رابطة علماء اليمن تقيم ندوة بعنوان (حاجة الأمة إلى فكر وثورة الإمام زيد عليه السلام)

نشر بتاريخ: أربعاء, 11/10/2017 - 9:07م

أقامت رابطة علماء اليمن ندوة فكرية بعنوان »حاجة الأمة إلى ثورة وفكر الإمام زيد عليه السلام) صباح يوم الأربعاء 22/محرم / 1439هـ الموافق 11/10/2017م ببيت الثقافة، حضرهها جمع كبير من العلماء والخطباء والدعاة، وقد ابتدأت الندوة بآيات من الذكر الحكيم. 

وتوجت الندوة بكلمة هامة للسيد العلامة شمس الدين شرف الدين رئيس الرابطة مفتي الديار اليمنية شملت النقاط الآتية:-
- ثورة الإمام زيد بن علي عليه السلام لم تكن عفوية، ولا مِن الترف والكبرياء.. وإنما من أجل الحق وإقامة الدين.. وما جعل الإمام زيداً يخرج على هشام بن عبدالملك هو الظلم والانحراف في هذه الأمة.
- عندما نتحدث عن الدولة الأموية أو العباسية.ز فنحن لا نعمم على الكل؛ لأن فيهم الصالحين وفيهم الطالحين.. ولذا فليس حديثنا عنهم من باب العنصرية كما يتوهم البعض.
- نعتقد أنه لو وجد الرجل الكفؤ الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقيم الحق، ويعمل في الناس بالعدل كائناً من كان .. فإن الواجب على الناس أن يقفوا معه ويلتفوا حوله.. وهذا مبدأ نعتقد به. 
- ما يجب أن يعتقده الجميع هو أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الركيزة الأساسية لهذا الدين.. فمن لم يكن مستعداً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتضحية في سبيل الله فليُعِدْ النظر في إيمانه.
- الرافضة ليست أمةً أو مذهباً معيناً .. وإنما هو في الحقيقة من رفض الحق ورفض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والخروج على الظلمة .. وهذا الذي لابد أن يفهمه الناس .. وبالتالي فمن يهرب من الواقع وتحمل المسئولية، ويشكك في مصداقية الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ويقلل من تضحيات الشهداء الجسيمة.. فإنه في عداد الرافضة .. سواء تقادم بهم الزمان أو تأخر. 
- للأسف أن كل ما قيل في ثورة اليوم والتشكيك في التضحيات فيها قد قيل في ثورة الإمام زيد عليه السلام، وكذلك في ثورة الإمام الحسين، والإمام علي من قبلُ.. بل حتى في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
- الكثير من الناس غاب عنهم الرشد في منعطف تاريخي مهم جداً يخير الناس فيه بين الجنة والنار.. وهم ما زالوا في شك من أمرهم فيما يخص جهاد الظالمين اليوم »أمريكا وإسرائيل وأذنابهم« وما زالوا يشككون في تضحيات المجاهدين، ويعتبرون أنهم في فتنة .. فمتى سيكون هناك مجاهدون، وشهداء في سبيل الله.. إذا ترك الناس مبدأ الخروج على الظالم.
- مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله.. هو أس كل الطوائف الإسلامية.. ومن يقول غير ذلك فهو كاذب.. ولذا فإن التأريخ سجّل؛ أن أبا حنيفة ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل لم يكونوا أعلاماً من أجل المسائل الذي حفظوها.. وإنما لأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وجهادهم في سبيل الله. 
- نحن اليوم في نفس المحك الذي كان عليه الإمام زيد عليه السلام ونفس المحك الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وينبغي أن لا نبحث عن الأعذار والمبررات.. بل نسعى كما سعوا من خلال الأمر بالمعروف والنهي المنكر والجهاد في سبيل الله.

العلامة شمس الدين شرف الدين


أما أوراق الندوة فتتلخص في التالي :-

الورقة الأولى .. والتي كانت بعنوان (إضاءات من ثورة الإمام زيد (ع) ) للأستاذ / محمد حسن زيد، تساءل في بدايتها عن سبب استحضار التاريخ؟ 
مجيباً بقوله: لكي نعيش الحاضر بصورة سليمة يجب علينا الاستفادة قدر الإمكان من تراكم المعرفة الإنسانية في مختلف المجالات.
ثم تطرق إلى مفهوم الرافضة.. من أنه ليس اسماً لمذهب معين، أو تيار محدد.. وإنما هو اسمٌ لكل من يرفض الجهاد مع أهل البيت عليهم السلام مِن أي مذهب كان. 
ثم أشار إلى قصة اليهودي الذي سبَّ رسول الله في مجلس هشام، وأنه نموذج يتجسد في واقع اليوم من خلال عدم المبالاة بمقدسات الإسلام وبديهياته المتفق عليها اليوم. 
وقد نوه إلى أن مناظرة الإمام زيد عليه السلام مع علماء الشام قبل الخروج فيها إشارة مهمة لضرورة كسر الأصنام الفكرية التي ركزها الظالمون لتثبيت سلطانهم كعقيدة الجبر التي أصلت للخنوع والقعود والسلبية في المجتمع

