قال تعالى: (وإذا الموءودة سئلت، بأي ذنب قُتلتْ؟) صدق الله العظيم
ها نحن على أعتاب شهر رمضان الكريم، ولازالت أداة القتل والدمار -فيما يسمّى بـ"تنظيم القاعدة"- تواصل عمليات التفخيخ والتدمير والتفجير في المواطنين الأبرياء، دون أن تراعي في مُسلمٍ إلاًّ ولا ذمة، ولا في أيام الله قدسية ولا حُرمَة.
إن علماء رابطة اليمن إذ يُعزُّون أسر الشهداء الذين سقطوا في العملية الإجرامية التي استهدفت طلاب كلية الشرطة بصنعاء، ويدعون للجرحى بالشفاء العاجل؛ يستنكرون استمرار وتكرار ارتكاب مثل هذه العمليات رغم التحذيرات والاحتياطات المعقدة والخطط والتجهيزات المشتركة بين من يدعون أنهم شركاء ما يسمّى "مكافحة الإرهاب". ومخرج استنكارنا أن هذه العمليات -التي تستهدف في ظاهرها المواطنين الأبرياء- الغرض منها تقويض الأمن والاستقرار في مرحلة الثورة الشبابية السلمية ضد نظام علي صالح، وفي ظل التداعيات السلبية لمبادرة الشراكة في السلطة بين طرفيها الحاليين، والتي باتت بوادر فشلها تظهر على السطح بسبب سعي الطرفين للالتفاف على مطالب الشعب الحقيقية.
إن إدانة عملية التفجير اليوم التي أودت بحياة عشرة من طلاب كلية الشرطة، وجرح العشرات منهم، أمر واجب ولابد منه، وما لا يتم الواجب إلا به وجب كوجوبه، إذ إن الإدانة تستلزم تحميل الطرف المدان للمسؤولية، وهو -هنا- ما يسمّى بـ"تنظيم القاعدة"، إلا أنه من غير المعقول تحميل مثل هذا الكيان المشبوه في منشئه وأهدافه وأنشطته، والمتخفي تحت ستار الشريعة والدين، مسؤولية الاستمرار فيما يقوم به من أعمال وانشطة محظورة في الشرع والقانون، وفيما ينتج عنها من فواجع وكوارث في الأرواح والممتلكات.
لقد بات واضحاً للجميع أن عمليات التفجير التي يتبناها ما يسمى بـ"تنظيم القاعدة" لا تخلو من التخطيط والإدارة والتوجيه من قبل طرف أو أطراف فاعلين في العملية السياسية، ولذا فإن رابطة علماء اليمن تحمّل ما يسمّى "حكومة الوفاق" بشقيها، مسؤولية القلاقل والاضطرابات الأمنية والعمليات التفجيرية التي تحصل اليوم، والتي تستهدف الأبرياء ومقدرات الوطن بقصد الكسب السياسي، وتطالب –أطراف المبادرة المحليين والاقليميين والدوليين- أن يسعوا لتجنيب أرواح المواطنين والأبرياء –مدنيين وعسكريين- ويلات الصراع السياسي على السلطة.
حفظ الله اليمن واليمنيين، وبارك في أرضنا وخيراتنا، ورحم شهداءنا الأبرار.
صادر عن رابطة علماء اليمن
الخميس 12 يوليو 2012م صنعاء