ملف (الدورات الصيفية .. إقبالٌ طلابي ، وتنوعٌ منهجي )

نشر بتاريخ: سبت, 11/11/2017 - 9:25م
الدورات الصيفية

 

يمكنكم تحميل الملف pdf بالضغط على الرابط 

http://yemenscholars.com/sites/default/files/Attachments/mlf_ldwrt_lsyfy.pdf


لاشك أن للدورات الصيفية  دوراً مهماً في تحصين أبنائنا وبناتنا من أي انحرافات سلوكية كانت أو فكرية ، لأنها تكون بمثابة جرعة وقائية تمكن الطلاب والطالبات من مقاومة أي فيروس خبيث قد يتسلل إلى عقولهم من تلك العفونات المنتشرة حولهم .. وبالذات أن الأمراض والإنحرافات الأخلاقية والفكرية أصبحت عدوى منتشرة في كل مكان .. وإن كان أبناء اليمن في صدد مكافحة واستئصال ذلك الداء الملظ في جسد اليمن من خلال مواجهة العدوان وإلحاق الهزيمة الفادحة به في كل الميادين وعلى مستوى كل الجبهات .. إلا أننا بحاجة إلى تصعيد المواجهة الفكرية والثقافية مع تحالف العدوان .. وخصوصاً أن اليمن كانت تحت سلطتهم الفكرية لعدة أعوام مضت ، ومازالت آثارها قائمة إلى اليوم .

وإن كان النصر المسلح على تحالف العدوان لا شك ولاريب في حتميته .. لكن من يضمن لنا النصر على تلك الأفكار الخبيثة والمعتقدات المنحرفة والسلوكيات الخاطئة .. والتي تزداد حدتها في هذه الفترة .. إن لم تُفعل تلك الحلقات العلمية والنشاطات الصيفية في مختلف ربوع اليمن ، كيما تكون كفيلة بإيجاد مجتمع واعٍ بدينه ، قادرٍ على مواجهة عدوه ..

والحمد لله .. فإن الدورات الصيفية لهذا العام تميزت عن سابقتها من الدورات .. ومن خلال الإقبال الكبير من الطلاب على المساجد لطلب العلم .. بالإضافة إلى المناهج المتنوعة والمفيدة التي تلقاها الطلاب في هذه الفترة القصيرة من العطلة الصيفية .. 

وسنوجز في هذا التقرير أبرز الدورات الصيفية لهذا العام ..


الجامع الكبير :

لا يخفى ما للجامع الكبير من قدسية في قلوب اليمنيين ، لكونه بُنيَ بأمرٍ من رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. وقد كان وما زال وسيظل من تلك اللحظة مهوى أفئدة الناس ، يفدون إليه لمختلف حاجاتهم ، وخصوصاً لطلب العلم وتلقي المعرفة .. فهو بحق صرحٌ علميٌ شامخٌ تخرَّج منه العديد من الحفاظ المقرئين والعلماء العاملين والدعاة المخلصين وأئمة الجهاد والاجتهاد عبر تأريخ اليمن الإسلامي.. وما زال إلى اليوم يقوم بدوره التعليمي والتربوي من خلال إقامة الحلقات العلمية على مدار السنة ، بالإضافة إلى الدورات الصيفية التي يستقبل فيها الكثير من الطلاب من مختلف محافظات الجمهورية ..

   وتأتي أهمية الدورات الصيفية كونها فترة ينتهي فيها الطلاب من الدراسة في المدارس الحكومية ليستغلوها في دراسة بعض العلوم الشرعية مثل القرآن الكريم حفظاً وتلاوة وتجويداً وتفسيراً ، وكذلك الفقه وأصول الدين والنحو وبعض الآداب والأخلاق الإسلامية ..

وبالتالي يحصلون على أكبر فائدة في هذه الفترة الوجيزة .. ولو ضربنا مثلاً : القرآن الكريم .. فالطالب يتلقى فيه دروساً يومية خلال فترة ما بين شهر ونصف إلى شهرين، ولو فرضنا أنه يقضي ما يقارب 43 يوماً دراسياً بحتاً من خلال عدة الدورة هذا العام .. فإذا كانت دروس القرآن تلاوة تعادل 43 حصة فهذا يعنى أن حصص القرآن الكريم في المدارس الحكومية العامة على مدار العام قد لا تصل إلى نصف الحصص التي يقرأها الطلاب في الفترة الصيفية ، وقس على ذلك بقية المواد في الحديث الشريف والفقه وأصول الدين والثقافة الإسلامية الصحيحة .. بالإضافة إلى أن الطلاب في الفترة الصيفية يرتبطون بالمساجد ، وخصوصاً الطلاب في السكن الداخلي .. حيث يؤدون الصلوات الخمس جماعة في المسجد ، وكذلك يستفيدون فؤائد جمة من خلال مايتلقونه من دروس ومحاضرات بين العشائين وبعد الفجر .. إلى جانب أن الدورة الصيفية وبالذات للطلاب المهاجرين والوافدين للسكن الداخلي تكون فترة تأهيلية علمياً وأخلاقياً وتربوياً وثقافياً .. وذلك من خلال البرنامج المكثف بالأنشطة العملية لطلاب السكن الداخلي.

وهذا العمل بالنسبة لإدارة النشاط الصيفي بالجامع الكبير بصنعاء يكلفها الكثير والكثير من الجهد والبذل، لأن العمل بحاجة إلى مدرسين وموارد مالية تفي بحاجة الطلاب غذاء وسكناً وإشرافاً وتربية وتعليماً إلا أنها رغم شحة الموارد وقلة الكادر تحقق الكثير من النجاح بلطف الله وتوفيقه وجهود إخلاص العاملين.

وقد عملت إدارة النشاط الصيفي بالجامع الكبير جاهدة برعاية الجمعية العلمية بالجامع الكبير ، وفي ظل رعاية خاصة من مفتي الديار اليمنية السيد العلامة / شمس الدين شرف الدين .. وبذل وعطاء الخيرين على توفير أثاث بعض سكن الطلاب ، وتوفير ثمن المنهج الموزع على طلاب السكن الداخلي والمراكز الخارجية التابعة للنشاط الصيفي في الجامع الكبير ..

وبحمد الله وتوفيقه بدأت الدورة الصيفية السادسة والعشرين من 9/ شوال / 1938هـ الموافق 3/7/ 2017م تسجيلاً وتدريساً .. حيث كان الإقبال على الجامع الكبير إقبالاً كبيراً إذ توافد الطلاب من الأمانة ومحافظة صنعاء والجوف والحديدة وتعز وصعدة وغيرها من المحافظات .. كما تم استقبال الطلاب في قسم " السكن الداخلي" ، وتوزيعهم على أكثر من سكن .. منها : مركز البليلي ، والسكن المجاور للجامع الكبير، كما تم استئجار بيت السنيدار المكون من سبعة أدوار ، بالإضافة إلى فتح مدرسة نشوان ومدرسة تحفيظ جامع الأنصار بالبليلي ..

وقد ضمت هذه المساكن أكثر من 360 طالباً .. إلى جانب الطلاب المستمرين للدراسة طوال العام .. الذين استمروا للدراسة في الدورة الصيفية ، ويبلغ عددهم 65 طالباً ..

وقد بلغت عدد الحلقات العلمية في الدورة الصيفية ما يقارب 43 حلقة ، في كل حلقة ما يقارب من 20 إلى 25 طالباً غير الطلاب الذين من خارج القسم الداخلي.

وكانت المستويات الدراسية الصيفية كلها مفتوحة .. من المستوى الأول إلى المستوى السادس .. وكان الحظ الأكثر للمستويات الأول والثاني والثالث ..

وقد تفاعل مع هذا العمل الكثير من المدرسين والمستفيدين من طلاب العلم .. والذين بدورهم درَّسوا وأشرفوا وأداروا .. فبجهودهم بعد توفيق الله سبحانه ، وبجهود العلماء والعاملين المتعاونين المبتغين رضاء الله كان النجاح في هذه الفترة الصيفية ..

 

وقد بلغت حلقات العلم في هذه الفترة الصيفية ما يقارب 43 حلقة في كل حلقة (فصل) 20- 25 طالباً، وكانت المستويات الدراسية الصيفية كلها مفتوحة من المستوى الأول إلى المستوى السادس، وكان الحظ الأكثر للمستويات الأول والثاني والثالث، وقد أعدت إدارة الجامع الكبير بصنعاء لتدريس القرآن الكريم والعلوم الشرعية المنهج للدورات الصيفية وسعت في طبعه بالتعاون مع مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية بحيث يكون كل مقررات المستوى الواحد في كتاب واحد يسهل حمله واقتناؤه.

وهذا المنهج يتميز بالآتي:

منهج منطقي حيث رتبت موضوعاته ترتيبًا منطقيًا تصاعديًا فمثلا في الفقه:  تعليم الصلاة للمستوى الأول، و الطهارة والصلاة والجنائز  للمستوى الثاني،  والصوم والزكاة والحج للمستوى الثالث، والنكاح في المستوى الرابع ...الخ  وهكذا في جميع المواد.
منهج يلبي رغبات الطلاب وأولياء الأمور بمعنى أن المقررات الصفية ترتبط باهتمامات الطلاب وميول أغلبية الطلاب الملتحقين بالدورات الصيفية  نتيجة لسياسة تغييب الدين والهوية العربية الإسلامية من خلال حشو الكتب بالكلام الغير المفيد وتحميل الطلاب بمناهج تضيع المعلومات وتبعثر المفهومات جلها في ضع خطا أو وصِّلْ أو لوِّنْ.
منهج متناسب زمنًا من حيث تزامنه مع فراغ الطلاب في عطلة الصيف ، ومستوًى حيث يخضع الطلاب الملتحقين بالدورة الصيفية لامتحان قبول على أساسه يوضع الطالب في الحلقة المناسبة لمستواه ، وكذلك تجد المقررات الصيفية تتناسب مع المستويات الحكومية من التعليم الأساسي والثانوي.
منهج شرعي ثقافي إسلامي توعوي  حيث ضَمَّ المواد التالية:  القرآن الكريم والتجويد  والتفسير والفقه والحديث النبوي  المشتملة في نصوصها على التهذيب  والحث على اكتساب المكارم واحترام الإنسان وتعظيم الخالق الديان ومجانبة الظلم والطغيان وغيرها من المواضيع الأخلاقية وأصول الدين والتركيز على العدل والتوحيد ووجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعريف بأهل البيت الطاهرين وبفضائلهم وواجب الأمة نحوهم  لأن المجالات الأخرى يجدها الطالب ويكتسبها من مواردها ومراكزها في القطاع الخاص والحكومي ولا مانع من إعطاء الطلاب بعض هذه المواد إلى جانب المواد الشرعية ولكن حسب الإمكان.

ومن خلال هذا المنهج تتحقق بعض الأهداف المرجوة:

تثقيف الطالب ثقافة إسلامية تشكل حصانة تجاه النظريات الهدامة.
تعريف الطالب بعظمة الإسلام من خلال أحكامه ونظرياته في كل ميادين الحياة.
تعريف الطالب بإخوانه من طلبة العلم في مختلف المناطق وغرس المؤاخاة على أساس الإيمان والمحبة في الله والإعتصام بحبله.
تعميق وترسيخ فكر أهل البيت عليهم السلام لما يقود إلى الوحدة الإسلامية وتجاوز الخلافات المذهبية.

أما الأنشطة الثقافية في الجامع الكبير على المستوى التحصيلي العلمي فإن روح التنافس كانت تسود الحلقات في التحصيل العلمي والإنضباط والتحلي بالمكارم والأخلاق، وفي نهاية كل أسبوع يكرم أربعة من كل حلقة المتميز في الحفظ والمتميز في أداء الواجبات والمتميز في السلوك والأخلاق والمتميز في المواظبة والمداومة على التحصيل.

وفي هذا اليوم يعد بعض الطلاب مشاركات في القرآن الكريم والحديث النبوي ومن كلام الوصي عليه السلام ثم يلقي أحد المشائخ محاضرة، المحاضرة الأسبوعية ثم يبدأ التكريم للطلاب حيث يبلغ عدد المكرمين 172 طالباً أسبوعياً مما يشحذ العزيمة عندهم ويخلق روح التنافس في التحصيل العلمي.

أما الأنشطة الثقافية في مساكن الطلاب المهاجرين للدراسة في الجامع الكبير بصنعاء والسكن الداخلي، فلها برامج متعددة مثل البرنامج اليومي والذي يتمثل في تحديد أوقات الاستيقاظ فجراً والنوم مساء ومواعيد تناول الإفطار ومواعيد فترات الراحة والدراسة بين المغرب والعشاء وبعد الفجر وبداية الإنطلاق إلى الجامع الكبير صباحاً.

والبرنامج الثقافي الذي يعني بالتنسيق مع المشائخ والمعلمين والتربويين بإلقاء المحاضرات الأسبوعية وكذلك العمل على إقامة الأمسيات الثقافية الهادفة التي يعدها الطلاب أنفسهم بإشراف المدرسين والمعلمين ومن خلالها تظهر المواهب وتنمى ويهتم بها.

إلى جانب البرنامج الصحي وخصوصاً في عامنا هذا حيث البلد يمر بعدوان أمريكي سعودي صهيوني غاشم ظالم وبحصار خانق وانتشار للأمراض والأوبئة حيث أصيب عدد من الطلاب ببعض هذه الأوبئة ولولا فضل الله ولطفه وجهود المخلصين من المشرفين ومساعدتهم ومساعٍ من وزارة الصحة ممثلة بالدكتور عبدالسلام المداني ................... فكانت التوعية والتعقيم ومكافحة الأمراض.


 مراكز حليف القرآن:-
 

كما كانت الدورات الصيفية لمراكز حليف القرآن بصنعاء القديمة متميزة لهذا العام .. حيث كان الإقبال كبيراً على المساجد ، بالإضافة إلى فتح مراكز جديدة لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية .. في حي الزراعة والبونية وصرف وغيرها .. وقد بلغ عدد المراكز لهذا العام 20 مركزاً ، وبلغ عدد الطلاب في جميعها ما يقارب 1200 طالباً وطالبة ..

وتجدر الإشارة إلى أن الطلاب في الدورات الصيفية يخرجون باستفادة كبيرة .. وذلك لتوفر المناهج المطورة والملائمة لحاجة الطلاب في هذا العصر .. إذ قامت دائرة تطوير المناهج في مراكز حليف القرآن بمراعاة سن الطلاب ومستوى إدراكهم ، فقاموا بإعداد المنهج وفق الرؤية الحديثة من حيث الصورة والتلوين وسهولة الألفاظ ومناسبة المعنى ، وكذلك أسلوب القصة والتقسيم للعبارات .. حتى يتسنى للطالب فهم الدرس بسهولة تامة .. كما لم يغفلوا أهمية أشراك الطالب في عملية التفكير للوصول إلى النتيجة ، لكونها أكثر الطرق الناجعة في ترسيخ الفكرة ومصاحبتها له .. وقد صدر من هذه المناهج :

حلقة المصطفى  2- حلقة أسماعيل 3- حلقة الخليل 4- حلقة موسى 5- حلقة النفس الزكية "1" 6- حلقة النفس الزكية "2" ..

وهي متسلسلة على حسب المستوى .. فإذا ما أكمل الطالب "النفس الزكية2" تسنى له الالتحاق بالمدرسة العلمية التابعة لشباب حليف القرآن ، والبدء بالدراسة المنهجية طوال العام ، والتدرج في المستويات .. حتى  يأخذ الإجازة القرآنية والعلمية ، ويصل إلى مصاف العلماء العاملين بإذن الله ..

 

أهم النشاطات في الدورة الصيفية لمراكز حليف القرآن:
الأنشطة الثقافية .. ومن أبرزها :
1- اليوم الهادف .. يعني بمعالجة قضية أخلاقية شائعة بين الطلاب ،  ففي آخر أيام الأسبوع " يوم الخميس" ، يتم فيه وضع برنامج لكل مركز يتخلله محاضرة وأعمال مسرحية وإنشادية وما شاكل .. وكلها تصب تحت العنوان الموحد المطلوب معالجته عند الطلاب ، وينتهي بتوزيع أسئلة ثقافية على الطلاب ، يُلزمون بالإجابة عليها وإحضارها إلى الإدارة بعد يومين من تسلمها ..

 

المسابقات .. وتتكون من :

مسابقات داخلية ، بين الحلقات العلمية في المسجد نفسه .. ويُعنى مدرسو كل مسجد بإعدادها وترتيبها ..
مسابقات خارجية .. بين المراكز، كل مستوى في مركز مع قرينه في مركز آخر .. يتم البدء بها قبل نهاية الدورة الصيفية بثلاثة أسابيع .. وذلك بهدف تحفيز الطلاب للاهتمام  بالمنهج أثناء المسابقات ليكون عوناً لهم في اختبارات نهاية الدورة ..

 

محاضرة اسبوعية .. وتكون بعد الراحة من كل اثنين .. وتُعنى بسيرة إمام من أئمة أهل البيت "ع" .. وذلك بغرض ربط الطلاب بسيرتهم الغنية بالأخلاق والقيم والتضحية في سبيل الله ومن اجل دينه ..

 

النشاط الرياضي :

ويتم من خلال اختيار أبرز اللاعبين الموهوبين في كرة القدم ، وتكوين فريق لكل مركز .. ومن ثم تقسيمهم إلى مجموعات متنافسة .. إلى أن يتم التصفيات بين الفرق لاختيار الفائز الأول من بينهم ليكون أفضل فريق ..

ويهدف الجانب الرياضي إلى تربية الطلاب أخلاقياً ، وتعليمهم سعة الصدر والتحمل والقبول بالآخر وعدم الأثرة.. وغيرها من التعاليم الروحية التي تتضمنها لعبة كرة القدم..

 

الرحلات الترفيهية :

ولابد أن تكون قبل اختبارات نهاية الدورة .. وذلك بغرض الترفيه على الطلاب حتى يمكنهم الاستعداد التام لأداء الإمتحانات .. بالإضافة إلى استغلال هذه الرحلات في تثقيف الطلاب من خلال الأنشطة المختلفة .. إلى جانب تربيتهم على الانضباط  والإلتزام والمبادرة والإيثار والإهتمام ببعضهم البعض .. وغيرها من الأمور الأخلاقية ..  

 

نسأل الله أن يكتب أجر المدرسين والعاملين وكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة الصيفية ، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم .. بحق محمد وآله الطاهرين ..  


 

فتية المسيرة:-

بالنسبة للنشاط الصيفي لهذا العام فهذه نبذة مختصرة عن المراكز الصيفية التي تنظمها (فتية المسيرة).. فقد بدأت الدورة الصيفية من منتصف شهر شوال لهذا العام, وكان الإقبال كبيرا جدا, حيث توافد الطلاب والطالبات على التسجيل برغبة شديدة واشتياق ولهفة, وكذلك كان تواجد المدرسين وتكاتفهم واهتمامهم وحفاوتهم بالطلاب مما خلق جوا من التفاعل المتبادل.

وبرغم الظروف القاسية لأغلبية المدرسين ومعاناتهم بسبب حرمان العدوان لهم من استلام مرتباتهم, وبرغم حاجتهم لاستغلال العطلة الصيفية للبحث عن فرص عمل قبل فتح المدارس الرسمية أبوابها إلا أن إدراكهم لأهمية المراكز الصيفية ودورها في احتضان الناشئة والشباب وسد فراغهم وتنويرهم بالعلم والمعرفة هو ما دفعهم لإيثار رعايتها على العمل لتوفير متطلبات المعيشة, وبذلك سطر هؤلاء المعلمون والطلاب ملحمة بطولية هي امتداد لملحمة الجهاد التربوي التعليمي القائمة منذ بداية العدوان الظالم الذي سعى وبكل جد واهتمام لضرب العملية التعليمية في بلدنا واستهدافها بكل الوسائل.

 وفي نهاية الثلث الأول للدورة شكلت الإدارة العامة للنشاط الصيفي فرقا ميدانية لزيارة المراكز في كل المحافظات ضمت العديد من العلماء والمثقفين, هدفها التشجيع والدفع بالعمل إلى الأمام, إضافة إلى جمع البيانات اللازمة, ولقد كان لهذه الزيارات الأثر البالغ في نفوس الأساتذة والطلاب, حيث ترجمت مدى الاهتمام بهذا العمل المهم والمطلوب في هذا الظرف بالذات, ولا تزال بعض الفرق تتابع الزيارة نظرا لكثافة المراكز وتباعد المناطق, حيث أنه في بعض المحافظات فاقت أعداد المراكز فيها الـ(200) مركز للبنين والبنات, ولذلك لا نزال الآن في طور جمع البيانات عن أعداد المراكز وطلابها وعامليها.

 

أوضاع المراكز:

وكما في العام الماضي عانت المراكز الصيفية نقصا حادا في عموم المتطلبات والوسائل وكذا المناهج رغم طباعة أكثر من ثمانين ألف منهج لكافة المستويات, وهكذا في جانب التغذية والتسكين بالنسبة للمراكز المغلقة, نتيجة لعدم دفع موازنتها المخصصة لها من قبل وزارة الشباب والرياضة واستمرار مماطلتها حتى الآن, رغم المحاولات العديدة, ولحد الآن لم نكتشف الأسباب التي أعاقت دفع مستحقات هذا المشروع المهم والمستهدف من قبل العدوان بشكل مركز جدا !.

ولولا اهتمام السيد القائد عبد الملك بدر الدين ومساهمته (حفظه الله ورعاه) في دعم هذه الدورة؛ ولو ظل رهاننا على الجهة الرسمية المسؤولة عن هذا الجانب لما تم طباعة كتاب واحد من كتب المنهج الخاص بالمراكز الصيفية, كما كان لبعض الخيرين دور لا بأس به في مواساة وتسيير العمل ولو بالحد الأدنى إلا أنها جهود مشكورة ومقبولة إن شاء الله. 

 إحصائية أولية:

كما أسلفت لا زلنا بانتظار موافاتنا ببقية البيانات من قبل اللجان الزائرة للمراكز في مختلف المحافظات, إلا أنه ورغم معاناة الجميع جراء العدوان الظالم واحتمال عدوانه في أي لحظة, وبرغم استهداف بعض المراكز كما حدث في محافظة صعدة السنة الماضية واستشهاد العديد من الطلبة؛ إلا أن النتائج الأولية تشير إلى افتتاح نحو (1350) من المراكز التابعة لفتية المسيرة, عدى مراكز محو الأمية التي ترعاها الهيئة النسائية الثقافية العامة والتي تضم زهاء (700) طالبة.

أما أعداد الطلاب والطالبات فإنه وبالرغم من كل العوائق والمخاوف؛ إلا أن  الأرقام الأولية تشير إلى تواجد نحو (70000) طالب وطالبة, غير أن نفاد أكثر من (80000) منهج واستمرار معظم المحافظات في طلب المزيد من المناهج يدل على أعداد كبيرة قد تتجاوز أرقام المنهج .

إن هذا الإقبال الكبير على المراكز الصيفية, ليدل دلالة واضحة على أن شعبنا اليمني شعب يعشق العلم والمعرفة ويرفض الجهل والتجهيل, وحري بشعب وصفه النبي الكريم بالإيمان والحكمة أن يكون كذلك, كما أن قوافل الشهداء وتسابق المجاهدين إلى جبهات القتال, وكذا قوافل العطاء والبذل وبكل سخاء وتفان ليدل كذلك دلالة أكيدة على وعي كبير, وإيمان عميق, وعدم اكتراث بآلة العدوان, وتحد لكل الضغوط.

ولا يفوتنا هنا أن نقدم الشكر والتقدير لكل المدرسين والعاملين والداعمين لهذه المراكز, سائلين الله تعالى أن يتقبل منهم وأن يضاعف لهم الأجر والثواب.

وفي الأخير نسأل الله التوفيق والعون والثبات في وجه الطغاة والمستكبرين, وأن يجعل من هؤلاء الفتية والفتيات الثمرة الصالحة السائرة على نهج القرآن وقرنائه الأعلام, فهم لا شك قادة المستقبل, وعليهم ينعقد الأمل.. والحمد لله رب العالمين 

المرفقات: 
المرفقالحجم
PDF icon mlf_ldwrt_lsyfy.pdf4.05 ميغابايت