العلامة الهادي حياة حافلة بمحطات علمية وعملية

نشر بتاريخ: سبت, 18/11/2017 - 8:49م

انتقل إلى رحمة الله تعالى السيد العلامة علي بن أحمد بن الإمام الحسن بن يحيى القاسمي عن عمر تجاوز الثلاثة والتسعين عاماً قضاها في خدمة العلم.

ورابطة علماء اليمن إذ تعزي أسرة الفقيد وأولاده وتعزي الأمة الإسلامية برحيل هذا العالم الزاهد التقي النقي تعتبر رحيل مثل هذه الهامات العلمية خسارة كبيرة.

رحم الله الفقيد وأسكنه جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وفيما يلي لمحة مختصرة عن حياة الفقيد.

هو السيد العلامة جمال الدين والإسلام علي بن أحمد بن الإمام الهادي لدين الله رب العالمين الحسن بن يحيى القاسمي المؤيدي نسبة للإمام علي بن المؤيد الهادوي نسبة لإمام اليمن الميمون الهادي إلى الحق المبين يحيى بن الحسين الحسني الهاشمي عليهم السلام.

ولد سنة 1345هـ بهجرة الهجرة قطابر مقر ومستقر شيبة الحمد في البلاد الشامية لصعدة وذلك بعد سنتين من رحيل من أحياء الله به الدين ونعش الله به سنة سيد المرسلين الهادي لدين الله الحسن بن يحيى القاسمي رحمهم الله جميعاً.

نشأته:

نشأ رحمه الله في أسرة علمية كريمة جُلَّ همها تحصيل العلوم وهداية العامة وإرشادها، وبدأ دراسته العلمية كما في عصره السائد والنهج المتبع في ذلك الوقت على يد والده صفي الدين والإسلام أحمد بن الإمام الهادي »معروف في جهات صعدة غني عن التعريف«، ثم تتلمذ لدى عمه علامة العصر عبدالله بن الإمام الهادي القاسمي رحمهم الله جميعاً، وكذلك بهجرة قراض من أعمال باقم صعدة، ثم لدى عمه العلامة الأواه الناصح لعباد الله عبدالعظيم بن الإمام الهادي رحمه الله »معروف مشهور في جهات ضحيان صعدة«، كذلك لدى السيد العلامة يحيى بن صلاح ستين رحمه الله -حسب قوله رحمه الله لي-، وأجهد نفسه في ذلك حتى برع وأصبح من المشهورين ببلاد جماعة البلاد الشامية الغربية لصعدة، هذا وقد أخذ على عاتقه مع والده وأعمامه وبني عمومته مجابهة ما حصل في جهات صعدة من مقارعة الظالمين ونهج النهج السوي لآبائه الأكرمين في توضيح الطريق للمستبصرين، وفي أحداث ثورة 62 كانت له اليد الطولى في مقارعة المحتلين من الغزاة المصريين والمدافعة عن المستضعفين، وكان رحمه الله شهم الخصال سمحاً فيما يخصه شديد الغضب لله ولحرمة الدين، أباً للمساكين يشكره الأبعد قبل القريب، قريباً من السميع المجيب، تراه كثير القراءات للقرآن والدعاء والعبادة، سخي اليمين كآبائه المطهرين، آلت إليه مرجعية الأسرة الهادوية بعد وفاة ابن عمه الوالد العلامة نجم العترة الطاهرة شرف الدين والإسلام الحسن بن عبدالله الهادي رحمه الله »مشهور في صعدة معروف«، وكانت له الآراء السديدة والقيادة الرشيدة، وفي وقت ظهور المسيرة القرآنية كان من المباركين حيث آوى وبذل وقدم التضحيات وقدم ولديه زيد ومحمد شهيدين لله تعالى وقربة فيه وبعد ذلك في هذا العدوان قدم حفيده محمد ولم يزل كذلك مناضلاً مجاهداً صابراً محتسباً إلى أن توفاه الله في ليلة الثلاثاء الثامن عشر من شهر شوال سنة 1438هـ الموافق 12/7/2017م عن عمر ناهز الثالثة والتسعين عاماً، وكان يقول: لولا كبر السن أقعدني لكنت في جبهات القتال، وعلى هذا فنقول ليس هذا إلا فيض من سيرته وليس إلا قطرة من بحر وليس الغرض من ذلك إلا التعريف اليسير به، أما في صعدة فهو غني عن التعريف والله أسأل له ولجميع أموات الأسرة الهادوية الرحمة والرضوان.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

هذا وقد رثاه الأستاذ والشاعر الأديب السيد/ محمد عبدالحفيظ الهادي بأبيات منها:

أسف الحسام عليك والأخيار            وتلعثمت في نعيك الأخبار
 

حقاً (جمال الدين) جل بك الأسى         ورمت (مقاتلنا) بك الأقدار
 

أكذا تفارقنا وترتاد السماء          يا من سمت بك عزة وفخار
 

قاتلت شبلاً من غزى أوطاننا       وبذلت شيخاً فتياً بك ثارو
 

وقضيت إثر نضال طال مراسه        طربت لطيب فصوله الأحرار
 

أمضيت يا من كنت سيد قومه         مهما دجى خطب إليك أشارو
 

سيظل ذكرك سيدي طـبًّا  لنا        وتظل تشرح فضلك الآثار
 

فأسعد بقرب محمديك وكن مع       زيد الشهيد تحفك الأنوار
 

 وكذلك رثاه السيد/ محمد عبدالله إبراهيم الهادي، بأبيات وهي التي تصدرت بها التعازي إلى جميع الجهات:

لمثل هذا مصاب تجرح المقل
 

 

ويرتمي من عيون دمعها الهطل
 

والقلب إن لم يصبه الهول من جلل
 

 

كمثل هذا فقل قد صابه الزلل
 

والصبر إن مل فاعذره فقد زحفت
 

 

عليه أخبار خطب أمره جلل
 

فقد رزينا بمن هدت لمصرعه
 

 

شم الشوامخ وانهدت له القلل
 

هو العلي الذي صارت مناقبه
 

 

تعلو فما ناله في قدرها  زحل
 

من للأرامل والأيتام يوسعهم
 

 

بذلاً إذا خاب في أرجائهم أمل
 

ومن يجير طريد الحادثات ومن
 

 

يقول بالحق إن أعيى به البطل
 

ومن سمير كتاب الله في سحر
 

 

لم يلهه عن هداه القول والعمل
 

بكت عليه علوم الآل إ ذ فقدت       من صدره الرحب ما قد كان يختزل

من معشر طاولو الأطواد في شرف            وفي جهاد وعز ليس يرتحل

أبوه كان صفي الدين حجته          وجده المجتبى الهادي فلا مثل

هم حافظو الدين من غالٍ ومنتحل        ومن هداهم هداة الخلق تنتهل

صلى عليه إلهي ما سرى قمر          ونالها قبل هذا الآل والرسل

وأسكن الخلد محبوراً ببهجتها        تكسوه في روضها من زينها حلل
 

 

الدلالات: