بيان رابطة علماء اليمن بشأن اغتيال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله القائل: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)، والقائل: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) والصلاة والسلام على رسول الله وآله الاطهار وبعد:

تبلغنا بألم شديد نبأ استشهاد فضيلة الدكتور محمد عبدالملك المتوكل مغرب يومنا هذا الاحد التاسع من شهر محرم 1436هـ، إثر عملية اغتيال جبانة بواسطة مسدس كاتم صوت في شارع الزراعة وسط أمانة العاصمة صنعاء.

ان رابطة علماء اليمن وهي تدين وتستنكر هذه الجريمة البشعة، التي استهدفت هامة علمية وأكاديمية كبيرة وإنسان مفكر ومتمدن بحجم الدكتور المتوكل الذي نفع الله به وبآرائه ونتاجه الفكري والعلمي اليمن واليمنيين. لتعتبر أن استمرار مسلسل الاغتيالات طوال السنوات الثلاث الأخيرة بقدر ما يؤكد إصرار قوى النفوذ والفساد على مواصلة التخلص من الكوادر العلمية والاكاديمية الفاعلة في المجتمع، بقدر ما يكشف القصور والاهمال المتكرر للأجهزة الامنية، وتحديدا جهازي الأمن القومي والأمن السياسي، اللذين باتا يتعمدا الاخلال بمهامهما لصالح اجندات مشبوهة، وبما يثير التساؤلات حول جدوى انفاق مليارات الريالات من قوت الشعب وخزينته العامة على هكذا أجهزة قمعية تلطخت أيديها بدماء وأرواح وآهات وأوجاع اليمنيين طوال تاريخها الأسود..

وعليه فإننا نطالب من اللجان الشعبية أن تقوم بتكثيف تواجدها وعملها، وأن تعتمد أساليب وأدوات أكثر فاعلية لتأمين العاصمة وحماية الناس في أحيائهم وشوارعهم، في ظل تقاعس واختراق الأجهزة الامنية المعنية.

إن رابطة علماء اليمن تنعي لأبناء شعبنا اليمني والأمتين العربية والإسلامية الشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، الذي قضى سعيداً شهيدا وراضيا مرضيا، وإننا في الرابطة إذ نعزي أنفسنا وأبناء شعبنا اليمني وأبناء الأمتين العربية والإسلامية بهذه الفاجعة المؤلمة لنبعث بأصدق آيات العزاء والمواساة إلى أولاد الشهيد وجميع أفراد أسرته الكريمة وكل طلابه ومحبيه، سائلين الله أن يعصم القلوب بالإيمان وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان.
وندعو رئيس الجمهورية لتحمل مسؤولياته فيما حصل ويحصل من جرائم واغتيالات واختلالات أمنية وخدماتية باعتباره المسئول الأول عن فشل وانحراف أداء الأجهزة الأمنية في عهده، كما ندعو جميع الأطراف اليمنية الخيرة والفاعلة للقيام بدورها في حفظ الأمن والسلم الاجتماعي، ورفض التعامل مع أي فاسد أو أي اختلال داخل مؤسسات الدولة، والعمل على إزالته بصورة نهائية.

تغمد الله تعالى شهيدنا الدكتور محمد عبدالملك المتوكل بواسع الرحمة والغفران، وجعل روحه في أعلى عليين، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وفضح الله الجناة والمجرمون الذين خططوا وحرضوا ونفذوا هذه الجريمة النكراء وسلسلة الجرائم التي سبقتها، وأن يوفق بسرعة القاء القبض عليهم وإحالتهم للقضاء لينالوا جزاءهم الرادع مصداقاً لقوله تعالى: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) صدق الله العظيم، ولا حول ولا قوة الا بالله.

صادر عن رابطة علماء اليمن
الأحد 9 محرم 1436هـ
الموافق 2 نوفمبر 2014م