ثم تطرق في ورقته إلى أن من يفترض به أن يقود الناس ويتولى شؤونهم يجب أن يكون أكمل الناس تأهيلاً وسلوكاً وعقلاً. 
ولا يكفي أن يكون من أبوين يمنيين حتى ولو كان ماكراً كذاباً جباراً لئيماً. 
وقد ختم ورقته بقوله: إذا تم الإخلال بالشروط الموضوعية للنصر العسكري بالخيانة أو التقاعس أو التفرق والاختلاف فلا يحق لنا أن نتوقع حدوث معجزات عسكرية في الميدان.. إذ لم يطمع بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد .. حين عصاه الرماة.. 


الورقة الثانية: بعنوان »الإمام زيد عليه السلام وملامح الاقتصاد الإسلامي« للأستاذ/ عبدالملك محمد الشرقي. 

نوه في بدايتها إلى أنه ليس من السهل التحدث عن الجانب الاقتصادي، فهو يحتاج إلى متخصصين جمعوا بين الرؤية الاقتصادية العالمية ومعرفة النص الشرعي وتحقيق كلياته وغاياته.. 
ثم تطرق إلى أن الإمام زيداً عليه السلام كان يحمل مشروعاً إسلامياً متكاملاً، وكان يولي الجانب الاقتصادي أولوية في تطبيق مشروعه باعتبارها أس القضايا المجتمعية. 
ثم تكلم عن أسس النظام الاقتصادي الإسلامي .. والتي تتلخص في كون المال مال الله والإنسان مستخلف فيه.. وبالتالي لا يمكن للإنسان أن يتصرف فيه إلا في حدود ما فرضه مالكه وهو الله تعالى.. بخلاف الرأسمالية التي ترى أن الملكية حق شخصي .. وبالتالي فليس للمالك واجبات وحقوق تجاه المال إلا ما فرضته الدولة بمنطق القوة. 
ثم أشار إلى أن المشكلة الاقتصادية لا تكمن في ندرة الموارد كما تزعم الرأسمالية، لأن الله قد أنعم علينا بموارد لا تحصى كما قال تعالى: ﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾ وإنما المشكلة تكمن في ظلم الإنسان لأخيه الإنسان واستئثاره بالمال والحقوق.
ثم تطرق إلى المحور الثاني .. الذي يلخص رؤية الإمام زيد عليه السلام حول معالجة الفقر.. وتتلخص في الخطوات التالية.. »الثورة على الحاكم الظالم –الإصلاح الإداري- الاستفادة من الموارد المالية- التكسب – الاستثمار الشرعي من خلال »التجارة« المضاربة، المرابحة«.
وقد ختم ورقته بدعوة علماء الدين ودكاترة الاقتصاد إلى إعادة طرح المذهب الاقتصادي الإسلامي بجميع أشكاله ومختلف تطبيقاته حتى يستعيض به الناس عن المذهب الرأسمالي. 


الورقة الثالثة: بعنوان »حليف القرآن وثورة المبادئ والقيم«. للأستاذ/ طه الحاضري.. 

ابتدأ ورقته بالحديث عن عظمة الإمام زيد عليه السلام .. والتي كانت نتيجة ارتباطه العملي الوثيق بالقرآن الكريم منذ ولادته إلى استشهاده .. وقد تجلى ارتباطه بالقرآن الكريم في وعيه وفكره النقي والصافي .. الذي دحض بها كل مزاعم الأمويين وأفكارهم المنحرفة. 
ثم تطرق إلى مكانة العلماء، وأنها مرتبطة بهداية الناس إلى النجاة .. ولذا فإن سكوت العلماء وتخاذلهم عن نصرة الحق بأي مبرر كان وتحت أي ذريعة كانت تُعَدُّ بمثابة الشراكة مع المجرمين.. لأن المجرمين يستغلون هذا السكوت كحجة على عدم قبولهم الحق. 
وقد ختم ورقته باستعراض القيم والمبادئ في ثورة الإمام زيد عليه السلام والتي تتلخصُ في المحاور التالية: 
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة واجبة، وقيمة قرآنية إسلامية. 
- إصلاح الأمة هدف لابد أن يسعى لتحقيقه كل مؤمن. 
- القيم والأخلاق في مواجهة العدو لا يكفي أن تبقى مجرد نظريات .. بل لابد أن تجسد في أرض الواقع. 
- الثورة ليست انتقاماً .. ولكنها جهاد من أجل القضاء على الظلم والجرائم. 
- الثورة عهد بالتغيير الإيجابي وليست وعوداً زائفة. 
- الروحية الجهادية تفاعل مع الواقع بإيجابية، وقول بالحق، وشجاعة في الميدان، والاهتمام بالناس والتآلم لحالهم.

