الكوادر الصحية والارتقاء بالدور الوظيفي إلى الدور الجهادي

نشر بتاريخ: جمعة, 27/11/2020 - 7:34م

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد بن عبدالله و على اله الطيبين الطاهرين

إن  ما أوصل الأُمَّـة لهذا المستوى من الضعف والهوان هو غياب الروحية الجهادية التي بها تستطيع الدفاع عن نفسها ومبادئها ومقدساتها وعرضها وأرضها و وجودها و مصلحة الشعوب الإسلامية في التوجّه القرآني والنظرة نحو اليهود والنصارى، نظرة العداء، نظرة إعداد القوة، نظرة الجهاد، نظرة الشعور بأنهم يسعون في الأرض فساداً، وأنهم لا يريدون لنا أي خير و يعتبر مفهوم الجهاد في القرآن الكريم هو واسع وشامل بسعة وتعدّد مجالات الصّراع، فيشمل الكلمة، والقلم، والموقف، والسّلاح، وإلى آخره، ويعتبر الجهاد بالكلمة من الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وسلاحاً فعّالاً في ميدان المواجهة والصّراع مع الأعداء، وواجباً دينيّاً لا يكتمل الإيمان إلاّ به، كما ان من يطلع على مصادر التشريع الإسلامي من الكتاب والسنة يجد فيها تركيزاً كبيرا واهتماما ضخما بموضوع الجهاد وقد أولى السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي موضوع الجهاد أهميه خاصه خلال فتره حياته الدعوية  حيث ويعتبر الشهيد القائد السّيد حسين رضوان الله عليه أنّ للقلم دوراً مهماً جدّاً في استنهاض الأمّة، ومواجهة الأعداء، يقول السّيد: (القلم يعتبر جهادا إذا كان هو يصدر خطوطا تؤدي إلى القتال فهو جهاد، أما إذا كان يصدر سطورا تجمد الأمة، وتخدع الأمة فيعتبر ماذا؟ يعتبر منافيا للجهاد، يعتبر حربا على كل ما تعنيه كلمة جهاد) ملزمة سورة آل عمران الدرس الثاني.

و قد بين الشهيد القائد السيد حسين بن بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه أنّ المجاهدين في سبيل الله ينطلقون من منطلق الحبّ لله، والتّضحية في سبيله، والإخلاص له، من منطلق القيم والمبادئ، والوعي الكبير، والاستشعار العالي للمسؤولية، لأنّ منطلقات الجهاد في سبيل الله هي قيم، ومبادئ، ومواقف محقّه وعادله، وليست منطلقات ماديّة، ولا دنيويّة.

*  ويؤكّد السّيد رضوان الله عليه على أنّ ميدان الجهاد في سبيل الله هو النّاس، والعمل على إنقاذهم، وتحريرهم، وهدايتهم، وأنّ المؤمن الحقيقي الذي تعظم علاقته بالله وتصدق، هو من ينطلق ليجاهد في سبيل الله في كلّ ميادين الجهاد، ويبذل جهده في العمل على إنقاذ المستضعفين من عباد الله وتحريرهم.

ويقول السيد القائد في يوميات من هدي القران الدرس الثاني والعشرون من دروس رمضان: قال الله تعالى (يجاهدون في سبيل الله) أليس هنا ألغى موضوع قوميه وطنية تربة وطن حجار وطن وأشياء من هذه لن يكون لها فاعلية على الإطلاق هم ينطلقون يجاهدون في سبيل الله من أجل الله وفي الطريق التي رسمها للمجاهدين.

يوجد سبل كثيرة تحمل عنوان  الجهاد وهي سبل عوجاء يمكن أي واحد أن يدعيها  أما كلمه جهاد في سبيل الله  .هنا يبين لك سبيله طريقه هي طريق هو  رسمها للمجاهدين من أجل أن يسيروا عليها في جهادهم.

ولكي ندخل في موضوع بحثنا وهو الكوادر الصحيه والارتقاء بالدور الوظيفي إلى الدور الجهادي...

إذا لا بد أن نوضح معنى الجهاد ومقاصد الجهاد

* إنّ معنى الجهاد في سبيل الله هو بذل الجهد في كلّ المجالات لإقامة دين الله، الجهاد بمفهومه الشّامل في مسيرة الحياة، وحركة الأمّة، الّذي يشمل القلم، ويشمل الكلمة، والموقف، والبذل، والعطاء، والسّلاح بمختلف أنواعه، وإعداد الأمّة نفسيّاً، ومعنويّاً، وتربويّاً، وصحياً، وثقافيّاً، وعسكريّاً، إلى آخر القائمة الشّاملة لكلّ مفهوم الجهاد وشموليّته

والجهاد عموماً في سبيل الله لا يتحدد بزمان ولا مكان فحياة المسلم كلها جهاد  ويكون الإعداد الجيد للمجاهد عموما والكادر الصحي  من خلال تهذيب النفس وهي من  المهام الانسانيه المناطه بكل مؤمن( ومن ضمنهم شريحة الموظفين وخاصة موظفين الصحة رسل الرحمة) وعن طريقة  تتحول الى ترجمتها كرسالة على أرض الواقع أما الوسيلة الوحيدة لإنجاحها فهي وسيلة العبادة والاستذكار وتجنب الغفلة والانجرار وراء الشهوات والرغبات .فمن خلال الالتزام بالعباده والمواضبه عليها تتحول الى تنميه ملكه التقوى والوازع الأخلاقي وهذه أهم الصفات المطلوب تواجدها في الكوادر الوظيفية ومنها موظفو الصحة فمتى ما كانت التقوى هي التي تتحكم بالشخص وكل أعماله خالصة لوجه الله عندها تتحقق السعادة الدنيوية والأخروية ومتى ما كنت تراقب الله في جميع أعمالك فالله سوف يوفقك في هذه الأعمال ويقويها وينميها وتحقق أهدافها المنشودة.

أيضا متى ما كان الوازع الأخلاقي هو المتحكم بحياة وعمل وخطوات الإنسان بشكل عام والموظفين بشكل خاص ومنهم الكادر الصحي فالله سبحانه وتعالى سوف يوجه تلك الأعمال نحو تحقيق الهدف وبإذن الله سيتم تقبلها وتكون السعادة الدنيوية والأخروية.

كما أن تمتع الموظف بالتقوى والوازع الأخلاقي يجعله قوي الشخصية قوي الإرادة قادراً على التأثير في وجه الظروف والواقع بدلا من الوقوع ضحية لها .

وفي ضوء ذلك نجد أن الانطلاق إلى ساحات الجهاد  يجب أن يسبقه إعداد صارم ومتواصل من التربية الإيمانية القرآنية .

فعن طريق  مجاهدة النفس والحرص على ترويضها وتهذيبها يصبح بإمكان المجاهد أن يعطي المواجهة المسلحة مع العدو المرتبة الحقيقية والصفة الأسهل ويكون في نفسه ويقينه أكثر استعداداً على تحمل أعبائها والقبول بنتائجها بغض النظر عما تمثله من استحقاقات وحالات قاسية كثيراً ما تتجسد بالتضحية بالنفس والتعامل مع هذه التضحية من منظور إيماني يؤكد على أبعادها الاستشهاديه ويكشف قيمتها القدسية لكافة الأطر المادية والعناوين التقليدية.

وهكذا كانت المدرسة المحمدية  والتربية القرآنية التي تربى فيها الإمام علي وعمار والمقداد وغيرهم من أسود المدرسة القرآنية ممن رضعوا مفاهيم الأعداء.

تهذيب النفس  وكانوا ليوث الوغى عندما دعتهم المرحلة ليكونوا رجال الجهاد مع العدو.

وهذا الإعداد الصارم في مرحلة الجهاد  للناس كافة وللكادر الصحي بشكل خاص يستلزم خطوات كثيرة مبدؤها التربية القرآنية التربية الصحيحة والتي تستلزم عقد الدورات الثقافية وعقد الندوات الإرشادية والبرامج اليومية والمتابعة المستمرة والحثيثة للكوادر.

فنحن لا نستطيع أن نناقش الموضوع بمعزل عن الظروف السابقه التي مر بها الوطن وشريحة الصحة من فساد وسوء إدارة وغياب الوازع الأخلاقي.

من هنا جاء الاهتمام بالكوادر الصحية وتثقيفهم وتنويرهم بالثقافة القرآنية بحيث يكونوا قادرين على تحمل مسؤولياتهم و روح العطاء و التفاني فيما بينهم ضاربين بعرض الحائط كل الاعتبارات المادية و الدنيوية  ذلك لأن على الأُمَّـة التي تتحرك لتجاهد في سبيل الله أن تقدم نفسها أنموذجاً في التعامل فيما بينهم، في صدقهم مع بعضهم بعض، في إخائهم وتآلفهم، في قوتهم، في منطقهم.

إذاً لا بد من إعداد هذه الشريحة إعدادا صارماً وقوياً وتلي مرحلة الإعداد الرقابة الصارمة على الأداء في الميدان كون العمل الصحي ذو خصوصيه تجعله يختلف عن الأعمال الأخرى إنه يتعامل مع حياة البشر وأسرارهم ويطلع على خصوصيات قد لا يواجهها ذوي المهن الأخرى.

لذلك فإن الكادر الصحي  الذي تسلح بالإعداد الجيد والتربية القرانيه العاليه سيكون لديه تأثير قوي على المجتمع فضلا عن خدمته الصحية القوية والجيدة التي يقدمها للمجتمع ...

وقد أولت القيادة الصحية لأنصار الله بقيادة معالى الوزير د طه المتوكل اهتماما كبيرا لجميع مراحل الإعداد  والارتقاء   بالكادر الصحي اعداد جيدا وتسليحه بالتربية القرآنيه والتي تخلق عنده تقوى الله والوازع الديني في العمل عن طريق توفير القدوة الصالحة من خلال تصرفات معاليه والقيادة الصحيه المحيطه به وايضا عقد الدورات بشكل دوري لتنمية الجانب الروحي للقيادات والتعميم بذلك على القيادات الطرفية والوسطية.

كما اهتم بالمرحلة الثانية وهي مرحلة الرقابة على تنفيذ  الأعمال حيث أوجد قواعد صارمة التزم بها هو والمحيطين به وقام بإزاحة جميع المتلاعبين والمفرطين.

ووضع لوائح تنظيمية نستطيع أن نعتبرها   ضوابط أخلاقية تنظم العمل الخاص والعام جمعت هذه الضوابط بين الإعداد الجيد والرقابة العالية والتنفيذ المرتبط بالجودة العالية ...

...وخير ما نختم به مقالتنا هذه هو قول الإمام على عليه السلام في نهج البلاغة (أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصه أوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينه وجنته الوثيقه فمن تركه رغبة عنه البسه الله ثوب الذل وشمله البلاء وديث بالصغار والقمائه وضرب على قلبه بالإسهاب وأديل الحق منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف ومنع النصف).