استهداف المرأة في ظل العدوان السعودي الأمريكي

نشر بتاريخ: اثنين, 09/04/2018 - 8:18م

 

جرائم شتى و ثقت وحشية العدوان و بشاعته منذ  اللحظات الأولى التي أنشنت فيها قوات التحالف السعودي غارتها على اليمن حيث كانت الساعات الاولى من تاريخ  الـ 26 مارس 2015 لحظات الغدر الأولى التي استهدفت ابرياء جُلهم من النساء و الأطفال  قضوا  تحت الأنقاض في تدشين للعمليات الإجرامية  التي أعلنها التحالف تحت تبريرها  المخجل لارتكاب الجرائم  بحق المدنيين الأبرياء  بحجة إعادة الشرعية لرئيس فقد شرعيته بفقدانه للشعبية و الأرض والسيطرة و فقدها ايضا حين فقد صفته الانسانية و أباح قتل الأبرياء وأصبح هادي كالدمية في أيديهم  لتحقيق مصالحهم وغطاء لتبرير جرائمهم و قد حقق التحالف في هذا الميدان إنجازات كبيرة ليصبح حجم الضحايا من المدنيين و الأبرياء حسب أخر إحصائية صادرة عن المركز القانوني للحقوق والتنمية  في تاريخ  30/ يناير / 2018 تشير إلى أن عدد الضحايا المدنيين  36317 بينهم 2059 امرأة شهيدة و2253 امرأة جريحة و 2973 طفل أزهقت ارواحهم و 2786 طفلاً جريحاً تقطعت أوصالهم  بكل قسوة وفي انتهاك لكل معايير الإنسانية ولكل القوانين الدولية وعندما نتكلم عن هذا العدد من الجريحات فعلينا أن نشعر بهذه الجراح الجسدية العميقة التي تسببت بها صواريخ طائرات التحالف فأدت الى حرق  الأجساد وبتر الأعضاء وتسببت في إعاقات  جسدية مدى الحياة ناهيك عن الآثار النفسية المترتبة بعد الجراح العميقة وبعد مشاهدة وسماع أصوات الغارات

وقبل أن أحدثكم عن انتهاك القانون الدولي الإنساني في اليمن التي تعتبر دولة ذات سيادة وصاحبة الاختصاص القانوني والقضائي والإداري على إقليمها وتمارس اختصاصها وفقا لدستورها الذي يحرم على الرئيس استدعاء قوات أجنبية تقتل أبناء    بلده ولمن لا يعلم عليه أن يعلم أن اليمن تعتبر عضواً مؤسساً لمنظمة الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الاسلامي ويؤكد ميثاق الدستور اليمني العمل بميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الانسان وقواعد القانون الدولي المعترف بها بصورة عامة .

من المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني حصانة المدنيين والنصوص  القانونية للمواد وضحت  هذه المرتكزات التي تؤكد على حماية المدنيين والتمييز بين المحاربين والمدنيين في جميع الأوقات، لكن ما يجري في الساحة اليمنية للأسف مناقض لكل الاعراف و القوانين و المواثيق الدولية فالأبرياء و خاصة الأطفال  و النساء يقتلون في الأعراس و المآتم  و الأسواق و المصانع و في كل الأماكن و المناطق المحمية بموجب القانون الدولي الانساني كل ذلك و صمت العالم مستمر و ما حصل في مناسبة العزاء في أرحب و ما حصل في مأرب من استهداف للنساء العائدات من مناسبة عرس و راح ضحيته  عشرات من النساء إلا نماذج بسيطة و قطرة في بحر الإجرام الذي استهدف النساء و الأطفال  الأبرياء من أبناء الشعب اليمني.

 وفي هذه المناسبة العالمية التي يحتفل فيها العالم باليوم العالمي للمرأة وبيوم الأم نحن في اليمن نرفع صور شهيداتنا حيث اُنتهك حق الحياة لألاف من النساء حسب احصائيات و تقارير موثقة و مرصودة لا يمكن تجاهلها أو التشكيك بصحتها و رغم كل ذلك ما نراه هو استمرار في الصمت و وقوف مع القاتل و المعتدي .

و في سرد لبعض نماذج الإجرام الذي يمارس بحقنا نحن نساء اليمن  نذكر هنا نماذج هي لا تمثل حتى قطرة في بحر الإجرام الذي استباح المجتمع اليمني و خاصة الأبرياء من النساء و الأطفال  . ولكن لمحدودية الوقت اخترنا لكم نماذج فقط ومن أراد معرفة المزيد فعليه التواصل بموقع المركز القانوني للحقوق والتنمية عبر الايميل info@Icrdye.org

 

نماذج  شهادات منظمات دولية

_________________

وثقت هيومن رايتس ووتش 85غارة جوية للتحالف تبدو غير شرعية أدت الى مقتل قرابة 1000 مدني وأصابت منازل وأسواقا ومستشفيات ومدارس ومساجد قد ترقى بعض هذه الهجمات إلى جرائم حرب   _ في يونيو 2015 شنت الطائرات الحربية للسعودية غارات على مديرية همدان محافظة صنعاء على منزلي علي القبلي وهلال محمد في قرية العرة أدت الى تدميرها وبلغ عدد الضحايا من المدنيين 8 اشخاص بينهم خمسة أطفال وثلاث نساء   وجرح خمس نساء ورجل
 
منظمة العفو الدولية في 8/مايو /2015 قالت  أن هناك أدلة دامغة على وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين جراء الضربات الجوية للتحالف بقيادة السعودية وذلك بعد نزول المنظمة إلى عدة مناطق سكنية تم تعرضها للقصف ومنها منطقة في حي باب الشعب  بمنطقة سعوان الواقعة شرقي العاصمة اليمنية مما أسفر عن مقتل 17 مدنيا وإصابة 17 أخرين بينهم نساء وأطفال وقد أجرت المنظمة مقابلات مع عدد من سكان المنطقة وشهود العيان وذلك في اليوم الثاني للضربة واستمعت الى قصص مروعة من بعض الناجين من الضربة الجوية وقال سعيد بو مدوحة نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: إن تلك الشهادات المروعة هي دليل دامغ على تقاعس القوات العسكرية السعودية وحلفائها عن اتخاذ ما يكفي من الاجراءات لضمان عدم قتل مدنيين  دونما ضرورة في حملة الضربات الجوية التي تشنها

(نماذج بسيطة من بحر إجرام تحالف العدوان )

 

ارتكب  طيران تحالف العدوان السعودي ، يوم / 28 / سبتمبر /2015 م، مذبحة جماعية جديدة مروعة بحق مئات المدنيين الأبرياء جلهم نساء وأطفال في اليمن بعد أقل من يوم على ارتكاب 3 مجازر موزعة في عدد من المناطق اليمنية ، إمعاناً بنهج جرائم الإبادة الجماعية والتدمير الشامل

وشن طيران تحالف العدوان غارة جوية ظهر الاثنين طالت مخيمي عرس لريفيين من رجال ونساء كانوا يشاركون في حفل زفاف بمنطقة واحجة القريبة من المخا .

وأفادت الحصيلة الاولية للمذبحة البشعة والمروعة ، بسقوط أكثر من 135شهيدا    جلهم من النساء والأطفال   بينهم أكثر من 70 امرأة ، وجرح العشرات- طبقا لمصادر محلية رسمية. ولكم أن تتخيلوا ما معنى أن تقتل حوالي 70 امرأة تقريباً وهن بملابس الأفراح وكم حجم المعاناة التي ستنتج عن حالة الأطفال  اليتامى الذين قتلت أمهاتهم ظلما وعدوانا

قصف النساء والأطفال  في الطريق العام منطقة بني هيسان حريب القراميش مأرب

 

ليل السبتالموافق 16 / ديسمبر 2017م حيث اقدمت طائرات تابعة للتحالف السعودي على استهداف مجموعة من النساء والأطفال أثناء عودتهم من حضور حفل زفاف في منطقة بني هيسان التابعة لمديرية حريب القراميش محافظة مارب ما أدى إلى قتل عشر نساء أغلبهن لم يتجاوزن سن الخامسة عشر في انتهاك خطير لكل مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة وانتهاك صارخ لجميع قوانين حقوق الانسان.
 

 

في 3 يونيو 2015م ارتكبت طائرات التحالف السعودية مجزرة بحق قرية آل العرم وادي صبر محافظة صعدة حيث شنت تسع غارات جوية نتج عنها تدمير القرية وقتل   53 مدنيا بينهم 9 نساء  و36 طفلاً  وإصابة  12  مدنيا بينهم .

 

في 6 يونيو 2015 ألقت نفس الطائرات المعتدية قنابل عنقودية على مخيم النازحين في حيران محافظة حجة قتل عدد من المدنيين بينهم 3 نساء واصابة 18 طفل و9 نساء.

 

 في 24 يوليو 2015 م شنت الطائرات الحربية السعودية 9 غارات على مدينة عمال الكهرباء بمدينة المخا التابعة لمحافظة تعز  ونتج عن الغارات قتل ما لا يقل عن 88 مدنيا من عمال الكهرباء وأقربائهم بينهم 19 طفلا و20 امرأة كما جرح مالايقل عن 170 مدنياً بينهم 15 طفلا و32 امرأة .

 

في 3يونيو 2015 م في جريمة لا يمكن وصف بشاعتها بحق النساء والأطفال  شنت طائرات التحالف السعودي عدة غارات على قرية سكانية في مديرية سحار محافظة صعدة أسفر عنها إبادة بشرية للأطفال وتصفية جماعية لأسرة آل الشريف والقضاء على ثلاثة أجيال كاملة الجد وأبناء  ه وأحفاده ونتج عنها مقتل 36 طفلاً و9 نساء و8 رجال من كبار السن والمسعفين 12 شخصاً

في 7 / اكتوبر / 2015 م شنت طائرات التحالف غارة على عرس مخيم عرس في في محافظة ذمار سنبان  راح ضحيته 13 امرأة فقدن حياتهن  و22 طفلاً و14 رجلاً وجرحت 8 نساء جراحاً بليغة

صعدة التي لم تسلم يوما من طائرات حقدهم الأسود منذ 3 سنوات ولم يسلم فيها حتى الحجر والشجر صعدة التي يقتلون أبناءها ونساءها يوميا وفي مختلف المناسبات فقط لأنهم من صعدة.

 

في 15/ فبراير/2017م تم استهداف مجلس عزاء نسائي في مديرية أرحب شمال صنعاء وأدى الى مقتل خمس نساء وإصابة 8 أخريات إصابات بليغة

ولا تزال آلة القتل لقوات التحالف العسكري الذي تقوده المملكة السعودية فيما يسمى بعاصفة الحزم تحصد أرواح المدنيين الأبرياء وتدمر الممتلكات والأعيان مستخدمة أحدث انواع الأسلحة الأمريكية والبريطانية من الطائرات الحديثة والصواريخ والقنابل الموجهة والبارجات والدبابات والمدرعات المتطورة في مشهد مخزي تتفاخر فيه الدول بالمشاركة و المساندة في قتل الابرياء و الدفاع عن المجرم و لن يغفر التاريخ لأولئك .

 

أما نحن في اليمن فنطالب المجتمع الدولي بأن يخرج عن صمته و خوفه ليقف مع صوت المظلومية لا أن يشارك في القتل و الاعتداء و بمناسبة يوم المرأة العالمي  نحن هنا نساء اليمن نرفع صوت مظلوميتنا عاليا لنظهر صيغة مختلفة عن حقوق المرأة التي وجدناها تمارس بحقنا،  إذن فلتخرس كل الاصوات الناعقه باسم حقوق المرأة ما دامت لم تحم حق نساء اليمن في حياة آمنة و ليختف المزايدون بمنع الزواج المبكر ما داموا لم يمنعوا الموت المبكر الذي يلقيه العدوان عمدا على نساء و أطفال اليمن و يسانده العالم الصمت المتجاهل  المتخاذل .... و ختاما للمجتمع الدولي كونوا منصفين و ساندوا من أجل وقف العدوان على نساء و أطفال اليمن و للمعتدين أوقفوا عدوانكم الظالم الوحشي على نساء وأطفال اليمن .

 

انتهى نص  التقرير الذي تم تسجيله للمشاركة في الندوة المقامة في مجلس حقوق الانسان في جنيف بتاريخ 8/ مارس/  2018م .

وأريد أن أعلق لقراء مجلة الاعتصام الصادرة عن رابطة علماء اليمن تعليقا حول ما يسمونه يوم المرأة العالمي الذي يحييه العالم وأقول أننا نحن نساء اليمن المجاهدات  لا نؤمن بيوم عالمي  للمرأة سوى يوم ميلاد بضعة المصطفى صلوات الله عليه وعليها الصديقة الطاهرة خامسة أهل الكساء فاطمة البتول الزهراء لأن هذا اليوم هو رمز للعفة والطهارة والمثل والقيم والايمان والصبر والشجاعة التي جعلت من السيدة فاطمة الزهراء جديرة بحمل لقب سيدة نساء الأولين والآخرين رغم صغر سنها فالروايات تؤكد أن السيدة فاطمة توفيت  وهي لم تتجاوز 18 عاماً وروايات تقول 23 عاما والمهم هو كيف نالت هذه السيدة العظيمة هذه المنزلة الرفيعة  في هذا العمر القصير ؟ هل نالت هذه المكانة فقط لأنها بضعة خاتم الانبياء والمرسلين ؟ أم لأنها زوج الإمام علي عليه السلام باب مدينة علم رسول الله صلوات الله عليه وآله ؟  أم لأنها أم الأئمة عليهم السلام ؟

في الحقيقة السيدة فاطمة نالت هذه المكانة واستحقتها لأنها المؤمنة الصادقة الطاهرة العفيفة الصابرة المجاهدة  استحقتها لحسن عبادتها ولقوة ايمانها وصبرها وشجاعتها ولرأفتها بالأخرين ولأنها ارتقت سلم الكمال الانساني بكل معانيه  فلن أستطيع أن أتناول منزلة وعظمة السيدة فاطمة في هذه السطور القليلة فهناك أسرار عظيمة قد لا تدركها عقولنا نحن البشر عن عظمة أهل الكساء الخمسة  بما فيهم السيدة فاطمة عليها السلام التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها فلو تأملنا فقط في هذين السطرين السابقين وتركنا كل الفضائل التي وردت عن السيدة فاطمة  لكفتنا بأن نصنع منها بحوثا وكتبا ومجلدات ومهما فعلنا فلن نرقى لندرك ما معنى أن يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها  

ولكني بعثت في تقريري السابق لمؤتمر جنيف رسالة مفادها أنكم أيها العالم المنافق أنتم عالم كاذب متزلف لا تحرككم سوى الأموال والمصالح وقد انتهك حق الحياة الآمنة وقتلن آلاف النساء وأحرقن وتقطعت أوصالهن وأنتم تتغنون بالدفاع عن تمكين المرأة وعن العنف ضد المرأة بينما مظلومية  نساء اليمن لم تحرك ضمير العالم

وقبل أن أختم تعليقي أوجه كل شكري وتقديري للناشطة اليمنية أم كلثوم باعلوي التي تواجه وتصارع العالم المنافق في بريطانيا وفي جنيف محاولة إيصال صوت ومظلومية الشعب اليمني بشكل عام والمرأة اليمنية بشكل خاص  فهي من أقوى الجبهات الخارجية التي يملكها هذا الشعب وعملها لا يقل عن عمل المرابطين في الجبهات وهي من نسقت وأعدت لتخصيص ساعة عن الانتهاكات التي تحصل لنساء تحت ظل العدوان الأمريكي السعودي  في مجلس حقوق الانسان في جنيف

أسأل الله التوفيق والسداد لنا جميعا ولكل صوت حر رافض للعبودية والضيم ويأبى أن يعيش تحت عباءة الذل والامتهان.