بيان علماء اليمن بشأن مرور ثلاثة أعوام من العدوان

نشر بتاريخ: أحد, 25/03/2018 - 6:35م

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ والقائل: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ والقائل: ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾. والصلاة والسلام على رسول الله القائل صلى الله عليه وعلى آله في أهل اليمن: »الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان، يريد أقوام أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم«. والقائل فيهم: »إن نفس الرحمن من قبل اليمن« صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين , ورضي الله عن صحابته الغر الميامين ... وبعد

فقد عايش علماء اليمن والشعب اليمني ثلاثة أعوام من العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الذي ارتكب طيلة هذه الأعوام مئات الجرائم والمجازر بحق الشعب اليمني ولم يرقب خلالها في مؤمن ولا مؤمنة إلًّا ولا ذمة ولم يتحاشَّ ولم يتورع من قصف عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء في صالات العزاء والأعراس وفي المزارع والأسواق وحتى المدارس والجامعات والأحياء المكتظة بالسكان استهدفوها بطائراتهم وصواريخهم وبأسلحة الدمار المحرمة دولياً، وقصفوا وقتلوا وجرحوا وشردوا الملايين من أبناء الشعب اليمني وارتكبوا بحقهم القتل بغياً وعدواناً بدمٍ باردٍ فأهلكوا الحرث والنسل ومارسوا كل صور الإرهاب والترويع وحروب الإبادة بحق شعب مسلم له سيادته واستقلاله وحريته وكرامته. وأمام كل ما سبق من العدوان والحصار والتآمر والتواطئ العالمي إلا أن الشعب اليمني حافظ ولا زال يحافظ على هويته الإيمانية وصمد ولا زال صامداً وثابتاً، صموده عظيمٌ وموقفه ثابتٌ، وبأسه شديدٌ وضرباته مسددة من الله وهو إلى نصر الله أقرب من أي وقت مضى بحول الله وقوته.

وإن علماء اليمن يؤكدون وقوفهم المطلق ومساندتهم لأبناء الجيش واللجان الشعبية والقبائل الأبية في مواجهة العدوان الغاشم ويؤكدون أيضاً أن مواجهة هذا العدوان واجبٌ شرعيٌ وتكليفٌ دينيٌ وجهادٌ مقدسٌ في سبيل الله لا يقل شأناً ولا أهميةً عن بقية الفرائض باعتباره ذرو ة سنام الإسلام، فقتال الباغين والمعتدين وقتلة الأطفال والنساء فريضة مكتوبة على كل يمني مقتدر على حمل السلاح للدفاع عن الأرض والعرض والكرامة والهوية الإيمانية قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ كما يباركون تحرّك أفراد وضباط القوات المسلحة والأمن ويدعون من بقي منهم إلى سرعة التحرك لتأدية واجبهم في تحرير الوطن من دنس الغزاة والمحتلين والمرتزقة.

كما يدعون من لم يتحرك بعد من أبناء القبائل اليمنية وكل أبناء الشعب اليمني الأحرار إلى المزيد والمزيد من التحرك لرفد الجبهات وتعزيزها بالمقاتلين وقوافل الكرم والجود، وأن يكونوا خير سندٍ وعونٍ للمجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية وإخوانهم من أبناء القبائل الأبية في كل الجبهات حتى يتحقق النصر الموعود بإذن الله قال تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين﴾ والقائل سبحانه: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّـهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.

كما يجدد علماء اليمن النصح للمغرر بهم ممن انخدعوا بوعود وأماني دول العدوان وشعاراته الزائفة وعناوينه الطائفية والمناطقية ويدعونهم إلى مراجعة أفكارهم و حساباتهم والعودة إلى قيم الإخوة الإسلامية والتخلي عن المعتقدات والعقد التكفيرية حتى لا تكون نهايتهم كنهاية من سبقهم فالوطن يتسع للجميع.

وفي الأخير: يتوجه علماء اليمن بدعوة كل أبناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات والمناطق إلى الاحتشاد الكبير والمشرف صباح يوم الإثنين بساحة السبعين بأمانة العاصمة وكذلك في محافظة الحديدة ويؤكدون أن هذا الحضور سيكتب في صحائف أعمالهم لما له من بالغ الأثر في التعبير عن وحدة وصلابة وتماسك الجبهة الداخلية وإصرار وعزم وإرادة الشعب اليمني على مواجهة العدوان وهو الأمر الذي يغيظ الأعداء ويؤكد لهم فشل رهاناتهم وهشاشة تحالفاتهم وضعف قوتهم أمام قوة هذا الشعب المستمدة من الله العزيز الجبار، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

نصر الله يمن الحكمة والإيمان وهزم وأذل تحالف قرن الشيطان ورحم الله الشهداء رحمة الأبرار، وشفى الجرحى وفك الأسرى وعجّل بالنصر والفرج لشعبنا وأمتنا ولكل المستضعفين في العالم إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير، وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.

صادر عن علماء اليمن

بتاريخ 8/رجب 1439هـ

الموافق 25/3/2018م