استطلاع مع العلماء بعد مرور عامين من العدوان السعودي وما هو واجب الجميع؟

عامان من العدوان السعودي الأمريكي الغادر والحصار الآثم.

عامان من المجازر الوحشية التي ارتكبها ويرتكبها العدوان بحق الأطفال والنساء.

عامان من تدمير وقصف واستهداف المصالح العامة للشعب والبنى التحتية.

عامان من الصمت والتواطؤ الدولي المكشوف الذي فضح أدعياء حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية على مستوى العالم.

عامان من الفتاوى التي كفرت الشعب اليمني واتهمته بالمجوسية من علماء السلاطين الذين يقتاتون على دماء الشعب ويرقصون على أشلاء أطفاله ونسائه.

عامان من التظليل الإعلامي والإرجاف وبث الشائعات والإشاعات والمكر والخداع.

ومقابل كل ذلك

عامان من المواجهة والجهاد ضد العدوان السعودي الأمريكي.

عامان من الصبر والصمود والثبات والتضحيات والبذل والعطاء التي تحلى بها الشعب اليمني.

عامان من الانتصارات اليمانية المتلاحقة والهزائم النكراء المدوية للعدوان ومرتزقته.

عامان من النفير إلى الجبهات والاندفاع المنقطع النظير للشباب اليمني إلى ساحات الكرامة.

عامان ضربت فيهما نساء اليمن أروع صور الصمود والتحدي والبذل والسخاء والجود والعطاء والفخر بقوافل الشهداء في مشاهد يعجز التعبير عن وصفها.

وأمام كل ما سبق هل سأل كل يمني نفسه عن الواجب الملقى على عاتقه أمام الله تعالى ؟

ماهو واجب الجميع اليوم؟

هذا ما أجاب عنه كوكبة من كبار علماء اليمن في هذا الملف.


السيد العلامة شمس الدين شرف الدين

بعد مرور عامين من العدوان خابت رهانات الأعداء وتلاشت آمالهم ووقفت حائرةً عاجزةً عن تحقيق أي انتصار أو أي إنجازٍ كانوا يؤملونه اللهم إلا ما أوغلوا فيه من الدماء وتورطوا فيه من قتل الأبرياء وانتهاك حرمات الله، والشعب اليمني طيلة هذه الفترة برهن على معدنه الأصيل وكشف عن هويته الإيمانية وثقته المطلقة بالله ولا يزال؛ وتجلى ذلك في ثباته وصموده أمام تحالفٍ ظالم ضمَّ أكثر من ستة عشر دولة من بينها دولٌ عظمى، وعدوانٍ استُخدمت فيه كافة الأسلحة المتطورة، وجُلب المرتزقة من شتى أقطار الأرض، وحُشدت جيوشٌ جرارة في كل مكانٍ ومع ذلك بقي الشعب اليمني ثابتاً صامداً صابراً محتسباً ليواجه لحاله رغم فقره وقلة ذات يده، هذا العدوان السافر ببشاعته وقساوته.

ويكفي المتأمل والمسترشد والقارئ والمطالع للمشهد برمته دليلاً على أن سلاح الإيمان وعدالة القضية هو أقوى من كل شيء وأثبت عند الملمات من المال والسلاح، وهذا ما تجسد حقيقةً لدى الشعب اليمني الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان» وجعل لهم في قلبه مساحةً واسعةً يعرفها كل من اطلع على سنته الشريفة صلوات الله عليه وعلى آله وسلم الطاهرين وهو يذود عنهم في أكثر من مقالٍ ويذكرهم بخير في أكثر من مناسبة، ويشتمُّ نفس الرحمن من قِبلهم ويقول: «أنا منهم وهم مني» وينتظرهم يوم القيامة عند حوضه ليذود الناس عنهم حتى يشربوا قبل غيرهم ، وهذا كله إن دل على شيء فإنما يدل على أن أهل اليمن هم رجال الله، وأنصار دينه، سابقاً ولاحقاً، وعلى أيديهم يتحقق النصر وتكون كلمة الله هي العليا، وبالتالي فلا أسف ولا حزن لكل التضحيات الجسام التي يقدمها الشعب اليمني طوعاً لا كرهاً لله وفي سبيله، ويشيع يومياً العشرات من الشهداء في سبيل العزة والكرامة ونصرة دين الله والمستضعفين من عباد الله، ويعدّون ذلك أقل القليل مما يجب عليهم تجاه دينهم، وربهم، ورسولهم، وأمتهم، وشعبهم، وقضيتهم العادلة، وعلى رغم مرور هذه الفترة الطائلة من العدوان إلا أن الشعب اليمني لا زال بذلك الحجم من العنفوان والقوة، والبأس الشديد، والذي -صبر عامين كاملين-، رغم ما تمتلكه دول العدوان من آلة الدمار، ووفرة المال، واستمالة المواقف العربية والدولية معها -باستطاعته أن يصبر عشرات السنوات- مهما طال أمد العدوان لا يلين ولا يستكين، معتمداً على ربه وواثقاً بنصره سبحانه وتعالى (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم) وكما يُقال: (ربَّ ضارة نافعة) فإن الشعب اليمني زاد تلاحماً، وتآخياً، وترابطاً، وازدادت اللحمة وتعززت أواصر الأخوة فيما بينهم وكانوا على قلب رجلٍ واحد مما أفشل رهانات الأعداء الذين كانوا يؤملون ولا يزالون في خلخلة الصف اليمني وزعزعة الثقة في أوساط الشعب وإيجاد حالة من التناحر والتنازع فيما بينهم.

ورغم توفر آلة الموت وإعمالها في الشعب اليمني بكل وحشية ظلت مظاهر الحياة قائمةً في كل المجالات والذي يتطلب أو يُطلب من الشعب اليمني في مثل هذه الظروف هو المزيد من الثقة بالله والتوكل عليه والاعتماد عليه ورصّ الصفوف والوقوف بكل صلابة وقوة وعزيمة أمام هذا الطغيان؛ لأن الشعب اليمني يمثل جانب الحق والعدل بينما أعداؤه يمثلون جانب الباطل والطغيان، وعلى الشعب اليمني أن يلتفت التفاتة بسيطةً إلى وضعية أعدائه وما هم عليه من موالاة لأعداء الله ورسوله ودينه؛ يقاتلون جنباً إلى جنبٍ مع إخوان القردة والخنازير في خندقٍ واحد، ومركبٍ واحد، ويقدمون أنفسهم رخيصةً في سبيل تحقيق مآرب الاستعمار وغرس مخالبه في خاصرة الأمة العربية والإسلامية سواءً من حيث يشعرون أو لا يشعرون.

والرسالة التي يمكن توجيهها إلى هؤلاء العملاء والمرتزقة في مثل هذه المناسبة وهي مرور عامين من العدوان أن يقال لهم:

أما كفاكم خيانةً لشعبكم وأمتكم؟

أما كفاكم تآمراً على أبناء جلدتكم؟

أما كفاكم تدميراً لوطنكم؟

أما كفاكم قتلاً لآبائكم وأمهاتكم وأبنائكم وإخوانكم وأخواتكم وأقاربكم وجيرانكم وأفراد شعبكم؟

أما تحسّون حرجاً من كل ما تقومون به؟ أما تتألمون وتأسفون على كل ما يجري من خرابٍ ودمارٍ، وقتلٍ وسفكٍ للدماء، وإزهاقٍ للأرواح، وتدميرٍ للبنى، وإشاعة للخوف، وإقلاق للسكينة؟

لقد قلتم مسبقاً إنكم ما تركتم القتال ومواجهة أنصار الله ساعة دخولهم صنعاءَ إلّا حقناً لدماء المسلمين، وصيانة لأعراض وممتلكات اليمنيين؟ أفليس هذا القول جديراً بالاهتمام ومطلوباً أكثر من أي يومٍ مضى بعد مرور عامين كاملين من العدوان، وبعد سقوط عشرات الآلاف من الأبرياء أليس حقنُ الدماء اليوم مطلوباً أكثر من أي يومٍ مضى؟ أفلا تدعو الحكمة اليوم إلى وقف القتال وحفظ ما بقي من الأرواح والأعراض والممتلكات؟

أفنسيتم بيانكم الذي أصدرتموه فيما يسمى بهيئة علماء اليمن ضد أي تدخل أجنبي في المياه الإقليمية ودعوتم الشعب إلى مقاتلتهم وجعلتم ذلك فرض عينٍ على كل مسلم يؤمن بالله؟

وها أنتم اليوم جنباً إلى جنب مع هؤلاء الغزاة والمستعمرين تدنسون أرضكم وتدمرون وطنكم.

أين غاب الرشد عنكم؟ وأين تلك الشعارات التي طالما رفعتموها وتشدّقتم بها وصككتم أسماع العالمين بها في المنابر والمحاضرات واللقاءات التلفزيونية وهلمَّ جراً؟

ثم نوجه سؤالاً لهؤلاء الحمقى؛ هل تظنون أنكم إن دخلتم صنعاء كما تزعمون ظافرين أن الغلبة والقوة والنصر سيكون لكم؟ حاشا وكلا؛ فإن النصر لن يكون إلّا لمالك الدبابة والمدرعة والطائرة وصاحب المال والآمر الناهي وهم أسيادكم الذين حركوكم بمالهم، ولن تكونوا أكثر من مجرد مرتزقة تماماً كـ(الجنجويد) و(بلاك ووتر) و(داين جرو ب) وغيرهم من أيادي العمالة والارتزاق.

ثم هل تظنون أنكم ستُتركون وشأنكم وتخلون في حكم شعبكم بعيداً عن الهيمنة والوصاية لتحققوا كما تزعمون الدولة الإسلامية التي تحكم على منهاج النبوة كما هي شعاراتكم الزائفة والكاذبة والمخادعة طيلة عقودٍ من الزمن؟ ويكفيكم عظةً وعبرةً ما يحدث اليوم في جنوب اليمن من قبل قوات الاستعمار الجديد التي تحاربون معها جنباً إلى جنب، وماذا تفعل بكم؟ وكيف تتجرعون يومياً ذل الإهانة والعبودية، وما يحدث في أكثر من دولة عربية وإسلامية؟ وحقاً ما قال تعالى: (فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور).

وليعرف هؤلاء وأسيادهم من الدول العربية أنهم إنما يخدمون أعداء الأمة العربية والإسلامية ويهيؤون الساحة أكثر فأكثر للتمدد والتوسع الإسرائيلي في المنطقة وتحقيق أطماع أمريكا ودول الاستعمار فيها.

ومن هنا ندعوا كل العقلاء وعلى رأسهم العلماء والقادة السياسيون للاضطلاع بمسؤلياتهم والقيام بواجبهم الديني والأخلاقي والوطني والإنساني باستنهاض من بقي من أفراد الشعب في مواجهة العدوان ومحاربته، فإنه لا سبيل للعزة والكرامة إلا بالتحرك والبذل والتضحية، ونذكرهم بقول الحق سبحانه: (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلا).

وعلى الخطباء أن يتناولوا قضية العدوان ويجعلوها محل اهتمامهم ومحور كلامهم في كل منابر الجمعة، والمحاضرات، والندوات، وليعلموا أن التقصير في هذا الشأن وعدم الاهتمام به يُعدّ خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين؛ لأن «المؤمن أخو المؤمن لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره بحسب امرئ من الشر أن يحقر آخاه المسلم» كما ورد في الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم.

ولأن هذا منكرٌ عظيم يجب على الناس وفي مقدمتهم العلماء وأصحاب الرأي إنكاره والوقوف أمامه، ولا أنكر بعد الشرك بالله من قتل الأبرياء وسفك الدماء والاعتداء على وطنٍ بأكمله دون مراعاة لأي حرمة.

ولعمري ما أدري كيف حال وجواب أولئك الذين يتفرجون على كل هذه الجرائم الشنعاء التي ترتكب بحق أبناء الشعب اليمني يوم القيامة؟ وكأنهم لا يسمعون ولا يبصرون ولا يعلمون شيئاً، وما علموا أن بلاء الله وامتحانه سيدخل عليهم حتى لو كان في زوايا بيوتهم ومحاريب صلواتهم.

وإنا لنشكو إلى الله تعالى من ظلم سكوتهم وتهربهم عن مسئوليتهم وخذلانهم للحق، كما نشكوا إلى الله تعالى من ظلم دول التحالف وتكبرهم واستعلائهم على الشعب اليمني، ونذكرهم بقول الحق سبحانه (واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُون، وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُون، فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُون).

وبهذه المناسبة نشدُّ على أيدي الجيش واللجان الشعبية والقيادة الحكيمة التي تدير المعارك في مواجهة الأعداء رغم إمكانياتها البسيطة والمحدودة بحكمة واقتدار، ونقول لهم: إنكم تخوضون حرباً مقدسة وملحمة بطولية في سبيل العزة والكرامة، وإعلاء كلمة الله، ونصرة المستضعفين، فلستم بذلك خاسرين ولا مغبونين؛ بل أنتم والله مهما أخلصتم عملكم لله وبذلتم قصارى جهدكم أنتم الفائزون والمنصورون بإذن الله.

ونؤكد على ضرورة الصبر والثبات (وما النصر إلا صبر ساعة).

وبإذن الله تنجلي هذه الغمة عن شعبنا وأمتنا وقد رفعنا رايات النصر وكسانا الله تعالى بحوله وطوله ثوب العزة والكرامة (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً)، (وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) ونذكر الجميع بأن الأرض لله، والملك لله، والأمر لله أولاً وآخراً قال تعالى: (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلَّـهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين).

حَفِظَ الله ديننا وشعبنا ووطننا وأمتنا، وحَفِظَ الله المجاهدين الباذلين المخلصين الذين بذلوا أرواحهم رخيصةً بكرم وسخاء في سبيل الله وعزة وكرامة وطنهم.

ورحم الله الشهداء وشفى الله الجرحى وفك الله الأسرى ورد الله المفقودين ونصر الله المجاهدين بحوله وطوله وكرمه وجوده.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين


السيد العلامة محمد يحيى الجنيد

السؤال: ما واجبنا بعد عامين من العدوان السعودي الأمريكي وفي ظل استمراره؟؟؟

 بسم الله والحمدلله وما النصر إلا من عند الله.

واجبنا هو العمل بقوله تعالى (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ).

إن كلمة (ما) تعني الإستغراق, وفعل مايمكن, وإعداد القوة الإيمانيه - الماليه - العلميه - ومايتعلق بالأمر , إعداداً تاماً ومما يتعلق بالموضوع ما يلي:

- قطع الوسائل التي تساعد العدو , والحيلولة بينه وبين أوكاره, فلابد في معركتنا هذه من تصفية أذناب العدو في الداخل ومداهمة أوكارهم ومتابعة أخبارهم. وذلك مايسمى بالخلايا المتربصة, وليس النائمة كما يقول البعض , ولابد من إسناد ذلك إلى طائفة من المجاهدين لمتابعة ذلك ليل نهار, في جميع المدن والنواحي والأماكن التي تنبو عنها الأعين فإذا قطعت مادة المرض حصل الشفاء , فإن العدو يراهن على أوكارٍ متربصةٍ وهي معلومة غير مجهولة. وهي كل يوم تصفق وترجف , وتزيد وتحذف . تذيع البوائق وتقلب الحقائق.

- رفد الثغور والجبهات بالمال والرجال وهذا واجب على كل مواطن ذكوراً وإناثاً كل بما يقدر عليه ولو أن يبيع شيئاً من أثاث بيته.

- ثم العمل بقوله تعالى : (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ)؛ فلابد من التحفظ والحذر واستعمال كل وسيلة لذلك .

- العمل بنصح الصادقين والاستفادة من تجارب المخلصين , وعدم الانخداع بالشعارات والعبارات.

- ثم الثبات والصبر ونشر الثقة بين الناس , وبث الألفة والتسامح وتعريفهم بالمصير الواحد.

- محاربة أهل الإرجاف والخلاف ودعاة التفريق والتمزيق , وقطّاع الطريق.

- تشكيل محكمة شرعية بجميع معانيها تنشر جلساتها حالياً مكتوبة ومشهودة لمحاكمة الخونة في الداخل والخارج . الذين جنوا على الشعب وسفكوا الدم وباعوا الوطن وبذروا الفتن؛حتى لاتبقى الأجيال في جهل وخيال , ليعلم المصلح من المفسد , والصادق من الكاذب , فالزمان راصد والتاريخ شاهد.

- الركون على الأركان الثابته التي لا تغيرها الأحوال ولا تبحث عن المناصب والأموال ولا ترهبها الزلازل والأهوال.

- رفع الحصانة عن كل مدسوس مغروس تهمه الفلوس ولايهمه الوطن والنفوس ومحاسبته على الملا من جميع الجنوس, ثم على كل مُكلف بعمل أن لايجاوز مساحته ولايفارق ساحته ولا يدخر طاقته.

-  حشد وسائل الأمن في جميع الأرجاء فإن الدولة نصفان, أمن ، وعدل.

- القيام بواجب المقاتلين ورعاية أسرهم رعاية تامة , من قبل جميع فصائل المجتمع , وهومن أهم أنواع الجهاد .

-  ثم الالتزام بالاخلاق الكريمة التي لاتجاوزمستوى التنور , ولاتهبط الى حد التهور، قال تعالى:(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم).

إنهم أوكار الداخل وفجار الخارج  اللهم سُدَّ نوافذهم وأبوابهم واقطع وسائلهم وأسبابهم اللهم اصرفهم عن كل حيلة واقطع عنهم كل وسيلة واسلبهم مدد الإمهال ولا تبلغهم الآمال، إنك على كل شيئ  قدير.


السيد العلامة : محمد بن محمد المطاع

ماذا بعد عامين من الحرب الظالمة والمدمرة ؟

هاكم الجواب فاسمعوه واقرأوه.

أولا: الشكر لله سبحانه الذي أنعم على اليمن وجعل على رأسه رأسا مؤمنا شجاعا صادقا أمينا عفيفا عالما حكيماـ وألهم شبابا مؤمنا شجاعا تدفق إلى الجبهات وقصم ظهر العدو وعفر أنفه في التراب وضرب المثل الأعلى في الصمود والقتال

ولولا القائد الشاب المؤمن والشباب اليمني الأصيل وقلة مؤمنة من غير الشباب كان لهم شرف الشباب لتعثرت الثورة التصحيحية المباركة واعتراها الوهن والضعف فإن الله لم يتكفل بالنصر إلا للمؤمنين وقد كانوا مؤمنين وكان النصر حليفهم

ثانيا: إذا أصر العدو على الاستمرار في الاعتداء وقتل اليمنيين وتدمير اليمن فليس إلا كما قال الشاعر

إذا لم تكن إلا الأسنةُ مركباً *** فما حيلةُ المضطر إلا ركوبها

ولكن في هذا المنعطف المهم لا يكفي القول: نحن لها، ونرقد، وإنما نحن في خندقها

وعلى كل دائرة انتخابية أن تعد (500) مقاتل يتحركوا إلى الجبهات كدفعة أولى تتبعها دفعات وكما قال سيد الشجعان أبو تراب : «والله إني لآنس بالموت من الطفل بثدي أمه».

هكذا يكون شعار اليمنيين تجاه الكفر العالمي ومنافقي العالم العربي وشذاذ الأرض وخنازير أمريكا وإسرائيل .

وإذا كان الشباب قد ضرب المثل الأعلى وبقلة من غيرهم من الجيش فإنه يجب في هذه المرحلة القادمة أن يكون اليمنيون أكثر حماسا وشجاعة وتضحية

ثالثا: يجب على التجار والذين أثرو وأكلوا الأخضر واليابس أن يقدروا هذه المرحلة ويعلموا أن اليمن يواجه حربا ظالمة وحصارا خانقا يذكرنا بحصار النبي العظيم في شعاب مكة من قبل المشركين ويعلموا أن المرحلة الحالية تستدعي مزيدا من التعاطف والتراحم والمواساة وأن المال يجب أن يدخل إلى المعركة

رابعا: على العلماء وأصحاب الرتب العسكرية العليا والوسطى والمشائخ أن يقودوا الجبهات ومن لم يدافع عن دينه ووطنه وهو قادر فقد خسر الدنيا والآخرة والفئات الثلاث لها مكانة في المجتمع فلا تبخلوا بهذه المكانة.

خامسا:على الحكومة أن تقوم بواجبها في ترسيخ الأمن والاستقرار وفي ضبط إيرادات الدولة من زكوات وضرائب وجمارك بجدية وبدون هوادة فالفساد بصفة عامة يهدم البناء وهو في هذه المرحلة يهدم الحياة ويلبس الفاسدين الخزي والعار وكأنهم يأكلون من جلد الميتة وعلى وسائل الإعلام أن تنشر وتكرر كل جرائم العدوان وعلى خطباء المساجد أن يدينوا السعودية والإمارات ومن دار في فلكهم بصراحة وبدون لف ودوران وبدون تهرب

وأن يدعوا المغرر بهم إلى العودة إلى بيوتهم والذين لا يزالون حتى الآن يؤيدون العدوان أو هم صامتون منتظرون لحمار عزير متى يقوم أن تقولوا لهم : اتقو الله في أنفسكم وارحموا أنفسكم.

سادسا: على الموظفين بصفة عامة أن يعمروا قلوبهم وعقولهم وجيوبهم بالصبر حتى يفرج الله على اليمنيين ويردوا على المتطاولين عليهم وعلى نساءهم وبناتهم والذين يكذبون ويشهرون ببنات اليمنيين اللاتي أحذيتهن أشرف وأنظف وأطهر من وجوه أولئك الأفاكين

والمرأة اليمينة أثبتت أنها أشجع من الجيوش العربية التي يقودها منافقون ويترأسها منافقون

وقد أعلنوا عن هويتهم في تحالفهم على قتل اليمن رجالا ونساء وأطفالا ودمروا كل ما فيه مع أن المسجد الأقصى والفلسطينيين يرزحون تحت الاحتلال الإسرائيلي فلماذا لا يذهبون إلى هنالك بدلا عن الشعب اليمني

ومما يؤسف له أن من بعض اليمنيين من اختاروا لأنفسهم أن يكونوا عبيد العبيد وكما يُقال في اليمن خدام خدام الجرافي

ونأمل أن يتحرروا من هذه العبودية المخزية ويعودوا إلى أمهم اليمن فاليمن يتسع للجميع والأقوياء الذين يحملون الشهامة يؤمنون بالعفو عند المقدرة

سابعًا: على كل الأطراف وعلى اليمنيين جميعًا أن يبيضوا وجه الرسول العظيم الذي وضع على صدورهم وسام الشرف وهو «الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان» وأن يكون الله ورسوله نصب أعينهم وأن يقرؤوا في أوقاتهم سورة الزلزلة والعصر والإخلاص والفلق والناس وأن يعتقدوا في أعماقهم أن الله رقيب على الجميع ولن يفلت شخص على وجه الأرض من قبضته

ثامنًا: أوجه هذا السؤال وهو الأخير على علماء الإسلام أقول لهم: ما هي مبررات صمتكم أمام ما يجري في اليمن؟ ألا ترون الدماء التي تسيل كالأنهار في اليمن؟ هلا تسمعون انفجارات صواريخ التحالف الإجرامي الظالم وهي تقصف كل شيء في اليمن على مدى عامين كاملين حتى الشاة والماعز وأفراخ الدجاج والأطفال في بطون أمهاتهم؟ هلا تسمعون بالحصار على اليمن حتى على حليب الأطفال الرضع؟ هلا ترون المقابر اليمنية وقد غصت بمن فيها من الشهداء وتراكم بعضها فوق بعض؟ وكما قال المعري:

خفف الوطء ما أظن أديم * * الأرض إلا من هذه الأجساد

هلا تشاهدون المعوقين والجرحى وهم على عكازهم يتمايلون ذات اليمين وذات اليسار ؟

أليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجباً إسلامياً؟ أليس مناصرة المظلومين واجباً إسلامياً؟ أليس المسلمون كالجسد الواحد؟ أليس المؤمنون بعضهم أولياء بعض؟ اللهم اشهد على هؤلاء العلماء وفي مقدمتهم علماء الأزهر ولو كانوا ممن يتاجرون بعلمهم لألحقناهم بمجلس الأمن وبالجامعة العربية اللذين ساقهما المال السعودي إلى السقوط المدوي لكن ليسوا من أولئك وإنما غاب عنهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونامت ضمائرهم، ولو اقتديتم برجل الجهاد والإيمان والشجاعة السيد حسن نصر الله أبقاه الله الذي صرخ في وجه المتكبرين ولم تأخذه في الحق لومة لائم برجلٍ آخر  لا أحب أن أفصح باسمه حرصًا على سلامته هذا الشخص لو كان الحق في السماء السابعة وكان بمقدوره أن يصعد إليه لصعد

ولو اقتديتم برجلٍ في القرآن الكريم مؤمنٍ فأنتم تقرأون ليل نهار  عن رجل من أقصى المدينة جاء ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر غير خائفٍ ولا  وجل، فساقه أمله الصالح إلى الجنة وقال {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} فالذي يعشق الشهادة لا يخاف في الحق لومة لائم، وهو عند الله حيٌ يرزق.

ما لكم يا علماء لا ترجون لله وقاراً، كان عليكم أن تقوموا بواجبكم حتى ولو لم يتحقق ما تريدون.

أليس الله يقول في محكم كتابه : {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} والسلام .


السيد العلامة محمد بن علي المنصور

ما هو واجب الشعب نحو هذا العدوان؟

إذا نظرت أيها الإنسان إلى العدوان المستمر على اليمن طوال عامين كاملين ودخل في الثالث قتلاً للأطفال والنساء والشيوخ وتخريب البيوت على أهلها في اجتماعات العزاء والأفراح بالصواريخ والقنابل العنقودية المحرمة في كل القوانين، وضرب الأسواق، وقتل المئات فيها وضرب السجون والمساجد والمستشفيات والمدارس ليلاً ونهاراً بالصواريخ بغير خوف
ولا رحمة ولا شفقة.

موقف علماء الدين من هذا العدوان البغيض أهم مؤيدون أم منكرون ولا شك أن فيهم من ينكر فعليهم أن يقوموا بواجبهم.

فهذا عدوان سافر على اليمن بغير مبرر ولا سبب إلاَّ الطمع وتنفيذ ما تطلبه إسرائيل وأمريكا.

وتشدقهم بشرعية رئاسة هادي بمجرد قوله وليس له شرعية بل استقال من الرئاسة الظالمة التي أفسد فيها أيما إِفساد شرّع في الاغتيالات والفتن وشجع القاعدة في أيام حكمه وكان له اتصالات بأمريكا في تمزيق اليمن وأباحه لأمريكا وعملائها الطامعين.

والله تعالى يقول { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.

هل هذه الآية ؟ يا علماء الإسلام يجب العمل بها في عدوان يقتل الأبرياء ويفرض الحصار على اليمن براً وبحراً وجواً حتى كثر القتل في النساء والأطفال وصالات الأفراح والعزاء والمدارس والأسواق والمستشفيات أم هذا العدوان هو التبَيُّن الذي طلبه الله منكم.

اتقوا الله واعلموا أنكم مسؤولون بين يدي الله تعالى.

أمَّا من أيد العدوان بأي وجه من التأييد بفتوى أو رضى فهو بلا شك ولا ريب شريك له في إجرامه ولا بد أن تنالهم عقوبة الله الذي يمهل ولا يهمل وهو خير الناصرين.

قال تعالى { وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}.

ولقد صبر أهل اليمن على القتل والترويع نحو أربعين يوماً ولم يردوا بأي شيء، وبعد الأربعين يوماً قاموا ببعض الرد على دولة العدوان السعودية.

بعد استمرار العدوان الوحشي الظالم بقصف الطائرات والحصار الجائر براً وبحراً وجواً ومحاولة إبادة اليمنيين بعدة وسائل محرمة مع صمت دولي ومشاركة للمجرم في إجرامه فالواجب على عموم اليمنين أن يرجعوا إلى الله ويستعينوا ويستغيثوا به وهو القوي المتين والقاهر لكل جبار عنيد.

الواجب على من يستطيع المواجهة أن يواجه البغاة في الجبهات.

وعلى من لا يستطيع المواجهة وله مال يجاهد بماله.

وعلى الضعفاء والشيوخ أن يدعوا لله في كل الأوقات من الليل والنهار
وفي بيوت الله.

وعلى الخطباء والدعاة دعوة الناس إلى الجبهات وتعريفهم بعدوهم ..الخ، وكل ذلك جهاد في سبيل الله.

قال صلى الله عليه وآله وسلم {الدعاء سلاح المؤمن}.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم {من جهز غازياً أو خلفه في أهله بخير فقد غزا}.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم {من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بغَزوٍ مات
على شعبة من النفاق}.

والحمد لله النصر حليف المجاهدين من الجنود واللجان الشعبية في كل الجبهات قال تعالى {وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}.

وقال تعالى { لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}.

فهنيئاً لمن استطاع مواجهة العدوان بماله ونفسه والله خير حافظ ومعين وناصر.

وقال تعالى { انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.

وقال تعالى { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.

وقال تعالى { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.

وقال تعالى { فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.

وقال تعالى { فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ۚ وَأُولَٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا}.

وقال تعالى { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}.

 

وقال تعالى { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} .

وقال تعالى { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

وآيات الجهاد في القرآن نحو (80) آية.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم {من قُتِلَ دون ماله فهو شهيد، ومن قُتِلَ دون دينه فهو شهيد ، ومن قُتِلَ دون دمه فهو شهيد، ومن قُتِلَ دون أهله فهو شهيد} رواه الترمذي.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم {من قُتِلَ دون مظلمة فهو شهيد} رواه أحمد والنسائي.

فعليكم يا رجال اليمن الميمون بدعم الجبهات بالمال والرجال والله معكم وناصركم وحافظكم فهو لا يخلف الميعاد، حتى يجنحوا للسلم امتثالاً لقوله تعالى{ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.

والحمد لله إنها لتقر أعين الناظرين من المؤمنين حين ترى التبرعات من النساء المؤمنات بأعز ما لديهن من الحلي والنقود في كل جهة من اليمن الميمون واندفاع الرجال الأبطال إلى دعم الجبهات بالرجال والمال بغير توان ولا تردد.

أيد الله الجميع ذكوراً وإناثاً بالقوة والنصر المبين وكلَّلَ أعمالهم البطولية بالنجاح والظفر في كل مكان، ودمر الأعداء وجعلهم غنيمة للمجاهدين في كل الجبهات إنه القوي المتين القريب المجيب.

والله المستعان...


السيد العلامة/ عبد الرحمن شمس الدين

ما هو واجب العلماء في مواجهة العدوان؟

 يقول الله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) فعلى مدى عامين كاملين والنظام السعودي يعتدي على شعبنا اليمني المسلم بلا هوادة ولا رحمة، وعلى مختلف الأصعدة، وجميع المستويات والجبهات يمارس كل صور الطغيان والظلم في سبيل إرضاء طاغوت العصر أمريكا وإسرائيل ولعل أخطر عدوان يخوضه العدوان هو : التزيين والإغواء والاستدراج والتضليل والاستزلال من خلال أذرعه وأدواته الدينية، واللحى المزيفة، وشيوخ السوء الذين يبثهم وينشرهم على القنوات والمنابر، ولا سيما منابر الحرمين الشريفين الذين حولهما هذا النظام إلى وسيلة للفتنة بين المسلمين والتفرقة بينهم وتخديرهم وتدجينهم خدمة لأجندات أمريكا وإسرائيل ودول الكفر وهذا أكبر شاهد على أن آل سعود ليسوا أهلا لإدارة الحرمين ولا أمناء على الإشراف عليهما قال تعالى : (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) مستعينا بعلماء سوء ودعاة فتنة أحلوا له في اليمن ما حرم الله وحرموا في تل أبيب ما أحل الله من جهاد الصهاينة المحتلين واليهود الغاصبين.

هؤلاء الوعاظ الضالون المضلون يتبعون أساليب شيطانية، حذّر الله الأمة من الوقوع في شركها، ومن الانخداع لوساوسها، وهذا يذكرنا أننا نواجه معسكر «قرن الشيطان»، وأغلب أسلحة الشيطان هي الإغراء والتضليل والإغواء والتزيين وقلب الحقائق، وهي جبهة خطيرة لا بد أن يتحرك العلماء في مواجهتها والقيام بما افترض الله عليهم تجاهها.

ويمكن تقسيم تحرك الشعب اليمني قاطبة وفي طليعته العلماء في مواجهة هذا العدوان الغاشم من خلال التحرك الجهادي في الأمور التالية

أولا على مستوى تعزيز الجبهة الداخلية وبث مقومات الصمود اليماني وذلك من خلال:

-قيادة الجبهة التوعوية والثقافية في المجتمع في كل ما تحتاجه من تعزيز الصمود وفضح المعتدين وبيان أهدافهم الإجرامية ومخططاتهم الشيطانية ومشاريعهم الجهنمية لتتضح حقائق مشاريعهم وطبيعة عدوانهم للناس قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ).

-التبيين للناس بوجوب جهاد المعتدين والغزاة المحتلين والمستعمرين الجدد وأن التكاسل أو التثاقل خطير على الناس في دينهم ودنياهم وآخرتهم قال تعالى:(إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

- ربط المجتمع اليمني بالله تعالى وبسلاح الإيمان والصبر الذي يبعث على القوة والصمود أمام قوى العدوان وأدوات الغزو والاحتلال في اليمن والمنطقة السعودية والإمارات وغيرهما من الدول المتولية لليهود والنصارى فمهما كانت قوتهم فأهل اليمن أقوى منهم بالله وبسلاح الإيمان قال تعالى :(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) وقال سبحانه : (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ).

-حشد الناس إلى جبهات النزال والتحرك الميداني لحثهم على النفير العام استجابة لقول الله تعالى: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).

-توعية المجاهدين بالجهاد الشرعي وأساليبه وطرقه ومعالجة أهم القضايا الشرعية التي تواجههم

-رفع معنويات المجاهدين بالزيارات واللقاءات والمحاضرات في الجبهات وفي المراكز التدريبية وتقوية عزائمهم وتذكيرهم بثواب جهادهم وما ينتظرهم من فضل وفلاح مقابل جهادهم ومصابرتهم ورباطهم قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

-دعوة وحث وحض المجتمع في الجبهة الداخلية على التماسك والاعتصام بحبل الله والتحذير من الوقوع في شرك دعوات الفرقة والفتنة الداخلية والوقوع في التنازع أو القتال رياء أو بطرا أو عصبية بل في سبيل الله ونصرة للشعب اليمني المظلوم والمستضعف من قبل أنظمة الجور والعمالة ودول الاستكبار قال تعالى:(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ،  وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).

-التحرك التوعوي والاجتماعي في فئة الميسورين لحثهم على الإنفاق في سبيل الله ودعوتهم للجهاد بأموالهم من أجل دينهم ووطنهم وبيان مغبة البخل والتقصير في ذلك قال تعالى:(وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيم ، يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) فيمكن للتجار وأصحاب الثروة والغنى أن يسهموا في إعداد وتجهيز المجاهدين فينالوا شرف وثواب المشاركة في الجهاد  قال رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ، فَقَدْ غَزَا» وقال أمير المؤمنين عليه السلام: قَالَ تَعَالَى (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) فَلَمْ يَسْتَنْصِرْكُمْ مِنْ ذُلٍّ وَلَمْ يَسْتَقْرِضْكُمْ مِنْ قُلٍّ اسْتَنْصَرَكُمْ وَلَهُ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَاسْتَقْرَضَكُمْ وَلَهُ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا فَبَادِرُوا بِأَعْمَالِكُمْ تَكُونُوا مَعَ جِيرَانِ اللَّهِ فِي دَارِهِ.

-التحرك بفاعلية في الحض على إطعام المساكين والفقراء ومساعدة المحتاجين والذين أثرت عليهم انقطاع المرتبات وإشاعة مفاهيم وثقافة التكافل الاجتماعي والتراحم الإنساني والتعاطف المجتمعي وتجسيد قيم الأخوة الإيمانية عند الشدائد قال تعالى:(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).

وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ابْغُونِي ضُعَفَاءَكُمْ، فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ»


 

السيد العلامة أحمد درهم حورية المؤيدي

الحمد لله رب العالمين القائل أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير والقائل وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم وﻻ تعتدوا إن الله ﻻيحب المعتدين 

وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد اﻷمين القائل ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله وعلى آله اﻷطهار خير من حمل راية الجهاد ضد الظالمين .

وبعد

فإنه من الواضح جدا بل الضروري أن يَهُبَّ شعبٌ غزي من اﻷعداء وتحالف مع عدوه الأصدقاء بل وبعض الإخوة للدفاع عن نفسه عن عرضه وأرضه عن كرامته وعن مقدساته هذا أمر ﻻيمكن أن يخفى على ذي لب وإنما  العدو مع وضوح اﻷمر لديهم يحاولون إظهار موقفهم في صورة العمل الخير لذر الرماد في العيون لتشجيع عملاءهم على الاستمرار في عمالتهم والمتقاعسين على اﻻستمرار في تقاعسهم ولهم سلف في ذلك وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم وهو فرعون قال الله حاكيا عنه {مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَاد} كما أن العملاء والمتقاعسين يتناغمون معهم في ذالك ﻷنهم  يجدون في ذالك تخفيفا من تأنيب الضمير لديهم وتبريرا لعملهم السيء 

لذا يتحتم على كل يمني حر أن ﻻ يفت في عضد عزيمته طول مدة العدوان وﻻ يضعف من نشاطه ما يراه من قوة تبهر العقول لدى اﻷعداء فإن قوة الله أقوى من تلك القوة بما ﻻ يمكن معه المقارنة وقوة الله هذه مضمونة الوقوف في جانبنا كمظلومين مدافعين بنص القرآن الكريم حيث يقول: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير} فلنثق بها ولنسلك مسالكها ونسعى لها سعيها وهو الثبات في المواقف واستشعار أن هذا الصمود وهذا الثبات وهذا الجهاد تلبية ﻷمر الله ونصرة لدين الله لنستنزل بذلك النصر الموعود بنص كتاب الله حيث يقول: {وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ } ويقول: {إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم}.

وكيف ﻻ يستبسل المؤمن في دفاع عدو قتاله يوجب الجنةَ والتخلي عن دفاعه يجلب العار ويوجب النار بدليل قوله تعالى {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ}إذ هذه اﻵية تأمر بقتال من قاتلك ولم تستثن مقاتلاً مهما كانت ديانته واﻷمر حقيقةٌ في الوجوب وترك الواجبِ لغيرِ عذر يوجب النار هذا إن تعلل متعلل بأن المعتدي مسلم وقتال المسلم كفر كيف وقد قال الله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} ويقول: { فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ} فأين يتاه ببعض العقول هذا إن لم نلتفت إلى كون أئمة الكفر ودول اﻻستكبار العالمي هي جزؤ من العدوان بل هي أساسه أما مع هذا فاﻷمر أشد وضوحا ﻷن القرآن مليء باﻷوامر الصريحة بقتالهم ودفاعهم وجهادهم تارةً بالترغيب وتارة بالتهديد على التخلي عن قتالهم أمثال قوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِين}

وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيل، إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}.

في كثير من اﻵيات 

ومن هنا يعلم المؤمنُ أنه يجب وجوبا محتما الوقوف في وجه العدو صفا واحدا في جبهات الجهاد المتعددة عسكريا وأمنيا وإعلامياً واقتصادياً وإنفاقاً سواء على أسر الشهداء والجرحى واﻷسرى والمجاهدين أوفي رفد الجبهات، وتشجيعاً وتخطيطاً وعملاً ميدانياً في المجالات التي من شأنها الدعم لاقتصاد البلد وتوعوياً وفي كل مجال يبث روح المواجهة للعدو ويحيي جذوة الجهاد في سبيل الله في قلوب اليمنيين بشتى أطيافهم واختلاف توجهاتهم ويبث روح التلاحم والتآخي ونبذ الفرقة التي قد يستغلها العدو في تسهيل عملية احتلاله للوطن وقمعه ﻷحراره هذا والحديث ذو شجون واﻹطالة مملة فنكتفي بهذا ونسأل من الله أن يتقبله منا وأن ينفع به الشعب اليمني واﻷمة الإسلامية.

كما نسأله النصر على اﻷعداء والحفظ واﻹ عانة للمجاهدين والشفاء للجرحى واﻹفراج عن المأسورين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين .


السيد العلامة/ عبدالفتاح إسماعيل الكبسي

ما واجبنا بعد عامين من العدوان السعودي الأمريكي وفي ظل استمراه؟ 

بسم الله الرحمن الرحيم ، واجبنا بعد عامين من العدوان السعودي الأمريكي والإٍسرائيلي وفي ظل استمراره هو الاستمرار في صد هذا العدوان الغاشم لأن الله سبحانه كلفنا بقتال المعتدين قال عزوجل : (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين) وقال:(وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُون، وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا) فالواجب كما نصت عليه الآيات هو قتال الذين يقاتلونا ويعتدون على بلادنا أرضاً وإنساناً ولا يسقط واجب جهاد المعتدين حتى يكفوا عن اعتدائهم وبغيهم وحتى يجنحوا للسلام، هذا أولاً.

وثانياً : استمرار العدوان والمواجهة مع قوى الباطل يفرض علينا كمؤمنين الصلابة والثبات على مستوى كل الجبهات.

ومما يحقق الصلابة والثبات أمور: منها الصبر، حيث يمثل القوة والتماسك أمام نوازغ الضعف واشتداد الأزمات ، فمن صبر ملك أمره في كل المواقف.

ومنها: المغالبة في الصبر؛ لأن الحرب في حد ذاتها يتضرر منها كلا الطرفين المتقاتلين قال تعالى: (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ) وقال سبحانه:(إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ) فلابد من مغالبة الأعداء في الصبر لأن لدينا أسباب التفوق والغلبة مما ليس عندهم، قال تعالى:(وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ).

وثالث الأمور، هو: المرابطة كلٌ في جبهته وتعزيز كل جبهة بما تحتاج وهذا من واجب الشعب ومسؤلية الحكومة والجيش اليمني واللجان الشعبية وكذلك تتحمل الأحزاب والشخصيات الاجتماعية والقبلية المسئولية الدينية والتاريخية والوطنية، فلا وقت للاسترخاء واللا مبالاة والابتعاد من تحمل المسئولية ومواجهة العدوان.

والأمر الرابع هو: تقوى الله سبحانه وتعالى التي تمثل الانضباط أمام الله سبحانه في كل مستويات الحياة حرباً وسلماً وهو ما يجب أن يتحلى به الفرد المسلم كأحد أفراد الشعب والمسؤول والحكومة بشكل عام والمجاهدون على مستوى الجبهات كلها، وهذا ما دعانا الله ربنا سبحانه حين ختم سورة آل عمران بقوله:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون).

ومن الواجب أيضاً هو ما دعانا الله عزوجل إليه حيث يقول:(فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِين، وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) أي لا تكفوا عن ذلك وليستمر عطاؤكم لأنه إذا انقطع فقد تسببتم  في هلاك أنفسكم، وقال بعدها: (وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين) فالإحسان مطلوب في كل شيء في المواجهة، وفي الزحوفات، في الإنجاز الأمني، في التصنيع الحربي؛ تصنيع قوة الردع من صواريخ وطائرات، في الاستمرار في هذا العمل الحسن، أي أكثروا من الإحسان في أعمالكم، في مواجهتكم  مع الأعداء، أحسنوا في تصنيع قوتكم الرادعة، أحسنوا في سياسة حكومتكم، أحسنوا في كل شيء فالله يحب المحسنين. والحمد لله رب العالمين