صفقة ترامب النهائية

نشر بتاريخ: أحد, 11/03/2018 - 3:48م

على الرغم من أن القرار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي »دونالد ترامب« يوم الأربعاء الـ6 من شهر ديسمبر الماضي بالإعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني ونقل سفارة بلاده إليها لم يكن مفاجئاً نظراً لما سبقه من تصريحات وخطوات تمهيدية من جانب »ترامب« منذ تسلم مهامه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في يناير العام الماضي 2017م، إلا أن القرار كان صادماً لملايين المسلمين والمسيحيين في أنحاء العالم لما تحتله القدس من مكانة في أنفسهم ووجدانهم كونها تحتضن مقدساتهم الدينية التي يأتي في مقدمتها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة للمسلمين وكنيسة القيامة بالنسبة للمسيحين وذلك باعتبار أن القرار الذي اتخذه »ترامب« بعد أن أحجم عن إتخاذه من سبق من الرؤساء الأمريكيين يشكل الضوء الأخضر لسلطات الاحتلال الصهيوني للمضي في استكمال خطوات تهويد المدينة المقدسة بشكل كامل، كما أنه يمثل الخطوة الأولى على طريق تنفيذ »ترامب« لمخطط تصفية القضية الفلسطينية أو ما بات يُعرف بصفقة القرن.. وهو المخطط الذي يسعى إلى تنفيذه عبر أدواته الرخيصة في المنطقة وعلى رأسها نظام مملكة قرن الشيطان السعودي..

وهذا ما ظهر بوضوح في ما طرحه ولي عهد هذا النظام المدعو »محمد بن سلمان« على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال اللقاء الذي جمعهما في الرياض في نوفمبر الماضي – قبيل إعلان »ترامب« لقراره- ووفقاً لما نشرته صحيفة »نيويورك تايمز« الأمريكية حول تفاصيل اللقاء فقد توجه به »سلمان« إلى »عباس« قائلاً:-

»إغلق صفحة القدس وحق العودة للاجئين وأتجه لدولة في قطاع غزة وستهطل عليك الأموال، أو فلتتقدم باستقالتك« .. وعلقت الصحيفة على هذا الطرح قائلة:-

»إن الخطة السعودية ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية، وهي منحازه لإسرائيل أكثر من خطة الرئيس الأمريكي »دونالد ترامب« نفسه، "وأضافت:-

إن ابن سلمان اقترح خطة تكون فيها الدولة الفلسطينية منقسمة إلى عدد من المناطق ذات حكم ذاتي، وتبقى المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة ملكاً لإسرائيل، وتكون أبو ديس عاصمة فلسطين  وليس القدس الشرقية المحتلة، وكذلك لن يُمنح حق العودة للاجئين الفلسطينيين".

وأشارت »نيويورك تايمز« إلى أن الكثير من المسئولين في واشنطن والشرق الأوسط تفاجأوا بما طرحه بن سلمان على عباس، واعتبروا أنه يحاول تقديم خدمة للرئيس ترامب أو أنه يعمل لديه متطوعاً.. ونقلت الصحيفة عن مصادر بين بن سلمان وعباس قولهم: إن عرض بن سلمان المالي تضمن أموالاً طائلة للسلطة الفلسطينية ولعباس شخصياً .. وقالت الصحيفة:- »كانت المفاجئة أن بن سلمان طالب عباس بالاستقالة في حال رفض هذا العرض«.

أما صحيفة »التايمز« البريطانية فقد ذكرت في تقرير لها حول زيارة عباس للرياض والاجتماع الذي عقده مع بن سلمان أن الاجتماع تزامن مع التحضيرات التي يقوم بها صهر »ترامب« ومستشاره في الشرق الأوسط » جاريدكوشنر« لبحث اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائليين مشيرة إلى أن »كوشنر« زار الرياض بدون موعد مسبق وتحدث مع ولي العهد السعودي حتى وقت متأخر من الليل.. وهو ما يعني بوضوح أن الاجتماع الذي عقده بن سلمان مع عباس جرى تحت سمع وبصر الإدارة الأمريكية إن لم نقل بتوجيه مباشر من ترامب وأن ما طرحه بن سلمان على عباس لم يكن مقترحات أو خطة سعودية كما ذهبت إليه صحيفة »نيويورك تايمز« الأمريكية وإنما خطة أمريكية تلقاها بن سلمان خلال اجتماع المطول الذي عقده مع صهر »ترامب« ومستشاره »جاريدكوشنر« .. وهذا ما تؤكده الأخبار والتقارير الإخبارية التي نشرتها وتناقلتها العديد من وسائل الإعلام خلال الشهرين الماضيين والتي تحدثت عن قيام ترامب بتكليف فريق لوضع خطة جديدة لإنهاء ما أسماه »الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي« تتخطى كل المبادرات الأمريكية السابقة وهو ما يشير بوضوح إلى تخطي ما يُعرف بحل الدولتين الذي طرحه الرئيس الأمريكي السابق »باراك أوباما«.

وكان من الملاحظ واللافت للنظر أن الفريق الذي كلفه ترامب يتكون من أربعة أشخاص بينهم ثلاثة من اليهود الصهاينة الذين يُظهرون موالاتهم للكيان الصهيوني بوضوح وتربطهم به علاقات وثيقة وهم:-

مستشار »ترامب« في الشرق الأوسط وزوج ابنته »جاريد كوشنر« وكبير مفاوضيه ومبعوثه للسلام في الشرق الأوسط »جايسون غرينبلات«، والسفير الأمريكي لدى كيان الاحتلال »ديفيد فريدمان«، أما الشخص الرابع في الفريق فهو نائب مستشار الأمن القومي »ديناباول« وهو من الأقباط ومن مواليد مصر ولا يجد أي حرج في إظهار موالاته للكيان الصهيوني .. وهذا في حد ذاته يكفي لاستنتاج عناصر وصيغة الخطة التي كلفهم »ترامب« بوضعها والتي أطلق عليها اسم »الصفقة النهائية« وباتت تُعرف إعلامياً بـ»صفقة القرن«.

وكانت صحيفة »نيويورك تايمز« قد نقلت في بداية نوفمبر الماضي عن مسئولين في البيت الأبيض –أي قبل زيارة »عباس« و»كوشنر« للرياض- »إن فريق ترامب وبعد ما عكف طيلة عشرة أشهر على الإطلاع على الجوانب الشائكة، في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي انتقل لمرحلة جديدة في عمله، وهي بلورة ما تمكنوا من معرفته في خطوات ملموسة تخرج عملية السلام في المنطقة من الطريق المسدود للتوصل إلى ما يصفه »ترامب« بالصفقة النهائية «.

وأوضحت الصحيفة نقلاً عن هؤلاء المسئولين: أن الفريق جمع »وثائق أولية« تبحث مواضيع مختلفة على ارتباط بالنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي وأنهم يتوقعون أن تتطرق لنقاط الخلاف القائمة كوضع القدس والمستوطنات بالضفة الغربية المحتلة .. وهذا هو جوهر ما طرحه بن سلمان على عباس عندما طلب منه »إغلاق صفحة القدس« وعندما قال له »أن المستوطنات في الضفة الغربية ستبقى ملكاً لإسرائيل«... وبعبارة أخرى فإن ما طرحه بن سلمان على عباس هو ما توصل إليه فريق »ترامب« أي أنه أصبح الأداة التي يتم استخدامها لتنفيذ خطة »ترامب« التي أطلق عليها »الصفقة النهائية« إنطلاقاً من عقليته كتاجر ورجل أعمال لا ينظر إلى الأمور إلا من كونها »صفقات«.

وانطلاقاً من نفس العقلية –عقلية التاجر- فإن »ترامب« لا يريد أن يقوم بتمويل هذه الصفقة من الخزينة الأمريكية وإنما يريد أن يتولى تمويلها نظام مملكة قرن اليشطان »البقرة الحلوب« وهذا ما ظهر بوضوح في قول بن سلمان لعباس »وستنهال عليك الأموال« وفي ما ذكرته »نيويورك تايمز« عن مصادرها بأن العرض المالي الذي عرضه بن سلمان على عباس تضمن أموالاً طائلة للسلطة الفلسطينية وله شخصياً.

لكن ما يمكن استخلاصه من كل هذا هو أن »ترامب« وفريقه وولي العهد السعودي يتجاهلون أن القدس ليست سلعة خاضعة للبيع والشراء في صفقة يتم التفاوض بشأنها مع محمود عباس أو مع غيره من الأشخاص وإنما هي مدينة مقدسة لا يملك أحد حق التنازل عنها أو التفاوض بشأنها باعتبارها ملك لأبناء الشعب العربي الفلسطيني ولأبناء الأمة العربية والإسلامية »مسلمين ومسيحيين« بشكل عام كونها تحتضن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية.. وتجاهلهم لهذه الحقيقة لا يعني سوى استهتارهم واستهانتهم بمسلمي ومسيحي العالم وبمقدساتهم ومشاعرهم تجاههم.

وهذا ما بدا واضحاً في قرار »ترامب« بالاعتراف بالقدس كعاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني ونقل سفارة بلاده إليها .. وهو القرار الذي يُعد جزءاً من خطته والخطوة الأولى على طريق تنفيذها وعلى طريق تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل حيث من المتوقع أن تكون الخطوة الثانية التي تليها الاعتراف بـ»يهودية الدولة« وهي الخطوة الأخطر كونها من الناحية العملية تعني اعتبار فلسطين من البحر إلى النهر دولة لليهود دون غيرهم الأمر الذي يمنح سلطات الاحتلال الصهيوني حق تهجير الفلسطينيين منها »مسلمين ومسيحيين«.. وهذا ما سبق أن حذر منه العديد من المفكرين والكُتاب والسياسيين منذ وقت مبكر وبالتحديد منذ بدأ قادة الكيان الصهيوني بالمطالبة بالاعتراف بما يسمونه »يهودية إسرائيل« .. ومن هنا يمكن فهم خطورة قرار »ترامب« بشأن الاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني وخطورة خطته التي يطلق عليها تسمية »الصفقة النهائية« أو »صفقة القرن« التي يركز فيها على إلغاء أو إنهاء ما يسمى بحل الدولتين وهو ما يعني بوضوح أنه لا يوجد شيءٌ اسمه الدولة الفلسطينية في إطار هذه الخطة أو الصفقة وإنما دولة واحدة هي »إسرائيل« وعاصمتها القدس .. وإذا ما كان هناك حل باسم »حل الدولتين« فإن الدولة الفلسطينية ستكون في قطاع غزة وفقاً لما طرحه بن سلمان على عباس حينما قال له: »إتجه لدولة في قطاع غزة« .. ووفقاً لما تم تسريبه خلال الأعوام القليلة الماضية فإن أجزاء من شمال سيناء سيتم ضمها إلى قطاع غزة لتشكل منها الدولة الفلسطينية القادمة التي سيتم تهجير الفلسطينيين إليها تنفيذاً لما يسمى بـ»يهودية الدولة« أو »يهودية إسرائيل« أي أن يصبح الكيان الصهيوني دولة لليهود دون غيرهم..

ووفقاً لما تم تسريبيه أيضاً فإن سلطات الاحتلال الصهيوني تسعى في هذا الإطار إلى تهجير جانب من سكان الضفة الغربية المحتلة وسكان الأراضي المحتلة عام 1948م إلى الأردن تحت عنوان »الوطن البديل« .. وهو العنوان الذي سبق أن رفعه القادة الصهاينة وتحدثوا عنه لسنوات طويلة دون أن يتمكنوا من ترجمته عملياً على الأرض والذي يبدو أنهم قد وجدوا في ترامب وخطته ضالتهم للوصول إلى ترجمته عبر اعترافه بـ»يهودية إسرائيل« بعد أن اعترف بـ»يهودية القدس«.

ويبدو واضحاً أيضاً أن القادة الصهاينة يراهنون إلى جانب »ترامب« على أنظمة العمالة والخيانة وعلى رأسها نظام مملكة قرن الشيطان السعودي ودويلة الإمارات في الوصول إلى تحقيق أهدافهم وتنفيذ هذه الخطة أو الصفقة وهو ما تشير إليه بوضوح تطورات الأحداث منذ تسلم »ترامب« مهامه كرئيس للولايات المتحدة .. ومن أبرز هذه التطورات تسارع خطوات التطبيع بين الكيانين السعودي والصهيوني بعد انتقال العلاقات بينهما من إطارها السري إلى العلن بناءً على توجيهات »ترامب«.

ومن هذه التطورات أيضاً ما أعلنه مؤخراً وزير خارجية النظام السعودي عادل الجبير حول وجود ما أسماها بخارطة طريق لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الكيانين حيث قال في تصريح نقلته وكالة الصحافة الفرنسية منتصف ديسمبر الماضي: إن بلاده تمتلك خارطة طريق لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع »إسرائيل« وأن هذا سيتحقق بعد ما أسماه اتفاق سلام بين »إسرائيل« والفلسطينيين .. ووفقاً لما ذكرته صحيفة »التايمز« البريطانية في تقرير لمراسلها في الشرق الأوسط »ريتشارد سبانسر« و»أنشيل فيفر« من القدس فإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وهو الحاكم الفعلي للإمارات يريدان لخطة »ترامب« أن تنجح حتى تسمح لهما بتنسيق أكبر مع »إسرائيل« دون أن يتهما بخيانة القضية الفلسطينية .. ومما ذكرته »التايمز« يمكن فهم ما جاء في تصريح الجبير بصورة أكثر وضوحاً حينما ربط إقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الكيانين السعودي والصهيوني باتفاق سلام بين »إسرائيل« والفلسطينيين باعتبار أن هذا الاتفاق يعد بالنسبة للنظام السعودي بمثابة جسر تعبر عليه للوصول إلى الإعلان رسمياً عن العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع كيان الاحتلال الصهيوني .. وهذا في جانب منه يقدم تفسيراً واضحاً لإصرار ولي العهد السعودي على محمود عباس بأن يقبل ما عرضه عليه خطة »ترامب« أو فليتقدم باستقالته.

ومما ذكرته »التايمز« يمكن أيضاً فهم مغزى التسريبات التي يتم من خلالها طرح اسم محمد دحلان الذي يعمل حالياً مستشاراً لولي عهد أبو ظبي محم بن زايد كبديل لمحمود عباس في رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية .. ومحمد دحلان – كما يعرف المتابعون للشأن الفلسطيني- قيادي سابق في حركة فتح وقد أكدت اللجنة التي تولت التحقيق في وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أنه الشخص الذي قتله عبر دواء مسموم، وأنه يعمل لحساب الموساد الصهيوني .. ويبدو أن محمد بن زايد يريد لخطة »ترامب« أن تنجح من خلال تصعيد محمد دحلان إلى رئاسة السلطة الفلسطينية ليحل محل محمود عباس ويتولى بالتالي التوقيع على اتفاق سلام مع كيان الاحتلال الصهيوني يلبي مضامين خطة »ترامب« في حال استمرار محمود عباس على موقفه .. وكل هذا يتم طبخه في المطبخ الصهيو-أمريكي ويتولى النظامان السعودي والإماراتي تصدر الواجهة في تسويق وتمويل ما يتم طبخه حتى لا تظهر الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في الواجهة كما يحدث تماماً في الحرب العدوانية الظالمة التي تتعرض لها بلادنا حيث يعد النظامان السعودي والإماراتي فيها مجرد أدوات رخيصة بيد واشنطن وتل أبيب تستخدمهما في تصدر الواجهة وتمويلها والإنفاق عليها خدمة للمشروع الصهيو – أمريكي في المنطقة.

ومما سبق يمكن استخلاص أن ما بات يعرف بـ»صفقة القرن« أو ما أطلق عليها »ترامب« اسم »الصفقة النهائية« ترتكز بشكل رئيس على فرضية أنه سيتم تنفيذها خطوة إثر خطوة دون أن يعترض أحدٌ عليها أو يقاومها .. وكما يبدو واضحاً فإن هذه الفرضية تنطلق من العقلية المتعجرفة التي يحملها »ترامب« كتاجر ورجل أعمال والتي تجعله يعتقد أنه يستطيع عقد الصفقات التي يريدو تمريرها دون أن يملك أحدٌ في العالم حق الاعتراض عليها، ومن العقلية المتخلفة التي يحملها عيال الملوك والأمراء والشيوخ كمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد التي تجعلهم يعتقدون أن الحاكم هو من يملك البلاد والعباد وأنه بالتالي يستطيع أن يتصرف في كل شيء كما يريد دون أن يعترض عليه أحد .. إلا أن المعطيات والشواهد الحية على أرض الواقع المعاش تؤكد عدم صحة هذه الفرضية وأنها فرضية لا تنسجم مع الواقع بأي حال من الأحوال .. ويأتي على رأس المعطيات والشواهد الحية -التي تؤكد هذا بما لا يقبل الشك- ردود الفعل الغاضبة التي قوبل بها قرار »ترامب« باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني .. ومن أبرز ردود الفعل اندلاع الإنتفاضة في الداخل الفلسطيني وتصاعدها مع مرور الوقت منذ إعلان »ترامب« لقراره .. ووفقاً للعديد من المراقبين والمحللين السياسيين المتابعين للمشهد عن قرب فإن هذه الانتفاضة المباركة مرشحة للتصعيد .. وإضافة إلى الانتفاضة في الداخل الفلسطيني فقد شهدت معظم دول العالم خروج الملايين في مظاهرات غاضبة تعبيراً عن رفض قرار »ترامب« والتنديد به والاحتجاج عليه والمطالبة بالتراجع عنه وإلغائه .. ومن أبرز ردود الفعل أيضاً الاجتماع الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عقب استخدام واشنطن لحق النقض »الفيتو« في مجلس الأمن الدولي ضد قرار للمجلس يتضمن رفض القرار الأمريكي ..

وفي اجتماع الجمعية العامة صوتت 128 دولة ضد قرار »ترامب« مقابل »9« دول فقط صوتت لصالحه وامتنعت »35« دولة عن التصويت .. ونزلت هذه النتيجة على الولايات المتحدة كالصاعقة وهو ما بدا واضحاً في مسارعة البعثة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة إلى إصدار بيان أعلنت فيه اعتزام واشنطن تقليص ميزانية الأمم المتحدة بمبلغ »285« مليون دولار في العام المالي 2018-2019م.

وهكذا أصبح واضحاً من خلال هذه وغيرها من ردود الفعل الأخرى التي لا يتسع المجال لسردها جميعاً أن رهان »ترامب« وفريقه الصهيوني وأدواته الرخيصة في المنطقة على أن قراره سيمر مرور الكرام هو رهان على الوهم والسراب.