بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه { شهد الله أنه لا إله إلا.. الآية } والقائل { إنما يخشى الله من عباده.. الآية } والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء القائل ( العلماء ورثة الأنبياء ) والقائل ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وأصحابه المنتجبين الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . .. وبعد:
فإنه انطلاقا من الواجب الشرعي على العلماء في قول الحق والدعوة إلى الله تعالى والتزاما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة الإسلام. ونظرا لما تشهده الساحة العربية والإسلامية بوجه عام والساحة اليمنية بشكل خاص. وإدراكاً لضرورة الوقوف في وجه التحديات الحضارية التي تواجه أمتنا الإسلامية في هذه المرحلة الخطيرة من مراحل الاستعمار المتعدد الأشكال الذي يريد أن يحول بين أمتنا وبين دورها الرسالي والإنساني. وإيمانا بدور العلم وحامليه ومسئولياتهم في تحقيق الولاء لله تعالى وإبراز أصالة الانتماء للشرع الحنيف في توجيه الأمة إلى ما فيه خيرها وأمنها وسلامتها .
واستشعارا بعمق المأساة التي تواجهها اليمن في المرحلة الراهنة من تمزق وانقسام وتناحر وفتن ومحن عمت أرجاء البلاد. ولحاجة البلاد والعباد إلى اجتماع العلماء العاملين على كلمة سواء تنير للأمة طريقها وتبين الآراء السديدة في النوازل والأحداث والقضايا المعاصرة وتعمل على توحيد الصف وإزالة كل أسباب الفرقة والاختلاف باعتبارهم مرجع الأمة فقد التقى جمع من العلماء واتفقوا على تأسيس وإنشاء رابطة علماء اليمن كتجمع وإطار لمن وافق عليه ولمن يرغب في الانضمام إليه من سائر علماء اليمن الذين يرفضون استلاب دورهم من قبل سلطة أو حزب أو جماعة ويرفضون احتكار الفتوى وفق رؤى ضيقة وتعصبات حزبية أو طائفية أو مذهبية ويؤمنون إيمانا كاملا بالتعايش السلمي بين أتباع المذاهب الإسلامية تحت قاعدة { إنما المؤمنون إخوة } بعيدا عن الجمود والتعصب وذلك لغرض تحقيق الأهداف التالية :
1- بيان الرؤية الشرعية في قضايا الأمة وتحديداً المواقف الشرعية عن كافة القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها .
2- بناء جيل مسلح بالعلم والمعرفة والوعي الصحيح لمفاهيم ديننا الإسلامي الحنيف بما يضمن تحصين الأمة من خطر الانحراف والإفراط والتفريط .
3- توحيد كلمة اليمنيين خاصة والمسلمين عامة تجاه ثوابت الأمة وتنسيق المواقف وتقريبها بين كافة الاتجاهات والمؤسسات المعنية
4- جمع طاقات العلماء والدعاة والعاملين في الساحة اليمنية والإسلامية وتوجيهها فيما يرضي الله وفق منهجية الإسلام القويمة .
5- التصدي للتدخلات الخارجية في شئون اليمن ومواجهة المخططات والمضرة بمصالح الوطن والمعادية للإسلام.
6- ترسيخ التعايش الودي والأخوي بين المذاهب الإسلامية والانفتاح على الفكر الإنساني المنسجم مع ثوابت الشرع الحنيف .
7- الإسهام في تأهيل الدعاة والعلماء والتواصل والتنسيق بين مراكز التدريس العلوم الشرعية واستثمارها ومخرجاتها في خدمة الوطن والأمـة .
وقد تدارس الحاضرون الأوضاع العامة في البلاد وما تمر به من أحداث وأزمات ورأوا أن السبيل الوحيد للخروج من المحن والفتن يتمثل في التمسك بالدين الحنيف وتعاليمه السمحة .
وأمام الأحداث التي تجري في الساحة اليمنية فإن العلماء يؤكدون على ما يلي :
1- الوقوف ضد الظلم والجور والطغيان والفساد تحت أي مسمى كان ورفض التسلط القائم على القمع والقوة الغاشمة وسوء استخدام السلطة .
2- التأكيد على سلمية الثورة الشبابية الشعبية ورفض العنف بكافة أشكاله من أي جهة كانت ورفض جر البلاد إلى دائرة العنف والصدامات الدموية.
3- بناء دولة المؤسسات المدنية الحديثة وبما يتوافق مع ثوابت الشرع الحنيف .
4- حرمة دماء المواطنين اليمنيين وحرمة استهداف الآمنين والتضييق عليهم في معائشهم وتحركاتهم وأمنهم وسلامتهم ومحاسبة من يقوم بذلك .
5- حرمة استخدام المناطق السكنية في الصراعات المسلحة .
6- حرمة تسخير القوات المسلحة والأمن في غير وظائفها المشروعة لحماية الدين والوطن والإنسان .
7- احترام حرية الفكر والتعبير بشتى الوسائل المشروعة بما لا يتعارض مع مبادئ الدين وقيمه .
8- الوقوف ضد أي وصاية وتدخل إقليمي أو دولي في شئون الشعب اليمني تحت أي ذريعة كانت .
9- التأكيد على استقلال القضاء وتطهيره من العناصر الفاسدة وضمان عدالته ونزاهته وبعده عن العسكرة والتسيس .
10- الحفاظ على وحدة الشعب تحت مبدأ العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات والتوزيع العادل للثروات والنظر بعين الاعتبار للمحافظات المنتجة للثروات النفطية والمعدنية وغيرها .
11- حل قضية الجنوب وصعده حلاً عادلاً يضمن المشاركة السياسية لأبنائها وإعادة الممتلكات الخاصة والعامة وبناء ما دمرته الحروب وتعويض المتضررين التعويض العادل ورد الاعتبار لمن تعرضوا للبطش والتنكيل والاعتداء على هويتهم الفكرية والدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية.
ونظراً لأهمية العلم ودوره في إخراج المجتمعات من ظلمات الجهل والتخلف إلى نور الحق والمعرفة فإن العلماء يوصون بما يلي :
- إحياء الهجر والأربطة والمدارس العلمية لتقوم بدورها في تنوير المجتمع اليمني وترفده بالعلماء المجتهدين.
- إعادة دور المساجد كمراكز إشعاع حضاري وعلمي ودعم وتشجيع الحلقات التي اشتهرت بها عبر التاريخ .
- الاهتمام بالتراث الإسلامي في اليمن والحفاظ عليه من خلال رصد وفهرسة وتصوير وطبع ونشر المخطوطات وإخراجها للناس .
- الاهتمام بالعلم والعلماء وإبراز دورهم في توجيه ونصح وإرشاد المجتمع وحل مشاكله وقضاياه .
- فتح وتسخير وسائل الإعلام من تلفزيون وإذاعة وصحف ونشرات لإيصال صوت العلماء والخطباء والمرشدين والدعاة .
- الكف عن استهداف المساجد والحلقات العلمية ومحاربتها ومنعها وحصرها على أحزاب أو فئات محددة .
- الاهتمام بالفتوى وإنشاء دار مركزية للإفتاء متكاملة التنظيم ولها فروع تشمل جميع المحافظات بحسب احتياجاتها وخصوصياتها .
- إنشاء مراكز أبحاث ودراسات متخصصة ترفد العلماء بما يحتاجونه من معلومات حول مختلف القضايا التي تستدعي لتكوين رؤية شرعية حولها من قبل المختصين.
- تسهيل تبادل الزيارات والتواصل بين العلماء في مختلف المناطق اليمنية لتعميق الوحدة الوطنية والإخوة الإسلامية والتعاون والتكافل فيما يرضي الله تعالى وتحقيق المصلحة العامة .
- العمل على تقارب الآراء والأفكار والتعاون في المتفق عليه وأعذار بعضنا بعضاً في المختلف فيه كونه لا يمثل إلا القليل من المسائل التي أغلبها فرعية .
- حصر وحماية الأوقاف والوصايا الخاصة بالعلماء والمتعلمين والمدارس والأربطة والهجر وتخصيصها لما أوقفت له كي تؤدي دورها في تمويل عملية النهوض بالحركة العلمية .
- تشجيع ودعم وانتشار الخطباء والدعاة المؤهلين في المناطق والقرى والأرياف والمحتاجة إليها وإنشاء صناديق لتمويل تحركاتهم وضمان معايشهم .
سائلين المولى جل وعلا أن يحمي اليمن من الفتن والمحن وأن يجمع كلمة المسلمين ويرفع شأن المؤمنين ويحق الحق ويبطل الباطل إنه على ما يشاء قدير وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين