أقامت رابطة علماء اليمن والمجلس الزيدي الإسلامي ندوة بعنوان ((الإمام زيد الإنتماء والهوية))

نشر بتاريخ: أحد, 13/09/2020 - 8:31م

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام نظمت رابطة علماء اليمن بالتعاون مع المجلس الزيدي الإسلامي ندوة فكرية بعنوان (الإمام زيد الإنتماء والهوية).. وذلك يوم الأحد 24/محرم 1442هـ الموافق 12/9/2020م بجامعة إقرأ للعلوم والتكنولوجيا..

ابتدأت الندوة بآيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ/ محمد حسن الكباري..

ثم الكلمة الأولى للعلامة/ محمد الماخذي، تحدث فيها أن أمثال هذه المناسبة تذكرنا بضرورة تحمل المسؤولية لتبليغ الدين وجهاد المعتدين لتبرأ ذمتنا يوم أن نقف بين يدي الله..

ثم تطرق إلى أن العالم اليوم يمكر بالإسلام والمسلمين، مستشهداً بخطاب السديس في الحرم الداعي إلى التطبيع مع إسرائيل بشكل خبيث، ذاكراً نبذة من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعاملته مع اليهود في المدينة حين خيرهم بين ثلاث: الإسلام، أو الجزية، أو القتال، فاختاروا الجزية في بادئ الأمر..

ثم تحدث عن فضائل أهل البيت الذين يعتبرون الامتداد الأصيل لنهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدليل الآيات والأحاديث الواردة فيهم.. ولم يصلوا إلى تلك المرتبة العظيمة إلا لأنهم تحملوا المسئولية تجاه دينهم وأممهم.

خاتماً كلمته بضرورة التزام البصيرة التي أوصى بها الإمام زيد عليه السلام حتى نكون على وعي وبصيرة في حياتنا كلها.. مشيراً إلى أن الانتساب إلى الإمام زيد عليه السلام لم يكن إلا لأننا آمنا بمبدأ العدل والتوحيد والوعد والوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


الكلمة الثالنية عبارة عن ورقة؛ قدمها الأستاذ/ طه الحاضري، بعنوان (ميزان ثورة الإمام زيد عليه السلام) عرض فيها سبع ميزات لثورة الإمام زيد عليه السلام التي أكسبتها أهمية بالغة كثورة نموذجية واستثنائية واستراتيجية وواقعية ومنطقية وعملية.

ثم تحدث عن أساس عظمة ثورة الإمام زيد؛ وهو أنها قامت على مُسَلَّمَة لا يمكن التشكيك فيها باتفاق بين المسلمين والمتمثلة في إرساء دعائم العدل وركائز القسط، والقضاء على الظلم والفساد..

متطرقاً إلى أهم الميزات التي ظهرت في ثورة الإمام زيد؛ كالنشاط السلمي؛ المتمثل في النشاط الفكري والثقافي التصحيحي، والنشاط السياسي.. وكذلك رؤيته السياسية الثورية العملية التي جمعت الناس على اختلاف توجهاتهم ومذاهبهم..

معرجاً على كون ثورة الإمام زيد عليه السلام نسخة طبق الأصل عن عاشوراء الإمام الحسين؛ لأنها كانت لإصلاح الأمة والخروج على الظالم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ثم تحدث عن أهداف الثورة الشاملة، قائلاً: ليس صحيحاً على الإطلاق أن لثورة الإمام زيد أسباباً شخصية كما يصور بعض المؤرخين، بل كانت أهدافه مرتبطة بالقرآن الكريم ارتباطاً وثيقاً.. معرجاً على أخلاق الثورة وقيمها النبيلة.

خاتماً ورقته بالحديث عن نتائج الثورة الاستراتيجية؛ كإحياء مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وكذلك شواهدها المعاصرة التي تشهد بصوابية ثورة الإمام زيد بن علي عليه السلام.


ثم الكلامة الأخيرة مع السيد العلامة/ شمس الدين شرف الدين مفتي الديار اليمنية ورئيس رابطة علماء اليمن..

