أقامت رابطة علماء اليمن عصر يوم الجمعة بتاريخ 7/رمضان/1438هـ الموافق2/6/ 2017م بجامعة إقرأ ندوة ثقافية بعنوان (شهر رمضان وإحياء القيم والأخلاق ) .
وقد اشتملت الندوة على أربعة أوراق :
وقد لفت إلى أن السبب في تبادر العرض إلى الأذهان بمجرد ذكر الفساد الأخلاقي مع كونه مفهوما واسعا ، يعود إلى حساسية القضية وأولويتها وارتباطها بالنسل / وكذلك نتيجة للغيرة والأضرار التي لاتقف عند حد كما قال النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم " عفوا تعف نساؤكم " ..
ثم تطرق إلى منشأ الفساد الأخلاقي فذكر أنه مما لاشك ولاريب فيه أن هناك استهدافاً دولياً للأخلاق الإسلامية في كل الأمة .. ولكن ليس من الأنصاف أن نلقي بالعبء والمسؤولية على من يستهدفونا في أخلاقنا وحسب ، فهنالك قصور من قبل المعنيين بذلك سواء كانوا من الأسرة أو الدولة أو المجتمع أو رجال الدين في التركيز على قيم الإسلام وغرس الفضيلة ومحاربة الرذيلة ..
وقد ضرب مثالاً على ذلك بالحركة الوهابية والتي ترفع لواء الدين ومسمى الإسلام في أنها لا تتحدث عن القيم والأخلاق إلا النزر اليسير / بينما هي تركز على مسألة السنة والبدعة والشرك والعقائد ، ولذا يلاحظ أن أي بيئة تحتضن هذه الحركة ينتشر فيها معظم الرذائل ..
وقد ذكر العلامة ناجي إلى أن الهجمة على الأخلاق هجمة منظمة ، وذكر نموذجاً على ذلك ما حدث في فلسطين عندما كان اليهود يهاجرون إليها وكانوا يعملون على طمس الفضائل ونشر الرذائل .. وذلك عن طريق نشر الصهيونيات وبيع المخدرات والحشيش بأسعار زهيدة .. وقد استخدم الإسرائيليون هذا الأسلوب لأنهم يعلمون أنهم لن يستطيعوا السيطرة على القدس إلا من خلال هذه البوابة ..
ثم تطرق إلى أن وسائل تدمير الأخلاق كثيرة / بينما وسائل الحفاظ على الأخلاق الإسلامية شحيحة .. وقد يعود السبب في ذلك أن الناس حصروا التعاليم الإسلامية على المسجد فقط ، بينما التربية والتعليم ووسائل الإعلام والمدارس والجامعات تكاد التربية فيها تكون شبه مفرغة أو معدمة ، بالإضافة إلى أن وسائل الإعلام الرسمية والأهلية أصبحت في تبعية مطلقة لما يريده أصحاب الأقمار الصناعية وأصحاب السياسة الغربية .. والذين يريدون حصر أخلاق الأمة في بوتقة الأخلاق الغربية ..
ثم نوه إلى أن الفساد الأخلاقي يحتاج إلى تنبيه وتحذير .. وهي تمثل في الحد الأدنى ضمانة لعدم الانزلاق إلى التبعية أكثر لدعاة الرذيلة ومحاربي الفضيلة .. ولذلك ينبغي أن لا نتحسس من دعوة كهذه ، وسواء تم الحديث عن فساد المعاهد أوعن بعض المنظمات ، كمثل التي نزلت إلى الحديدة وجعلت من أولوياتها توزيع الواقي الذكري وحبوب منع الحمل وما أشبه ذلك ..
كما أشار إلى أن دعاة الرذيلة دائماً ما يستخدمون حرب المصطلحات فيصورون الرذيلة على أنها من باب الفن والتحضر وحقوق المرأة وما أشبه ذلك .. ومن خلال ذلك يدافعون عن التبرج والاختلاط في الأماكن المشبوهة والرقص كما حدث في صنعاء القديمة عندما كان يجتمع شباب وبنات في بعض أسطح المنازل ويقومون بالرقص وفي الليالي من شهر رمضان ..
وقد ختم العلامة ناجي ورقته بالحديث عن دور اليهود حينما حكى الله عنهم ( لتفسدن في الأرض مرتين ) عندما قال {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً } .. ومن خلالها نستشف إلى الدور الذي يقوم به اليهود ويصدقه الواقع .. وذلك من خلال تحركاتهم كنشرهم للمقاطع الإباحية في اليوتيوب ونحوها من مواقع التواصل الاجتماعية ..
ثم تطرق إلى أن هذه المناسبة العظيمة تحفز المؤمن على استلهام درس التغيير .. وذلك أن الصيام أقوى وسيلة للتغيير على مستوى الفرد والمجتمع وبالأخص عندما اقترن الصيام بحادثة نزول القرآن .. والغرض من ذلك إزالة الركود والرتابة والعادات التي يعيشها الإنسان .. وذلك أن الصيام يعيد للإنسان الحياة ويرجعه إلى الفطرة الحقيقية التي فطره الله عليها .. بالإضافة إلى أن الصيام يستنهض الإرادة الكامنة لدى الإنسان ، ويقول له : أنت قادر على كسر قيد المألوفات .. كما أنه زاد الروح .. وبالذات إذا أصبح الجسد وعاء للمخلفات السيئة فتشقى الروح بذلك فيأتي الصيام ليعيد الحياة لتلك الروح ..
كما ذكر أن شهر رمضان بما أنزل فيه من القرآن يعتبر شهر التغيير الحقيقي .. وبالدرجة الأولى في الجانب الفكري والعقائدي .. إذ وُجِدَ للناس فيه مرتكزات عقائدية ثابتة بعد أن كانت البشرية في حالة اضطراب وحيرة .. فقد أنزل القران حجة موجودة وحاضرة ومتداولة .. وبالتالي لا يستطيع أحد أن يدعي أنه لم يستفد من هذا القرآن .. وكيف وقد رَدَّ الله عليه بأنه قد " استجيب له " ..
ثم نوه من خلال ذلك أنه لم يبقَ على البشرية إلا أن يبحثوا عن هذه الحجة وهو القرآن .. ولو أن العقلاء نبهوا الناس على النقطة الأولى من البحث لساعدوا البشرية وأوصلوا إليهم الحجة بلغاتهم .. فقال : لو أيقضنا مثلاً الصيني بلغته والإسباني بلغته وأي مجتمع بلغته وأوصلنا إليه فقرة واحدة فقط : وهو أن يحدد من أوجده لوصل أن القرآن كتاب الله .. وبالتالي سيبحثون عن رسل الله إلى أن يصلوا إلى حجة خاتم الانبياء صلى الله عليه وآله وسلم ..
وقد ختم ورقته بالتنويه إلى ما سبق من حديثه : وهو أن شهر رمضان شهر التغيير وينبغي أن نجعله محطة عظمى لتغيير أنفسنا ولو في أبسط السلوكيات والسلبيات التي نريد ان نتخلص منها ..
وقد أكد في مستهل حديثه أنه لا قيم ولا أخلاق مثل الجهاد في سبيل الله .. ثم تساءل قائلا : ما علاقة شهر رمضان والصيام ونزول القرآن بالجهاد ؟
وقد أجاب عن ذلك بقوله : لو تأملنا الآيات القرآنية في سورة البقرة التي تتحدث عن الصيام وأحكام الصيام سنجد أن شهر رمضان وهذا الصيام قد يكون توطئة للجهاد في سبيل الله .. وهناك عدة نقاط ذكرت في القرآن تؤكد ذلك :
ثم تطرق إلى أن القرآن انتقل بعد ذلك إلى تهذيب المؤمن في كيفية التعامل مع أسرته وتنظيم علاقته الزوجية من خلال :
كما ذكر العلامة العفيف أن من القيم التي أعدها الله في شهر الصيام :
ثم أشار إلى أن كل ما سبق ذكره يعتبر تهيئة للمؤمن للقتال في سبيل الله .. والتي جاءت آية القتال بعد آية الصيام ..
كما أن بوصلة القتال لابد وأن تتجه أولاً إلى البيت الحرام .. وذلك لتطهيره مما يدنسه حتى يتم الحج والعمرة لله ويكون الدين كله لله ..
وفي ختام ورقته أشار إلى مقارنة بين الصيام والقتال في سبيل الله موضوعة في جدول لديه .. منها :
وغيرها من المقارنات التي ختم بها ورقته ..
وقد أجاب بأن هناك فارقاً بين رمضان الأمس واليوم .. وذلك لأننا صرنا اليوم في عصر العولمة فلا نستطيع فيه أن نحجب القنوات الفضائية أوالمواقع الإلكترونية ، ولا نستطيع أيضاً أن نحجب أنفسنا عن العالم لأنه أصبح كتلة واحدة ..
ثم تطرق إلى أنه يوجد حركة إفساد في العالم يقوده اليهود .. وهذه الحركة قد أوجدت ثمارها .. فقد أصبح النت في كل منزل .. وبالتالي لابد أن ننبه وندق ناقوس الخطر لذلك من خلال إقامة الندوات حتى نتحدث عن الأخلاقيات التي لو انهارت لانهار المجتمع ..
ثم أشار إلى أنه مازال في شعب اليمن الإيمان والحكمة .. مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " الإيمان يمان والحكمة يمانية " .. وهذا ظاهر في ظل العولمة اليوم .. وذلك أن هناك عواملاً حافظت على استمرار القيم والأخلاق في اليمن .. وبالتالي فالحرب العالمية على اليمن تأتي لأنها مازالت متمسكة بقيمها ..
وقد أشار الأستاذ المروني إلى أن المسيرة القرآنية التي أسسها الشهيد القائد لها دور كبير في الحفاظ على القيم والأخلاق في اليمن ..
وفي ختام ورقته ذكر أن المجتمع لابد وأن يكون له دور في ترسيخ القيم بين الناس .. وذلك من خلال الآتي :
لابد من تفعيل نظام الاحتساب .. كما قال تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .
تقرير بالصور