مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن يلقي كلمة العلماء في الاحتفال الجماهيري بذكرى ثورة 21 سبتمبر

نشر بتاريخ: خميس, 21/09/2017 - 9:16م

مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين يلقي كلمة العلماء في الاحتفال الجماهيري بذكرى ثورة 21 سبتمبر

نص الكلمة

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .. أما بعد:
أيها الحشد الجماهيري الكبير، أيها المؤمنون الصادقون المجاهدون .. هاأنتم قد جئتم بقضكم وقضيظكم معبرين عن استمراركم في ثورتكم ملتفين حولها، معبرين عن رفضكم لكل أشكال الظلم والوصاية والتبعية.
الكل يعرف ما كان عليه الناس قبل الثورة من ظلم متفشٍ وفساد مستشرٍ في كل مناحي الحياة، ورئيس وحكومة أجمع على فسادها الخاص والعام، ووضع أمني وصل إلى أدناه، واحتكارٍ للدين وللسلطة، فمن كان معهم فهو المسلم، ومن لم يكن معهم فهو مجوسيٌ ورافضي، وتقاسم للنفوذ، وحين كبر الأولاد زاد الطمع والجشع والحرص على السلطة، وصارت اليمن أشبه بالإقطاعيات عند هؤلاء الطغاة المستبدين الذين نهبوا خيرات البلاد وثرواتها وتقاسموها فيما بينهم ورحّلوها إلى الخارج، وأذاقوا الشعب الأمرين، ووصاية وتبعية لقوى النفوذ العالمي والإقليمي، فلم يكن بدٌّ من الخروج عليهم والثورة على ظلمهم وجبروتهم.
أيها الحاضرون جميعاً: ما الذي استطاعت قوى الاستكبار العالمي متمثلاً ذلك في أمريكا ومن حالفها من قوى الشر والعمالة في المنطقة أن يلوو أعناق الثورات العربية، وأن يحرفوا مسارها، وأن يستبدلوا العملاء بالعملاء، ولتضييع كل تلك التضحيات والجهود الجبارة التي بُذلت في سبيل التحرر والإنعتاق من التبعية والعبودية لغير الله سبحانه، وحاولوا جهدهم في حرف مسار الثورة في اليمن، ولـمّا علموا أن وراء هذه الثورة رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فشلت كل مساعيهم الخبيثة الجهنمية المتمثلة في تقسيم البلاد إلى دويلات وأقاليم، وتفكيك الجيش، وإبطال المنظومة الدفاعية، والحفاظ على عملائهم وأياديهم لم يجدوا بداً من شنّ حربٍ ضروس تحت مسميات عدة، وعناوين كاذبة ومغرضة، غير أن الشعب بفضل الله كان لهم بالمرصاد، وهاهو الشعب اليمني المؤمن العظيم يصدّر أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء، في سبيل الله وفي سبيل عزته وكرامته صامداً في وجه العدوان، ثابتاً على قيمه ومبادئه، واثقاً بالله سبحانه وتعالى الذي أمدّه بنصره وأعزه بعزه طوال ما يقارب الثلاثة الأعوام، وحقّ لهم أن يقال فيهم «برز الإيمان كله للشرك كله».
وإنني أدعوا بإسمي ونيابة عن علماء اليمن الأحرار الصادقين المجاهدين الأبرار، أدعوا الشعب اليمني إلى مزيدٍ من الوعي واليقظة والحفاظ على الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية من التصدّع والتفرق؛ لأن الأعداء يراهنون على تفرّق وتصدّع الجبهة الداخلية، وأدعوهم إلى رفد الجبهات بالمال والرجال ومدّها بالدعاء والتضرّع إلى الله، والهبّة هبّة رجلٍ واحد لمواجهة هذا العدوان، فهذا حقٌ مكفولٌ عقلاً ونقلا، كما أدعوا المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ إلى القيام بواجبهم بجدٍّ ومثابرة في محاربة الفساد والمفسدين أياً كانوا وممن كانوا دون رحمةٍ ولا هوادة، ومحاربة الرباء والرشوة والمحسوبية؛ لأن محاربة الفساد بصدقٍ وإخلاص من عوامل النصر التي يجب الأخذ بها قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم﴾ وقال تعالى: ▬الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُور♂ وفي الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «من حالت شفاعته دون حدٍّ من حد الله فقد ضاد الله في حكمه، ومن عان على خصومة بباطل لم يزل في سخط الله حتى ينزع».
حفظ الله اليمن وجيشه ولجانه الشعبية، وحفظ الله قائد الثورة وأيّد به الدين وحفّ مقامه بالصالحين، ورحم الله شهداءنا وشفى جرحانا وفك أسرانا ونصرنا على من عادانا إنه سميعٌ قريبٌ مجيب.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين