بيان رابطة علماء اليمن بشأن التدخل الأمريكي في شؤون اليمن

نشر بتاريخ: أحد, 14/12/2014 - 12:00ص

الحمد لله القائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)
والصلاة والسلام على النبي الخاتم من كفر بكل طاغوت واستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فتولاه الله بولايته حتى أخرج العباد من ظلمات الطواغيت فكان معه سبحانه نعم المولى ونعم النصير.
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الهداة وصحبه التقاة.. وبعد:
فإن رابطة علماء اليمن كانت ومازالت تنادي باحترام سيادة البلاد الإسلامية عموما واليمن خصوصا وتعتبر اختراق الطائرات الأمريكية لسماء الوطن وقتلها للمواطنين والمواطنات والاطفال وهدمها للبيوت على ساكنيها عملا عدوانيا همجيا محرما تحرمه الشريعة الإسلامية وجرما في القوانين الدولية والمبادئ الحقوقية تحت أي مسمى كان أو مبرر يكون.
لقد تابعت الرابطة التطورات الأخيرة على مستوى الساحة اليمنية والتي كان آخرها ما حدث من جريمة عدوان المارنز الأمريكي في محافظة شبوة والتي نفذ فيها عملية إنزال على الأرض فقتلوا الأبرياء من نساء وأطفال بوحشية في مسرحية تحرير الصحفي وتحت مبرر التنسيق الأمن لمكافحة الإرهاب وتعاون الحكومة اليمنية مع الإدارة الأمريكية في محاربة -ما يسمى دجلا وبهتانا- محاربة الإرهاب.
إن هذا العدوان الهمجي السافر على أبناء محافظة شبوة وما أعقبه من تصريحات التهديد والإرجاف من قبل السفير الأمريكي ضد اللجان الشعبية يجب أن يرفض رفضا قاطعا من جميع أبناء الشعب ومن الحكومة لأن هذه التصريحات تدخل سافر في الشأن اليمني الداخلي واختراق لسيادته و وانتقاص لاستقلاله.
إن توقيت هذا العدوان الخطير له مآرب سياسية أمريكية لا تخفى وتعتبر سابقة خطيرة ورسالة يجب أن يكون للشعب اليمني وكل الأحزاب والمكونات والعلماء إزاءها موقف مشرف ينسجم مع روح الشريعة ويعيد للقرار والسيادة اليمنية معناهما الحقيقي حسب الدستور والقانون والمؤكد بقرارات مؤتمر الحوار الوطني لا سيما بعد نجاح ثورة 21 من سبتمبر التي غيرت المعادلات وقلبت الموازين نحو مستقبل واعد وأطاحت برموز الفساد والإفساد ممن كانت لهم علاقات وثيقة بسفارة واشنطن.
إن التعامل مع الإدارة الأمريكية وسفيرها في صنعاء كحلفاء أو أصدقاء كما نسمع ويروج له لا يتوافق مع آي القرآن المحكمة وروح الشريعة الغراء وله عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة ونتائج كارثية على مستقبل اليمن.
إن القرآن الكريم ينهى نهيا قطعيا وواضحا أن يتخذ المسلمون الكافرين مستشارين أو أصدقاء يطلعونهم على الأسرار وخفايا أمورهم السياسية والعسكرية أو غيرها حيث يقول الله ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ).
فقد بين ربنا ماذا يريدون لنا ومدى البغضاء الكامنة لديننا (وما تخفي صدورهم أكبر) فأين أصحاب العقول وأولو الألباب وأين الالتزام بمرجعية القرآن والشريعة الإسلامية التي تعتبر مصدر التشريعات في الدستور اليمني؟
حفظ الله اليمن وأبناء اليمن من المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن ووفق الله شعبنا وأمتنا إلى كل خير.
صادر عن رابطة علماء اليمن
22/صفر/1436هــ
14/12/2014م

 

الدلالات: