لا يجوز الزواج بالمسيحية إلا إذا كانت تؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر، والمراد بقوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ} هن اللائي دخلن في الإسلام بدليل قوله تعالى: {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} وقوله تعالى: { لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} أضف إلى ذلك يقول الله سبحانه في شأن الزوجة أي زوجة {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} وكيف تكون المودة والرحمة للمشركة والله سبحانه يقول: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} إذن فالمراد بنكاح الكتابيات هن الذين قال الله تعالى فيهن {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُون} {أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون} {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِين} أضف إلى ذلك قوله سبحانه {الزَّانِي لاَ يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} وقوله سبحانه {وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} وأكثر المسيحيين في هذه الأيام لم يبقوا ملتزمين لا بالمسيحية ولا بالإسلام وإنما بالعولمة والمادة الإباحية، فاصبر وابحث لك عن امرأة مسلمة وأيضاً لا توارث بين الزوجين المختلفين في الملة. والله تعالى أعلم.
أجاب على الفتوى العلامة: فؤاد محمد ناجي