رابطة علماء اليمن تقيم ندوة ثقافية بعنوان (شهر رمضان وأثره في إحياء القيم والأخلاق)

نشر بتاريخ: جمعة, 02/06/2017 - 10:16م

أقامت رابطة علماء اليمن عصر يوم الجمعة بتاريخ 7/رمضان/1438هـ الموافق2/6/ 2017م بجامعة إقرأ ندوة ثقافية بعنوان (شهر رمضان وإحياء القيم والأخلاق ) .

وقد اشتملت الندوة على  أربعة  أوراق :

  •  الورقة الأولى  كانت للعلامة  فؤاد محمد ناجي .. والتي كانت بعنوان " الفساد الأخلاقي هدف من أهداف العدوان " .. وقد نوه في بداية ورقته إلى مفهوم الفساد الأخلاقي والذي لا يقتصر على الأخلاق الخاصة بالعرض والشرف ، بل هو مفهوم  واسع  يتناول جميع جوانب الفساد الأخلاقي سواءٌ  في المعاملات الاجتماعية  أو الإدارية أو المالية أو السياسية ، وكذلك فيما يتعلق بالنزق والغضب والرشوة والغش والكذب والخداع  والخيانة  وما إلى ذلك .. كلُّها تندرج في المعنى الواسع للفساد الأخلاقي .

وقد لفت إلى أن السبب في تبادر العرض إلى الأذهان بمجرد ذكر الفساد الأخلاقي مع كونه مفهوما واسعا ، يعود إلى حساسية القضية وأولويتها وارتباطها بالنسل / وكذلك نتيجة للغيرة والأضرار التي لاتقف عند حد كما قال النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم " عفوا تعف نساؤكم " ..

ثم تطرق إلى منشأ الفساد الأخلاقي  فذكر أنه مما لاشك ولاريب فيه أن هناك استهدافاً دولياً للأخلاق الإسلامية  في كل الأمة .. ولكن ليس من الأنصاف أن نلقي بالعبء والمسؤولية على من يستهدفونا في أخلاقنا وحسب ، فهنالك قصور من قبل المعنيين بذلك سواء كانوا من الأسرة أو الدولة أو المجتمع أو رجال الدين في التركيز على قيم الإسلام وغرس الفضيلة ومحاربة الرذيلة ..

وقد ضرب مثالاً على ذلك بالحركة الوهابية والتي ترفع لواء الدين ومسمى الإسلام في أنها لا تتحدث عن القيم والأخلاق إلا النزر اليسير / بينما هي تركز على مسألة السنة والبدعة والشرك والعقائد ، ولذا يلاحظ أن أي بيئة تحتضن هذه الحركة  ينتشر فيها معظم الرذائل ..

وقد ذكر العلامة ناجي إلى أن الهجمة على الأخلاق هجمة منظمة ، وذكر نموذجاً على ذلك ما حدث في فلسطين عندما كان اليهود يهاجرون إليها وكانوا يعملون على طمس الفضائل ونشر الرذائل .. وذلك عن طريق نشر الصهيونيات وبيع المخدرات والحشيش بأسعار زهيدة .. وقد استخدم الإسرائيليون هذا الأسلوب لأنهم يعلمون أنهم لن يستطيعوا السيطرة على القدس إلا من خلال هذه البوابة ..

ثم تطرق إلى أن وسائل تدمير الأخلاق كثيرة / بينما وسائل الحفاظ على الأخلاق الإسلامية شحيحة .. وقد يعود السبب في ذلك أن الناس حصروا التعاليم الإسلامية على المسجد فقط ، بينما التربية والتعليم ووسائل الإعلام والمدارس والجامعات تكاد التربية فيها تكون شبه مفرغة  أو معدمة ، بالإضافة إلى أن وسائل الإعلام الرسمية والأهلية أصبحت في تبعية مطلقة لما يريده أصحاب الأقمار الصناعية وأصحاب السياسة الغربية .. والذين يريدون حصر أخلاق الأمة في بوتقة الأخلاق الغربية ..

ثم نوه إلى أن الفساد الأخلاقي يحتاج إلى تنبيه وتحذير .. وهي تمثل في الحد الأدنى ضمانة  لعدم الانزلاق إلى التبعية أكثر لدعاة الرذيلة ومحاربي الفضيلة .. ولذلك ينبغي أن لا نتحسس من دعوة كهذه ، وسواء تم الحديث عن فساد المعاهد أوعن بعض المنظمات ، كمثل التي نزلت إلى الحديدة وجعلت من أولوياتها توزيع الواقي الذكري وحبوب منع الحمل وما أشبه ذلك ..

كما أشار إلى أن دعاة الرذيلة دائماً ما يستخدمون حرب المصطلحات  فيصورون الرذيلة على أنها من باب الفن والتحضر وحقوق المرأة وما أشبه ذلك .. ومن خلال ذلك يدافعون عن التبرج والاختلاط  في الأماكن المشبوهة والرقص كما حدث في صنعاء القديمة عندما كان يجتمع شباب وبنات في بعض أسطح المنازل ويقومون بالرقص وفي الليالي من شهر رمضان ..

وقد ختم العلامة ناجي ورقته بالحديث عن دور اليهود حينما حكى الله عنهم ( لتفسدن في الأرض مرتين ) عندما قال  {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً } .. ومن خلالها نستشف إلى الدور الذي يقوم به اليهود ويصدقه الواقع .. وذلك من خلال تحركاتهم كنشرهم للمقاطع الإباحية في اليوتيوب ونحوها من مواقع التواصل الاجتماعية ..


  •  الورقة الثانية للعلامة محمد أحمد مفتاح .. والذي نوه في بداية كلمته إلى أننا نعيش هذه اللحظات في شهر التغيير.. والذي يعتبر ظرفاً لنزول القرآن العظيم .. وبالتالي  يُعتَبرُ أعظم حدث في تاريخ البشرية ..

ثم تطرق إلى أن هذه المناسبة العظيمة  تحفز المؤمن على استلهام  درس التغيير .. وذلك أن الصيام أقوى وسيلة للتغيير على مستوى الفرد والمجتمع  وبالأخص عندما اقترن الصيام بحادثة نزول القرآن .. والغرض من ذلك إزالة الركود والرتابة والعادات التي يعيشها الإنسان .. وذلك أن الصيام يعيد للإنسان الحياة ويرجعه إلى الفطرة الحقيقية التي فطره الله عليها .. بالإضافة إلى أن الصيام يستنهض الإرادة الكامنة لدى الإنسان ، ويقول له : أنت قادر على كسر قيد المألوفات .. كما أنه زاد الروح .. وبالذات إذا أصبح الجسد وعاء للمخلفات السيئة  فتشقى الروح بذلك فيأتي الصيام ليعيد الحياة لتلك الروح ..

كما ذكر أن شهر رمضان بما أنزل فيه من القرآن يعتبر شهر التغيير الحقيقي .. وبالدرجة الأولى في الجانب الفكري والعقائدي .. إذ وُجِدَ  للناس فيه مرتكزات عقائدية ثابتة بعد أن كانت البشرية في حالة اضطراب وحيرة .. فقد أنزل القران حجة موجودة وحاضرة ومتداولة  .. وبالتالي لا يستطيع أحد أن يدعي أنه لم يستفد من هذا القرآن .. وكيف وقد رَدَّ الله عليه بأنه قد " استجيب له " ..

ثم نوه من خلال ذلك أنه لم يبقَ على البشرية إلا أن يبحثوا عن هذه الحجة وهو القرآن .. ولو أن العقلاء نبهوا الناس على النقطة الأولى من البحث لساعدوا البشرية وأوصلوا إليهم الحجة  بلغاتهم .. فقال :  لو أيقضنا مثلاً الصيني بلغته والإسباني بلغته وأي مجتمع بلغته وأوصلنا إليه فقرة واحدة فقط : وهو أن يحدد من أوجده  لوصل أن القرآن كتاب الله .. وبالتالي سيبحثون عن رسل الله إلى أن يصلوا إلى حجة خاتم الانبياء صلى الله عليه وآله وسلم ..

وقد ختم ورقته بالتنويه إلى ما سبق من حديثه : وهو أن شهر رمضان شهر التغيير وينبغي أن نجعله محطة عظمى  لتغيير أنفسنا ولو في أبسط السلوكيات والسلبيات التي نريد ان نتخلص منها ..


  •  الورقة الثالثة للعلامة محمد العفيف .. التي كانت بعنوان (  شهر رمضان وأثره في إحياء القيم ) ..

وقد أكد في مستهل حديثه أنه لا قيم ولا أخلاق  مثل الجهاد في سبيل الله .. ثم  تساءل  قائلا : ما علاقة شهر رمضان والصيام ونزول القرآن بالجهاد ؟

 وقد أجاب عن ذلك بقوله : لو تأملنا الآيات القرآنية في سورة البقرة التي تتحدث عن الصيام وأحكام الصيام سنجد أن شهر رمضان وهذا الصيام  قد يكون  توطئة للجهاد في سبيل الله .. وهناك عدة نقاط ذكرت في القرآن تؤكد ذلك :

  • أن القرآن ذكر الحكمة من الصيام  وهي الارتقاء بالمؤمن إلى أعلى  سلم الصفاء الذهني والروحي والسلوكي / وتهيئته للمهام الجسام وهي الجهاد في سبيل الله .. وذلك من خلال الآتي :
  •  تربيته على الولاء لله والامتثال لأوامره ونواهيه  والتزام الطاعة والتقوى ..
  •  تربيته على النظر بعين الرأفة والرحمة  لمن حوله من المساكين والمحتاجين ومدِّ  يد العون لهم وإحياء مبدأ التكافل الاجتماعي .
  • تعويده على الصبر وتحمل المشاق وتنفيذ ما عليه من التزامات وواجبات أولاً بأول ..
  • تعظيمه لله وتكبيره على نعمة الهداية وقيامه بشكرها باستمرار ..
  • استمراره  للتقرب من الله والالتجاء إليه والدعاء له حتى ينال الرشاد من الله ..

ثم تطرق إلى أن القرآن انتقل بعد ذلك إلى تهذيب المؤمن في كيفية التعامل مع أسرته وتنظيم علاقته الزوجية  من خلال :

  • اختيار الأوقات المناسبة للمعاشرة الزوجية .
  • المكانة الزوجية لكل من الزوجين .
  • التعود على ضبط النفس .
  • اختيار المكان المناسب لمعاشرة الأزواج .. وذلك إشارة إلى خصوصية الأمر وسريته ..

 

كما ذكر العلامة العفيف أن من القيم التي أعدها الله في شهر الصيام :

  •  تهذيب المؤمن تجاه تصرفه بماله وإنفاقه فيما هو مشروع ، ونهيه عن استخدامه في الباطل ..
  • تعليم المؤمنين تنظيم أوقاتهم وعدم الخوض فيما لا فائدة منه والتركيز على المفيد فقط ..

ثم أشار إلى أن كل ما سبق ذكره يعتبر تهيئة للمؤمن للقتال في سبيل الله .. والتي جاءت آية القتال بعد آية الصيام ..

كما أن بوصلة القتال  لابد وأن تتجه أولاً إلى البيت الحرام .. وذلك لتطهيره مما يدنسه حتى يتم الحج والعمرة لله  ويكون الدين كله لله ..

وفي ختام ورقته  أشار إلى  مقارنة بين الصيام والقتال في سبيل الله موضوعة في جدول لديه .. منها :

  • الفرض .. في الصيام يقول الله : (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) ، وفي الجهاد يقول الله ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) ..
  • جعل الله علة الصيام هي التقوى ( لعلكم تتقون) .. وفي الجهاد في سبيل الله قال تعالى ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه  بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله ) ..
  • المدة في رمضان "أياما معدودات " ، وفي الجهاد لابد أن تنتهي المدةُ  بنصر الله ..

وغيرها من المقارنات التي ختم بها ورقته ..


  • الورقة الرابعة للأستاذ عبدالرحمن المروني .. وقد تساءل في مستهل كلمته بقوله : هل رمضان اليوم نفس رمضان الأمس .. والذي فعلاً له دور في إحياء القيم والأخلاق أم أن هناك فارقاً بين رمضان الأمس واليوم ..

وقد أجاب بأن هناك فارقاً بين رمضان الأمس واليوم .. وذلك لأننا صرنا اليوم في عصر العولمة  فلا نستطيع فيه أن نحجب القنوات الفضائية أوالمواقع الإلكترونية ، ولا نستطيع أيضاً أن نحجب أنفسنا عن العالم لأنه أصبح كتلة واحدة ..

 ثم تطرق إلى أنه يوجد حركة إفساد في العالم يقوده اليهود .. وهذه الحركة قد أوجدت ثمارها .. فقد أصبح النت في كل منزل .. وبالتالي لابد أن ننبه وندق ناقوس الخطر لذلك من خلال إقامة الندوات حتى نتحدث عن الأخلاقيات التي لو انهارت لانهار المجتمع ..

ثم أشار إلى أنه مازال في شعب اليمن الإيمان والحكمة .. مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " الإيمان يمان والحكمة يمانية " .. وهذا ظاهر في ظل العولمة اليوم .. وذلك أن هناك عواملاً حافظت على استمرار القيم والأخلاق في اليمن .. وبالتالي فالحرب العالمية على اليمن تأتي لأنها مازالت متمسكة بقيمها ..

وقد أشار الأستاذ المروني إلى أن المسيرة القرآنية التي أسسها الشهيد القائد لها دور كبير في الحفاظ على القيم والأخلاق في اليمن ..

وفي ختام ورقته  ذكر أن المجتمع لابد وأن يكون له دور في ترسيخ القيم بين الناس .. وذلك من خلال الآتي :

  • إيجاد البدائل عن تلك القنوات التي لا يمكن حجبها عن الشباب .. وقد وجد –والحمد لله-  بعض من تلك البدائل المحمودة ، مثل بعض الإذاعات الهادفة..
  • على الدولة أن تعلن حالة الطوارئ على بعض تلك الإذاعات التي تذيع السفاهات مثل الأغاني وما شابه  ، وبالتالي تعيش خارج الوطن الذي ينزف من قبل أعداءه ..
  •  لابد من إعادة النظر إلى المنهج المدرسي ، لأن فيه أخطاء كبيرة وفادحة .. ولابد من تعديلها بما يرسخ جانب القيم والأخلاق إلى جانب الوطنية ..
  •  لابد من  إيجاد النموذج  الصادق للشباب وهو العالم العامل حتى يكون قدوة لهم ..
  • لابد من إحياء القيم الأصيلة اليمنية مثل القيم القبلية .. وذلك كالمثل السائر : أنا عدو ابن عمي وانا وابن عمي عدو عدوي ..

لابد من تفعيل نظام الاحتساب .. كما قال تعالى  {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .


تقرير بالصور