هوشلية مواقع التواصل !!

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 13/04/2021 - 9:41ص

 

سُمِّيت مواقع التواصل للتواصل فلماذا تحولت إلى هوشلية ؟!

الجميع يعرف أنها انحرفت عن مسارها ربما ليس على مستوى العالم الغربي فهذا العالم مشغول بالخدمات التي تدر عليه الأموال وحصد الأفكار والتجارة بينما المشغولون بما لا يفيد هم العرب فقط !!

لدينا خروج عن المألوف وإسراف في استخدام هذه الوسائل يصل حد الإفراط :

- إدمان بشكل غريب وعجيب قد يصل بالكثير في فترة وجيزة للعمى فنحتاج مستشفيات ومراكز بصرية !!

- ليس ثمة معلومات أو فوائد يجنيها أو يكتسبها غالب الرواد المتصفحين

- أثَّرت بشكل كبير على العلاقات الإجتماعية !!

- تسببت في انحراف السلوك !!

- هدَّمت الكثير من الأُسر !!

- قضت على الوقت فيما لا ينفع !!

- أخلَّت بالمسئوليات وأفرغتها من محتواها !!

- سلبت العرب عقولهم فصارت ملهاة يتيهون فيها !! {وَأَمّا مَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفسَ عَنِ الهَوى} [النازعات 40].

ضاع الأب وضاعت الأم فتخلى الآباء والأمهات عن أطفالهم والقيام بمسئولياتهم تجاههم !! تجد الزوجة زوجها مشغولاً عنها فتسلك نفس المسلك فإذا بهما موتسبان مفسبكان !!

- مجالس القات واللقاءات وحديثها الإجتماعي المتميز في اليمن تحولت إلى مجالس صمت وانشغال بالمواقع !!

- مجالس العائلة التي كانت حديثاً ونقاشات وفكاهة أصابها الشلل فكل واحد انزوى في غرفته مع المواقع وإذا كان ثمة اجتماع فغالبه شبيه بمجالس القات !!

- وفي الأعمال تجد الموظفين منشغلين عن الأعمال والإنجاز بالهواتف يتنقلون بين المواقع !! حاكيه .. كلّمه .. ولا حسه عندك !! كارثة اجتماعية !!

- بدلاً من الحديث والحميمية يجلس الزوجان في غرفة النوم منهمكين مع شاشات الهواتف !! يا لطيف والتَّيه !!

- ينشغل الطلاب في قاعات الدراسة في المدارس والمعاهد والجامعات بالمواقع ويتركون المذاكرة لصالحها !! يا ساتر والحال الذي وصلناه !!

- وفي المساجد بدلاً من الذكر والعبادة ينشغل المصلون بهواتفهم !! البعض ما إن يُكمل التسليمة الثانية إلا ويخرج هاتفه !! أي دبور هذا ؟!

- يتحلَّق أفراد الأسرة على مائدة الطعام ويضعون الهواتف على أفخاذهم ويتناولون الطعام وهم يتصفحون المواقع !!

- على وسائل المواصلات تجد غالب الركاب مشغولين بالهواتف !!

- تصل البقالة وبقية المحلات التجارية لتطلب شيئاً فتجد صاحبها والعامل فيها مشغولاً عنك بالهاتف !!

- وحتى حين تجد صديقك أو جارك في الشارع ترد السلام فلا يسمع !! تحاول الحديث معه فإذا به منهمك مع الهاتف !!

يمضي بعض الشباب والبنات الليل بالسهر للفجر وهم غارقون في الدردشات والسخافات التي لا جدوى منها !!

- تخرج آخر الليل الحارات فتجد عشرات الشباب يتلاحقون مع تغطيات شبكات الإنترنت ويقضون ساعات خارج المنازل !! خذلان عجيب .

{الَّذينَ اتَّخَذوا دينَهُم لَهوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتهُمُ الحَياةُ الدُّنيا فَاليَومَ نَنساهُم كَما نَسوا لِقاءَ يَومِهِم هذا وَما كانوا بِآياتِنا يَجحَدونَ}[الأعراف 51].

لقد حوَّل رواد مواقع التواصل الإجتماعي هذه المواقع إلى هوشلية :

- سخافات وتفاهات .

- معلومات مغلوطة وناقصة ومحرَّفة .

- نسخ لصق .

- تطبيل ومديح .

- تعصبات وكلام فارغ .

حتى الخلافات السياسية والمذهبية التي زرعتها استخبارات بني صهيون في الأمة الإسلامية يتماهى معها الرعاع فتزيد الشقاق وتتحول لعداوات وخصومات وملاعنة وسب وشتم وبذاءات !! ليست هناك حوارات بنَّاءة تُفضي للتصالح والتسامح غالباً وهذا شيء مؤسف {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كونوا قَوّامينَ بِالقِسطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَو عَلى أَنفُسِكُم أَوِ الوالِدَينِ وَالأَقرَبينَ إِن يَكُن غَنِيًّا أَو فَقيرًا فَاللَّهُ أَولى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الهَوى أَن تَعدِلوا وَإِن تَلووا أَو تُعرِضوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعمَلونَ خَبيرًا} [النساء 135].

سُمّيت مواقع التواصل بهذا الإسم بهدف التواصل بين الأفراد والجماعات ولها إيجابيات كبيرة لا يمكن إنكارها !!

من خلالها يلتقي الأهل والأصدقاء وتشكل واحة التقاء وتواصل رائعة كما تستخدم للأعمال والتعليم ومن خلالها تُنقل المعلومات ويتبادل الجميع البيانات !!

أطفالنا يمرون بنفس المشكلة ففي السنوات الأولى من عمرهم تجدهم يتقنون فن التعامل مع الهواتف والإدمان عليها وما إن يصلوا للثانية عشرة حتى يكونوا متخصصين في التصفح الإلكتروني !!

{يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ} [التحريم 6].

بعد كل تلك المشكلة العويصة والكبيرة ماذا علينا أن نفعل ؟!

أين الخلل ؟!

الخلل في رب الأسرة ومربية الأجيال فإذا كانا غير صالحين فكيف يصلح الأبناء والوالدان خاربان ؟! فاقد الشيء لا يعطيه !!

وإذا كان رب البيت للدف ضارباً

فشيمة أهل البيت كلهم الرقصُ .

أين دور التربية والتعليم في التوعية ؟!

أين دور المساجد والمنابر والمرجعيات الدينية ؟!

أين دور وسائل الإعلام المختلفة بوعيها ورسالتها ؟!

أين دور الرقابة المجتمعية ؟!

تلك الأدوار غائبة أو مغيبة إلا النادر الذي لا يؤتي أُكُله ما لم تتضافر الجهود وتتكامل لاستشعار الخطر الماحق بالمجتمعات والأجيال !!

{وَيَومَ يُعرَضُ الَّذينَ كَفَروا عَلَى النّارِ أَذهَبتُم طَيِّباتِكُم في حَياتِكُمُ الدُّنيا وَاستَمتَعتُم بِها فَاليَومَ تُجزَونَ عَذابَ الهونِ بِما كُنتُم تَستَكبِرونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقِّ وَبِما كُنتُم تَفسُقونَ}.

الدلالات: