تنعي رابطة علماء اليمن للأمتين العربية والإسلامية نبأ وفاة الوالد العلامة عباس أحمد محمد الخطيب –عضو الهيئة الاستشارية العليا لرابطة علماء اليمن- الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يومنا هذا الجمعة عن 83 عاما من العمر قضاها في خدمة العلم والعلماء وطلاب العلم.
سائلين الله تعالى أن يتغمد الوالد العلامة بواسع رحمته، وأن يسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار، وأن يلهم أهله وذويه وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان، وأن يعظم أجر الجميع، إنا لله وإنا إليه راجعون.
هذا وسيشيع جثمانه بعد الصلاة عليه في جامع الرئيس غربي مصنع الغزل والنسيج إلى مقبرة الصياح غدا السبت الساعة التاسعة صباحاً.
ترجمة العلامة عباس الخطيب:
عباس بن أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم الخطيب، المتوكل: فقيه، مؤرخ، نسابة، شاعر، مولده بشهارة في شهر صفر وبها نشأ ودرس على العلماء محمد بن قاسم الوجيه، والقاضي يحيى لطف الفسيل، والقاضي يحيى الأشول وغيرهم كما درس في حبور، ثم تفرغ للتدريس في جامع شهارة، وعين مديراً للتعليم هناك حتى قيام الثورة، ثم تنقل في سلك القضاء حاكماً في عدة مناطق منها حرض وعبس وحجة والشاهل وكعيدنه والحديدة وعمران وبراع والنادرة وإب وقضاء الحجرية، واستقر أخيراً في العاصمة صنعاء بعد أن تقاعد عاكفا على مطالعة الكتب واقتنائها والتعليق عليها والتدريس والفتوى، مع التدريس في المعهد العالي للقضاء في أصول الفقه، وقد حقق كتاب بغية المريد وعلق عليه تعليقات جيدة وله تلاميذ كثيرون حيث درس في عدة مناطق خلال عمله.
ومن مؤلفاته:
1- مشجر في أنساب الهاشميين في اليمن، استقصى فيه غالب الأسر وأرخ مواليد ووفيات المشاهير وتابع المعاصرين وسجل أولادهم وضمهم إلى المشجر وما زال يتابع الإضافات للمواليد إلى اليوم، ومنه نسخة مصورة بعدة مكتبات خاصة.
2- شذرات الذهب في فرائد من علم الأدب (سفينة أدبية(.
3- مجموع الأمثال اليمنية العرفية (جمع فيه الكثير من الأمثال العرفية التي سمعها في مناطق عمله).
4- مجموع الأسماء المترادفة (جمعه من كتب اللغة).
5- حاشية مختصرة على البسامة في التأريخ وذيولها حتى اليوم.
6- جواز صرف زكاة الهاشمي لهاشمي مع الأدلة من الكتاب والسنة (رسالة).
7- أدعية اليوم والليلة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من طريق أهل البيت وغيرهم.
8- مجموع في خطب الجمع.
9- الدراري المضيات في الديات والأروش والجنايات (تحت الطبع).
مشايخه واهتماماته:
لصاحب الترجمة العديد من المشايخ، أهمهم وأكثرهم استفادة له: والده أحمد بن محمد الخطيب، وأخوه محمد، وأخوه عبد الله، وعبد الله بن أحمد الخدري، ومحمد حسن صبح، وحسن محمد الأكوع، ومحمد أحمد الخياري، وزيد بن علي الآنسي، ويحيى بن علي الآنسي، وعبد الله بن الوجيه، وأحمد ناصر الخولاني، ومحمد حسن المهاجر النجار، وعبد الله بن يحيى الوجيه، ومحمد قاسم الوجيه، وعبد الرحمن بن حسن المتوكل، وعلي بن حسن الشرفي، ويحيى بن لطف الفسيل، ويحيى بن يحيى الأشول، واحمد بن علي بن حسين المتوكل , ومحمد بن حسين بن قاسم المتوكل , وحاكم شهارة احمد بن علي الانسي , ومحمد بن عبد الرحمن المقدمي حاكم شهارة بعد الانسي , وحسين بن علي العلايا بالمدان , ومحمد ناجي البرطي بدمنة خدير حيث كان والده عاملاً بها , فهؤلاء مشايخه في شهارة والمدان وخدير، أما في هجرة حبور: فعبد الخالق بن أحمد شرف الدين الكوكباني، وعبد الله بن محمد العلفي، ويحيى بن حسين المحبشي، ومحمد الجلال، وعلي محمد المرتضى، وفي مدينة حجة: يحيى بن محمد الجرباني، ومسعود المسعودي، وحسن المختار، ويحيى قاسم العزي -رحمهم الله جميعاً ورحمنا بفضله ومَنِّه , ولم يبق منهم حالياً على قيد الحياة سوى أخيه عبدالله ويحيى بن علي الآنسي أطال الله عمرهما ورحمة الله تغشى الماضيين.
أما اهتماماته، فتكاد تنحصر في: طلب العلم، وحل القضايا الشرعية بين المتخاصمين؛ منطلقاً من وظيفته الموكلة إليه من قبل الدولة؛ وبالرغم من قيامه بالعديد من المهآم القضآئية؛ إلا أنه كان ولا يزال لصيق الكتاب قراءة ودرساً وتدريساً وأفاده، شأنه شأن الكثير من العلماء؛ الذين طلبوا العلم للعلم في حد ذاته، لا لغيره كما هو شآئع في الوقت الراهن؛ إذ أضحى طلب العلم مقروناً بهدف واحد ليس إلا؛ وهو: الوريقة أو الشهادة، للحصول على وظيفة.
الأعمال الموكلة إليه:
أوكلت لصاحب الترجمة العديد من الأعمال القضائية، وبعض التربوية؛ إذ تولى في عمله: مديراً للتربية والتعليم بقضاء شهارة آنذاك، وكذا القفلة وظليمة والمدان وبني عرجله، وكان ذلك سنة (1374هـ/1955م)، وفي سنة (1378هـ/1958م) عين مدرساً بمدرسة مدينة شهارة، وبعد عام (1962م/1382هـ) تعين عضو بالديوان الملكي لدى محمد البدر، ثم مساعداً لدى الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، ثم كلف بالالتحاق بالقضاء، فعين قاضياً شرعياً بجميمة بني عرجلة، ثم حرض، فكعيدنة فأسلم فالشاهل، فأسلم مرة أخرى، والشاهل مرة أخرى، فاستئناف حجه فعبس، فاستئناف الحديدة فبرع فعمران فالنادرة، فاستئناف إب فالحجرية، فالمحكمة العليا بصنعاء، ثم تخلى قبل إحالته للتقاعد عن العمل، وكرس جهده وحياته للتدريس؛ لمن أراد، والمطالعة، وإفادة غيره، وصاحب الترجمة: مولع باقتناء الكتب، والاستفادة منها، والتعليق عليها حسب ما وصل إليه من معرفة، والفتوى كثيراً لإظهار الحق، والطعن على الأحكام نادراً؛ لنصرة المظلوم، وكلاهما مجان.
وصاحب الترجمة: فاضل زاهد، دمث الخلق، حسن السبك، متواضع، محب للعلم وأهله، صفاته وسلوكه صفات وسلوك العلماء، لا ينفك عن تسجيل وتقييد الفوائد والقلائد، ونكت العلوم، أطال الله في عمره.
طلابه ومن أخذ عنه:
أخذ عن صاحب الترجمة العديد من طلاب العلم، أخبرني فيما كتبه لي أنهم: نحو مائة تلميذ، خشية الإطالة؛ أختصرهم بقوله: (فمنهم بشهارة: نحو خمسين طالباً، وبالشاهل: نحو عشرة، وبالمعهد العالي للقضاء: نحو ستة وعشرين طالباً، وفي المنزل: نحو عشرين طالباً) –قلت: صاحب الترجمة: كان يقوم في بعض المناطق؛ التي عين بها قاضياً شرعياً بالتدريس؛ لاسيما: في الفقه والتفسير، والنحو والفرائض والحديث، علاوة على الفصل بين المتخاصمين من الناس، كما أنه وبعد تخليه عن العمل: كان يقوم بتدريس من يرغب في تحصيل العلم الشريف بمنزله، إضافة إلى الفتوى الشرعية لمن طالبها، كما أنه أيضاً درس لفترة في المعهد العالي للقضاء في مادة أصول الفقه، أحيل للتقاعد بعد خمسين سنة من القضاء وغيره ابتدأها سنة (1374هـ) وحتى سنة (1424هـ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصادر الترجمة:
- العلامة عبدالسلام عباس الوجيه، أعلام المؤلفين الزيدية.