وقد تعقبها عدة مداخلات من الحضور، ثم اختتم الندوة بالتوصيات التالية:-


توصيات ندوة رابطة علماء اليمن بعنوان :
(حاجة الأمة إلى فكر وثورة الإمام زيد عليه السلام)

أولا: إن إحياء ذكرى الإمام زيد و فكره وثورته محطة تاريخية مهمة لاستلهام الدروس العظيمة في الفكر الإسلامي النقي والأصيل الذي تميز به هذا الإمام.

ثانياً: يعتبر الإمام زيد مرجعية دينية ومدرسة إسلامية تحررية تدعوا للتخلص من حكام الجور وهو أحد أئمة الإسلام العظماء الذين أحيوا في الأمة الإسلامية فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي لن تتحقق خيرية الأمة الإسلامية إلا بالقيام بها.

ثالثاً: يعتبر الإمام زيد شخصية إسلامية جامعة وقامة علمية وفكرية يمكن لفكره أن يعالج كثيرا من الحساسيات المذهبية بين السنة والشيعة لأن ثورته كانت ثورة جامعة لفقهاء الأمة وعلماءها على اختلاف مذاهبهم.

رابعاً: تدعو الرابطة العلماء والخطباء والباحثين ودكاترة الجامعات إلى الاستفادة من إرث الإمام زيد الفكري والسياسي والفقهي وإعطائه حقه من الدراسة والبحث وخصوصا في التقريب بين المذاهب الإسلامية والعودة إلى الثوابت الدينية في التعامل مع الأنظمة الحاكمة.

خامساً: تؤكد الرابطة في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية والفتن التي يشعلها أعداؤها على ضرورة العودة الصادقة إلى كتاب الله الكريم والاستفادة منه في معالجة قضايا الأمة والنهوض بها والتزود من تجربة وإرث وفكر وثورة حليف القرآن المستندة إلى مرجعية القرآن الكريم والداعية إلى إحياء السنن وإماتة البدع والوقوف ضد الجائرين ونصرة المستضعفين

سادساً: تؤكد الرابطة على أهمية دراسة الأسس الاقتصادية في دعوة الإمام زيد حتى لا يكون مال الله دولة بين الأغنياء وحكرا على تصرفات وأهواء حكام الجور وأمراء الترف والبطر.

سابعاً: يثمن العلماء الجهود العظيمة التي يبذلها أبناء الجيش واللجان الشعبية والقبائل اليمنية الأبية في التصدي للعدوان الهمجي الوحشي السعودي الأمريكي الصهيوني داعين الشعب اليمني إلى مؤازرتهم ورفد الجبهات بالمال والرجال والسلاح لتحرير اليمن من الغزاة المعتدين الطامعين في ثرواته واستعباد أبنائه.

ثامناًَ: يقدم العلماء أحر التعازي وأصدق المواساة لأسر ضحايا المجازر الوحشية المستمرة إلى يومنا هذا ويحملون شعوب العالم والهيئات والمؤسسات الدينية مسؤولية السكوت على هذه الجرائم والمجازر الذي يشجع ويغري دول العداون على ارتكاب المزيد منها.

تاسعاً: تدعو الرابطة كل فئات الشعب اليمني وأحزابه والقوى المناهضة للعداون إلى جمع الكلمة ولم الشمل والبعد عن المناكفات وتوجيه الجهود والطاقات إلى مواجهة العدوان المتسبب في كل الأزمات التي يمر بها الوطن.

عاشراً: تدعو الرابطة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني وعلماء وحكماء وعقلاء اليمن إلى تفعيل ومساندة جهاز القضاء والرقابة ووضع حد للفساد المالي والإدراي والتربوي وتقديم كل من يثبت فساده للمحاكمة العادلة.

حادي عشر: تدعو الرابطة حكومة الإنقاذ الوطني إلى سرعة معالجة الخلل الحاصل في وزراة التربية والتعليم وضبط العملية التعلمية والنأي بها عن التجاذبات السياسية والولاءات الضيقة وسرعة تطوير المناهج بما يتناسب مع التطور العلمي الحديث وينسجم مع الهوية اليمنية الأصيلة.


يمكنكم تحميل أوراق العمل النسحة الالكترونية بالضغط على الروابط الاتيه أو بالضغط على المرفقات

1-إضاءات من ثورة الإمام زيد (ع) http://yemenscholars.com/sites/default/files/Attachments/1.pdf

 

2-الإمام زيد عليه السلام وملامح الاقتصاد الإسلامي http://yemenscholars.com/sites/default/files/Attachments/2.pdf

 

3-حليف القرآن وثورة المبادئ والقيم http://yemenscholars.com/sites/default/files/Attachments/3.pdf


توصيات رابطة علماء اليمن في ندوة حاجة الأمة إلى فكر وثورة الإمام زيد عليه السلام

http://yemenscholars.com/sites/default/files/Attachments/twsyt.pdf

المرفقات: 
المرفقالحجم
PDF icon 1.pdf427.43 كيلوبايت
PDF icon 2.pdf786.3 كيلوبايت
PDF icon 3.pdf271.3 كيلوبايت
PDF icon twsyt.pdf395.41 كيلوبايت
الدلالات: