الدورات الصيفية .. تحصينٌ للشباب وتفويتٌ لمخططات المعتدين

نشر بتاريخ: جمعة, 10/08/2018 - 6:37م

تدخل الدورة الصيفية لهذا العام 2018م - 1439هـ ويقبل الطلاب من كل مكان على المساجد والمراكز ليستغلوا فترة العطلة  في دراسة القرآن الكريم وعلومه الشرعية ، والاستزادة من المنهج الروحي والمادة الثقافية التي تزيدهم معرفة ووعياً ، خصوصاً في هذه الفترة التي يمر فيها اليمن بعدوان ظالم من قِبَلِ التحالف السعودي الأمريكي ، مع ما يرافق ذلك من انتشار الأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا من الإلحاد إلى البهائية إلى الوهابية وغيرها من الأفكارالخبيثة التي تحاول قوى العدوان بقيادة الأمريكان نشرها وسط أبناءنا وبناتنا .. لولا أن الدورات الصيفية المقامة في صنعاء وغيرها من المحافظات والقرى تحبط أمثال هذه المحاولات التغريبية ، لأنها تعطي جرعة كافية لأبنائنا وبناتنا تحصنهم من الانجرار وراء الأفكار المنحرفة ..  

والحمد لله فقد أقيمت دورات عدة في مساجد صنعاء القديمة وغيرها من المساجد في مختلف المحافظات والقرى .. من أبرزها : الجامع الكبير ، ومراكز حليف القرآن الذي يضم 14 مسجداً من مساجد صنعاء القديمة ..

وهنا سنعرض بشكل مختصر تقريراً للدورة الصيفية لكل من : الجامع الكبير ، مراكز حليف القرآن :

الجامع الكبير :

تواصلت هيئة مجلة الإعتصام بالمسئول التعليمي للجامع الكبير الأستاذ/ ناصر المقبل بخصوص الدورة الصيفية لهذا العام ، وتم موافاتنا بالتقرير التالي :

 لا يخفى على أحدٍ مكانة الجامع الكبير بصنعاء وقدسيته ودوره في رعاية النشء وتقويم المجتمع ككل من خلال إعداد العلماء والخطباء والفقهاء والمفتين وحفظة القرآن والدعاة والمرشدين وإرسالهم إلى كثير من المناطق والقرى والمدن لإرشاد الناس وتعليمهم أمور دينهم وإصلاح ما ينشب بينهم من النزاعات والشجار وتقويم أخلاقهم من خلال زرع الفضيلة ومحاربة الرذيلة والعقائد الدخيلة.

كذلك يقوم الجامع الكبير بإقامة الدورات الصيفية في الجامع وفي غيره من المناطق وفي حدود المتاح والممكن.

وها نحن اليوم قد شارفنا وبنجاح كبير بفضل الله على الإنتهاء من الدوره الصيفية السابعة والعشرين والتي اتسمت بكرم الله بكثيرٍ من المميزات التي ترقى بمستوى الطالب في التحصيل العلمي والسلوك الأخلاقي الأمثل.

ففي يوم السبت 9/شوال سنة 1439هـ الموافق 23/6/2018م كان الجامع الكبير بصنعاء وبالإشراف المباشر من الهيئة الإدارية للجمعية العلمية –قد استعد مبتهجاً مسروراً وفتح أبوابه لاستقتبال وصية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ طلبة العلم الشريف المهاجرين من معظم قرى ومديريات وعواصم المحافظات اليمنية وكذلك المقيمين من مختلف مديريات الأمانة.

تم الاستقبال عبر لجنتين إحداهما متخصصة بالسكنات الداخلية وهي معدة للوافدين من خارج الأمانة فقط، واللجنة الأخرى متخصصة بالسكن الخارجي وكل الإجراءات المعتبرة ومطابقة الشروط اللازمة.

بعدها مر الطلاب بلجنة تحديد المستوى لاختبارهم ووضعهم في المكان المناسب مالم يكن لهم شهادةً من الدورة السابقة فإنها تعتمد في تحديد مستواهم.

استقبلت لجان التسجيل في الجامع الكبير ما يقرب من ثمانمائة طالب موزعين كالتالي:

السكن الداخلي:

(120 طالباً في السكن رقم 1 + 100 طالب في السكن رقم 2 + 280طالباً في السكن رقم 3).

السكن الخارجي:

قرابة (300 طالب، الإجمالي 800 طالب) تم تصنيفهم على خمس مستويات وتوزيعهم على 35 حلقة لصيفي ، و6 حلقات للمستمرين طوال العام .. 

المنهج:

تم إعداد منهج خاص بالدورات الصيفية من وقت مبكر وبما يناسب مع الدورات من حيث الزمن ومستوى الطالب وقدرته الاستيعابية ولكل المستويات وطبع من الأول إلى السادس.

وقد لاقى المنهج قبولاً واسعاً وحل إشكاليات كثيرة مع قابليته للتطوير والتعديل والإضافة وخصوصاً من خلال محاكات المنهج للواقع من خلال التجربة بالتدريس لعدة سنوات.

من مميزات الدورة الصيفية في الجامع الكبير بصنعاء:

يعد التدريس داخل الجوامع ذا طابع خاص من حيث أن طلب العلم وظيفة عبادية عظيمة وقربة إيمانية كبيرة ففيها علم المعلم الأكبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ ومنها تخرج علماء الصحابة وعظماء الإسلام

والجامع الكبيربصنعاء يتميز عن كثير من الجوامع والمساجد بكثير من المميزات منها:-

الروحانية ذات الطابع الإيماني الخالص الخاص وهو السر الذي يرتبط بكون الجامع بني بأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ ، وتخرج منه عبر التأريخ الإسلامي مشاهير العلماء والأدباء والقادة وكان عبر تأريخه المضيء منارة من منارات العلم والحضارة الإسلامية ، يقصده طلاب العلم من أنحاء العالم الإسلامي ، ويختضن كنوز التراث العلمي والمعرفي ، والكلام في تأريخ ودور هذا الجامع المقدس كمنارة علمية يطول ولا مجال لإيراده في هذه العجالة .
اختيار المدرسين والمعلمين ويتم بعناية فائقة من حيث الكفائة العلمية المتمثلة في التحصيل العلمي، والكفائة الأخلاقية من حيث الورع والتقوى.

وكذلك الاعتدال في المنهج ومراعاة الوسطية بلا إفراط ولا تفريط ولا مغالاة ولا تكفير.

السكنات الداخلية التي تؤي الوافدين والمميزة بالأنشطة والبرامج المتكاملة التي تجعل من الطالب مرتبطاً بالعملية التعليمية بشكل مستمر وفي حالة ذكرٍ متواصلة وكذلك وجود الأنشطة الترفيهية داخل السكن وخارجه ومنها الرحلات.
تستخدم في التدريس كل الوسائل الحديثة الممكنة منها استخدام السبورات وغيرها.
تقوم الإدارة بعملية تحفيز وتشجيع كبيرين ففي نهاية كل أسبوع يقام حفل تكريمي يُكرم من خلاله أربعة طلاب من كل حلقة للمبرزين في الأخلاق والمواظبة والواجبات والخط والحفظ إضافة إلى المسابقة الكبرى والتي يوزع فيها مادة قيمة وهادفة للحفظ ويشترك فيها جميع الطلاب اختيارياً مدة الدورة ويتم توزيع جوائز قيمة وكبيرة للمجتازين بنجاح.

كل الشكر والتقدير للمدرسين وجميع العاملين الذين كانوا النواة الأساسية والعامل الكبير في إنجاح هذه الدورة ، وكذلك للهيئة الإدارية برئاسة مفتي اليمن العلامة شمس الدين محمد شرف الدين رئيس الجمعية العلمية وأمينها العام العلامة عبدالفتاح الكبسي وكذلك بقية أعضاء الهيئة الإدارية على الجهود التي بذلت وتبذل لخدمة طلاب العلم وأبناء الدورة بنجاح .


مراكز حليف القرآن:

تشكل مراكز حليف القرآن العلمية بصنعاء القديمة رافداً قوياً في نشر العلم وتوعية الشباب في صنعاء القديمة من خلال نظامها ومنهجها الخاص الذي يواكب العصر ويتلائم مع الواقع ..

وعن دورتها الصيفية لهذا العام ، تواصلت هيئة الاعتصام مع إدارة المراكز الصيفية بشباب حليف القرآن فتم موافاتنا بالتقرير التالي : 

أقبل ما يقارب الألف طالب وطالبة على المراكز الصيفية لشباب حليف القرآن، حيث بلغ عدد المراكز لهذا العام 14 مركزاً علمياً ،

وقد برز شباب حليف القرآن في دوراته الصيفية من خلال مناهجه الملائمة لحاجة الطلاب والمواكبة للعصر، إذ قامت دائرة تطوير المناهج بمراعاة سن الطلاب ومستوى إدراكهم ، فقامت بإعداد المنهج وفق الرؤية الحديثة من حيث الصورة والتلوين وسهولة الألفاظ ومناسبة المعنى ، وكذلك أسلوب القصة والتقسيم للعبارات؛ حتى يتسنى للطالب فهم الدرس بسهولة تامة .. كما لم تغفل المناهج أهمية إشراك الطالب في عملية التفكير للوصول إلى النتيجة ، لكونها أكثر الطرق الناجعة في ترسيخ الفكرة ومصاحبتها له .. وقد طبعت دائرة تطوير المناهج هذا العام منهج المستوى السادس تحت مسمى (حلقة النفس الزكية "الجزء الثاني") بعد أن صعب عليها طباعته العام الماضي بسبب الاحتياجات المادية التي تمر بها المراكز ، بعد أن أقامت ورشة عمل قبل بدء الدورة الصيفية ناقشت فيها مناهجها التعليمية وأصدرت نسخة منقحة من منهج المستوى الثاني (حلقة إبراهيم الخليل "ع").

 

وقد صدر من هذه المناهج ستة كتب وسمّيت بأسماء الحلقات والتي سمّيت بدورها بأسماء الأنبياء عليهم السلام وهي كالتالي :

1-حلقة المصطفى صلى الله عليه وآله،  حلقة نبي الله أسماعيل(ع).، حلقة نبي الله إبراهيم الخليل(ع)،  حلقة نبي الله موسى (ع).،حلقة النفس الزكية «الجزء الأول» ،حلقة النفس الزكية «الجزء الثاني" وهي متسلسلة على حسب المستوى .. فإذا ما أكمل الطالب «النفس الزكية2» تسنى له الالتحاق بالمدرسة العلمية التابعة لشباب حليف القرآن ، والبدء بالدراسة المنهجية طوال العام ، والتدرج في المستويات .. حتى  يأخذ الإجازة القرآنية والعلمية ، ويصل إلى مصاف العلماء العاملين بإذن الله ..

 أهم الأنشطة خلال الدورة الصيفية :

أولاً: الأنشطة الثقافية .. أقامت المراكز الصيفية العديد من الأنشطة الثقافية ومن أبرزها اليوم الهادف ..: هذا اليوم تم إقراره خلال الدورات الصيفية منذ سبعة أعوام كنشاط أسبوعي يهدف إلى ربط ما تعلمه الطالب بالجانب العملي من خلال غرس  السلوكيات  والأخلاق الفاضلة بأنشطة عملية لها ارتباط بالأسرة و المجتمع والبيئة من حوله انطلاقاً من قول الإمام علي (ع): (العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل). كما يهدف أيضاً إلى معالجة القضايا الأخلاقية الشائعة في المجتمع.

 ففي آخر أيام الأسبوع « يوم الخميس» ، تقوم المراكز بعمل برنامجاً ثقافياً متكاملاً بدءا ًبالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والحكم العلوية بالإضافة إلى عمل مسرح هادف وأناشيد وجدانية وانتهاء بعمل النشاط المنزلي الذي يعمله الطالب بالإجابة على أسئلة منتقاة حول موضوع الأسبوع، كعمل رسائل رائعة ومؤثرة إلى الوالدين،  وكذلك يهدف النشاط المنزلي إلى تنمية صقل مواهب الطالب وتنميتها في الرسم والكتابة والتلوين وكتابة القصص..إلخ، وأيضاً تُعلق في كل يوم هادف منشور الآداب والأخلاق مجلة المسجد الحائطية.. وقد تم اختيار عدد من المواضيع هذا العام وهي بر الوالدين وأصدقاء السوء وآفات اللسان وخطر الألعاب غير اللائقة بالفتى المسلم ..

ومن الأنشطة الثقافية التي تهدف إلى ربط المراكز وطلاب العلم مع بعضها حيث أقيمت ما بين المراكز المسابقات المنهجية والثقافية التحفيزية

وقبل اختتام الدورة وإقامة الاختبارات النهائية أقامت المراكز رحلاتها الثقافية إلى أحد المزارع بغرض الترفيه على الطلاب حتى يمكنهم الاستعداد التام لأداء الامتحانات .. بالإضافة إلى استغلال هذه الرحلات في تثقيف الطلاب من خلال الأنشطة المختلفة .. إلى جانب تربيتهم على الانضباط  والالتزام والمبادرة والإيثار والاهتمام ببعضهم البعض .. وغيرها من الأمور الأخلاقية ..  

النشاط الرياضي:

أقيم النشاط الرياضي في جميع المراكز وأقيم الدوري السنوي لفئتي الأشبال والناشئين حيث تم تقسيم المراكز إلى مجموعات وبعدها أقيم الدوري والوصول إلى التصفيات النهائية ومعرفة المركز الفائز بالدوري لهذا العام.

ويهدف الجانب الرياضي إلى تربية الطلاب أخلاقياً ، وتعليمهم سعة الصدر والتحمل والقبول بالآخر وعدم الأثرة.. وغيرها من التعاليم الروحية التي تتضمنها لعبة كرة القدم..

ومن اللازم التنويه بأن المراكز الصيفية لهذا العام قد خلت من كل المتعاونين معها سوى المدرسين والقائمين على المراكز وهذا كان من أكثر المعوقات التي جعلت المراكز العلمية تتراجع من 20 مركزاً إلى 14 مركزاً وندعو قيادة الثورة والقيادة السياسية في البلد إلى الاهتمام بقضية الأوقاف والترب الخاصة بالعلماء والمتعلمين في بلد الإيمان وإعطاء كل ذي حق حقه.

نسأل الله أن يكتب أجر المدرسين والعاملين وكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة الصيفية ، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم، وأن ينصر اليمن وأهله من المعتدين  .. بحق محمد وآله الطاهرين ..