الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وصحابته الأبرار الميامين، وبعد:
فإنه إيماناً منا بالمسئولية الجسيمة الملقاة على عواتق علماء الأمة في تبيين أحكام الدين والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، والتزاماً بالدور الذي كلفهم الله به في قوله سبحانه: (الَّذِينَ يُبَلِغُونَ رِسَالَاتِ اللهِ وَيَخشُونَهُ وَلا يَخشُونَ أَحَدَاً إلَّا اللهَ وَكَفَى بِالله ِحَسِيبَاً)، وفي قوله جل وعلا: (وَإِذ أَخَذَ اللهُ مِيـثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَتُبَينُنَّه لِلنَّاسِ وَلا تَكتُمُونَه)، وللواجب الذي يتحمله العلماء بإعتبارهم ورثة الأنبياء في إرشاد الأمة وتوجيهها نحو نهج الحق والعدل والخير، المفضي إلى عزة الأمة وكرامتها وسعادتها لتكون كما أخبر عنها الله سبحانه وتعالى بقوله: (كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ وَتَنهَونَ عَن المنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ).
ولأن غالبية العلماء العاملين، المرتبطين بعامة الناس، الملامسين لإحتياجاتهم، المشاركين لهم في همومهم؛ لا تربطهم رابطة علمية، ولا يجمعهم كيان مؤسسي يمكنهم من أداء واجبهم، والقيام بدورهم، وإيصال رسالتهم، وإبلاغ حجتهم في مختلف القضايا، ونظراً لما وصل إليه حال اليمن اليوم من فوضى وتناحر وتشرذم، ولما يعانيه غالبية أبناء هذا البلد الكريم من فتنٍ ومآسٍ وضائقة معيشية، ولما أوجبه الله على العلماء من الوقوف مع المظلومين والمحرومين والمقهورين.. فإننا نجتمع اليوم لنعلن إشهار رابطة علماء اليمن التي تضم كوكبة من العلماء من كل مناطق اليمن بمختلف مذاهبهم ومشاربهم الفكرية والسياسية، آملين أن يكون إنشاء وتكوين هذه الرابطة في هذا الوقت العصيب أحد المخارج لشعبنا وأمتنا من المحن التي تعيشها إلى فضاء الأمن والاستقرار والرقي والتقدم.
جنب الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين كل سوءٍ ومكروه.