شهداء الفوز العظيم ووجوب عون المصلحين

نشر بتاريخ: أحد, 20/01/2019 - 8:26م

قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ))

وقال تعالى:((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ))

تأتي الذكرى السنوية للشهيد من كل عام في شهر جمادى الأول لتكون محطة وعي ومناسبة تنوير على مدى أسبوع كامل حتى صار هذا الأسبوع يعرف ويسمى بأسبوع الشهيد, أسبوع كامل يقف فيه الأحرار من أبناء اليمن مع الشهداء العظماء وقفة وفاء وشكر وعرفان لأهل الوفاء والشكر والعرفان والمعروف والجود والبذل والتضحية والإيثار, وأهل البصيرة و الصبر والمصابرة والمرابطة والإحسان, وأهل الثبات والصمود والعزيمة والإرادة الخيرة التي قهرت إرادة الشر.

هذا الأسبوع المبارك هو أسبوع الشهادة والشهداء فيه الذكرى لمن أراد أن يتذكر وفيه البصيرة لمن أراد أن يستبصر, وفيه الحرية لمن أراد أن يتحرر ويكون حرا لا مستعبدا, وفيه الرجولة لمن يريد أن يعيش أرقى معاني الرجولة لا أن يكتفي بمجرد الذكورة, وفيه الصدق لمن أراد أن يكون صادقا ويكون مع الصادقين قال تعالى(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) وقال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)

إن أسبوع الشهيد أسبوع عظيم بعظمة عطاء الشهداء وأسبوع عزيز لأنه مقرون بعزة الشهداء الذين رفعوا شعار العزة الشعار الحسيني الذي ظل شعارا منذ فاجعة الطف إلى يومنا هذا وسيبقى شعارا للأحرار يرددونه جيلا بعد جيل تصدع حناجرهم -في وجه كل يزيد- بكل إباء وقوة قائلة (هيهات منا الذلة,, هيهات منا الذلة ,,هيهات منا الذلة )وجاء حسين العصر ليرفع شعار الحرية الحسيني في وجه يزيد وشعار البراءة القرآني في وجه المشروع الأمريكي قائلا: أيها الإخوة اصرخوا ألستم تملكون ,ألستم تملكون صرخة أن تنادوا :الله أكبر –الموت لأمريكا-الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود- النصر للإسلام. فكان هذا الشعار شعارا للشهداء وكان سببا في إغاظة السلطة الحاكمة ودافعا لها لشن حروب ست لإسكات هذا الهتاف وإلغاء هذا الشعار الثقافي التوعوي الجهادي المعبر عن الرفض للهيمنة الأمريكية والتوسع الصهيوني والتواجد الأمريكي في بلادنا العربية والإسلامية وكان ولا زال يردد بصورة سلمية وحضارية وبوعي وقناعة راسخة بأهمية ترديده كسلاح وموقف وصرخة في وجه المستكبرين والمستعمرين والغزاة الجدد فارتبط الشعار بالشهداء وارتبطوا به نظرا لما مثله من قوة معنوية ولما يختزنه من طاقة جهادية في ميدان المعركة مع العدو الأمريكي وأدواته العملية التي جاءت لاحتلال بلدنا واستعباد شعبنا ونهب ثرواته وطمس هويته والتلاعب بتاريخه.

إنه يحق لنا أن نعتبر شهداءنا شهداء الفوز العظيم لأنهم استشهدوا وهم موحدون لله التوحيد النقي والصافي ,وهم يؤمنون بالعدل والوعد والوعيد والخروج على الظالم وموالاة الإمام علي وأهل البيت والتمسك به وأهل اليمن عموما والحمد لله عاشوا على حب الله وحب رسوله والمودة الخالدة لأهل بيته عبر التاريخ وهم منزهون لله من كل عيب ونقص ومن كل تشبيه وتجسيم وظلم وهو مصلون وصائمون وهم على دراية ووعي ووبصيرة بأنهم لم يخرجوا للجهاد أشرا ولا بطرا ولا ظالمين ولا مفسدين بل كما خرج الإمام الحسين والإمام زيد خرجوا من بيوتهم ومن بين أهاليهم ليواجهوا شرار الخلق والخليقة الأخسرين أعمالا الذين جاؤوا بطائرات أمريكا وبارجاتهم ومدرعاتها وأساطيلها وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

نعم وألف نعم شهداؤنا هم العظماء وهم شهداء الفوز العظيم لأنهم جاهدوا الطواغيت والظلمة والمفسدين والعملاء والخونة وجاهدوا المارقين من الدين المستحلين لدماء المسليمن المستبيحين للدم والمال والعرض.

هم أهل الفوز العظيم لأنهم جاهدوا الأعراب الأشد كفرا ونفاقا ,وجاهدوا الملوك وخدام الملوك الذين ما دخلوا قرية أو محافظة إلا وأفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ولا زالوا يفعلون وسيظلون حتى يحمل الناس ثقافة الشهادة وروحية الجهاد لمقاومة خوارج العصر أدوات الصهيونية العالمية وخدام المشروع الأمريكي.

هم أهل الفوز العظيم لأنهم خرجوا شعورا بالمسؤولية واستجابة لله وإعلاء لكلمة الله ونصرة للمظلومين وإسقاطا لهيمنة الطغاة والمستبدين وإفشالا لمشاريع المستكبرين.

خرجوا من بيوتهم طالبين لإحدى الحسنيين

هم أهل الفوز العظيم لأنهم الذين وعد الله بأن يأتي بهم لأنه أحبهم وأحبوه ولأنهم هم من نراهم بأعيننا أذلة على المؤمنين أعزة أمام الكافرين والمنافقين والمجرمين والتكفيريين القتلة ولأنهم لا يخشون إلا الله ولا يتعاملون مع أمريكا إلا كقشة ولا يرون أولياءها وحلفاءها إلا أوهن من بيت العنكبوت.

هم شهداء الفوز العظيم لأن لولا تحركهم وتضحياتهم وبذلهم وعطاؤهم وصبرهم ومصابرتهم ومرابطتهم وقيادتهم لتكررت المآسي واستمرت التفجيرات وعاد مسلسل الاغتيالات ولسالت الدماء مجددا في مساجدنا وأسواقنا وجامعاتنا ومدارسنا ولكانت السكاكين تمارس حزها للرقاب وقطعها للرؤوس ولكان السحل والصلب ساري المفعول ولعاد السفير الأمريكي لممارسة دوره كمندوب سامي على اليمن ولعاد السفير السعودي لممارسة دوره وأداء وظيفته في شراء ولاءات ضعاف النفوس ومن في قلبهم مرض ممن نصبوا العداء وأعلنوا العداء والحرب لآل محمد ونهجهم ولعاد السفير الإماراتي لاستقطاب عملاء وخدام للماسونية.

وأمام شهداء الفوز العظيم لا بد من الوعي بالتحديات التي وعوها وإدراك المخاطر المحدقة بمننا وأمتنا التي أدركوها وتربية النفوس على التضحية كما ربو هم نفوسهم والتحرك في سبيل الله بكل جد وإخلاص كما تحركوا والوعي بمخاطر القعود والجمود وعواقب التفريط والتخاذل والحياد والصمت فلو صمت وحايد هؤلاء الشهداء كما يصمت ويحايد البعض اليوم لكان اليمن في خبر كان ولكان المشروع الأمريكي يصول ويجول في اليمن ولكانت الهوية اليمنية تحت أقدام الوهابية والصهيونية ولما فتح المجال لتدريس العلوم النافعة ولما فتح المجال لتأسيس الجامعات وإنشاء مراكز الدراسات وإصدار الصحف والمجلات المعبرة عن أصالة وهوية هذا الشعب.

إن دماء الشهداء العظماء توجب علينا أن نكون عند مستوى التحدي والصراع والمسؤولية والمرحلة وأن نكون حافظين لنهجهم أمناء على وصاياهم سائرين على دربهم موالين لمن والوا محبين لمن أحبوا ثابتين مع من ثبتوا سامعين مطيعين لمن كانوا سامعين مطيعين من القيادة في طاعة الله

إن أسبوع الشهيد فرصة حقيقية لتقييم النفوس ومعالجات النفسيات وتصحيح النوايا ومراجعة الحسابات وتصويب المواقف وتعديل المسارات لتكون نحو المسار الحقيقي المسار القرآني المحمدي العلوي الحسيني التنويري التعبوي

وأن نكون خير مستجيبين ومعينين لمن طلب الإمام زيد أن نكون معينين له عندما قال : عباد اللّه فأعينونا على من استعبد أمتنا، وأخرب أمانتنا، وعَطَّل كتابنا، وتَشَرَّف بفضل شرفنا، وقد وثقنا من نفوسنا بالمضي على أمورنا، والجهاد في سبيل خالقنا، وشريعة نبينا صلى اللّه عليه وآله وسلم، صابرين على الحق، لا نجزع من نائبة مَنْ ظَلَمَنا، ولا نَرْهَبُ الموتَ إذا سَلِمَ لنا دِيْنُنَا، فتعاونوا تنصروا بقول اللّه عز وجل في كتابه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا إَنْ تَنْصُرُوْا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))، ويقول اللّه عز وجل:((وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌ عَزِيْزٌ الَّذِيْنَ إِنْ مَكَنَّاهُمْ فِيْ الأَرْضِ أَقَامُوْا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوْا بِالْمَعْرُوْفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُوْرِ)) .

إن نداء الإمام زيد(عليه السلام) اليوم تنطق به دماء الشهداء وترفعه أرواحهم وتجدده تضحياتهم صارخة بما صرخ به الإمام عندما قال مستنهضا للأمة ولا سيما العلماء منها مجددين للنداء الخالد: (عباد اللّه إن الظالمين قد استحلوا دماءنا، وأخافونا في ديارنا، وقد اتخذوا خُذْلانَكم حجة علينا فيما كرهوه من دعوتنا، وفيما سفهوه من حقنا، وفيما أنكروه من فضلنا عناداً لله، فأنتم شركاؤهم في دمائنا، وأعوانهم في ظلمنا، فكلُّ مالٍ للَّه أنفقوه، وكل جمعٍ جمعوه، وكل سيف شَحَذُوه وكل عدل تركوه، وكل جور رَكِبوه، وكل ذمة للَّه تعالى أخفروها، وكل مسلم أذلوه، وكل كتاب نَبَذوه، وكل حكم للَّه تعالى عطلوه، وكل عهد للَّه نقضوه فأنتم المعينون لهم على ذ لك بالسكوت عن نهيهم عن السوء)