بيان رابطة علماء اليمن بشأن الجرائم الوحشية ومجازر الإبادة الجماعية بحق مسلمي ميانمار بورما

نشر بتاريخ: أحد, 10/09/2017 - 7:59م

بيان رابطة علماء اليمن بشأن الجرائم الوحشية ومجازر الإبادة الجماعية بحق مسلمي ميانمار بورما

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل: (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ )والقائل سبحانه وتعالى: 
( وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)
والصلاة والسلام على رسول الله ونبيه القائل : (من أذل عنده مؤمن وهو يقدر على أن ينصره فلم ينصره، أذله الله يوم القيامة على رءوس الخلائق) والقائل: (مَنْ أَصْبَحَ لاَ يَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ سَمِعَ مُسْلِماً يُنَادِي: يَا لَلْمُسْلِمِينَ، فَلَمْ يُجِبْهُ فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
صلى الله وسلم عليه وعلى آله الأطهار ورضي الله عن صحبه الأخيار من المهاجرين والأنصار
وبعد
فإن رابطة علماء اليمن تتابع -بكل ألم وحزن وأسى وحرقة قلب- ما يتعرض له المسلمون في ميانمار من قبل البوذيين وسلطتهم الظالمة سلطة بورما التي تدعم وتمد البوذيين الوثنيين في ولاية راكان بالسلاح والعتاد والجنود المتوحشين لإبادة المسلمين وتصفيتهم وتهجيرهم وتمارس القتل بصورة وحشية وقسوة وجنون بحق الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ من مسلمي بورما الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مسلمون ومؤمنون بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم 
إن التعامل الوحشي والحقد العنصري الذي يمارس بحق المسلمين في بورما يوجب على المسلمين قاطبة في كل أنحاء العالم لا سيما في الدول العربية والإسلامية القيام بمسؤولياتهم أمام الله وأمام انتماءهم الديني وهويتهم الإسلامية الجامعة وروابطهم الدينية وتحتم عليهم القيام بالتالي:

أولاً: التحرك الشعبي الواسع والكبير والمسؤول لوقف حرب الإبادة والمجازر الوحشية التي ترتكب بحق مسلمي بورما بالخروج بمظاهرات ومسيرات حاشدة للضغط على الأنظمة العربية والإسلامية لكي تقوم بواجبها وتتحمل مسؤوليتها أمام الله ونصرة للمستضعفين والمظلومين قال تعالى: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) وتقديم المساعدات الإنسانية للمشردين والمهجرين وإمدادهم بالسلاح للدفاع عن أنفسهم ومقاومة المعتدين عليهم بعيداً عن الاستغلال والاستثمار الأمريكي والصهيوني

ثانياً: إن ما يقوم به البوذيون في ميانمار من ظلم وقتل وتهجير وتصفية عرقية وجرائم ضد الإنسانية على مرأى ومسمع من العالم وبدعم وغطاء دولي من أمريكا وتسليح من إسرائيل يفرض على كل المسلمين الوعي والإدراك بأن العدو الأول والمشترك والأشد خطرا على وجودهم ومصيرهم ودينهم ودنياهم هو من قال الله فيه:( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) وأن من يسعى لحرف بوصلة العداء عن هذا المسار فهو ممن يحرف الكلم عن مواضعه ويتخذ آيات الله هزوا ويتلاعب بنصوص القرآن حسب أهواءه ورغباته.

ثالثاً: تدعو الرابطة جميع العلماء والخطباء والدعاة وكذلك الوسائل الإعلامية من قنوات وإذاعات وصحف ومجلات رسمية وأهلية إلى نصرة هؤلاء المسلمين ولو بالكلمة وإيصال مظلوميتهم وصوتهم واستغاثتهم لكل المؤمنين والاحرار في العالم لعل الضمير العالمي يصحوا فيقوم بواجبه ومسؤوليته الإنسانية.
و تعتبر الرابطة أي خذلان أو صمت وتجاهل لما يتعرض له مسلمو بورما وفلسطين واليمن وغيرهم من حروب إبادة وجرائم مروعة وبغي آثم تواطئا ومشاركة للمجرمين في إجرامهم وتشجيعا لهم لارتكاب المزيد من الظلم والبطش والقتل بحق المسلمين في العالم.
كما تحذر من خطورة ومغبة خذلان المسلمين المستضعفين والمتاجرة بدمائهم وأرواحهم مذكرة بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَخْذُلُ امْرَءًا مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إلاّ خَذَلَهُ الله فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مُوطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إلاّ نَصَرَهُ الله فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ).

رابعا: تدعو الرابطة الأنظمة المطبعة مع إسرائيل إلى طرد السفراء وإغلاق السفارات والقنصليات الإسرائيلية في بلدانها كون إسرائيل أحد الداعمين بالسلاح للبوذيين لقتل وتصفية المسلمين في بورما كأقل واجب وأبسط خطوة متاحة وممكنة وكذلك طرد سفراء أمريكا وميانمار من البلاد العربية والإسلامية إن وجدت كون أمريكا أيضا مشاركة فيما يلاقيه ويعانيه المسلمون في ميانمار وفلسطين واليمن 

خامسا: تؤكد الرابطة أن الجرائم المرتكبة والمروعة بحق مسلمي ميانمار تفضح حقيقة الأمم المتحدة وتكشف زيف كل المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية وتضع أكبر علامة استفهام حول دورها المشبوه والوظيفي ويظهر مدى العجز والشلل لهذه المنظمات أمام جرائم الإبادة والتصفية العنصرية بحق هؤلاء وبحق سائر المسلمين خصوصا في فلسطين واليمن وغيرها مما يستوجب على المسلمين عدم التعويل على الأمم المتحدة ومنظماتها حاضرا ومستقبلا حتى يكون لها موقف مشرف وعادل ينسجم مع منطلقاتها وأهدافها وأدبياتها.

سادسا : تؤكد الرابطة أن ما يتعرض له هؤلاء ما كان له أن يكون وما كانت دول الكفر والشرك لتتداعى على المسلمين وتتكالب عليهم لولا نسيانهم لله وإعراضهم عنه وخلودهم للدنيا وتركهم الاعتصام بحبل الله جميعا وركونهم للأنظمة الاستبدادية والظالمة وسكوتهم عن ظلمها وفسادها وخيانتها وعمالتها

نسأل الله سبحانه وتعالى الفرج العاجل والنصر القريب والغوث والخلاص لإخواننا مسلمي ميانمار وأن يعجل بانتقامه وعقابه من ظالميهم وأن يعجل بالنصر العظيم والفتح المبين للإسلام والمسلمين في فلسطين واليمن وفي مشارق الأرض ومغاربها.
صادر عن رابطة علماء اليمن
بتاريخ: 19-ذي الحجة -1438هـــــــــ
الموافق 10سبتمبر2017م