الانتفاضة والمقاومة في مواجهة »صفقة ترامب« هل بدأ العد التنازلي لزوال الكيان الصهيوني؟؟

نشر بتاريخ: اثنين, 09/04/2018 - 8:24م

أن يختار الرئيس الأمريكي »دونالد ترامب« وفريقه الصهيوني الذي يدير البيت الأبيض يوم الـ14 من شهر مايو القادم موعداً لنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة وهو موعد يتزامن مع الذكرى الـ70 لإعلان قيام الكيان الصهيوني المسمى »إسرائيل« فإن هذا يعني بوضوح أن »ترامب« وفريقه أعلنوا تحديهم السافر ليس فقط للعرب والمسلمين وإنما تحديهم للأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها التي صوتت ضد قرار ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني .. وهذا التحدي في جانب منه يضرب بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية عرض الحائط .. ومن المفارقات العجيبة أن من بين هذه القرارات القرار رقم (181) المعروف بقرار التقسيم الذي بموجبه قام الكيان الصهيوني كأول دولة في العالم تقوم أو تنشأ بناءً على قرار صادر عن الأمم المتحدة .. كما يضرب بعرض الحائط أيضاً بجميع الاتفاقيات التي جرى التوقيع عليها في إطار ما يسمى بعملية السلام وفي مقدمتها اتفاقات »أوسلو«، وهو ما يعني بصورة أو بأخرى دفن »عملية السلام« إلى الأبد وبالتالي إعلان حالة الحرب بشكل واضح وغير مسبوق وبعيداً عن المراوغة التي كانت تعتمدها الإدارات الأمريكية المتعاقبة في التعاطي مع ما يسمى بعملية السلام طوال السنوات الماضية، وبالتحديد منذ التوقيع على ما سُمي باتفاقية السلام بين مصر والكيان الصهيوني في واشنطن في مارس 1979م برعاية الرئيس الأمريكي الأسبق »جيمي كارتر« .. وطوال أكثر من أربعين عاماً ظلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة توظف ما يسمى بعملية السلام لخدمة كيان العدو الصهيوني وتمهيد الطريق أمام سلطات الاحتلال لتنفيذ مشاريع الاستيطان والتهويد ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية وإقامة جدار الفصل العنصر وحفر الأنفاق أسفل المسجد الأقصى المبارك وبجواره تمهيداً لهدم وإقامة ما يسمى بالهيكل على أنقاضه كما صرح بذلك علانية أكثر من مسئول صهيوني.. وكذا مصادرة وهدم منازل المواطنين المقدسيين وتهجيرهم من المدينة المقدسة التي عملت سلطات الاحتلال جاهدة على تهويدها طوال الأربعين عاماً الماضية تحت ستار ما يسمى بعملية السلام على مرأى ومسمع وتواطؤ ما يسمى بالمجتمع الدولي بشكل عام وحكام معظم الدول العربية والإسلامية بشكل خاص وبرعاية الولايات المتحدة الأمريكية ورؤسائها المتعاقبيين الذين ظل جميعهم منذ دخول البيت الأبيض حتى مغادرته يقدمون أنفسهم كرعاة لما يسمى لعملية السلام في الشرق الأوسط بينما هم في الحقيقة لا يعملون شيئاً على صعيد الوصول إلى السلام بل يعملون على تضييع الوقت بالحديث المتكرر عن تطبيق الاتفاقيات التي تم التوصل إليها واحترام قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وكذا الحديث عن حل الدولتين .. وقد أثبتت الأيام أن جميع تلك الأحاديث لم تكن سوى شعارات زائفة وشكلاً من إشكال المراوغة المفضوحة والمكشوفة الهادفة إلى منح المزيد من الوقت لسلطات الاحتلال الصهيوني للسير قُدماً في تنفيذ مشاريعها.. ومما يؤكد هذا بما لا يدع مجالاً للشك أن أياً من الرؤساء الأمريكيين السابقين لم يتحرك خطوة واحدة في اتجاه الضغط على سلطات الاحتلال الصهيوني لاحترام الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها برعاية الولايات المتحدة وتطبيق مضامينها وإنما ظلوا جميعاً يقدمون الغطاء السياسي للكيان الصهيوني ويوفرون له مختلف أشكال الدعم المادي والمعنوي بما يمكنه من الاستفادة من تلك الاتفاقيات في تضليل الرأي العام العالمي، وبالتالي التغطية على ممارساته التي تتنافى مع مضامين الاتفاقيات من جهة، وتمثل خرقاً سافراً وصارخاً ومفضوحاً للمواثيق والقوانين والأعراف الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من جهة أخرى.

من كل هذا يمكن استخلاص أن الخطوات التي أقدم عليها الرئيس الأمريكي »دونالد ترامب« وأبرزها إعلان الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده إليها في الـ(14) من مايو القادم ليست سوى حلقة في المسلسل الأمريكي المستمر والمتواصل الذي تكون نهايته تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل ونهائي والانتقال بالتالي إلى تنفيذ حلقات مسلسل تقسيم وتفتيت المنطقة وإعادة رسم خارطتها وهو ما بات يعرف بمشروع الشرق الأوسط الجديد.

وهذا ما يبدو واضحاً من خلال ما تم تسريبه حتى الآن وتناقلته وسائل الإعلام حول صفقة »ترامب« التي أسماها بـ»الصفقة النهائية« والتي باتت تعرف في التداول الإعلامي بـ»صفقة القرن«.

ومما تم تسريبه وتناقلته وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة التقرير الذي بثته القناتان 12، 13 الصهيونيتان في الـ16 من شهر يناير الماضي الذي تضمن كشف النقاب عن عرض جديد قدمه الرئيس »ترامب« عبر النظام السعودي إلى مسئول فلسطيني مقرب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشأن القدس المحتلة والدولة الفلسطينية المستقبلية.. ووفقاً للقناتين الصهيونيتين فإن العرض ركز على »أن تكون الدولة الفلسطينية منقوصة السيادة، وتبقى السيطرة الأمنية في معظمها بيد إسرائيل« وتضمن العرض الذي تم تقديمه إلى المسئول الفلسطيني خلال لقاء سري جمعه مع مسئولين سعوديين في الرياض أن »الوضع النهائي للقدس يتم تحديده بالاتفاق بين الأطراف فقط، وأن إسرائيل تتمتع بحق النقض ويمكنها الاعتراض، كما أنه لن يتم إخلاء أية مستوطنات«.

وفي هذه العبارات ما يكفي للدلالة على أن الهدف النهائي لصفقة ترامب هو تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل ونهائي، كما أن فيها ما يكفي للدلالة على أن هذا العرض الذي تم وصفه بالجديد لا يعدو عن كونه شكلاً من أشكال المراوغة وتضييع الوقت وامتصاص الغضب الذي أثاره إعلان »ترامب« في الـ6 من شهر ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني على مستوى العالم. وهو ما تشير إليه بوضوح عبارة:-

»الوضع النهائي للقدس يتم تحديده بالاتفاق بين الأطراف فقط« فإلى جانب أن العرض لم يحدد من هي الأطراف فإنه قد نص بوضوح على »أن "إسرائيل" تتمتع بحق النقض ويمكنها الاعتراض«.. وهو ما يعني أن العرض يخلو عملياً من أي مضمون حقيقي، إذ كيف سيتم تحديد الوضع النهائي للقدس بعد أن اعترفت واشنطن بها كعاصمة للكيان الصهيوني؟؟ .. وإذا افترضنا جدلاً أن وضعها سيظل خاضعاً للتفاوض والاتفاق في ضوء التفاوض فما هي قيمة المفاوضات وما الذي يمكن أن تفضي إليه من اتفاق إذا كانت »إسرائيل« تتمتع بحق النقض أو حق الاعتراض؟؟.

وبحسب التقرير أيضاً فإن العرض الجديد الذي قدمه »ترامب« عبر الرياض إلى المسئول الفلسطيني المقرب من محمود عباس قد تطرق إلى موضوع تبادل الأراضي، ولكن ليس على أساس حدود ما قبل الـ 5 من يونيو 1967م والتي سيتم محوها من المفاوضات وذلك حسب التقرير الذي بثته القناتان الـ12، 13 الصهيونيتان .. وهذا يعني بكل وضوح محو القدس الشرقية من المفاوضات وكذا بقية الأراضي الفلسطينية التي احتلها العدو الصهيوني في عدوان يونيو 1967م .. وبالتالي فإن أي مفاوضات وما قد يسفر عنها إنما تهدف واشنطن من وراءها إلى توفير الغطاء السياسي الفلسطيني لقرار »ترامب« وإضفاء الشرعية عليه إذا ما تمكنت من إقناع القيادة الفلسطينية بالتوقيع على اتفاق يتضمن ما يسمى بتبادل الأراضي ويتم بموجبه التنازل عن الأراضي المحتلة عام 1967م وبضمنها القدس الشرقية.

ومما تناقلته وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة حول صفقة »ترامب« المقال الذي كتبه المحلل السياسي والعسكري الصهيوني »إليكس فايتسمان«.

بعنوان »صفقة القرن .. ماذا يطبخ ترامب للشرق الأوسط؟« والذي نشرته صحيفة »يديعوت أحرونوت« الصهيونية وكان أبرز ما تضمنه المقال »أن ترامب سيقف بكل بساطة لإلقاء خطاب احتفالي يعرض خلاله (الصفقة الكبيرة) للشرق الأوسط ولن يكون هناك حوار مطول مع الطرفين، ولن يعقد أي مؤتمر كما فعل رؤساء الولايات المتحدة، فبكل بساطة سيضع الجميع في مواجهة الحقيقة، هذه هي الصفقة، إذا شئتم اشتروها..) وكشف المحلل الصهيوني في مقاله النقاب عن أن هناك ثلاثة أشخاص من خارج الإدارة الأمريكية يعملون مستشارين للفريق السياسي لترامب هم: ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وسفير الإمارات في واشنطن يوسف »العتيبة«، وسفير الكيان الصهيوني في واشنطن »رون درمر« .. وأشار إلى أن هؤلاء المستشارين يحولون ما أسماه »ثمار عملهم« إلى القيادة السياسية عبر مبعوثي »ترامب« الذين يقودون العملية وهم: صهرة »كوشنر« وسفيره في تل أبيب »فريدمان« ومبعوثه الخاص »غرينبلات«.. وبحسب المحلل العسكري والسياسي الصهيوني وكما جاء في مقاله فإن »إسرائيل« سوف تتلقى وفقاً للصفقة مكافأة ضخمة في شكل علاقة علنية مع المملكة العربية السعودية.

ومما سبق يمكن القول باختصار أن »ترامب« يسير نحو فرض  »صفقته« على الفلسطينيين وعلى العرب والمسلمين بل وعلى العالم بعقلية التاجر المتعجرف الذي لا يعمل لأي منهم قيمة ولا يحسب لهم حساب .. وهذا التصرف في حد ذاته وبهذه العقلية المتعجرفة والصلف والغرور والتحدي الصارخ والسافر حتى لما يسمى بالشرعية الدولية وما صدر عن الأمم المتحدة من قرارات لابد أن يقابله رد فعل قد يشعل المنطقة نظراً لأن أحرار فلسطين وأحرار المنطقة وأحرار العالم لن يقفوا بكل تأكيد مكتوفي الأيدي تجاه هذا التصرف الأرعن باعتبار أنه يمس مقدساتهم وعقيدتهم ويتعامل معها ومعهم بمنتهى الاستهانة والاستخفاف ..

وهذا ما بدا واضحاً في ردود الفعل التي صدرت في أعقاب إعلان »ترامب« الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني في العديد من دول العالم بشكل عام وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل خاص..

وهي ردود فعل في مجملها تشير إلى أن صفقة »ترامب« لن تمر مرور الكرام كما يتصور »ترامب« وفريقه الصهيوني وأن إصراره على تمريرها بمنطق القوة هو شكل من أشكال المقامرة غير محسوبة النتائج..

ومن أبرز ردود الفعل التي تؤكد هذا بما لا يدع مجالاً للشك تصاعد الانتفاضة الفلسطينية بصورة دخلت معها سلطات الاحتلال الصهيوني حالة من الارتباك بدت واضحة في حملات الاعتقال التي تنفذها في أنحاء الضفة الغربية حيث لا يكاد يمر يوم دون اعتقال عدد من المواطنين الفلسطينيين وبصورة غير مسبوقة..

وشهدت مختلف المناطق داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة تظاهرات متواصلة منذ إعلان »ترامب« الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني خاصة أيام الجمعة من كل أسبوع التي تحولت إلى أيام غضب .. كما شهدت مختلف خطوط التماس مواجهات مع قوات الاحتلال الصهيوني .. وتم تنفيذ عملية بطولية ناجحة من قبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تمثلت في نصب كمين لمجموعة من جنود الاحتلال بعبوة ناسفة أدى انفجارها إلى مصرع أحد الجنود الصهاينة وإصابة عدد منهم، كما تم تنفيذ عملية طعن ناجحة في الضفة الغربية أدت إلى مصرع أحد الحاخامات الصهاينة .. وهي العملية التي نفذها الشهيد البطل أحمد جرار الذي اغتالته قوات الاحتلال بعد مطاردة طويلة.

وأدى تنفيذ العمليتين بالتزامن مع تصاعد المظاهرات وتواصل المواجهات مع جنود الاحتلال في خطوط التماس إلى زيادة حالة الارتباك وارتفاع منسوب القلق لدى سلطات الاحتلال الصهيوني .. وهو ما أشارت إليه القناة الصهيونية الثانية عشر في التقرير الذي بثته يوم الثلاثاء الـ27 من شهر فبراير الماضي الذي حمل عنوان:-

»مسلحو المخيمات يخرجون في الظلام«، حيث تحدث التقرير عن تخوف السلطات الصهيونية من اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة خلال الفترة المقبلة .. وذكر التقرير عدداً من العوامل التي قد تدفع الفلسطينيين إلى إشعال انتفاضة ثالثة، ومن ضمن تلك العوامل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، واستمرار حالة الاحتقان بعد إعلان »ترامب« اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، إضافة إلى أنه لا يدور حالياً أي حديث عن مفاوضات سلام .. وأشار تقرير القناة الصهيونية إلى أن هذا الوضع، وهذا الواقع يشير لوجود حالة من الرغبة الجامحة لإعادة الصورة البطولية للمقاومة في الشوارع الفلسطينية بالضفة، خاصة بعد ما قام به الشهيد أحمد جرار الذي قتل الحاخام »شيفح« .. كما أشار التقرير إلى أن المخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة قد تكون شرارة إنطلاقة المواجهة في الفترة المقبلة وهو ما يشكل تحدياً كبيراً للكيان الصهيوني ويثير لديه الكثير من المخاوف.. وذلك وفقاً لما جاء في تقرير القناة الثانية عشر الصهيونية وهو واحد من المؤشرات على أن الانتفاضة الفلسطينية المرشحة للتصاعد بعد إعلان موعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس تعد أحد ردود الفعل التي تؤكد أن »صفقة ترامب« لن تمر مرور الكرام .. وإضافة إلى الانتفاضة فإن المقاومة تأتي على رأس الخيارات المطروحة لمواجهة »الصفقة« وإفشالها بل وإسقاطها، وهو ما تشير إليه ردود فعل فصائل المقاومة الفلسطينية بمختلف توجهاتها وانتماءاتها والمقاومة الإسلامية اللبنانية بقيادة حزب الله تجاه إعلان »ترامب« الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وبعد ذلك إعلان الخارجية الأمريكية عن موعد نقل سفارتها إلى القدس .. ومن بين ردود الفعل على سبيل المثال رد الفعل الذي صدر عن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية »حماس« التي دعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى النفير يوم الـ14 من مايو القادم دفاعاً عن القدس وتأكيداً على مواصلة القتال والتصدي للاحتلال ورفضاً لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في ذلك اليوم .. وقالت الحركة في بيان صحفي أصدرته يوم السبت الـ14 من فبراير الماضي: »أن خطوة نقل السفارة الأمريكية لن تمنح الاحتلال أية شرعية أو تغير في حقائق ووقائع القدس ومعالمها وإنما ستفجر المنطقة في وجه الاحتلال«.

ومن بين ردود الفعل أيضاً رد فعل حركة الجهاد الإسلامي التي أكدت في بيان لها أن خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بالتزامن مع ذكرى النكبة واحتلال فلسطين هو إمعان في العدوان على الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين بشكل عام .. وقالت الحركة:-

»إن الشعب الفلسطيني سيتصدى للقرار الأمريكي الذي يأتي ضمن مؤامرة صهيو-أمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، وأن الإدارة الفسطينية ستكون أشد ثباتاً وأمضى عزيمة في مواجهة هذه المؤامرة«.

وأشارت حركة الجهاد الإسلامي في بيانها إلى أن هذا القرار باطل وغير شرعي وهو دليل على الدور الأمريكي في تهديد وضرب الأمن والاستقرار ودعم الإجرام الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

من جانبه دعا حزب الشعب الفلسطيني في بيان مماثل إلى »حشد كل طاقات الشعب الفلسطيني خاصة في ذكرى النكبة لتصعيد الكفاح الوطني رفضاً للقرار الأمريكي والعمل على إسقاطه«.

واعتبر الحزب إعلان الإدارة الأمريكية عزمها على نقل سفارتها إلى القدس المحتلة في منتصف مايو وبالتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة بمثابة استفزاز بكل معنى الكلمة للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية ولكل أحرار العالم.

وجاء رد فعل حزب الله اللبناني في بيان أصدره يوم الإثنين الـ26 من فبراير الماضي أكد فيه أن المقاومة والإنتفاضة هما السبيل المجدي لاستعادة الأرض المحتلة وكافة المقدسات داعياً الشعوب العربية والإسلامية والأحرار في العالم إلى القيام بتحركات فاعلة لفضح العدوان الأمريكي والوقوف بوجهة .. وأشار حزب الله إلى أن قرار تحديد موعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في منتصف مايو المقبل يأتي استكمالاً للعدوان الذي بدأه الرئيس الأمريكي قبل أشهر، وهو جزء من سياق متواصل لتهويد القدس وتصفية القضية الفلسطينية.

هذه بعض ردود فعل فصائل وحركات المقاومة وهي في مجملها ومن حيث مضمونها تؤكد أنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي »ترامب« وأنها ستتصدى لخطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتقف في وجه هذه الخطوة التي تمثل حلقة في مسلسل تصفية القضية الفلسطينية عبر تنفيذ خطة »ترامب« أو ما يسمى بـ»صفقة القرن« .. وهذا يعني في ما يعني أننا أمام مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات التي من بينها احتمال المواجهة العسكرية بعد أن أغلق »ترامب« من خلال »صفقته« التي بدأت بإعلان اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني كل الأبواب في وجه ما يسمى بعملية السلام ودفنها إلى الأبد بعد أن ظلت لسنوات عديدة تستخدم من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة كمسكن لتهدئة الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والإسلامية وإتاحة الفرصة بالتالي أمام العدو الصهيوني لتكريس الاحتلال وتنفيذ مشاريع ومخططات الاستيطان والتهويد .. وأن يتم إخراج ما يسمى بعملية السلام من غرفة الإنعاش وإعلان وفاتها رسمياً ودفنها على يد »ترامب« وفريقه الصهيوني وعملائه وأدواته الرخيصة في المنطقة وعلى رأسهم حكام مملكة قرن الشيطان السعودية ودويلة الإمارات فإن هذا لا يعني سوى أنهم قد اختاروا الانتقال إلى المواجهة وأعلنوا الحرب بشكل واضح وصريح ودون مواربة.

وسيكون نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بالتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة بمثابة الشرارة التي ستشعل الحرب التي أعلنوها .. وهي حرب لن يتمكنوا من إطفائها إذا ما اشتعلت ولن يتمكنوا من التحكم في مساراتها وتحديد نتائجها التي من غير المستبعد أن يكون زوال الكيان الصهيوني أبرزها .. كما أنه من غير المستبعد أيضاً أن تكون أحد نتائجها سقوط أنظمة العمالة في المنطقة .. والله غالبٌ على أمره