بيان رابطة علماء اليمن بشأن استهداف المتظاهرين في ميدان التحرير بصنعاء

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم يقول تعالى: (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون) صدق الله العظيم.
تابعنا بأسف بالغ الجريمة البشعة التي وقعت صباح اليوم الخميس بتفجير عبوة ناسفة بين المتظاهرين في ميدان التحرير، وسقط بسببه ثلاثة وأربعين شهيداً والعشرات من الجرحى.

إننا في رابطة علماء اليمن إذ ندين ونستنكر هذه الجريمة، لنؤكد على أنها لا تستهدف إلا المطالب التي خرج من أجلها المتظاهرون، وفي مقدمتها وقف التدخلات الأجنبية السافرة في شؤوننا الداخلية، وفرض إملاءاتهم على المسؤولين اليمنيين ومنهم رئيس الجمهورية في قراره الأخير بتكليف رئيس للوزراء بعد لقائه بالسفير الأمريكي.

إن وقوع هذا التفجير في هذا التاريخ بالتحديد وسقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى ليؤكد بأن وراءه أجهزة مخابرات عالية التجهيز والدقة، كما يؤكد بأن العبوات الناسفة التي برعت في تفجيرها عناصر الإرهاب ما هي إلا صناعة مخابراتية بامتياز، وأنها لا تخدم سوى أهدافا أجنبية، تتخفى تحت ثوب الخلاف بين المسلمين!!

لقد بات وقف التدخلات الأجنبية في شؤوننا الداخلية أمراً واجباً وحاجة وطنية ملحة، على اعتبار أن المبادرة الخليجية قد سقطت تماماً بسقوط أول شهيد من شهداء ثورة 21 سبتمبر 2014م والتوقيع على اتفاق السلم والشراكة اليمني –اليمني، وعليه فإننا نطالب بضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفاءات ووحدة وطنية تتولى مهامها وفق مقتضيات المصلحة الوطنية، وتعمل على وقف التدخلات الأجنبية السافرة والتحركات المشبوهة لسفراء الدول العشر خارج نطاق القواعد الدبلوماسية المعتمدة.

كما نطالب بحل جهازي الأمن القومي والسياسي اللذين لم يعد لهما من دور سوى التجسس على المواطنين اليمنيين خدمة للسفارات الأجنبية وتنفيذ أجندات غير وطنية، كما ندعو لاستمرار عمل اللجان الشعبية وتعزيز دورها في حفظ الأمن، لحين إعادة الأمور إلى نصابها فيما يتعلق بحفظ الأمن والاستقرار داخل العاصمة صنعاء بعيداً عن الاختراقات الأمنية التي أدت إلى زعزعتهما طوال الفترة الماضية.

إننا لنؤكد على ضرورة إجراء التحقيقات اللازمة حول ملابسات جريمة اليوم للتعرف على الأدوات الداعمة والمنفذة لها، تمهيداً لإحالتهم للقضاء لينالوا جزاءهم الرادع، كما نهيب بجميع أبناء الشعب اليمني للاستمرار في التعبير عن مواقفهم والمشاركة في المظاهرات والمسيرات العامة المطالبة بحقوقهم المشروعة.

نسأل الله تعالى الرحمة لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى، والتوفيق والسداد لشعبنا الحر العظيم، والرفعة والسؤدد لليمن واليمنيين.

صادر عن رابطة علماء اليمن
الخميس 15 ذي الحجة 1435هـ
الموافق 9 أكتوبر 2014م