الإخوان المسلمون ودورهم في إثارة الطائفية والمناطقية (تعز نموذجاً)

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 11/07/2017 - 8:43ص

بثوب سلفي وهابي بدأت جماعة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) في مدينة تعز

مستخدمة كل الوسائل في تغيير هوية هذه المدينة العريقة.

فالبداية كانت بتأسيس المعاهد العلمية في استهداف ممنهج للتعليم حيث لاقت هذه المعاهد اهتماما خاصا محلياً من السلطة الحاكمة ودوليا من دول النفط العربي وعلى رأسها السعودية

ولم يكن أبناء تعز يدركون ماذا ستخبىء لهم الأيام بعد أن وصلت هذه الجماعة وأظهرت نفسها على أنها حركة إسلامية رائدة فتخرج المئات من معاهدها العلمية وحصلوا على عمل في مختلف المدارس الحكومية مع أن شهادة أي متخرج لا تتعدى الثانوية العلمية فسلم أبناء تعز أبناءهم ومدارسهم لهذا الفكرالذي أصبح منهجا تعليمياً وأمراً واقعا حتى وصل خريجوا الجماعة إلى مختلف القرى والعزل فضلا عن المدن والنواحي .

وحاولت الجماعة الاستفادة من كل شيء لاستقطاب الشباب وعمل غسيل مخ مستعجل لكل من ظفرت به منهم.

ونودُّ هنا أن نشير إلى أول عمل قام به أهل النفاق في المدينة المنورة للقضاء على الإسلام ووأده في مهده لنقارن بين الأمس واليوم ونتعرف على أسلوب نفاقي هدام  حدد القرآن منبعه وبين معالمه بقول الله تعالى {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} .

فمن خلال هذا الطرح القراني ندرك حجم المؤامرة التي يتعرض لها الإسلام في أي وقت في مختلف الجوانب الفكرية والاجتماعية والسياسية فجماعة النفاق اتخذت مسجداً ضراراً لمسجد التقوى الذي وضع من أول يوم في حين كان مسجد التقوى هذا يؤدي أكثر من دور في إدارة الدولة الإسلامية .

فقد كان يومها محلاً للعبادة وللتعليم ولاجتماع القيادة وللقضاء والإفتاء ولإدارة الدولة فقام معسكر النفاق ببناء مسجد آخر هو الضرار والكفر والتفريق بين المسلمين والإرصاد لكل من يحارب الله ورسوله

فلم يكن  مسجد الضرار لمجرد مناهضة العبادة فقط بل كان لأكثر من مهمة لذلك جاء الأمر الإلهي صارما لنبيه صلوات الله عليه وعلى آله بقوله {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}.

ويلاحظ أن الله قد أشار إلى البديل وهو مسجد التقوى وهو الذي بني من أول يوم ، ولأنه يوجد فيه الرجال الذين يحبون أن يتطهروا بخلاف مسجد الضرار الذي يمتلئ بأشباه رجال خبثاء تدنسوا بالفتنة وعمدوا إلى الإضرار والتفريق بين الأمة.

ومن هنا ندرك أن الاستهداف الممنهج لمساجد مدينة تعز التاريخية والعتيقة التي بنيت على التقوى من أول يوم واستبدالها بمساجد الضرار التي بناها حزب الاصلاح الوهابي في طول البلاد وعرضها بالقرب من كل مسجد تاريخي عتيق وكان الدعم الخليجي لهم سخيا بل وتم اختراق أكبر المؤسسات التجارية في المدينة لبناء مساجد تابعة لحزب الاصلاح والتيار السلفي الوهابي .

لم ينس أبناء تعز الدور الذي قامت به مساجد الضرار الجديدة حيث كانت تنفث بالكراهية والتعصب وتتهم الناس بالكفر وعبادة القبور وفساد المعتقد وذلك لأن المجتمع في تعز صوفي السلوك أشعري العقيدة والصوفية والأشاعرة مصنفون على أنهم فرق ضالة فاسدة المعتقد عند الوهابية النجدية وهي نفس عقيدة التيار الإخواني في اليمن.

ولم يستطع اليمنيون أن يقفوا أمام هذا الزحف الجنوني والدعم اللامحدود لهذه الجماعات فتوفرت الإمكانيات وتضاعفت الجهود فكان الناس يسمعون كل ما لا يحبون استماعه من التهم بالشرك والضلال والبدع وراء كل صلاة مكتوبة .

مع ما يرافقها من توزيع للكتب والأشرطة الوهابية بالمجان حتى وصلت فتنتهم الى كل قرية وبيت بل لم يدر الناس إلا وهذه المناهج التكفيرية قد دخلت منازلهم وأصبحت في متناول أبنائهم وزوجاتهم فتهاونوا وقصروا ولم يعرفوا أنهم سيدفعون الثمن يوما ما بسبب سكوتهم وتفريطهم وكان الثمن باهضاً جداً.

ولم يكتف حزب الإصلاح باستخدام المساجد لطمس الهوية الصوفية الأشعرية الشافعية لأبناء تعز بل اتخذ منها ما يشبه المقرات السياسية للاستقطاب الحزبي والعمل السياسي على حساب دور العبادة .

وفقا للمبدأ الذي تنهجه الجماعة وهو »الغاية تبرر الوسيلة« وهو مبدأ منحل من القيم والمبادئ الإنسانية جاءوا به من الفيلسوف الايطالي »مكيافيللي«.

بل إنهم عملوا ملحقات أخرى في المساجد كمدارس التحفيظ ومقرات جمعيات ومؤسسات خيرية مدعومة من السعودية ودول الخليج وتم بهذه المرافق استهداف النشئ من الشباب والفتيات

كما أنهم استغلوا حاجات البسطاء وعوزهم وفقرهم بإنشاء الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي كانت تقوم بعمل ثانوي غير العمل الخيري وهو طباعة الكتب الوهابية وتوزيعها وإعداد خطباء وأئمة مساجد وفقا للمواصفات النجدية الوهابية فرأينا مكتبات في جمعياتهم كجمعية الحكمة مثلا  فيها الآلاف من الكتب والبروشورات توزع مجانا وهذه الكتب تشير الى ما أسموه العقائد الفاسدة التي يتهمون بها المجتمع في تعز.

ولم يكن اقتصارهم فقط على بناء مسجد الضرار فقط بل إنهم بنوا مدارس الضرار بجوار المدارس الحكومية وعملوا على تهميش التعليم الحكومي وإنعاش مدارسهم الخاصة بعد قرار إلغاء المعاهد العلمية وكذلك هو الحال في المستشفيات حيث عمل لوبي الاصلاح على تراجع دور المشافي الحكومية وقاموا بإنشاء مشافي خاصة أغلبها مملوكة لهم بل وأسسوا نقابات لاحتواء الأطباء والمدرسين وغيرهم.

بل إن جامعة تعز التي كانت نموذجا راقيا للتعليم لم تسلم منهم حيث أنشأت العديد من الجامعات الخاصة التي تتبع حزب الإصلاح كمؤسسات تعليمية بديلة عن الجامعة الحكومية الرائدة وتم وضع المناهج فيها وفقا للمذهب الوهابي التكفيري فكانت كليات الدراسات الاسلامية جرعات قاتلة وكافية لتسميم الأجيال بالفكر التكفيري المتطرف ولم يقف هؤلاء عند الدراسات الإسلامية بل وضعوا منهجا لما سموه الثقافة الإسلامية واستهدفوا به الطلاب الجامعيين في مختلف الأقسام العلمية من طب وهندسة وإدارة أعمال وغيرها حتى يتمكنوا من الوصول الى أكبر قدر ممكن

بل وصل بهم الحال إلى إحداث تغيير في مناهج الدراسة في جامعة تعز الحكومية للأسف وذلك لكثرة المؤهلين من هذا الحزب الذي استخدم جامعات السودان لشراء الشهادات العليا وتزويرها وهي قضية يعرفها الجميع فكم من شخص مكث بيننا زمانا لم يسافر للدراسة أصبح بين عشية وضحاها يحمل الدكتوراه والماجستير إلا من رحم ربك وقليل ماهم.

ثم إنهم بكل ذلك عمدوا إلى عملٍ ممنهج يهدف إلى طمس الهوية الصوفية الشافعية الأشعرية لأبناء تعز .

واستبدالها بهوية وهابية نجدية أو إخوانية تحمل نفس الفكر العقدي الوهابي الذي لم تحسن الجماعة غيره فهي ربيبة ابن تيمية وابن عبدالوهاب وصنيعة المخابرات البريطانية والصهيونية وثمرة المال السعودي والخليجي قبل أن تكون فكرة لحسن ساعاتي (حسن البنا) فهو أقل من أن يقدر على ذلك وأنى له .

وليس من قبيل المبالغة أن نؤكد أن هذه الجماعة التي تغلغلت في أوساط المجتمع أثبتت اختراقها لمعظم الأحزاب اليمنية حتى القومية واليسارية في تعز وفي غير تعز فالنفس الطائفي والمناطقي العفن الذي نجده في خطابات وزير خارجية هادي عبدالملك المخلافي وفي خطابات ياسين سعيد نعمان وعبدالله نعمان وغيرهم الكثير .

