رسالة علماء اليمن إلى علماء الأمة العربية والإسلامية

نشر بتاريخ: جمعة, 24/11/2017 - 12:05م

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة / علماء الأمة العربية والإسلامية                       الأكارم
نُحييكم بتحية الإسلام والإيمان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..
إن إخوانكم علماء اليمن وشعبه المجاهد الصابر المؤمن يدعونكم لتحمل مسئولياتكم إزاء المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد المقدسات الإسلامية وعلى رأسها فلسطين والقدس، كما ندعوكم إلى الوقوف بجدية مع إخوانكم في اليمن الذين لا يزالون يعانون ويقاسون أشد أنواع الاعتداء والظلم والحصار وعلى مدى ما يقارب ثلاث سنوات نتيجة العدوان الإجرامي البشع الذي تشنه دول العدوان بقيادة النظام السعودي الإماراتي والإدارة الصهيوأمريكية ومن تحالف معهم من ركائز الشر والفتن في المنطقة، ومُصدّري ثقافة الذبح والتفجير والتكفير إلى جميع شعوب المسلمين والعالم بأكمله، وقد قتل هذا التحالف العدواني عشرات الآلاف من اليمنيين من نساء وأطفال ومدنيين وجرح عشرات الآلاف أيضاً ودمر البُنى التحتية والمؤسسات والمصانع والجسور والطرقات والمدارس والمعاهد ودور الأيتام والمكفوفين وغيرها، وهدم مئات الآلاف من المباني والمنازل في جميع مدن وقُرى المحافظات اليمنية، وأطبق على الشعب اليمني المؤمن الحصار الخانق بحراً وبراً وجوًّا وصادر حقه في الحياة والعيش الإنساني الكريم ومنع عنه الدواء والسفر إلى الخارج لعلاج جرحى العدوان الغاشم والأمراض المستعصية في ظل صمت دولي غير مبرر بل إن المجتمع الدولي مشارك بسكوته عن تحالف العدوان في جرائمه واعتدائه وبغيه وما كان إخوانكم في الدين والإنسانية في الجمهورية اليمنية وهم شعب الإيمان والحكمة بشهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: «الإيمان يمان والحكمة يمانية» ما كانوا ينتظرون منكم هذا السكوت العجيب والغريب والمخيف في نفس الوقت على قتلهم وإبادتهم وارتكاب المجازر المروعه بحقهم من قبل دول العدوان الإجرامي بقيادة النظام السعودي التكفيري المتوحش المتحالف مع إسرائيل وأمريكا ضد الإسلام والشعوب الإسلامية ومنها اليمن المظلوم المؤمن وما نقموا من الشعب اليمني سوى أنه أراد التحرر والانفراد والاستقلال السياسي من وصاية وهيمنة وسيطرة النظام السعودي وحلفائه من اليهود والنصارى.
وكنا ولا زلنا ننتظر منكم وقفة جادة وشجاعة ومن المجتمع الدولي إزاء جرائم الحرب ضد الإنسانية التي يشنُّها المعتدون ضد الشعب اليمني مع أننا نخشى أن يسألكم الله سبحانه وتعالى عن هذا السكوت المخالف لأمر الله ومنهجه، فلا تدرون ما تجيبونه يوم القيامة وقد قال نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره بحسب امرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم».
وإذا كان إجرام داعش والقاعدة اللتين أنتجهما النظام السعودي قد طال العراق وسوريا وليبيا واليمن فلن تكون بقية شعوب العالم العربي والإسلامي عنه بمنأى إذا لم يستيقظ الجميع من غفلتهم ويعملوا على درء أخطار الفكر التكفيري السعودي ويقاوموا المدّ الصهيوني الأمريكي في المنطقة فإنهم سيشربون من ذات الكأس التي شرب منه إخوانهم بسبب تفرجهم وسكوتهم، وهذه عقوبة إلهية لا مفر منها؛ وهذا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد ذلك في قوله: «ما من امرءٍ يخذل امرءً مسلماً في موطن تُنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه النصرة».
وإن الأمل لا يزال يحدونا في أن تجتمع كلمة العلماء على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتناصر والتناصح فيما بينهم، وأن تقفوا وقفة جادة وصادقة مع إخوانهم الشعب اليمني بغرض إيقاف العدوان الإجرامي ورفع الحصار عنه من قبل النظام السعودي المجرم وحلفائه في المنطقة وأن تقوموا بزيارة اليمن للاطلاع على ما ارتكبه النظام السعودي المجرم باليمن وشعبه من الدمار والقتل والإبادة وأن تعرفوا الحقيقة من منابعها وأن لا تصغوا لوسائل الإعلام الزائف والمضلل والكذب الذي تبثه وتروج له وسائل إعلام المعتدين من بني سعود وتحالف المنافقين معهم في المنطقة، فكل ما يصدر عنهم ضد اليمن إنما هو قلبٌ للحقائق وزورٌ وبهتان.
ونرفق لفضيلتكم نسخة من بيان إخوانكم علماء اليمن الذي أصدروه في مؤتمرهم المنعقد في صنعاء بتاريخ هذه الرسالة، ونناشدكم الله والأخوة والروابط الدينية والجغرافية والوطنية والقومية وغيرها في القيام بواجباتكم والعمل على وقف العدوان السعودي الأمريكي المجرم على الشعب اليمني المظلوم الصابر الذي دعا له سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: «اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا، قالها ثلاثاً والسائل يسأله ويقول: وفي نجدنا يا رسول الله، وهو صلى الله عليه وآله وسلم يسكت في الأولى والثانية حتى قال في الثالثة: من هنا يطلع قرن الشيطان» الحديث.
وفقنا الله جميعاً للقيام بواجباتنا وعصمنا من الضلال، ونسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من جنده فإن جنده هم الغالبون، والعاقبة للمتقين والخسران والوبال على المعتدين الظالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانكم علماء اليمن
صنعاء
بتاريخ 5 ربيع أول 1439
هـ

الموافق 23/11/2017م