تحدث فيها إلى أهمية إحياء أمثال هذه المناسبات من أجل إحياء مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس من أجل إثارة النعرات الطائفية كما يتوهم البعض ..

ثم تطرق إلى أن الأمة انتكست على رأسها وذلّت عندما تركت مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قائلاً: صار من يلتزم اليوم بالدين متخلفاً في نظر الناس ولا قدرة له على مواكبة العصر، وصار المعروف منكراً والمنكر معروفاً، وابتعدت هذه الأمة عن نهج ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وآله وسلم .. مستشهداً بالنموذج السعودي والإماراتي الذين سعوا إلى التطبيع مع إسرائيل تحت غطاء الدين المزعوم.. وكذلك سب النبي على القنوات الفضائية بشكل مستمر، وإظهار العاريات المتبرجات على الملأ وتكريمهن على رؤوس الأشهاد.

ثم تحدث عن رفض جامعة الدول العربية للمشروع المقدم من فلسطين الداعي إلى تحريم التطبيع؛ كما يدل على تغلغل اليهود في عمقه لقرار الدول العربية.. داعياً الأمة الإسلامية على اختلاف مذاهبها إلى تحمل المسؤولية تجاه دينهم وأوطانهم، فالعبرة بالعمل وليس بالانتماء الطائفي.

واستنكر سكوت كثير من الخطباء والعلماء عن إدانة العدوان؛ رغم ما يرى من سفك دماء الأبرياء وانتهاك الحرم والأعراض.

خاتماً كلمته بالحديث عن ثورة الإمام الحسين وحفيده الإمام زيد بن علي؛ التي شرّعت الخروج على الظالم وسعت للإصلاح في أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


ومع توصيات الندوة؛ قرأها العلامة محمد قاسم الهاشمي وهذا نصها:-

 

بسم الله الرحمن الرحيم

توصيات ندوة : (الإمام زيد عليه السلام الانتماء والهوية) المنعقدة بتاريخ (25) الخامس والعشرين من المحرم 1442هــ الموافق (17) السابع عشر من سبتمبر 2020م بجامعة إقرأ

 

الحمد لله القائل {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} والقائل {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله منقذ البشرية وهاديها إلى الصراط المستقيم ، أرسله لرفع منارة الدين وكسر شوكة الكفر و الطغاة المستكبرين القائل  صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه وخليفة رسوله صَلَّى الله عَلَيْه وَآله وسَلَّم)) صلوت الله وسلامه عليه وعلى آله سفينة النجاة وقرناء القرآن ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.

وبعد

فنظرا لما تمثله شخصية الإمام زيد عليه السلام وثورته المباركة ، وحركته الفكرية القرآنية ، وسيرته الجهادية و الرسالية ، من محطة هامة ، ونقطة تحول في تاريخ الإسلام والإمة الإسلامية عموما، وفي حياة ووجدان أهل اليمن خصوصا كونه يمثل هوية جامعة وثورة خالدة لها ميزاتها وحيويتها المتجددة الممتدة عبر القرون والعصور حتى يومنا هنا

فقد حرصت رابطة علماء اليمن والمجلس الزيدي على إقامة هذه الندوة والتي تتزامن مع مرور ألفي يوم من الصمود والثبات الأسطوري – بتوفيق الله وعونه – في وجه تحالف عدوان عالمي تقوده أمريكا وتنفذه أدواتها النفاقية وتتزامن كذلك مع قدوم ذكرى انتصار ثورة الــ 21 من سبتمبر المباركة التي هي أحد ثمار وبركات الانتماء الواعي لأعلام أهل البيت ومنهجهم الثوري وفي مقدمتهم إمام الأئمة زيد بن علي عليه السلام وتقام هذه الندوة وأمتنا في أمس الحاجة لاستلهام الدروس والعبر التي تزيدها وعيا وصبرا وصمودا وثباتا على القيم والمبادئ تجاه المؤامرات والتحديات والدسائس والتنازلات العربية المشينة والتي آخرها لحوق النظامين الإماراتي والبحرين بقافلة مصر والأردن في التولي لإسرائيل والاعتراف بها

وأمام  هذه المناسبة التاريخية العظيمة وما تزامن معها واستجد خرجت الندوة بالتوصيات التالية

يمثل الإمام زيد قيمة إنسانية وإسلامية جامعة وهو إمام الأمة قام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم يكن مجرد فقيه بل كان  ولا زال وسيبقى مدرسة إسلامية وقائدا إسلاميا توفرت فيه كل مؤهلات ومقومات الإمامة والقيادة.

يعتبر الإمام زيد الامتداد الحقيقي لحركة الإسلام الأصيل ولقد قام مقام جده الحسين السبط في إصلاح الأمة وإحياء مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بالثورة في وجه الطغاة المستكبرين والظلمة والمفسدين

يعتبر عطاء الإمام زيد الفكري ، وتحركه الثوري والجهادي مدرسة توعوية وتعبوية ومصدر إلهام لكل الثائرين التواقين للحرية ، وإعلاء كلمة الله والدفع عن المستضعفين وإقامة العدل في كل مناحي الحياة

من الأهمية بمكان إدراج سيرة الإمام زيد وفكره التنويري ومشروعه القرآني وإرثه الثوري ورسالته إلى علماء الأمة في المناهج الدراسية في المدارس والجامعات.

 الانتماء إلى الإمام زيد عليه السلام هو انتماء للإسلام وليس انتماء مذهبيا و هذا الانتماء يتطلب حمل المسؤولية وأداء الأمانة وإقامة العدل والسير على خطى الإمام في إصلاح الأمة وجمع كلمتها ومعالجة اختلالاتها وانحرافاتها في الثقافة والفكر.

الوعي بأن ثورة الــ 21 الواحد والعشرين من سبتمبر ما كان لها أن تسقط الوصاية الأجنبية وتحرر اليمن من قوى النفوذ والعمالة والفساد إلا بفضل من الله ثم بفضل المنهج الفكري القرآني الذي جسده الإمام زيد عليه السلام.

إن التحرك الجهادي ومواجهة قوى الطاغوت ورفض سياسة الحاكمين اليوم والتحرك لإسقاط مشاريعهم النفاقية ومخططاتهم الشيطانية صار أوجب وأهم من ذي قبل .

إن إحياء النهج الفكري والإرث الثقافي للإمام زيد والهادي وكل أئمة أهل البيت كفيل بقطع الطريق أمام الجائرين وتسلط المفسدين ويمثل حصانة من الاختراق وتسلل الأفكار الدخيلة والمستوردة.

بعد ألفي يوم من الصمود في وجه العدوان تجلت رعاية الله وتأييده لعباده المؤمنين المجاهدين في سبيل الله وتكشفت الحقائق بما لا يدع مجالا للشك أننا على الحق والمعتدين على الباطل.

باسم المشاركين في هذه الندوة نتقدم بأسمى التحيات وأصدق الأمنيات وخالص الدعوات للسيد قائد الثورة ولجيشنا البطل ولجاننا الشعبية الأبية وقبائلنا النبيلة الشجاعة وللقوة الصاروخية والطيران المسير فهم الأمل بعد الله في الوقوف في وجه الظالمين ودحر الغزاة والمعتدين وتحقيق العزة والكرامة والنصر المؤزر بإذن ليمن الإيمان والحكمة وللامة العربية والإسلامية فهم خير من يجسد ثورة وحركة وجهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام.

نسأل الله تعالى أن يجزي الإمام زيدا عن أمة جده الحبيب المصطفى خير الجزاء وأن يجعلنا على نهجه وخطاه سائرين وأن يوفق الأمة الإسلامية للخلاص من الطغاة والعملاء والمنافقين

صادر عن ندوة : (الإمام زيد الانتماء والهوية)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته