ، ولا تشييدُ العَدْل ، ولا تطبيقُ تلكَ الشّعارات الإسلاميّة التي يتغنّون بهَا ، بل يقولون ما لا يَفعلون ، نعم! فيتّجه هؤلاء بردّةِ فعل سلبيّةٍ ناقمِةٍ ولّدتها تلكَ التّيارات الدّينيّة المُتشدّدة (والتي لا يصلحُ أن تمثّل الدّين بوجهه المُشرق) ، يتجّهون لتشكيل السّندان! . وبمخاض وولادَة السّندان تشهَد المُجتمعَات مِيلاد تطرّف جَديدٍ داخل الكيَان المُجتمعي الإسلامي ، زيادَة تشتيت وتمييع تلك المُجتمعَات ، فيبدأ هؤلاء يُنظّرونَ للحريّات ، وبناء المُجتعَات ، وإقصَاء الدّين باعتبارِه سبباً رئيساً لتقويض الأُممْ ، ويصلونَ إلى تنظيراتِهم من خِلال تمييع ثوابِت الدّين الإسلاميّ كرسالَة إلهيّة ، يظنّون بهذا أنّهم يُعالجونَ بما أصلُه الإفسَاد لا الإصلاح ، يرفضُون العالِمَ ودورَه في استنطاق نُصوص الكِتاب والسنّة ، ثمّ هُم يُنصّبونَ أنفسَهم لتبيين نصوص الكِتاب والسنّة، بل أبعدَ من ذلكَ وأصْلَبَ سندانَ منْ أنكر السنّة ، بل أبعدَ وأصلَب سندانَ مَن يفصلُ القُرآن عن تأريخِه وزمانِه ومُناسباتِه الزّمانيّة ليُغيّره بدساتيرَ وأفهَام حسبَ التحضّر والتمدّن الزّماني الجَديد! ، هؤلاء أصبحوا ينظرونَ من جبَل شاهِقٍ إلى تلكَ الأفكَار الدّينيّة سواءً المُشرقَة المُعتدلَة أو غير المُشرقَة المتطرّفَة على أنّها كومَة نُفايات!. وليعذُرني القَارئ على ذلكَ التّعبيرْ ، فإنّما هُو تعبيرُ منْ قدْ خالطَ كثيراً منهُم وحاورَه وتكلّمَ معَه ، هَربوا من التطرّف إلى التطرّف ، هَربوا من الفعل السّلبي الذي جسّده المُتطرّفون داخل البيت الإسلاميّ ، إلى ردّة الفعل السلبيّة التي تنقضُ ثوابتِ ورسائل الدّين الإسلاميّ ، فكانوا أنبياءً يمشونَ على الأرض، يُقدّمون ويؤخّرون! ، يَحكْمُونَ ولا يَحتكمونْ !. وأيسرُ ما يفعلُ هُؤلاء هُو أن يكتُبوا ويُسفّهوا في الدّين وعُلمَائه ، بما يُشكّك تلكَ الشّريحَة من المُجتمَع التي بقيَت حائرَةً مُتألّمَة لا تقبَل المطرقَة ، ثمّ سموم السّندان تتسرّب إليهَا ، فلا تعرفُ إلى أين تتجّه بكيانِها الفكريّ لتتعرّف ذلكَ الدّين الإسلاميّ بذلك الوجه المُشرقْ ، نعم! وهذه المرحلَة على ذلكَ الحَال كلّه ، تُنبئ عن فجوةٍ كبيرةٍ ، وخَلل بيّنْ يجبُ أن يأخُذه أهل الوَعي في الاعتبَار وهُم يقّدمون رسالَتهم التي يخدمونَ بها الأمّة . نعم! والأصلُ أنّ أولئكَ الهَاربين من رمضَاء المُتطرّفين ، حالهُم كمن يستجيرُ من الرّمضاء بالنّار ، لو أنّهم انطلقُوا إلى الدّين الإسلامي بجانبه الوضّاء المُشرق ، وجعلوا ذلكَ مِعياراً لهُم ، جَعلوا أهل العلْم والعَدْل والمنَهج المُتسامح المُطبّق للدّين على أصوله ومبادئه حكمةً وموعظةً حسنَة وحُسن مُعاملَة ، جعلوهم في وجه تلكَ الحركَات المتطرّفة والمُنغلقَة لكانَ أفضلَ وأحرَى لهُم في ردّة فعلِهم ، فينطلقونُ يُعالجون ذلك الفعل السّلبي المتطرّف من بعض الجَماعات ، بردّة فعلٍ إيجابيّة مُتوازنَة تحفظُ لهم اسنقاذ المُجتمعَات من ذلك الفكر المُتطرّف ، ثمّ تحفظُ لهُم تعاليم الدّين كتاباً وسنّة وفقَ منهج فكريّ قويمْ ، فلا مطرقَة تهشمُ الدّين باسم الدّين ، ولا سِندان يُخرجُ من الدّينْ كنتيجَةٍ إلحاديّة حتميّة !. فإنّ هؤلاء ما يلبثون ، إلاّ وقد أنكرُوا أهل البَيت والتّفضيل والاصطفَاء واتّباعَهم ، ثمّ يُنكرون السّنة القوليّة ، ثمّ السنّة الفعليّة ، ثمّ الكِتاب يُجدّدون آياتِه بأفهام جديدَة بمعنى يُصادرون الأحكَام ويُبدّلونَها ، وهذا قديمٌ وهذا وزمانٌ جَديد ، ثمّ الإلحَادْ ، ومَنْ لمْ يكُن ملحِداً وبقيَ تحت الشّهادَتين على ذلك السّندان فإنّه سيكونُ نبيّ نفسِه ، وغيرُه ممّن نحى مَنحاه نبيّاً آخَر بطريقَةٍ أخرَى ، وثالثٌ وعاشرْ ، وذلكَ أنّهم لم يعودوا يحتكمونَ إلاّ لأنفسِهم (أهوائهِم) ، نعم! لا بأسَ أن نقسو على أنفسِنا لنعودَ جميعاً على جادّةً وضّاءةٍ مُشرقٍة نبني ولا نَهدِمْ ، وسنكون كذلكَ ، لو غيّنرا ما بأنفُسِنا فقَط !. فلا مطرقَة ولا سندَان ، ولكن دينٌ إسلاميّ مُشرقٌ وضّاء ، والحمدُلله ، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله الأطهَار.