كل ذلك يشير بعمق الى أن الجماعة قد عملت على اختراق الأحزاب القومية واليسارية فهي معروفة في تقمص الأدوار لانها مشروع نفاقي استعماري يتم ضرب البلدان الاسلامية وتمزيق نسيجها المجتمعي من خلاله لذلك راهن الأمريكان على تأسيس شرق أوسط جديد على جماعة عميلة غبية هي الإخوان المسلمون.

لهذه الأسباب وتلك نرى مدينة تعز تدفع اليوم قوافل من دماء أبنائها كل يوم.

فلا تكاد تصحو الحالمة إلا على مأساة تكدر أحلامها وتلوث وجهها العتيق بألوان الدماء وبقايا الأشلاء فلا صوت يعلو فوق صوت السكاكين ولا ليل يخلو من  عمليات اغتيال أو نهب أو سلب في إطار المناطق التي يسيطر عليها التكفيريون وهابية وإخوان وهكذا تُركت عاصمة الرسوليين تعيش التناقضات بين الموت والحياة بين الحلم بغدٍ أفضل وواقع مر تحكمه سواطير القاعدة وأبواق الإخوان التي تهتف بملء أفواهها لخائن الحرمين (شكرًا سلمان).

وكأن هذه الجماعة تأبى إلا أن تُعَمِّدَ تاريخها الفتنوي بالدماء والارتزاق وكأني برئيسها اليدومي وهو يقول عندما سمع أن العدوان سيقف : »لا تتركونا في منتصف الطريق« أو بقول شيخها صعتر »إن التحالف بأمر الله«.

وكأنَّ لسان حال هؤلاء الأفاكون يحكي واقعهم الداعي الحثيث إلى تدمير وطن بأكمله لتعود جمعية الإصلاح الخيرية لأنهم مشروع جمعية وليسوا مشروع وطن وقد أثبتت الأيامِ ذلك في مصر أو في اليمن بعد ثورة فبراير ٢٠١١م.

فاسألوا عن أخبارهم وجرائمهم كل شيء جميل في مدينة تعز فإن كل ما فيها من شيء جميل ينتمي إلى الحضارة والتاريخ وإلى الأمن والحياة الى العلم والثقافة سيخبركم.

عمن أحرق مكتبة السعيد أكبر مكتبات المدينة من حيث الكتب والمخطوطات.

ومن دمر أضرحة الأولياء التي تعد من المعالم التاريخية التي احترمها الأجيال لعدة قرون فهناك في وسط المدينة دمروا ضريح سلطان العاشقين الإمام عبدالهادي السودي وفوقه في جبل صبر دمروا ضريح السيد علي بن أحمد الرميمة وضريح السيد جمال الدين الجنيد ومقبرة بيت الباشا في تعز مرورا بضريح السيد حاتم الأهدل والشيخ علي عمر الشاذلي صاحب المخا وحتى مقابر السادة بيت القديمي وبيت السقاف في الساحل الغربي بينما يقف ضريح الحبر اليهودي المسمى الشبزي يضاهي حصن خيبر تحت قلعة القاهرة كشاهد على فجور الجماعة بتأريخ الأمة وحضارتها وصلحائها بينما لا تجرؤ على أي عمل يغضب حلفائها الصهاينة والأمريكان.

وإذا مررتم بشارع المدينة الأكبر لاتنسوا أن تسألوه: ما الذي غير اسمه من شارع جمال عبدالناصر الى شارع الملك سلمان .

وتأملوافي مطبعة صحيفة الجمهورية التي يصل ثمنها الى مليار كيف حررها حزب الاصلاح وتم بيعها وأخذها الى جهة مجهولة خارج المدينة.

واسألواان شئتم الصلبان الذي وضع فيها الأسرى من الجيش واللجان عراةً مذبوحين في النقطة الرابعة وكل تلك الجثث المشوهة المرمية في الطرقات والسوائل وفي أماكن القمامة في وسط المدينة الحالمة.

واسألوا عن المولدات الكهربائية الضخمة والأجهزة الطبية  التي تم إنزالها وبيعها خارج المحافظة .

واسألوا عن تجنيد شباب تعز وإرسالهم الى الحدود ليقاتلوا مع آل سعود ضد أبناء بلدهم .

واسألوا المهجرين قسرا من منازلهم من أبناء تعز والذين تم إحراق بيوتهم ومصادرة ممتلكاتهم وتهجيرهم.

سيجيب عليكم كل ذلك أن مرتزقة الوهابية والإصلاح مروا من هنا وصدق الله تعالى حيث قال  {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ }.

ولا ينتهي الحديث عن مآسي محافظة تعز.

التي تولى كبرها حزب الاصلاح الوهابي.

نيابة عن آل سعود وملوك النفط وهم بالنيابة عن الأمريكان والإنجليز.

ولكن الله وعد عباده المستضعفين بالنصر والتمكين ولو بعد حين.

والحمد لله رب العالمين.

وصلوات الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين.