استطلاع مع العلماء بعد مرور أكثر من 1000 يوم من العدوان السعودي على اليمن

نشر بتاريخ: أحد, 11/02/2018 - 6:25م

السيد العلامة المجاهد محمد بن محمد المطاع

ألف يوم من الصمود وعُمْر تسعين عاماً والطغيان العالمي والجبروت والكبرياء والبخث والمال المغصوب والأسلحة التي لا تبقي ولا تذر، كل ذلك قد تظافرت وعرضت عضلاتها على اليمن، وسكبت جام غظبها على اليمن، فمن أين أبدأ.

تفرقت الظبا على خداشٍ    ***   فلا يدرِ خداش ما يصيد
 

سوف أعطي الأولوية  للشباب الرجال الذين وهبوا أنفسهم لله وضربوا المثل الأعلى في الشجاعة والتضحية والصبر والجلد والحب للشهادة، ومن شاركهم من الجيش الذين سلمت قلوبهم من الخبث.

أعطي الأولوية لؤلئك المجاهدين الذين أحبوا الجبهات وأحبتهم واحتضنتهم.. وتركيزي على هؤلاء العظماء بأمرين اثنين:

أولهما: أنه وجد قائدٌ شجاعٌ مخلصٌ لله وللوطن، وهو على شاكلتهم شابٌ وهبه الله لقيادتهم.

وثانياً: أن هؤلاء الشباب هم على الفطرة التي فطر الناس عليها، لم يدخل الحرام إلى بطونهم، ولم تلمس الإثم أكفهم، ولم يتسرب الخَبثُ إلى طعامهم وشرابهم، وبعد هذه الأولوية أتحدث عن عظمة هذا الألف اليوم بلياليها لأنها أخرجت الخبث كله، الذي برز للعيان في الخارج وفي الداخل، في الخارج بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا، وبمخالب قرن الشيطان النجدي السعودي سلمان العقور السفير الصهيوني، وسلمان الكبير الوهابي الأمريكي، والطفل الأرعن محمد بن زايد، وفي الداخل بقيادة رأس الفتنة الذي لولاه لعاش اليمن في عافية وسوف ترون ما كان وكيف كان، وكان له كلاب صيدٍ يصطاد بها سوف تبرز مخالبهم للجميع.

وإني شخصياً أطمأن على اليمن ومستقبله لأنه قد وهب الله له قيادة نظيفة، سوف ترون عبقريتها مستقبلاً، وملف الألف اليوم وما قبل الألف وما بعد الألف، وإنها لمن الصفوة وإن الصفوة من البشر في العالم كله وفي اليمن في الذات هي كالشعرة البيضاء في الثور الأسود لكنها بعناية الله سوف تكون منتصرة على الثور الأسود كله إن كانت مع الله، إن سبب انتشار الخبث في القيادة الفاسدة في العالم كله وعلماء السوء الذين تحولوا إلى دراويش لحكام السوء وما أكثرهم، أما العلماء الذين هم أكثر خشية لله هم مصلحون، إلا أنها تنقصهم الشجاعة فلا يستطيعون أن يغلوا أيدي العابثين السفهاء والذين يعبثون بأموال المسلمين ويقولوون لهم: ارفعوا أيديكم من أموال المسلمين فأنتم سفهاء، تصرفاتكم تشهد عليكم، وتثبت بما لا يدع مجالاً للشك، وهاهو كتاب الله بين أيديكم يا علماء يا من يعوّل عليكم، هل تفعلوها، هل يعقل أن ينتقل مال الله الذي في أرض المسلمين -سواءً كان تحت الأرض أو فوق الأرض- ليذهب إلى اليهود والنصارى ليتحول إلى صواريخ لقتل المسلمين الموحدين، هل خلق الله هذه الأموال لقتل خير أمة على وجه الأرض، مالكم لا تعقلون؟ دعوني أبرئ ذمتي فإني لا أخاف إلا الله الذي أقف بين يديه.

إن العلماء الأفاضل والصالحين من المسلمين بعيدون كل البعد عن الخبث؛ إلا أنهم يقصرون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقوة، وقاتل الله الحكام الظلمة الفاسدين، فإن لهم ظلعاً في تكميم الأفواه، وما علماء الأزهر عنهم ببعيد.

إن المال الحرام المنهوب المغتصب قد خرب كيانات العرب والمسلمين، والمستفيد هم اليهود والنصارى، والشعوب لا شك أن عليها قسطاً مما حدث ويحدث، لأنها تأيد الفساد بصمتها، والحكام الشياطين أمثال رأس الفتنة يعرفون كيف يخدعون شعوبهم ويعرفون كيف يتعامل مع الشياطين الذين لهم هلعٌ وجشع على المال، يعطوهم ويغدوا عليهم بالمال، حتى أن بعضهم يتغنى ويتغزل بالزعيم وكأنه يتغزل في ليلى الأخيلية في كل جلساته، لأنه قد أغدق عليه من المال حتى قيل: إن مراحيض بيته من الذهب.

يا أهل اليمن جميعاً هل تفيقون وتخافون الله وتكونوا مع الحق، أين أنتم ذاهبون، ألستم قادمون على حفرٍ لكل واحدٍ منكم نصف متر في بطنها، وأين المال الحرام الذي أخذه الحراميون اللصوص.

اسمعوا: لا يجوز الصمت بعد هذا، ديني وأخلاقي، وخوفي من الله يحتّم عليَّ أن أعطي كل ذي حقٍ حقه، لا شك أن المؤمنين الذين يشعرون بالواجب ولم يشاركوا في القتل في الجبهات لكنهم يدعمونها وقلوبهم معها ولم يقصروا فيما يقدرون عليه، هذا الفعل لا شك أنه محسوب لهم عند الله إن شاء الله.

أما المتقاعدون المتخاذلون المثبطون الراضون بأفعال الأعداء فإن هؤلاء قد سقطوا سقوطاً مدوياً وسقوطهم يختلف باختلاف نواياهم، وأسوأها الراضون بقتل الأعداء سواءٌ أكانوا في الداخل أم في الخارج، وأين هم من شطر كلمة (أف) وما عليهم، وكما يقول المثل اليمني (تجاه الطبان قاع جهران) ونحن نقول لهم: تجاهكم جهنم، وما عليكم إلا أن تشاطروا من قتل أبناء اليمن ويكون مصيركم واحداً، ولا أدري كيف تكون ضمائركم وأنتم تشاهدون أبناءكم وبناتكم وآباءكم وإخوانكم وجيرانكم، وصواريخ التحالف تمزق أجسادهم، وأنتم مع الأسف محسوبون من اليمنيين، ومحسوبون على الإسلام، وأين أنتم من عقوبة القاتل عمداً عدواناً.

أما من مباشر القتل ومن قدّم الخبراء والطائرات والطيارين ومن قاتل في صفوف الأعداء إني لا أستطيع أصفهم إلا أني أقول: لقد فتحوا النار على أنفسهم من اليوم قبل الغد وإن غداً لناظره قريب، وسوف يسحبون على وجوههم إلى جهنم نعوذ بالله من سوء التوفيق.

أما مجالس أمريكا هي مجالس أمريكا وليست مجالس أحد، وعبدة المال فيها مثل مجلس الأمن، ومثل الجامعة العربية، والأمم المتحدة، والصمت المخزي من العالم، فإنا لا ننتظر منهم شيئاً إذ أن أمريكا فوق رؤوسهم، ومال المسلمين قد أفقدهم صوابهم، وما هم إلا أدوات رخيصة لأمريكا، وما يؤسف له أن زعماء العرب قد أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من سياسة أمريكا وإسرائيل، إلا ................ الأحرار المقاومين للطغيان الأمريكي والإسرائيلي والسعودي والإماراتي.

ونقول لليمنيين بكل فئاتهم: كونوا مع المجاهدين للطغيان، وانفضوا غبار الخبث من فوق أكفكم وتوبوا إلى الله وكونوا صفاً واحداً مع الحق ومع القيادة النظيفة التي لا تبحث عن توريث، ولا تبحث عن تجارة، ولا تبحث عن إمارة، ولا تبحث عن عمارة فلل، ولا تبحث عن مزارع، ولا تفكر في أرصدة، ولا تفكر في عمالة مع اليهود والنصارى وأذنابهم، وإذا انحرفت ولا سمح الله هذه القيادة مع أنه مستبعد انحرافها وهي حليفة القرآن، وحسبكم اللعب بعقولكم، كونوا عليها إذا انحرفت، وحسبكم الطرب، وحسبكم اللعب بعقولكم أكثر من خمسين عاماً.

القيادة النظيفة هي التي تجب أن تكون على رؤوسكم؛ وهاهي قد وجدت وما عليها إلا أن تسترجع أموال الشعب من أيدي اللصوص، وقاتل الله من خان هذا الشعب ونهب خيراته.

أدعوا جميع اليمنيين إلى الجبهات فليس من حلٍ إلا القتال حتى يعلم العدو أن رأسه سوف يطيح وسوف يكسر، ولا تعويل على أحد فوق الأرض، إن لم نستثني اليمنيين أنفسهم، ونستثني  رجل المقاومة الشجاع الوفي المؤمن السيد حسن نصر الله (نصره الله)، وأرجو من إخواننا وأبنائنا الذين يرفعون شعار الجهاد في كل مناسبة ويقولون: إنهم على درب شهدائهم ذاهبون، وهم في الحقيقة لم يكونوا ذاهبين إلى الجبهات وإنما هم ذاهبون إلى بيوتهم، وهذا عيبٌ عليهم إذ هم على علم بأن أبناءهم شهداء وهم من أهل الجنة، فهل يحبون أن يكونوا معهم في الجنة، أو أنهم يريدون أن يسيروا طريقاً أخرى، فلماذا يعودون إلى بيوتهم ولم يعودوا إلى الجبهات وهم يعلمون أنهم في خطر وأن العدو سوف يقتلهم وهم في بيوتهم.

إن الجبهات هي المحك، إن الجبهات والقتال هي المحك للرجولة وللإباء، ولابد من فرزٍ لمعرفة الصادقين من الكاذبين من خلال معرفة الشهداء، ونحب أن يكون الجميع صادقين، وأن يكون الجميع من أهل الإيمان والحكمة، ولكن وما أمّر لكن، المصالح هي المشكلة، قاتل الله من أحب المال الحرام والكرسي على حساب دينه ووطنه وأخلاقه ومروءته.  


العلامة/ محمد بن علي المنصور

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن أصحابه الراشدين والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد .. فهذه مناشدة حارة لكافة علماء الإسلام في العالم العربي والإسلامي وبالأخص علماء السعودية والخليج، مناشدة من علماء اليمن وكل مظلوم في يمن الإيمان، ألم تعلموا أيها العلماء وأيها المؤمنون الكرام هذه الحرب الظالمة والعدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني على اليمن وأهله بأيادٍ وأموال ضخمة سعودية وإماراتية ومن تحالف معهم من رؤساء تابعين لأمريكا وإسرائيل.

منذ ثلاثة أعوام كاملة ليلاً ونهاراً يقتلون اليمنيين في كل مكان في الأسواق، وتجمعات الأفراح والأحزان، والطرقات، والمساجد، والمدارس، والجامعات، والسجون، وضرب الحصار الظالم على اليمن من الجو والبر والبحر، ومنع كل من أراد أن ينقل أحوال اليمن إلى خارج اليمن، ونشر السموم في أجواء اليمن التي أوجدت الأمراض القاتلة في البشر من غير خوف من الله ولا من الناس، ولا رحمة ولا شفقةن وأكثر القتلى من النساء والأطفال والشيوخ في بيوتهم التي يهاجمونهم فيها ليل نهار وهم نائمون، طيلة الثلاثة الأعوام.

أما الشهداء في الجبهات المدافعون عن الأرض والعرض والدين فلا يحصهم عدد وكأنه  لا يوجد قرآن يتلى ويحفظه الكثير منكم والله تعالى يقول: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ وقوله تعالى: ﴿ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾.

واذكروا قوله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع على مسمع من الحجيج: »أيها المسلمون إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في مكانكم هذا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ألا هل بلغت اللهم اشهد« وهو حديث متواتر.

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: »كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعرضه«.

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: »لو اجتمع أهل السماء والأرض على قتل مسلم بغير حق لأكبهم الله في النار« .

واذكروا قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُون * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيم﴾.

وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾.

يا علماء الإسلام وبالأخص في دول التحالف؛ انظروا هذه الحرب الجائرة الظالمة على اليمن هي حرب صليبية أمريكية يهودية على أيدي دول التحالف الظالم برئاسة السعودية ودولة الإمارات اللتين تمولان وتشتريان أسلحة الدمار الشامل لقتل الضعفاء والمساكين في اليمن طيلة ثلاثة أعوام كاملة بمسمع منكم ومرأى وبغير مبرر ولا حق عند الشعب اليمني سوى رفضه لتوزيع وتقطيع اليمن إلى أقاليم خدمة لأمريكا وإسرائيل وبريطانيا.

يا علماء الإسلام وكل من في قلبه ذرة من إيمان نحملكم المسؤولية والحجة أن تبحثوا عن أسباب هذه الحرب الظالمة وهل لها من مبرر يقره الإسلام، وابحثوا عن سبب حصار الشعب اليمني بأكمله براً وبحراً وجواً منذ ثلاثة أعوام، واعملوا بقوله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾.

وهذه المناشدة لعلماء الإسلام لأن الأمل فيهم أن يتذكروا نصوص القرآن الكريم المتوعدة للمقرين للمنكرات والساكتين عن فاعليها مثل قوله تعالى ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون* كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُون﴾.

فلا تغرنكم أكاذيب النظام السعودي والإماراتي أنهم يقدمون لليمن الخير كذباً وزوراً وشراء للذمم، لا يكذب المرء إلا من مهانته، أو عادة السوء أو من قلة الأدب (لجيفة الكلب عندي خير رائحة، من كذبة المرء في جد وفي لعب).

فسلمان وولي عهده ومن تحالف معه وأيده ينطبق عليهم قول الله عزوجل ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَاد﴾ ولا يحب المفسدين.

فابحثوا أيها العلماء عن الحقائق والواقع المؤلف الذي يشمئز منه كل مؤمن يحب الله ورسوله ويطيعه في أوامره ومناهيه، وهذة مناشدة منا للعلماء الذين ينصرون الحق ويقولون وهم بحمد الله كثيرون وهم حجة الله في هذه الدار، أما الذين يؤيدون  تحالف العدوان من المملكة والخليج أو أي دولة فهم شركاء في الجريمة وفي ما حل باليمن من قتل ودمار ووباء وهتك وخراب والله الذي سيحكم فيهم بعقوباته العاجلة والآجلة  ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون﴾.

واذكروا قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين﴾ ، امعنوا النظر في هذا القرآن المحكم المؤكد بعه مؤكدات لا تخفى على من آمن بالله وألقى السمع وهو شهيد، والله حسبنا ونعم الوكيل.

أما لأهل اليمن جميعاً .. فأهل اليمن مظلومون ومعتدى عليهم من قبل أعداء الإسلام أمريكا وإسرائيل وأذنابهم من دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات وأموالهم التي نفقونها في سبيل البغي والفساد والظلم والعدوان، وقد توقف أهل اليمن أربعين يوماً في بداية العدوان لم يطلقوا رصاصة في وجه المعتدين.

وبعد أربعين يوماً دافعوا البغي والعدوان بسلاح خفيف عاملين بقوله تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ وقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُور﴾ وقوله: ﴿إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم﴾.

وكم في القرآن من آيات تحث المعتدى عليه والمبغى عليه أن يثبت ويواجه العدوان بما استطاعوا من قوة والله معكم يا رجال اليمن.

فهذه ثلاثة أعوام والبغي مستمر عليكم في الليل والنهار يضرب الأسواق والمدارس والطرقات والمزارع والمحطات والمطارات والموانئ والطرقات والمساجد والمستشفات والحصار العام براً وبحراً وجواً وكل شيء في اليمن استهدفوه ظلماً وعدواناً وبغياً ﴿وَاللهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيط﴾.

فيا رجال اليمن وأبطاله .. إلى النفير العام ورفد جبهات المواجهة والله معكم وناصركم، فالذي يستطيع المواجهة يجاهد بنفسه وماله إن كان له مال، وذوا المال الذي لا يستطيع بالنفس يجاهد بماله، والضعيف والمريض يجاهد بدعائه في الليل والنهار وأعقاب الصلوات، فالدعاء سلاح المؤمن، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: »إنما تنصرون بضعفائكم بصلاتهم ودعائهم الذين حبسهم العذر« الذين حبسهم العذر، والنساء اليمنيات المؤمنات يجاهدن بمالهن وحليّهن ويرفدون الجبهات بما في أيديهن بجد وسخاء وأريحية مؤمنة مقطوعة النضير جزى الله كل من أعان المجاهدين بشيء من ماله أو تشجيع بقوله خير الجزاء.

فأفضل الإنفاق في سبيل الجهاد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم﴾.

وقال تعالى: ﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيم * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم﴾.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: »لا يتمنى أحد الرجوع إلى الدنيا إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يحيا ثم يقتل ثم يحيا ثم يقتل لما يرى من الدرجات العلا للشهيد في الجنة« وكان من دعائه صلى الله عليه وآله وسلم »اللهم إني أسألك عيش السعداء وموت الشهداء والنصر على الأعداء«.

فهلموا يا رجال اليمن ونسائه إلى النفير العام كل واحد من موقعه واستطاعته بحسب ما ذكرنا والله معكم وناصركم وهو خير الناصرين، ومجيب السائلين.

والحمد لله رب العالمين


الأستاذ العلامة عبدالفتاح إسماعيل الكبسي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

في البداية نحمد الله تعالى حمداً كثيراً على نعمة الجهاد والثبات والبصيرة والإقدام والعزيمة؛ صمود وثبات وإنجاز، انتصارات هنا وهناك على مختلف الجبهات، وتطور في القوة الصاروخية وتقدم في الدفاعات الجوية، إضافة إلى الإنجاز السياسي والحكومي بعد وأد الفتنة وزعيمها من أكبر نعم الله تعالى على هذا الشعب العربي اليمني الأبي الشجاع الكريم العزيز المؤمن الصابر المجاهد .. وبقدر هذه النعمة الكبيرة والعظيمة تكبر وتعظم المسؤولية على الجميع في جميع النواحي والاتجاهات، وهذه سنة من سنن الله سبحانه وتعالى حين يهلك الطغاة والجبارين على أيدي المستضعفين ويمكنهم في الأرض.

حين امتحن الله فرعون وقومه بالقوة والمال والسلطة وسيطروا على الضعفاء من خلال ذلك التمكين أنقذ الله بني إسرائيل من فرعون وقومه فأقصاهم وأغرقهم تاركين كل ما سيطروا عليه قال تعالى: ﴿كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُون * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيم * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِين * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِين * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِين* وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِين * مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِين * وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِين* وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاَء مُّبِين﴾.

وراثة القوى الآخرين هي مرحلة جديدة، مرحلة بلاء وامتحان لكن يجب في هذه المرحلة التي أنعم الله علينا بها أن نتذكر كيف أخذ الله الطغاة والجبابرة، وأن يسعى كل مسؤول ليحقق العبودية التي أرادها الله من خلقه والتي تتمثل في حفظ حقوق الناس والعدل بينهم وليقُابَلْ ذلك من الشعب برعاية النعمة، نعمة العدل والنصر وحماية الحقوق بالمزيد من تحمل المسؤولية فيما أمر الله سبحانه من النفير في سبيل الله ودعم جبهات صد العدوان والتنكيل بأعداء الإسلام والمسلمين.

فالمسؤولية اليوم تعظم في حق الحكومة أولاً: في تحقيق العدل بكل الإمكانيات المتاحة وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين بقدر المستطاع والمتاح وتوفير الخدمات الصحية والتعليم، وتحقيق العدل من خلال تفعيل دور القضاء؛ فلا مبرر اليوم من التقصير في الجانب القضائي والعدل بين الناس فيجب تحقيق العدل بين الناس كل الناس لتحقق العبودية لله، تحقيق العدل وإنصاف المظلومين بسرعة ويسر، ومحاربة الرشوة وعرقلة المتخاصمين، وتفعيل كل موظفي العدل في أعمالهم التي أنيطت بهم حتى يسود العدل بين الناس؛ فكل موظف في القضاء صغيراً أو كبيراً تقع عليه المسؤولية أمام الله وأمام الشعب وأمام الشهداء والأيتام والأرامل المضحين من هذا الشعب.

كذلك في الجانب الأمني، وفي الجانب التعليمي، والجانب الاقتصادي، وغيرها من الجوانب فنحن بحاجة ماسة للجهاد في محاربة الفساد وفي نشر الخير وتوفير الخدمات للمواطن المجاهد المضحي الصامد الذي بذل نفسه وماله وأولاده في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن العرض والوطن والعزة، فالمجاهدون في الجبهات يعولون على حفظ حقوقهم من السلب وعلى أمن وسلامة أسرهم وتعليم أبنائهم، يعولون علينا نحن الذين نخلفهم في أرض الوطن في المرافق الحكومية؛ فالله الله في تحقيق العدل وإيصال الحقوق يا قضاة اليمن، والله الله في النهوض بالعملية التعليمية وتحسينها أيها المعلمون والمعلمات والتربويون والتربويات، والله الله في توفير الأمن والأمان وحراسة الديار  والحقوق يا منتسبي قوات الأمن، والله الله في توعية الناس وإرشادهم وتبصيرهم يا علماء وفقهاء وخطباء وكتاب وإعلامي اليمن.

والله الله يا وسائل الإعلام بكل أشكالها المرئية والمسموعة أو المسموعة أو المقروءة عززوا من صمود وجهاد هذا الشعب كونوا مع رفع المعاناة عن هذا الشعب، لا تذهبوا بعيداً عما يعاني ويواجه هذا الشعب وكأننا نعيش حالة المثالية في الأمن والاستقرار والرخاء الإقتصادي والإجتماعي، اتركوا اللهو والطرب الماجن وانعشوا روح الجهاد وحب الشهادة، روح الشعور بالمسؤولية والقيام بالواجب الديني والوطني، اكشفوا سوءة العدوان وانشروا أطيب الصمود والثبات.

الله الله أيها المسؤولون في كل مواقعكم لتكونوا مع الله ومع شعبكم استشعروا وقوفكم بين يدي الله حين يسألكم عن المسؤوليات التي تحملتموها، هل أديتم؟ هل وفيتم؟ أم قصرتم وفرطتم؟

الله الله قبائل اليمن المؤمنة في النفير إلى جبهات البطولة والشرف والجهاد بالمال والنفس في سبيل الله تعالى.

الله الله خريجي الثانوية العامة للإلتحاق بمعسكرات التدريب والنفير إلى الجهاد في سبيل الله ومشاركة المجاهدين في صد العدوان السعودي الأمريكي الغاشم.

المطلوب منا -كلٌ في مجاله- القيام بما يجب وكما ينبغي، وليحذر كل مقصر ومفرط من سخط الله فالمسؤولية علينا جميعاً وكلنا مسؤولون أمام الله على الصغيرة والكبيرة فمسؤولية الإنسان نحو نفسه وأهله وقومه وبلده وأرضه وعرضه، سيسأل المرء عن واجبه كمواطن وكأب وأخ وكرئيس ووزير ووكيل وقائدٍ عسكري أو مدني وكسياسي واقتصادي فلا مجال للتملص والتخلص من المسؤولية أمام الله وأمام الشهداء والجرحى واليتامى والأرامل الذين ضحوا من أجلنا جميعاً، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم »كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ«، استشعروا المسؤولية واستبصروا القضية حيث يراد لنا أهل اليمن الخراب والدمار والاحتلال والاستعمار واستغلال ثرواتنا ومقدراتنا وحرماتنا منها وأخلصوا النية وشدوا العزيمة وأحسنوا الأعمال. 


الأستاذ العلامة/ فؤاد ناجي

ألف يوم من العدوان والصمود .. تعني ألف يوم من الإنتصار وألف يوم من الثبات والتحدي.
ألف يوم قضاها اليمانيون في معيِّة الله يرونَ آياته وتأييده ونصره وعونه ولطفه وقوته.
ألف يوم قطعها اليمانيون نحو النصر الحاسم والكبير والذي سيكون بداية مرحلة للأمة كل الأمة.
ألف يوم من الإجرام والعدوان والسقوط والتعري والفضيحة لقوى العدوان ومرتزقتهم.
ألف يوم من الإبتكار والتصنيع العسكري والتطوير للقوات الجوية والصاروخية.
ألف يوم من التكافل الاجتماعي تحول فيه الشعب إلى جمعية تكافلية عنوانها ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى﴾ وكيف لا وهو الشعب الذي لم ينس مظلومية شعوب الأمة في كل نكباتها، فكيف ينسى نفسه وهو شعب الأنصار الذي قال الله فيهم: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾ وكيف لا وهو شعب المدد وشعب الإيمان والحكمة.
ألف يوم من الثبات الأسطوري والملاحم العسكرية التي صارت حديث المجالس في كل الدنيا وقلبت الطاولة على المحللين العسكريين والأكاديميات العسكرية العليا والإعلاميين وأزرت بالأفلام المدبلجة وهي حقيقة الحقائق.
ألف يوم ثبت فيها الشعب المفقر الأضعف سلاحاً والأقوى رجالاً في وجه أحدث ما أنتجته مصانع العالم وتكنولوجيا العالم وأغنى دول العالم، ولو قدر لروسيا أن تصمد ألف يوم أمام أمريكا رغم المقاربة بينهما لكان نصراً تأريخياً فما بالك بشعب اليمن رغم الفارق في العتاد والعدة، وهذا ما يفسر بأنه نصر من الله سبحانه.
ألف يوم من القوافل والتكافل والتكاتف ووحدة الصف وتمتين الجبهة الداخلية.
ألف يوم وشعب اليمن بعدها أقوى بفضل الله من أول أيامه فيها ودول العدوان بعدها أوهى وأوهى وأضعف من أول يوم فيها.
ألف يوم وأبطال اليمن يقصفون عواصم أئمة النفاق والعدوان بعد أن كانت تعتبر ذلك دول العدوان ضرباً من الخيال والمستحيل.
ألف يوم وشعب اليمن يقدم قوافل الشهداء والجرحى وقوافل المجاهدين والمجندين للدفاع عن الدين والكرامة.
ألف يوم ولا تغيب شمس أو يطلع فجر إلا وقد ارتكب العدوان جريمة مروعة مما يدل على حقارته ودناءته وسقوط المتباكين من المنظمات الدولية على حقوق الإنسان التي وفرت الغطاء للعدوان وباعت صوتها بالدولار والريال السعودي.
ألف يوم من الإجرام لم تستطع خلاله الأمم المتحدة أن تظهر فيها بالصورة الدرامية التي تقبعتها في كثير من الدول المغدور بها بل ظهرت شريكاً للعدوان ومتورطة في جرائم العدوان بدءاً من رضوخها بتغيير مبعوثها الأول إلى آخر المسرحية الهزلية.
ألف يوم أراد الله فيها أن تطول قليلاً ليلحق بركب الجهاد من لم يلحق ويغنم فضل الجهاد من لم يغنم، وليست طويلة هذه الفترة وإنما الطويل قعود الجبناء وتخاذل المتخاذلين وإلا فهذا النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم صمد في وجه قريش سنوات عديدة حتى نصره الله عليهم.
ألف يوم من الصمود والنصر الإلهي الذي ينبغي أن نكون بعده أكثر عزماً وإصراراً وثباتاً حتى يكتب الله النصر خصوصاً وأن العدو قد استنفذ كل أوراقه وفشلت كل رهاناته ولم يبق أمامه إلا ما يُمنِّي به نفسه من يأس اليمانيين ونفاد صبرهم وهيهات له ذلك.
ألف يوم من الإجرام والوحشية كفيلة بأن تحرك من لم يتحرك وتستنفر من لم يستنفر وتدفع إلى الجبهات كل الهيابين والمترددين الذين لم يسجلوا موقفاً مشرفاً تجاه شعبهم وبلدهم وتجاه أولئك الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم وتجاه أولئك النساء التي استهدفهن العدوان بغاراته، ومن لم يتحرك بعد كل هذه الجرائم فهو ميت الضمير متبلد المشاعر، ميت الأحاسيس، فاقد الشعور بالمسئولية والإحساس بالواجب.
ألف يوم سيكون ما بعدها الفرصة الأخيرة للقاعدين ليشاركوا في حمل راية النصر ولواء الفتح وإلا فالاستبدال قائم والنصر آتٍ لا محالة وما ذلك على الله بعزيز ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيم﴾.


الأستاذ العلامة حفظ الله علي زايد

 

ما الواجب بعد مرور ألف يوم من العدوان الغاشم السعودي الأمريكي ؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وسندنا محمد بن عبد الله، رسول رب العالمين، وعلى آله الطاهرين، وأصحابه الغر المنتجبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

وبعد:

ما الواجب علينا بعد مرور ألف يوم من العدوان السعودي الأمريكي علينا ؟ سؤال في غاية الأهمية، يجب على كل عاقل الوقوف معه وقفات للمراجعة والمحاسبة والتأمل، لينظر إلى بشاعة هذا العدوان الأثيم، ويتأمل مَن وراءه، ومِن أي مكان تم إعلانه، ومَن المخطط والمبرمج له، ومِن أين يأتي السلاح لدول العدوان، ومَن الذي يدير المعركة، وما هي الأسباب الحقيقية لخلفية هذا العدوان .

ولينظرَ ويتأمل كيف أن هذه الحربَ فَضَحَتْ كُلَّ الكاذبينَ، وكلَّ المتآمرينَ، وكلَّ المنافقينَ، الذينَ يدَّعُونَ المحافظةَ على حقوقِ الإنسانِ، والذينَ يتغَنَّونَ بالأمنِ والأمانِ، وتطبيقِ العدالةِ على واقعِ الأممِ والشعوبِ، هذه كلُّها أصبحتْ كذبًا في كذبٍ، والحالُ أنهم لا يبحثونَ إلاَّ عن مصالحِهم فقط، ولهذا نجدُهم لا يبالونَ بسفكِ الدماءِ المعصومةِ، وتمزيقِ أشلاءِ الأطفالِ والنساءِ والشيوخِ والأبرياء، وتدميرِ والأوطانِ والبلدانِ، فهل هناكَ ظلمٌ وطغيانٌ أكثرُ إجراماً وبشاعةً، وقتلاً وسفكاً للدماءِ مما يحدثُ لنا اليوم ؟ فأينَ العالمُ المتحضرُّ الذي يتحدثُ عَن حقوقِ الإنسانِ ؟ وأينَ الدولُ التي تتبجحُ ليلاً ونهاراً بالديمقراطيةِ مِن هذا العدوانِ الظالمِ الغاشمِ ؟ أينَ العالمُ مِن المجازرِ الجماعيةِ التي يرتكبُها هذا العدوانُ بدمٍ باردٍ خلال ألف يوم ؟ فبعدَ ألف يومٍ مِن العدوانِ والإجرام، والبشاعةِ الإنسانية، والأخلاقيةِ والعرفيةِ، والظلمِ والجبروتِ والطغيانِ علينا، والذي تتبناهُ دولُ الاستكبارِ العالمي أمريكا وإسرائيل، وأذنابُهم مِن العملاءِ والمرتزقةِ، مِن حكامِ العربِ والمسلمين، هذه الدولُ التي نشأتْ وتربَّعتْ وعاشتْ على الكذبِ والخداعِ، والظلمِ والجبروتِ، وأشلاءِ الأطفال، ودموعِ النساءِ والثكالى والأراملِ، ودماءِ الأبرياءِ، وبعدَ ألف يومٍ مِن العطاءِ، والتضحيةِ والجهادِ، والصبرِ والمصابرةِ والمرابطةِ، ومصارعةِ الباطلِ والظلمِ والطغيان، والتي أثبتَها وصدَّرَها هذا الشعبُ العظيمُ والمجيدُ .

بعدَ هذا يتحتمُ علينا أمور: مِن هذه الأمور هوَ ضرورةُ العودةِ الصادقةِ إلى المولى سبحانه، وتعزيزُ الثقةِ بهِ، شعباً وجيشاً، وقيادةً ورعيةً، فلا بُدَّ وأن يُصلِحَ كُلُّ واحدٍ منَّا ما بينَهُ وبينَ المولى سبحانه:﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ، إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ، وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ، لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً، وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ، إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

ومِن هذه الأمورِ أيضاً هو الصبرُ والثَّبَاتُ والمواصلةُ في رفدِ الجبهاتِ الداخلية والحدوديةِ بكلِّ ما نستطيعُ:﴿انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

ومِن هذه الأمورِ أيضاً: هو الالتزامِ بتوجيهات القيادةِ:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾.

ومِن هذه الأمورِ أيضاً هو الترابطُ الاجتماعيُّ، بأن نكونَ يداً واحدةً، وصفاً واحداً، في مواجهةِ هذا العدوانِ: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ، وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ، إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ، فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً، وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا، كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.

ومِن هذه الأمورِ أيضاً: هو تحملُ المسئوليةِ بإخلاصٍ وصدقٍ وجدارةٍ، كلٌ في جبهته وموقعه واستطاعتِه، سواء كان فرداً أو جماعةً أو حزباً أو قبيلةً، ولا سبيلَ للتراخي أو التهاونِ أبداً:﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ﴾.

ومِن هذه الأمورِ أيضاً: هو الإكثارُ مِن الدعاءِ، ومِن ذكرِ المولى جل جلاله، جماعةً وأفراداً، سرًّا وعلانية:﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

ومِن هذه الأمورِ أيضاً: هو الحذرُ مِن الفشلِ ومن الوهنِ ومن الاختلافِ:﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.

ومِن هذه الأمورِ أيضاً: هو تطهيرُ مرافقِ الدولةِ المختلفةِ من الفاسدينَ والعملاءِ للعدوانِ .

ومِن هذه الأمورِ أيضاً: هو ضرورةُ التعاونِ والتكافلِ والمواساةِ، وبَثِّ روحِ البذلِ والعطاءِ في هذا المجتمع، والنظرُ إلى الفقراءِ والمساكينِ والمحتاجينَ والمرضى، وأسرِ الشهداءِ وتفقدِ أحوالهِم:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ، أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً، إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ، وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً، إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللهِ، وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ، وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ المُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾ .

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والحمد لله رب العالمين .