صفات الإيمان وفضل شهر رمضان

نشر بتاريخ: أحد, 28/05/2017 - 10:40م

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه الراشدين، وبعد:

فهذا موجز من بعض الصفات التي لابد أن يتصف بها كل مؤمن وإلا فليراجع إيمانه ويحاسب نفسه.

  1. أن يكون في قلبه تعظيم الله ولرسوله وخوف من الله.
  2. أن يبعث ذلك التعظيم والخوف على تقوى الله بفعل الأوامر وترك المناهي إيماناً واحتساباً لا عادة وتقليداً.
  3. أن يكون فعله لأوامر الله طوعاً واختياراً لا إكراهاً وإجباراً.
  4. أن يفر من المعصية بطبعه ويجد بها ضيقاً واشمئزازاً وإذا أوقعه الشيطان فيها حزن وندم وسارع بالتوبة والرجوع إلى الله.
  5. أن يكون الله ورسوله أحب إليه من نفسه وماله وأهله وولده والناس أجمعين.
  6. أن يكون أمر الله ورسوله مقدماً على هواه وشهوته وعلى كل من على وجه الأرض.
  7. أن يجد أثر الموعظة في نفسه إذا وُعِظَ.
  8. أن يحدث نفسه بالموت وما بعده في كل حين وآخر على أثر الموعظة ويكون بين الخوف والرجاء.
  9. أن يأمر بالمعروف ويدعو إلى الخير بالتي هي أحسن بعد معرفة ما يدعو إليه والتثبت من صحته.
  10. أن ينكر المنكر ويغيره بيده أو بلسانه فإن لم يستطع أنكره بقلبه وابتعد عنه وعن أهله.

هذه أهم صفات المؤمن.

وبعد معرفة أهمية أركان الإيمان لكل مسلم قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيم ، تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ..﴾ إلى آخر سورة الصف.

فاعلم أيها القارئ الكريم أن الله قد فضل بعض مخلوقاته على بعض لمصالح وأسرار لا يعلمها إلا الله ففضل بعض الأنبياء على بعض قال ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ وفضل نبينا محمداً على سائر الخلق فقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين﴾ وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ﴾.

وفضل بيت الله العتيق وحرمه بمكة على سائر الأرض، وفضل بعض المأكولات على بعض فقال تعالى: ﴿ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ﴾ وفضل بعض الناس على بعض في الرزق والحظ، وفضل الشمس على سائر الكواكب، وفضل يو م الجمعة على أيام الأسبوع، وفضل الأشهر الحرم على سائر الشهور، ما عدا رمضان، وفضل شهر رمضان على سائر الشهور، وفضل فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهذا محط رحلنا في هذه الكتابة؛ فشهر رمضان موسم من مواسم الطاعات وفرصة سانحة لقضاء الحاجات ونجاح الطلبات لما امتن الله على عباده فيه من التجليات وفتح أبواب الخير والبركات، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب في أصحابه في آخر شهر شعبان ويقول: »أيها الناس لقد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار الفريضة فيه كسبعين فريضة فيما سواه والنافلة فيه كالفريضة فيما سواه ، من فطّر فيه صائماً فله مثل أجره ولكل صائم دعوة مستجابة عند فطره ولله ملائكة ينادون في كل ليلة من أول الليل إلى طلوع الفجر هل من داعٍ فيستجاب له، هل من مستغفر فيغفر له، هل من سائلٍ فيعطى سُئله«.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: »للصائم فرحتان فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه« وفي هذا الشهر الكريم ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر من أدرك هذه الليلة وأحياها بذكر الله فيستجاب له دعاؤه ويغفر له ذنبه ويُعطى سُئله وتلتمس هذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان على أرجح الأقوال فالغنيمة الغنيمة أيها المشمرون، والبدار البدار أيها المقصرون، فلا تفوتكم أيها المؤمنون هذه الخيرات ولا يشغلكم الشيطان وأعوانه بما  يُفوت عليكم هذه البركات فتندمون حين لا ينفع الندم ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ﴾« أي حين لا تنفعه الذكرى.

أيها الإخوة اليمنيون من الرجال والنساء أنتم في حالة ما أحوجكم إلى اغتنام هذا الشهر الكريم بالدعاء إلى الله في الليل والنهار كل واحد من موقعه العابد في مسجده، والمجاهد في موقعه، والمريض في بيته، أن يرفع الله عن اليمن كل ما نزل به من إبادة للإنسان والأخضر واليابس طيلة عامين كاملين ودخلوا في العالم الثالث من عدوان اليهود والنصارى على أيدي أشر الخلق السعودية وحلفائها الذين دمروا اليمن وأهله بغياً وعدواناً ليس لهم من الإسلام إلا اسمه فادعوا الله بإخلاص أن يشغلهم الله بأنفسهم وأن يجعل تدبيرهم في تدميرهم وأن يرينا فيهم عجائب قدرته، والكل جهاد مقدس وواجب لا يترك، ولأهمية الدعاء في شهر رمضان وغيره وَسَّط الله الأمر بالدعاء بين آيات الصيام فقال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون﴾ وأمر الله عباده بالدعاء في كل حين وسماه الله عبادة وتركه استكباراً فقال تعالى: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين﴾.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: »الدعاء مخ العبادة« أي خالصها  ولبها، وقال: »الدعاء سلاح المؤمن« لأنه خاص بالمؤمن، ولا يوجد مع عدوه، فاحرصوا عليه أيها المؤمنون المجاهدون المدافعون عن أرضكم وعرضكم ودينكم التي اعتدى عليها أعداء  الله وأعداء الإنسانية اليهود والنصارى وعملائهم والله ناصركم عليهم كما وعدكم وهو لا يخلف المعياد، فاغتنموا فرصة شهر رمضان شهر الانتصارات العظيمة، فغزوة بدر الكبرى بقيادة الرسول الأعظم بجيش ثلاثمائة وبضع عشر وجيش عدوه ألف مقاتل بعدة وعتاد كبير وكان النصر العظيم لرسوله والمؤمنين وكانت في خمسة عشر شهر رمضان، وغزوة فتح مكة في ثامن عشر رمضان، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة المنورة ومعه عشرة آلاف مقاتل من أصحابه إلى مكة المكرمة فلما قارب مكة أفطر صلى الله عليه وآله وسلم وأمر أصحابه بالفطر وقال: »إنكم قاربتم عدوكم والفطر أقوى لكم  فأفطرو« وبقى أناس منهم صائمين فلما توسط النهار ظلل عليهم من حر الشمس فأخبر النبي بهم فقال: »أولئك العصاة أولئك العصاة« لأنهم خالفوا أمره بالفطر فأفطروا.

فيؤخذ من هذا أن الصوم إذا كان سيضعف المجاهدين عن الجهاد فيجب على المجاهدين الفطر ليثبتوا في وجه عدوهم ويصوموا أياماً أخر، وقد حقق الله لهم  النصر، ومن اختار له الله الشهادة فليصم عنه وليه وهذا من يسر هذا الدين الحنيف ﴿ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾، ﴿مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾، والله ناصر المجاهدين وحافظهم وحاميهم، والله حسبنا ونعم الوكيل.

وصل الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين

الدلالات: