رسائل قرآنية وتوجيهات ربانية للقاعدين عن جهاد العدوان ومقاتلة الغزاة

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 12/12/2017 - 7:09م
الكاتب: 

الحرب السعودية الأمريكية الإسرائيلية التي أعلنت على الشعب اليمني منذ الخميس 26-مارس-2015م لا زالت مستمرة، ولا زالت الطائرات الأمريكية تقصف بالصواريخ المدن السكنية الآهلة بالسكان فتقتل النساء والأطفال والشيوخ والمواطنين في بيوتهم ومنازلهم وتتسبب في تيتيم آلاف الأطفال وترميل آلاف النساء وتدمير آلاف البيوت وتشريد عشرات آلاف الأسر وإعاقة آلاف الناس وبتر أعضاءهم.

لا زال القتل العمد والإهلاك الممنهج للحرث والنسل ولازالت الجرائم المروعة والبشعة ترتكب وتمارس بحق أبناء اليمن ولا زال النظام السعودي مصرا على الحرب بل ومصرحا بأنها ستستمر. هذا  النظام المحسوب على الإسلام أظهر بالبراهين القاطعة والأدلة الساطعة أنه ليس سوى وكيل للنظام الإرهابي الإمبريالي الأمريكي بعد أن كان وكيل بريطانيا الحصري وصديقها الصدوق وحليفها الوفي عرفاناً بالجميل وحق الاحتضان والرعاية التي لولاها لما كان لآل سعود دولة وشوكة ووجود يذكر.

إن العدوان على الشعب اليمني أعلن من أمريكا وأيدته بريطانيا وباركته إسرائيل وبررته قيادات ومرجعيات حزب التجمع اليمني السياسية والدينية وأصدرت البيانات المؤيدة والشاكرة لسلمان وولده وتتفاخر هذه القيادات بالتأييد والتبريك لهذا العدوان وتعتبره منجزا من منجزاتها التاريخية ومفخرة من مفاخرها المشرفة لكن تبعات ومآلات التأييد والمساعدة بالقول والفعل من قبل قيادات هذا الحزب الدخيل والمشبوه كفيل بجرفهم إلى مزبلة تاريخ الخونة والمرتزقة والعملاء والقواد أهل الدياثة والدناسة الذين سيضطرون قريبا أو عاجلا لطلب الصفح والعفو والسكوت عما ارتكبوه وجلبوه لليمن وأهله سيتوددون إلى أهل اليمن لطلب رضاهم كما طلب المنافقون أمثالهم من قبل قال تعالى: ﴿سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ *  يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾.

 إذا قرر لهذا العدوان بأن يقف فلن يقف إلَّا بقرار أمريكي واستشارة إسرائيلية و هندسة بريطانية وروسية وصينية وألمانية هذا هو الواقع والحال  لهذه الحرب الظالمة على اليمن واليمنيين لمن يتابع مجريات الأحداث ويوميات هذا العدوان العالمي منذ يومه الأول فالسعودية هي التي بدأت القتال والحرب بكل غرور وكبر وعنجهية وهمجية، وأمام هذه المنهجية والإصرار على إذلال واستضعاف الشعب اليمني الذي لم يقبل أبناؤه سياسية الإذلال والوصاية لأحد، لذا فلا خيار لنا ولا حل أمام صلفه وإصراره وتماديه وجرائمه إلا حمل السلاح والجهاد به وبالمال والكلمة والموقف إن كنا لا نزال عربا وأهل إيمان وطلاب كرامة وحرية واستقلال وتواقين للحياة العادلة والطيبة التي لن نصل إليها إلا بالتضحية وبذل المهج وبيع النفوس من الله والمتاجرة معه طلبا لأحدى الحسنيين أمام النصر والظفر والغلبة على عدوان المعتدين وبغي المتكبرين من آل سعود وآل نهيان وإما الفوز بوسام وتاج الشهادة كما قال تعالى للقاعدين والمتربصين بأهل الإيمان ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ﴾ إن القرآن يخاطب المتربصين الداخلين في دائرة النفاق بسبب قعودهم بكل صراحة ووضوح ويعتبر تربصهم كبيرة من الكبائر ومعصية من أخطر المعاصي التي تستدرج أصحابها القاعدين إلى الخزي والخسران في الدنيا والآخرة قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴾.

إن الفرصة لا زالت سانحة وممنوحة للقاعدين وباب المراجعة والتصحيح لا زال مفتوحا ومتاحا للمحايدين فلا زال بمقدورهم بعد قرابة ألف يوم من العدوان أن يسهموا ويقدموا الكثير ويكفروا عما مضى من تفريطهم وتقصيرهم وقعودهم، ولا زالت التجارة مع الله باقية طالما والعدوان مستمر، ولا زالت صدور المؤمنين الأحرار وسماحة المجاهدين العظماء تفتح لهم باب الالتحاق بجبهات الحق والخير والإحسان والبذل فعلى كل قاعد ومحايد أن يبادر وينتهز الفرصة قبل أن يأتي الله  بالنصر أو أمر من عنده فيصبح القاعدون نادمين ومتحسرين على قعودهم وحيادهم  فقبل أن يسبقهم الأجل ويفاجئهم الموت فيكتبوا عند الله من المتربصين والمتخاذلين والقاعدين فباب الإصلاح متوفر وممكن قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا*إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾.

إن أصحاب الثروة والغنى والمال والطول قادرون على تفادي وتجنب حالة السقوط والسخط الإلهي ويستطيعون الجهاد بالمال والمشاركة به لدعم معركة الحق لكسر قرن الشيطان وهزيمة أولياءه

 على التجار أن يتاجروا مع الله بأموالهم كما يتاجر المجاهدون في الجبهات بدماءهم وأرواحهم قبل أن يكون المال الذي ملكهم الله ووهبهم، أنعم به عليهم سببا لسوء خاتمتهم، وقبل أن يكون حالهم كحال أولئك الذين كرهوا الأنفاق في غزوة العسرة مع النبي، واليوم و في ظل هذا العدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي المجاهدون في الجبهات في حالة عسر وشدة والشعب اليمني في حالة ضيق وكرب ومحنة وحصار، فمن يتهرب ويتباطئ ويتأخر ويبخل فإنه لن يقبل له عمل بعد الانتصار ولن يكون له نصيب في الجنة مع الأبرار، ممن جاهدوا بأموالهم وأنفسهم فلا يستوي عند الله من جاهد ومن قعد من أعد ومن لم يعد أو يسهم في الإعداد ومن تحرك ومن لا يتحرك أو يحرض على التحرك لا يستوي المصلي القاعد والمصلي المجاهد والمؤمن الحامل للواء الحق والحرية والذي لا يفكر بنصرة الحق ولا نيل الحرية، والكرامة، لا يستوي من لا يغزو ومن لا يحدث نفسه بغزو ومن حدث نفسه بالغزو وبذلها وجعل منها لباسا للتقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة ومعراجا إلى الله ليس بالصلاة فقط بل بالصلاة والجهاد بالنفس والمال، ولن تقبل صلاة ولا زكاة ولا حج ولا صدقات ولا مبرات إلا مع الجهاد، ولا تكون المفاضلة الحقيقة والفارقة بين الإيمان والنفاق إلا بالجهاد ولا استحقاق للدرجات العلى إلا به، قال تعالى: ﴿لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ *  يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ ويؤكد الإمام الهادي على هذه الحقيقة القرآنية قائلاً في شان الجهاد ومقامه العظيم : »فليعلم كل عالم أو جاهل، أو من دعي إلى الحق والجهاد فتوانى، وتشاغل، وكره السيف والتعب، وتأوّل على الله التأويلات، وبسط لنفسه الأمل، وكره السيف والقتال، والملاقاة للحتوف والرجال، وآثر هواه على طاعة مولاه، فهو عند اللطيف الخبير العالم بسرائر الضمير من أشر الأشرار، وأخسر الخاسرين. إن صلاته وصيامه وحجه وقيامه عند الله بور لا يقبل الله منه قليلاً ولا كثيراً، ولا صغيراً ولا كبيراً، وإنه ممن قال سبحانه فيه حين يقول: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾ وكيف يجوز له الإقبال على صغائر الأمور من الصالحات، وهو رافض لأعظم الفرائض الزاكيات، وكيف لايكون الجهاد أعظم فرائض الرحمن، وهو عام غير خاص لجميع المسلمين، وعَملُ من عمِلَ به شامل لنفسه ولغيره من المؤمنين؛ لأن الجهاد عز لأولياء الله، مخيف لأعداء الله، مشبع للجياع، كاس للعراة النياع، ناف للفقر عن الأمة، مصلح لجميع الرعية، به يقوم الحق، ويموت الفسق، ويرضى الرحمن، ويسخط الشيطان، وتظهر الخيرات، وتموت الفاحشات. والمصلي فإنما صلاته وصيامه لنفسه، وليس من أفعاله شيء لغيره، وكذلك كل فاعل خير فعله لنفسه لا لسواه، فأين بالجهلة العمين والعلماء المتعامين؟ كيف يقيسون شيئاً من أعمال العباد، إلى ما ذكر الله سبحانه من الجهاد. هيهات هيهات، بَعُد القياس، ووقع على الجهلة الالتباس، وحبطت بلا شك أعمال المتخلفين، وخسر الراكنون إلى الدنيا، المؤثرون لما يزول ويفنى، المتشبثون بالأموال والأولاد والأهلين، وهم أحد اليومين لذلك مفارقون، ولما تشبثوا به تاركون، وعما آثروه على ربهم والجهاد في سبيله رائحون. وفي أولئك ومن كان من الخلق كذلك ما يقول الرحمن الرحيم فيما نزل من القرآن العظيم: ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا﴾ «أ.هـــــ

 إن كراهية الإنفاق والتهرب من البذل للمال في سبيل الله توقع من له مال وثروة في دائرة الفسق والنفاق وتجعل البخلاء مسلوبين الخير والبركة والتوفيق والقبول عند الله قال تعالى: ﴿قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ *  وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾  وقال سبحانه: ﴿هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾.إن المجاهدين المرابطين في الثغور وجبهات الله والحق استجابوا لنداء الله ولبوا دعوته ودعوة النفير التي أعلنها علم الهدى وقائد الثورة وقدوة المستضعفين فبذلوا كل غال ورخيص واستأنسوا بالموت بل استهانوا به ورضوا بالثمن والعوض من الله ولو كانوا يملكون المال والثروة التي يملكها التجار وأصحاب الثروة لبذلوها لله ولكرامة هذا الشعب كما بذلوا أرواحهم وكما أنفق الجرحى بعض أعضاءهم حين لم يجدوا إلا ذلك ولما أجازوا لأنفسهم أن يكنزوا الأموال والجبهات في أمس الحاجة إليها ولما رضوا لأنفسهم أن تكدس الثروة والشعب محتاج إليها قال تعالى: ﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴾.

 إن الجهاد بالمال له بركته وثمرته وأثره ومن يتهرب من الجهاد بالمال فإنه من حيث يدري أو لا يدري إنما يهرب من التوفيق الإلهي والجنة التي أعدها للمنفقين والباذلين.

 أما ذوو الطول والقوة والثروة الذين يبحثون عن المبررات للقعود ويرتضون الجلوس مع الخوالف من النساء والصبيان فهم على خطر عظيم وإذا لم يتداركوا أنفسهم بالتوبة وتصحيح النية ويسارعون للتجارة الرابحة مع الله بأموالهم فإنهم سيلحقون بمن سبقهم في العقوبة والخذلان لأن أحكام القرآن لا تستثني أحدا من الأولين أو المتأخرين والمال أو الثروة التي بين أيديهم قد تكون استدراجا لهم وسببا لفضيحتهم وخزيهم وسقوطهم قال تعالى: ﴿وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ * وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ *  رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ﴾ أما المحبون للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمتبعون له والسائرون بسيرته المتأسون به في المنشط والمكره والمحبون مرافقته في الجنة فهم يجاهدون كما جاهد ويجاهدون من جاهد من الكفار وأهل النفاق، والعدوان على اليمن اليوم يقوم به أئمة الكفر ورأس الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ورأس النفاق في الوطن العربي النظام السعودي والإماراتي وطالما وهم على كفرهم ونفاقهم وإجرامهم فجهادهم يبقى فريضة مقدسة وواجب محتم على كل يمني ومسلم يرى هذا العدوان ويشاهد هذه المجازر والدماء قال تعالى ﴿لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *  أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

إن كل مؤمن واع يقرأ القرآن ويتدبره ويجالسه بإخلاص لله يفهم ويعي خطاب القرآن ودلالة آياته ورسائل حروفه التي تقول: ﴿وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *  قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ *  وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾. فمن يريد أن يتنصل عن تحمل المسؤولية ويتهرب من قتال أهل البغي والعدوان ويترك قتال قوى الغزو فقد أساء الفهم للقرآن وتنكر لحقائقه والسنن الإلهية التي أودعها الله فيه والتي منها ابتلاء المؤمنين بالجهاد والقتال لمن يحمل راية الشر والبغي والعدوان كما الحال والواقع مع النظام السعودي والإماارتي اللذين اتخذا أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وليجة وبطانة من دون المؤمنين وتولوهم توليا صريحا لا شك فيه ولا شبهة وسارعوا فيهم أيما مسارعة حتى صارت أمريكا وإسرائيل راضيتين كل الرضا عن هذين النظامين ومن يرضى عنه اليهود النصارى لن يرضى الله عنه ومن لا يرضى الله عنه يجب ألا يرضى عنه المؤمنون.

لا زالت أمريكا وبريطانيا وروسيا تزودان النظام السعودي والإماراتي بالسلاح الفتاك والمدمر الذي يستهدف الشعب الذي قال عنه النبي الإيمان يمان يستهدف الناس في أسواقهم والطلاب في مدارسهم والصيادين في البحر والشاطئ والساحل وعلى السفينة والقارب وهم يبحثون عن أرزاقهم وأقواتهم و يقتلون المسافرين في الطرقات والمصلين في المساجد والمزارعين في الحقول بلا رحمة بل يسمون جرائمهم ومجازرهم بالأهداف عالية القيمة كما قالوا بعد مجزرة علاف بصعدة وكما يبررون بعد كل مجزرة وجريمة ولا يخفى على العقلاء وأقول العقلاء ما تقوم به قنوات حزب التجمع اليمني من تسويق رخيص وتبرير تافه لكل جريمة ترتكب بحق أبناء اليمن.

 بعد قرابة ألف يوم من البغي والظلم والعدوان والمجازر التي ترتكبها قوى البغي والإرهاب في أرض إسلامية وبحق أناس مسلمين مسالمين ألا يستوجب كل ما سبق ذكره وسرده من كل مؤمن ومؤمنة الوعي بطبيعة هذه الحرب والفهم الحقيقي لمجريات هذا العدوان من منطلق المفاهيم والأسس القرآنية والشرعية والقرائن والأحداث الواقعية والتطورات والمستجدات والحقائق التي تتكشف يوما بعد يوم والتي تجلى فيها بما لا يدع مجالا للشك أن هذه العداون هو عدوان أمريكي صهيوني بريطاني ولا ينكر هذه الحقيقة إلا من وصفهم القرآن بمن (في قلوبهم مرض)وأنهم في(في ريبهم يترددون) وبأهل العمى والتبعية الذين سيندمون يوم الوقوف بين يدي الله ويتحسرون أيما تحسر ويدعون بالويل والثبور لأنهم قعدوا عن القيام بالواجب الشرعي والتكليف الديني ولم يتحملوا المسؤولية كما تحملها المجاهدون المؤمنون الواثقون بالله المتوكلون عليه وتذكيرا لمن لازال غافلا وصحوة لمن لازال نائما ويقظة لمن لا زال قاعدا وتنويرا لمن لازال أعمى و محايدا أمام جرائم العدوان نخاطب القاعدين بخطاب القرآن ونذكر كل يمني ومسلم بتوجيهات الله العليا التي لا مفر ولا مهرب من امتثالها والاستجابة لها لجهاد هذا العدوان وقتال الغزاة الجدد ومن أهم الرسائل القرآنية والتوجيهات الربانية التي توجب وتحتم على كل يمني مناصرة ومؤازرة المجاهدين من أبناء الجيش واللجان الشعبية القيام بالتالي

أولا:التحرك الجاد والمسؤول ضد النظام السعودي ومن ساعده وشكره وسانده وشاركه في حربه وعدوانه وتجند تحت لواءه وتحالفه من مرتزقة الخارج والداخل والتعامل معهم كقوى باغية ومعتدية وإجرامية يجب مواجهتهم وجهادهم كواجب ديني وتكليف إسلامي وتوجيه قرآني بكل الوسائل والأساليب الممكنة والمتاحة حتى يتحقق النصر للمؤمنين المعتدى عليهم من أبناء اليمن استجابة لأمر الله وتلبية لتوجيهاته التي توجب التحرك لتأديب الباغي وإلحاق الهزيمة به وعدم السماح له بالتمادي والاستمرار في بغيه وعدوانه وإفساده لا سيما بعد أن أقر بن سلمان بأن الحرب على اليمن ستستمر وهذا التصريح الهمجي والتحدي السافر والإصرار منه يوجب على كل يمني حر غيور المزيد والمزيد من التحرك الجهادي ومضاعفة الجهود لإيقاف الباغي عند حده وردعه  وحسم المواجهة معه بالانتصار عليه وكسر قرنه  ومشروعه الشيطاني الصهيوني بإذن الله قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ .... ﴾ ﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾  فالنظامان السعودي والإماراتي هما من يمارسان الظلم والطغيان والبغي في أرض اليمن حتى تلك الآراضي التي زعموا أنهم حرروها فإن الظلم والقتل والتعذيب والتعدي يمارس فيهاوكما قال سبحانه: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.

ثانيا: على العلماء والدعاة والخطباء والثقافيين وأرباب الكلمة والكتابة مسؤولية التحريض على قتال الغزاة ومن معهم و مواجهة هذا العدوان وجعل التعبئة الجهادية ضده حالة عامة وفريضة مقدسة تقدس الجهاد والمجاهدين والشهداء والجرحى والمرابطين والأمنيين وتزرع فيهم وفي أسرهم حالة الرضا والسعادة والفخر والاستبشار بكل ما قد قدموه وسيقدمونه وما قد فقدوه وأنفقوه وتذكير الناس بأن التحرك لجهاد المعتدين وقتال الغزاة فرض عين على كل مسلم امتثالا واقتداء بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي أمره ربه بالقتال حتى لو كان لوحده أمام الأعداء قال تعالى: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا﴾ وإذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد كلف بأمر من الله بحمل السيف في زمنه فإن كل يمني قادر على حمل السلاح ويملك الاستطاعة على التنكيل بالأعداء فهذا واجب شرعي عليه ولن يرضى الله عنه إلا بالقيام بذلك.

ثالثا: امتثال التوجيه النبوي والفتوى المحمدية الموجية على كل يمني ومسلم مواجهة اللصوص والمعتدين على الأموال والثروات والساعين لسرقة ونهب خيرات هذا الشعب وهذه الأمة المقهورة المظلومة وحرب الشعب اليمني في الحقيقة هي حرب مع لصوص وسلابين نهابين كانوا ولا زالوا يمارسون النهب والسلب واللصوصية وما إيرادات مارب التي هي ملك لكل الشعب عنا ببعيد وما إيرادات بلحاف التي ينهبها هادي ومن معه عنا ببعيد وأمام هذه اللصوصية والنهب يصرح النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بحرمة ترك النهابين والسلابين لأموالنا وثرواتنا ويوجب علينا مقاتلة كل آخذ لأموالنا وسالب لها حتى لو أدى ذلك لقتله فإن قتل فهو إلى النار ومن قتل وهو يدافع عن حقه فهو شهيد ومن المبشرين بالجنة والدليل الشرعي على هذا الكلام أنه جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ: «فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ» قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي؟ قَالَ: «قَاتِلْهُ» قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ: «فَأَنْتَ شَهِيدٌ» ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: «هُوَ فِي النَّارِ» والنظام السعودي والإماراتي ما جاء إلا لأخذ ثرواتنا ونهب خيرات بلدنا وممارسة اللصوصية.