بيان رابطة علماء اليمن بشأن المجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان السعودي والصهيوني وقوى الاستكبار العالمي

نشر بتاريخ: أربعاء, 01/11/2017 - 6:24م

بسم الله الرحمن الرحيم 

 

الحمد لله القائل: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) والقائل سبحانه: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)

والصلاة والسلام على النبي الخاتم وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين، وبعد:

تابعت رابطة علماء اليمن المسلسل اليومي للمجازر الدموية التي يرتكبها العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن، والتي راح ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ واستهدفت البشر والشجر والحجر على مدى ما يقارب ثلاث سنوات بحق الشعب اليمني، هذا المسلسل اليومي ليس آخره مجزرة سوق علاف في محافظة صعدة التي اسُتشهد وجرح فيها قرابة ستين شخصاً من المدنيين الأبرياء، والتي تزامنت مع آخر المجازر البشعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني قبل يومين في غزة في نفس الوقت الذي يصادف الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم بإنشاء الكيان الصهيوني الغاصب.

إن ما جرى ويجري من أحداث ومآسٍ وجرائم يندى لها جبين الإنسانية ما هو إلا نتيجة لبقاء هذين الكيانين المزروعين في قلب وخاصرة العالم العربي والإسلامي، وتبادلهما الأدوار التدميرية والتمزيقية والإجرامية بحق شعوب العالم العربي والإسلامي، لتبقى قوى الهيمنة والاستكبار مسيطرة على قرارات ومقدرات وثروات وخيرات المسلمين.

إن هذا الإجرام والوحشية الرهيبة وهذا الانتهاك السافر لكل الحرمات والقيم والمبادئ الدينية والأعراف الإنسانية ليفرض على كل أبناء الأمة الإسلامية التحرك المسؤول والجاد والقيام بفريضة الجهاد التي فرضها الله سبحانه وتعالى لدفع الظالمين ونصرة المستضعفين، بعد أن تبين الحق من الباطل وأصبح واضحاً للعيان تحالف صهاينة العرب مع صهاينة بني إسرائيل ومستكبري العالَم. لقد آن الآوان لنهضة المسلمين من سباتهم - الذي طال – وإلا حلَّ عليهم غضب الله ونقمته وخسروا الدنيا والاخرة.

إن علماء اليمن يؤكدون على تَحمِّلِ الصامتين والمتفرجين من علماء العالم الإسلامي وأبناء الشعوب العربية والإسلامية مسؤولية استمرار جرائم هذين الكيانين المزروعين وجرائم قوى الاستكبار العالمي، ويعتبرون الصمت المطبق وعدم الصدع بالحق مشاركة في دماء الأبرياء وفي المظالم الكبرى التي تُقترف بحق المستضعفين سيُسألون عنها يوم الحساب والعرض على الله.

كما يدعو علماء اليمن أبناء الشعب اليمني خاصة إلى وحدة الصف وجمع الكلمة والقيام بالتصدي لهذا العدوان الوحشي البربري السافر ويدعون من لم يتحرك بعد إلى القيام بواجب الجهاد الذي أصبح فرض عين على كل قادر على حمل السلاح، كما يدعون أيضاً إلى المزيد من الدعم للمجاهدين والإنفاق في سبيل الله والمشاركة في كل نشاط يؤدي إلى ذلك.

كما يؤكدون وقوفهم الكامل مع إخوانهم من أبناء الشعب الفلسطيني ومع سائر المستضعفين من شعوب الأمة العربية والإسلامية، ويباركون الروح الجهادية والثورية التي أظهرها العلماء المشاركون في المؤتمر الثاني للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الذي ينعقد حالياً في بيروت، ويؤكدون مباركتهم وتأييدهم لكل ما يتمخض عن هذا المؤتمر الذي حال بين علماء اليمن وبين المشاركة فيه حصار العدوان السعودي الأمريكي. التحية والإجلال لجنود جيشنا ولجاننا الشعبية وأبناء قبائلنا الأبية الصامدين في جبهات القتال والمضحين في ميادين النضال.

نسأل الله سبحانه وتعالى النصر والتمكين للمستضعفين والهزيمة والهلاك للغزاة المعتدين، والرحمة لشهدائنا الأبرار والشفاء لجرحانا والخلاص للأسرى والمفقودين إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.

صادر عن رابطة علماء اليمن

بتاريخ 12 صفر 1439هـ

الموافق 1نوفمبر 2017م