بيان رابطة علماء اليمن بشأن إغلاق الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى

نشر بتاريخ: جمعة, 31/10/2014 - 12:00ص

بسم الله الرحمن الرحيم: (وَقَضَيْنَآ إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً(4) فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً (5) ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الاَخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً (7) عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً(8)) صدق الله العظيم

تدين وتستنكر رابطة علماء اليمن ما قامت به قوات الاحتلال الصهيوني من إغلاق المسجد الأقصى في مدينة القدس الشريف في وجوه المصلين من أبناء الشعب الفلسطيني المجاهد، بدءاً من اليوم الخميس وحتى إشعار آخر!!

إن ارتكاب قوات الاحتلال الصهيوني لهذه الجريمة الخطيرة يأتي في ظل المشروع الأمريكي الذي أغرق المنطقة العربية في فوضى الحرب والاقتتال، وغذا عناصره الإجرامية بالأسلحة والأموال تحت علم وبصر العالم، وفي نفس الوقت الذي جاءت فيه القوات الامريكية وحلفائها لحماية مصالحهم "الاستراتيجية" وكيانهم الصهيوني الغاصب تحت عباءة المشاركة في الحرب على "الإرهاب".

كما تأتي من ناحية أخرى في سياق محاولات حكومة الحرب الصهيونية الحثيثة والمتسارعة لتحقيق حلم مجرمي وسفاحي وأساطين وأفاكي الحركة الصهيونية ببناء مزعوم الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى وإقامة دولة يهودية من النيل إلى الفرات.

كما تدين رابطة علماء اليمن وتستنكر الصمت الرسمي العربي، وتحديداً مصر والأردن، اللتان كان لهما دورا بارزاً في مقارعة العدو الصهيوني الغاشم، وذهب من خيرة أبنائهما الآلاف من الشهداء والجرحى، فلا يجب أن تتغاضى حكومتهما عن الصلف الصهيوني ضد المقدسات الإسلامية والشعب الفلسطيني، والذي تكلل اليوم بانتهاك أقدس المقدسات الإسلامية كخطوة أولى لتحقيق أحلام بني صهيون على حساب البلدان والشعوب العربية في "الشرق الأوسط" الأمريكي الجديد.

إننا إذ نتألم من هذه الأحداث الخطيرة والانتهاكات البالغة وآثارها التدميرية على الأرض والإنسان؛ لنؤمن واثقين بتحقق وعد الله سبحانه في القرآن، وهو الذي أذن لليل الظلمة بالانبعاج ولفجر العزة بالانبلاج، فلاحت شواهد صبح جديد في بلد الإيمان والحكمة، ستظهر أشعة شمسه عما قريب، في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ليرفع الأذان في البقعة المباركة: الله أكبر الله أكبر؛ معلناً وقت الزوال.
يقول الله سبحانه وتعالى: (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [آل عمران:126].

يا أبناء شعبنا اليمني، يا أبناء أمتنا الإسلامية والعربية:

تدعوكم رابطة علماء اليمن للتفاعل مع القضية الفلسطينية ودعمها بكل ما تستطيعون، من مال وسلاح ودعاء وخطابة وكتابة.. الخ، وليكن بعلم الجميع أن كل ما تمر به المنطقة اليوم من أحداث ومصائب ليس مصدره سوى الكيان الصهيوني الغاصب، فهذا هو رأس الأفعى الذي إن قطع مات الذيل وتفتت أجزاؤه.
نسأل الله أن يوفقنا إلى طاعته والاعتصام بحبله الذي لن تضل أمتنا من بعده أبداً: كتاب الله وعترة رسوله، وأن ينصرنا على عدونا الصهيوأمريكي الغاصب، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.

صادر عن رابطة علماء اليمن
الخميس 6 محرم 1436هـ
الموافق 30 أكتوبر 2014م