بيان رابطة علماء اليمن بمناسبة ذكرى يوم القدس العالمي

نشر بتاريخ: خميس, 06/05/2021 - 11:21م

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )والقائل: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167) والقائل سبحانه وتعالى: وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5)

والصلاة والسلام على رسول الله القائل: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لعدوهم قاهرين ، لايضرهم من خالفهم ، حتى يأتيهم أمر الله عز وجل وهم كذلك . قالوا : يا رسول الله ، وأين هم ؟ قال : ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس.صلوات الله وسلامه على نبيه المصطفى وآله الطاهرين النجباء ورضي الله عن صحبه ذوي السبق والتقى،،،وبعد

تأتي ذكرى يوم القدس العالمي التي أعلنها الإمام الخميني رحمة الله وسن سنتها الحسنة لتكون محطة تاريخية وذكرى إيمانية وجهادية لها أهميتها العظيمة وحضورها المبارك والحيوي والمحوري  رغم التحديات والمؤامرات المحدقة بالأمة الإسلامية عموما وقضيتها الأولى والمركزية خصوصا ورغم طعنات ومبادرات العملاء والخونة وفي مقدمتهم أعراب نجد وأمراء ابو ظبي والمنامة والخرطوم الذين سارعوا في تولي اليهود والنصارى المسارعة المفضوحة وقدموا لهم التنازلات التي لم تخطر حتى ببال الصهاينة أنفسهم .

وأمام ذكرى يوم القدس العالمي وما تمثله من يوم لتوحيد الجهود والطاقات واستنهاض الشعوب والنخب لنصرة الأقصى وإعداد العدة الحقيقية والجادة ليكون تحريره أقرب مما مضى تؤكد رابطة علماء اليمن على التالي:-

1-  أن ذكرى يوم القدس العالمي ذكرى عالمية بكل ما تعنية الكلمة من معنى وما تتضمنه من دلالات ولا يمكن بحال أن تحصر أو تقصر هذه الذكرى على دولة أو شعب أو نظام فهي الجرح النازف والدامي والمأساة الطويلة والمظلومية الواضحة طيلة أ قرن من الزمان وهي القضية الفارقة بين أولياء الحق والقرآن وأولياء الباطل والشيطان.

2-  تبارك الرابطة الجهود المبذولة والمساعي المشكورة لتوحيد المسار وتعزيز التحرك الأخوي والإيماني الموحد لنصرة القدس وفلسطين ومناصرة قضايا الأمة ومواجهة قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا الشيطان الأكبر.

3-  أن تحرير القدس أصبح أقرب من أي وقت مضى لاسيما بعد أن تساقطت الأقنعة وتجلت الكثير من الحقائق وانكشف مستور العملاء والخونة الذين تاجروا بالقدس وفلسطين ورافعوا شعارات التحرير والمقاومة لكن الوقائع والمستجدات فضحت عمالتهم وشهدت على خيانتهم لله ورسوله والمؤمنين وبيت المقدس.

4-  أن المسارعين لتولي اليهود والنصارى الظالمين والمفسدين والمعتدين هم أقرب إلى تقوية الكفر والكافرين واتباع أهواءهم  وهدم أركان الإسلام والتلاعب بثوابته الواضحة والجلية ولا يمكن بحال أن تنتصر الأمة وتستعيد كرامتها وريادتها ودورها الحضاري من جديد إلا بعد التخلص منهم والثورة عليهم.

5-  أن على شعوب أمتنا ونخبها العلمية والفكرية والسياسية أن تعيد القدس إلى صدارتها وموقعها المتقدم على مستوى الخطاب الإعلامي والمناهج التربوية والمنابر الدعوية حتى لا تنسى وتغيب.

6-  أن الإعداد الجهادي واستنهاض همم شباب الأمة إيمانيا وروحيا وأخلاقيا وجهاديا وتوجيههم التوجيه القرآني الواعي كفيل بإفشال كل الصفقات وإسقاط كل الرهانات ومواجهة كل التحديات وكفى بتجربة أنصار الله في اليمن وحزب الله في لبنان وحماس والجهاد في فلسطين والحشد الشعبي في العراق وايران الاسلام شاهدا على ما يمثله الإيمان من سلاح أقوى وأمضى غير كل المعادلات ومرغ أنوف المستكبرين في الوحل.

7-  أن أقرب طريق إلى المسجد الأقصى هو المسجد الحرام إذا حرر من هيمنة قرن الشيطان النجدي المتمثل في النظام السعودي الذي ارتضى لنفسه أن يكون نسقا أولا ومترسا متقدما للدفاع عن الكيان الصهيوني وتقديم مبادرات السلام المزعوم له.

8-  أن على محور المقاومة تعزيز مسارات الوحدة والأخوة الإيمانية وتحصينها من اختراقات المنافقين ومكائد الماكرين ودسائس القاصرين وتوسيع آفاق التعاون تحت مظلة الإسلام وراية القرآن ومواجهة قوى الاستكبار والطغيان.

9-  تدعو الرابطة الشعب اليمني وشعوب الأمة الإسلامية لإحياء يوم القدس العالمي بالخروج الكبير إلى الساحات والمشاركة في المسيرات والتقرب إلى الله في هذه الجمعة بنصرة القدس وفلسطين وإدخال السرور على أهلها المستضعفين وإظهار موقف العداء والبراءة من أمريكا وإسرائيل الغدة السرطانية التي قرب وقت استئصالها بإذن الله وعونه:

نسأل الله تعالى في هذه الجمعة المباركة ومع نفحات خواتم الشهر الكريم أن يعجل بتحرير المسجد الأقصى من دنس اليهود الغاصبين وأن يكتب الفرج العاجل والفتح المبين للقدس على أيدي عباده الصادقين وجنوده المخلصين وأن ينزل غضبه وعذابه بالعملاء والمنافقين واليهود المعتدين .

صادر عن رابطة علماء اليمن

بتاريخ 24/ رمضان / 1442هــ

الموافق 6/5/2021م