رابطة علماء اليمن خلال عامين في مواجهة العدوان

نشر بتاريخ: خميس, 06/04/2017 - 11:38م

بسم الله الرحمن الرحيم

رابطة علماء اليمن خلال عامين في مواجهة العدوان

مقدمة حول النشأة والأهداف:

انطلقت رابطة علماء اليمن منذ حفل إشهارها المنعقد في 21ذي القعدة 1432هـ الموافق 19/أكتوبر 2011م مروراً بمؤتمرها التأسيسي المنعقد في صنعاء وصعدة يوم الأحد 29 شوال 1433هـ الموافق 16 سبتمبر 2012م الذي تم فيه إقرار النظام الأساسي ولائحته التنفيذية وانتخاب الهيئة الاستشارية العليا والهيئة التنفيذية والأمانة العامة.

انطلقت من دوافع نبيلة وأهداف سامية إلى توحيد الكلمة الصادقة والموقف المسئول لعلماء اليمن على اختلاف توجهاتهم الفكرية ومنطلقاتهم العقدية ضمن إطار مستقل وكيانٍ يهدف إلى تمثيل العلماء من سائرِ المذاهبِ الموجودةِ في اليمن من أجل ممارسة الدور الفاعل في تحقيق الأحكام التي وضعتها لنفسها ومنها: بيان الأحكام الشرعية في قضايا الأمة، والتأصيل في المسائل المستجدة، وبذل الجهد في توضيح الحقائق في الأحداث والوقائع وإعلانها للأمة، كذلك بناء الوعي الحضاري وتحصين الأمة من خطر الذوبان والإنحراف والإفراط والتفريط وتحديد المواقف العلمائية من كافة القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

جعلت الرابطة من أولوياتها توحيد كلمة اليمنيين خاصة والمسلمين عامة تجاه ثوابت الأمة وتنسيق المواقف وتقريبها بين الاتجاهات والمؤسسات وجمع طاقات العلماء والدعاة والعاملين في الساحة الإسلامية وفق منهج الاعتدال والوسطية والتسامع ورأب الصدع والتصدي بكل قوة للتدخلات الخارجية في شئون اليمن، والعمل على استقلال القرار السياسي والوقوف في وجه المخططات المعادية للإسلام والأوطان والحيلولة دون تمزيق وتفريق الأمة من خلال السعي إلى ترسيخ التعايش بين المذاهب السائدة في اليمن وبين سائر المذاهب والآراء الاجتهادية وفق قاعدة احترام خصوصيات الآخرين، والانفتاح على الفكر الحضاري المنسجم مع ثوابت الشرع والدين.

إطلالة عابرة على جهود الرابطة قبل العدوان:

ومن أجل تحقيق هذه الغايات عملت الرابطة وسعت إلى عقد المؤتمرات والندوات وإقامة الملتقيات العلمية والدعوية والاجتماعات الدورية والطارئة للعلماء لاتخاذ المواقف تجاه الأحداث الخطيرة التي مرت بها البلاد.

ومن الصعب أن نستعرض كل ما أنجزته الرابطة من أعمال خلال الفترة من التأسيس إلى الوقت الحاضر، فالأحداث والظروف التي مرت بها البلاد كانت كبيرة وذات تأثير خطيرٍ على مستوى اليمن والإقليم والخارج.

  • وقد كان من أهم المؤتمرات والندوات التي أقامتها الرابطة قبل تطور الأحداث ووصولها إلى مرحلة العدوان السعودي الأمريكي المباشر (ندوة عن التكفير وخطره على المجتمع).
  • ثم تلاها (مؤتمر التصدي للفتن الطائفية والمذهبية) الذي كان انعقاده بتاريخ 10- 11 ذي القعدة سنة 1434هـ الموافق 14-15 من شهر سبتمبر 2013م والذي حضره جمعٌ غفير من العلماء من مختلف محافظات الجمهورية ومن مختلف التيارات والمذاهب عدى تيار الإخوان وبعض السلفيين الذين لم يحضر منهم أحد رغم المحاولات الكبيرة لجمع الكلمة وتوحيد الرؤية، وقد خرج الجميع ببيان ختامي شهير تم فيه إقرار النتائج والتوصيات التي تهدف إلى الوحدة الإسلامية ووحدة القلوب والجهود، ووحدة الحاضر والمصير، وبث روح التسامح والتراحم، وتحريم التكفير والتفسيق، وكذلك التأكيد على حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وحرمة المساجد وروادها، وأن لا تتخذ لدعوات التفرقة والتعصب ، والدعوة إلى تطوير الخطاب الإسلامي، كما أدان المؤتمرون جرائم التفجيرات بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة وأكدوا على ترسيخ مفهوم الاحترام المتبادل بعيداً عن التعصب، وكذلك على أهمية الصلح بين أبناء الأمة والجنوح إلى الحوار السلمي، ودعو الحكومة حينها إلى سرعة إعادة ما دمرته الحروب ، وكذلك تعويض المتضررين والحفاظ على أمن الوطن عن طريق رد المظالم وتحقيق العدل ، وكذلك التأكيد على الدور الإيجابي للوسائل الإعلامية المختلفة والتحذير من الأدوار المشبوهة ، ومن كل ما يثير الشقاق والنزاع بين المسلمين، كما أدانوا كل التدخلات السافرة في شئون اليمن وانتهاك سيادته عبر الطائرات الأمريكية ، ودعوا إلى رفض التدخلات بكل أشكالها .. إلى آخر ما أوصوا به بيانهم الشهير الذي تناقلته وسائل الإعلام على أكبر نطاق ، وكان له أثره الكبير في توحيد مواقف العلماء تجاه الأحداث والمتغيرات  والمؤامرات التي كانت تمهد للعدوان وللتدخل الخارجي في شئون اليمن.

- كما عقدت الرابطة أكثر من ندوة حول دور المساجد في نشر التسامح وتوحيد الصف ودور العلماء ومسئولياتهم تجاه المجتمع ، وكذلك حول القضية الفلسطينية القضية الرئيسية للمسلمين الذي يجب أن تتجه بوصلة العداء للمحتل والغاصب الكيان الصهيوني الخبيث.

- كما حددت الرابطة مواقفها من المستجدات حينها في بيانات متعددة حول أحداثٍ كثيرة رافقت المؤامرات على ثورة 11 فبراير إلى قيام ثورة 21 سبتمبر التي أيدتها وباركتها الرابطة وأقامت فعالية بعنوان (دور العلماء في الحفاظ على الوحدة الوطنية ومكاسب الثورة الشعبية) بتاريخ 15ربيع ثاني 1436هـ الموافق 4/2/2015م وكانت الرابطة من أوائل المكونات التي حذرت من تقسيم اليمن إلى أقاليم ، وأقامت ندوة حذرت فيها من هذا التقسيم المرتجل، وحددت بدقة أهدافه ومخاطره وأنه مقدمة لشرذمة البلاد وإسهام في زيادة الاختلالات في المجتمع اليمني إلى غير ذلك من الأنشطة التي واكبت الأحداث والمناسبات وعكست رؤية علماء اليمن لما يجري في الساحة اليمنية،كما واكبت الرابطة باهتمام بالغ وأدانت وفضحت المؤامرات والمخططات والجرائم التي كانت تستهدف البلاد مثل جرائم الاغتيالات التي طالت كبار الشخصيات والكثير من خبرات وكوادر القوات المسلحة والأمن وجرائم التفجيرات الوحشية الكثيرة التي طالت التجمعات ومقرات الجيش والأمن والمساجد والتي كان آخرها تفجيري بدر والحشحوش الجريمتين الشنيعتين اللتين ذهب ضحيتهما أكثر من مائة وستين شهيداً وثلاثمائة وستة وسبعين جريح من مختلف مناطق اليمن وشرائح وفئات المجتمع، ومنهم الكثير من العلماء أعضاء الرابطة والدعاة والخطباء والأكاديميين والقضاة وغيرهم من سائر أفراد المجتمع المؤمنين شيوخاً وشباباً وأطفالاً.

بداية العدوان السعودي الأمريكي:

وفي غمرة الصدمة التي تركتها هذه الجرائم وبعد أسبوع من جريمتي بدر والحشحوش بدأ العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني الخليجي بصورة مباشرة ليكشف عن الوجه القبيح الذي كانت أدواته ومرتزقته وعملاؤه يمهدون له عن طريق تلك الجرائم البشعة التي حصلت والاغتيالات لخيرة كوادر الوطن وشرفاء وأحرار أبناء اليمن.

فانكشف المستور ودخلت البلاد في خضم حربٍ شرسةٍ وعدوان مدمر وحشي لم يبق ولم يستثن أحداً، عدوانٍ انعكس مباشرةً على أوضاع البلاد والعباد، ورغم ارتباك الجميع من هول ومباغتة الضربة الأولى فقد تلقتها البلاد بعزيمةٍ وصبرٍ وثباتٍ وتعامل الجميع مع المستجدات بروح التحدي والصمود ورغم تعرض الرابطة للاستهداف المباشر واضطرارها إلى نقل مقرها إلى أكثر من مكان وتأثرها بقلة الكادر إلا أنها بادرت إلى توضيح رأي العلماء منذ أول يوم في العدوان وحتى يومنا هذا من خلال بياناتها القوية التي أعلنت فيها النفير العام وأبدت رؤية الشرع والدين تجاه الأحداث والمستجدات وانطلقت في ممارسة مهامها وأنشطتها المعتادة في مجال الفتوى والإعلام وبيان الرأي والتعبئة والحشد وإقامة الفعاليات المعتادة والمشاركة في المناسبات المختلفة ويمكن إيجاز بعض أنشطة الرابطة المتعلقة بالعدوان كالتالي-

أ) المشاركة في التعبئة العامة:

حيث تم التركيز بشكل خاص على حملات التعبئة في الأمانة وفي المحافظات المجاورة وفي مختلف المناطق مشاركةً للجانب الثقافي والتعبوي لأنصار الله في أغلب الأنشطة ومغطية لمعظم الفعاليات المتعلقة بحملات التوعية والحشد وتغطية المساجد بالخطباء حسب الإمكان، وزيارات الشهداء والجرحى، والخروج إلى معظم المناطق المستهدفة بشكل يومي، وكانت ولا زالت المؤسسة العلمائية التي قامت بدورها الأساسي في التعبئة في مواجهة العدوان وأضاليله وأكاذيبه والتصدي لزيف دعاواه وأكاذيبه ومبرراته من خلال بياناتها التي وضحت الرؤية الشرعية ودعت المجتمع إلى القيام بواجبه في مواجهة العدوان وتحركت بفريقها التعبوي بكل نشاط وحيوية ووعي وبصيرة وتواجدت بصورة يومية وبنزول مستمر في المناسبات الدينية والاجتماعات الشعبية وفي تشييع الشهداء وعزاء الموتى وفي مختلف المناسبات، وكذلك في خطب الجمع بالمساجد وصياغة خطب الجمعة التعبوية والتوعوية والتي كانت توزعها وتعممها وزارة الأوقاف على جميع المساجد، كما ساهمت بأفرادها المقتدرين ضمن اللجان المركزية والفرعية للتعبئة والحشد في المساجد والمدارس واجتماعات الوجاهات الاجتماعية واجتماعات التجار والتربويين والأمنيين والمشائخ القبليين والخطباء وفي الدورات الثقافية والتدريبية، وفي مراكز رعاية الجرحى وفي زيارة مختلف جبهات وميادين القتال وغيرها من المواقع التي استلزم الأمر النزول إليها والقيام بالدور الملقى على عاتق العلماء فيها، وقد سقط من أعضاء الرابطة شهداء في جبهات القتال وهم يجاهدون في الخطوط الأمامية وسقط آخرون وهم يؤدون دورهم التعبوي والثقافي في الجبهات والمواقع الجهادية، وقد بلغت أنشطتها خلال العامين المنصرمين أكثر من ألفي نزولٍ ميداني ونشاطٍ تعبوي شمل صنعاء، والطوق المحيط، ومختلف المحافظات، وكان لها أثرها الملموس في رفع المعنويات وتبيين الواجبات والدعوة إلى رفد الميادين والجبهات بالمال والرجال، والمساهمة في دحض الافتراءات والأكاذيب والشبهات لقوى العدوان.

 

ب) في مجال مواكبة الأحداث وإصدار البيانات حيال كل حدث:

أصدرت الرابطة أكثر من ستين بياناً في مختلف الأحداث والقضايا بينت من خلالها الموقف الحق ودعت إلى النفير العام وإلى الجهاد، وحددت الرؤية الشرعية وواجبات الجميع تجاه كل حدث في حينه فشملت عشرات المواضيع والأحداث خلال العامين فيما يتعلق بالعدوان ومجازره وبالمواقف تجاه مختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية، ويمكن الرجوع في تفصيل ذلك إلى جدول بيانات الرابطة خلال العامين المنصرمين المنشور في هذا العدد.

ج) في مجال الفتاوى الدينية:

قامت الرابطة بدورها من خلال موقعها الالكتروني ومن خلال موقعها الخاص بالفتاوى ومن خلال صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال طباعة آلاف النسخ من (مجلة فتاوى) الصادرة عن الرابطة وتوزيعها.

د) في مجال الإصدارات لمواجهة حملات الإعلام المظلل والمساهمة في نشر الوعي:

- عملت الرابطة على مواصلة إصدار (مجلة الاعتصام) الدورية التي صدر منها خلال العامين الأعداد من (السابع إلى العدد الرابع عشر الحالي) ووزعت هذه المجلة بشكلٍ كبيرٍ بواقع ألفي نسخة لكل عدد وُزعت لأهم الشخصيات والمؤسسات والمناطق التي تحتاج إليها، واحتوت المجلة على مختلف المواضيع والتغطية للأنشطة والمقالات الهادفة ويمكن الرجوع لمعرفة عناوين محتويات الأعداد إلى الفهرس المنشور في هذا العدد.

- أصدرت عدد من الكتيبات أهمها: كتيب إيضاح وبيان في الرد على من برر العدوان وطبع منه 23000 نسخة بالتعاون في الجانب المالي مع حملة متحدون في مواجهة العدوان، ثم طبعت بعد ذلك منه أعداد مضاعفة ووزعت.

- كتاب عن شهر رمضان في ظل استمرار العدوان وُزع بصورة كبيرة وتضمن الكثير من المواضيع المتعلقة بالعدوان وواجبات المجتمع تجاهه واستغلال الشهر الكريم في الدعاء والعبادة والذكر وتوجيه الإنفاق إلى جبهات القتال ومدّها بالمال والرجال.

- كتيب وضعية المسجد الحرام في ظل حكم آل سعود طبع منه 5000 نسخة، وهو كتيب يبين خطورة استغلال آل سعود للحرمين الشريفين في تنفيذ أجنداتهم التي تخدم الصهاينة والأمريكان وتزرع الفرقة بين المسلمين.

- كما أصدرت الرابطة العديد من المنشورات كان أولها منشور بيان الرابطة الداعي إلى النفير العام وإعلان الجهاد الذي صدر في ثاني أيام العدوان، وطبع أكثر من 21000 ألف لوحة حائطية لهذا البيان علقت في المساجد إضافة إلى البروشورات.

- كما أصدرت الرابطة منشور (لا عذر للجميع عن التحرك في مواجهة العدوان) طبع منه 50000 ألف نسخة ووزع في مختلف محافظات الجمهورية، وبالتعاون في الجانب المالي مع حملة متحدون في مواجهة العدوان.

- منشور ثقافة الجريح طبع منه 15000 نسخة وزع في المستشفيات على الجرحى ومراكز رعاية الجرحى.

- كما ساهمت الرابطة في صياغة وطباعة منشور (انفروا) مع المجلس الزيدي وأنصار الله والذي وزع أيضاً على نطاق واسع.

- إلى غير ذلك من المنشورات والبروشورات التي كان آخرها منشور بعنوان (مواجهة الشائعات) طبع منه 45000 نسخة ووزع على جميع المحافظات والجبهات وما زال يوزع.

هـ) في الحضور الإعلامي والمشاركة في برامج وسائل الإعلام:

يصعب حصر اللقاءات والمقابلات والتصريحات التي أجراها أعضاء الرابطة مع مختلف وسائل الإعلام الوطني المحلي والعربي والدولي، حيث بينوا رأي علماء اليمن الربانيين حيال الأحداث وفندوا الأكاذيب والأظاليل والشائعات ودحضوا المبررات التي ساقها علماء السلاطين والتابعين للمؤسسات والتكوينات العلمائية التي اشترى مواقفها العدوان، ومناشدة وتذكير علماء المسلمين وهيئاتهم بواجباتهم في الجهر بالحق وإنكار هذا العدوان الظالم، وكذلك قاموا بدورٍ كبيرٍ في توعية ووعظ وإرشاد أبناء المجتمع اليمني.

و) الزيارات لبعض الدول الشقيقة:

قام وفد من الرابطة برئاسة السيد العلامة شمس الدين شرف الدين وعضوية مجموعة من العلماء بزيارات إلى بعض الدول العربية والإسلامية والأجنبية، وقد شملت الزيارات كلاً من سلطنة عمان، وجمهورية لبنان، وإيران، والعراق، وتركيا، وروسيا؛ حيث التقوا بعشرات المكونات العلمائية الإسلامية وكثيرٍ من العلماء والسياسيين وشاركوا في بعض المؤتمرات وأسهم إلى حدٍ بعيد في شرح مظلومية الشعب اليمني وجرائم العدوان الوحشي المستمر عليه من خلال اللقاءات ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة التي أجرت معهم عشرات اللقاءات والمقابلات والتصريحات.

ز) اللقاءات الموسعة والفعاليات والندوات:

لعل من أهم اللقاءات العلمائية الموسعة التي أقامتها الرابطة لجمع وتوحيد مواقف علماء اليمن تجاه العدوان ما يلي:-

1- لقاء علماء اليمن الموسع تحت عنوان (علماء يمن الإيمان في مواجهة البغي والعدوان) الذي انعقد في تاريخ 14 من شهر شوال سنة 1436هـ الموافق 30 يوليو 2015م في رحاب الجامع الكبير بصنعاء، حيث حضره وشارك فيه عدد كبير من العلماء والمشائخ والأساتذة والمفكرين والقضاة والأكاديميين والشخصيات الاجتماعية من مختلف المذاهب اجتمعوا من مختلف محافظات ومناطق اليمن، وأجمعوا أمرهم على التصدي والوقوف ضد العدوان الظالم وخرجوا ببيان شهيرٍ عرف بــ (بيان علماء يمن الإيمان في مواجهة البغي والعدوان) أكدوا فيه على وجوب وحدة وتماسك كل فئات الشعب اليمني والترفع على الخلافات الداخلية والإصطفاف بصبرٍ وثبات لمواجهة العدوان ونبذ كل أشكال الفرقة والشتات، وأكدوا على حرمة التعاون مع المعتدين والغزاة باعتبارها خيانة لله ورسوله والمؤمنين، كما حيوا صمود الشعب اليمني وصبره وثباته وجهود الجيش واللجان الشعبية ودورهم العظيم في الدفاع عن اليمن ودعوا المجتمع إلى الإلتفاف حول جيشه ولجانه الشعبية، ودعوا علماء الأمة العربية والإسلامية إلى إدانة العدوان والسعي لإيقاف هذه الحرب الظالمة، واستنكروا الصمت المخزي والمريب للمجتمع الدولي وتواطؤ الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وتبعيتها لمشاريع قوى الاستكبار العالمي، كما دعوا دول العدوان وعلى رأسها مملكة آل سعود إلى وقف العدوان ورفع الحصار والتوجه بعدائهم إلى الكيان الصهيوني عدو الأمة؛ إلى غير ذلك من التوصيات.

2- لقاء علماء اليمن الموسع تحت عنوان (مواجهة الغزو والاحتلال الأمريكي للأراضي اليمنية واجبٌ ديني) والذي انعقد بتاريخ 11 شعبان 1437هـ الموافق 18/5/ 2016م الذي استضاف ما يقارب (350) ضيفاً من محافظات اليمن، إضافة إلى العلماء الموجودين في العاصمة، وتميز اللقاء بحضور مختلف التيارات، حيث حضر الزيدي والشافعي والصوفي والسلفي وكبار العلماء والخطباء والمفكرين والقضاة والشخصيات الاجتماعية، وبث مباشرة على الهواء عبر العديد من القنوات، في صورة معبّرةٍ عن إجماع علماء اليمن، وخرج اللقاء ببيانٍ ختامي شهير أيضاً أعلن فيه العلماء رفضهم الصريح والقاطع لأي تواجد للقوات الأجنبية في الأراضي اليمنية تحت أي مسمى أو ذريعة واعتبروا الغزو الأمريكي وأدواته الإقليمية والمحلية المتعاونة معه احتلالاً للأرض وعدواناً يجب شرعاً التصدي له ومواجهته بكل السبل والوسائل، ووجوب الجهاد لمواجهة العدوان والغزو والاحتلال والتحرك الفاعل والجاد لأبناء الأمة على كل المستويات، كما حمل علماء اليمن أمريكا وأدواتها في المنطقة المسئولية الكاملة عن كل نتائج ومآسي العدوان وجرائمها الوحشية وحصاره الاقتصادي وكل الأضرار الناجمة عنه، وعلى حق اليمن في المطالبة بذلك دولياً ومحلياً باعتبارها جرائم حرب ضد الإنسانية، كما حملوا المجتمع الدولي مسئولية السكوت والتواطؤ مع العدوان، ودعوا في نفس الوقت كافة المؤسسات والهيئات والشخصيات العلمائية العربية والإسلامية إلى القيام بمسئوليتهم الدينية أمام الله سبحانه وتعالى، كما أكدوا على تحريم التعاون مع دول العدوان وأتباعها في المنطقة، وعلى تحريم مساندتهم أو القتال معهم أو تأييدهم أو مشاركتهم بأي صورة من الصور واعتبروا ذلك خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، وثمنوا في نفس الوقت صمود وتضحيات وثبات أبناء الشعب اليمني شعباً وجيشاً ولجاناً ودعوا إلى رفد الجهبات بالمال والرجال ، كما دعوا إلى الحوار الجاد بين كافة القوى الوطنية والسياسية وسدّ الفراغ السياسي بشكل سريع وعاجل، وشكلوا لجنة من العلماء لمتابعة ذلك، إلى آخر ما ورد في البيان.

3- (مؤتمر علماء اليمن لدحض مزاعم العدوان حول استهداف مكة المكرمة حرسها الله) عقدت الرابطة بالتعاون مع وزارة الأوقاف ومساهمة المجلس الزيدي الإسلامي مؤتمراً لعلماء اليمن لدحض مزاعم العدوان استهداف مكة المكرمة بعد أن ضربت القوة الصاروخية قاعدة عسكرية في مطار جدة وحاولت السعودية تهييج العالم العربي والإسلامي بزعمها أن اليمن تستهدف مكة المكرمة، وقد حضر المؤتمر كبار علماء اليمن ومن مختلف المحافظات والمذاهب والتيارات، وكان لهذا المؤتمر أثره الكبير في إفشال مخططات النظام السعودي ودول العدوان وجهودهم لعقد مؤتمر إسلامي يدين استهداف اليمن لمكة المكرمة.

 حيث خرج العلماء في هذا المؤتمر ببيانٍ صريحٍ واضح قاطع كان من فقراته الرفض القاطع للدعاء النظام السعودي ومن معه استهداف مكة، والتأكيد على أنه محض افتراء فاقد للمصداقية وجريمة تظاف إلى جرائم العدوان وأساليبه التحريضية بحق الشعب اليمني.

كما أكد المؤتمرون رفضهم القاطع لاستغلال النظام السعودي ومن تحالف معه للحرمين الشريفين في خدمة الأغراض الاستعمارية الهادفة إلى تمزيق العالم الإسلامي والسيطرة على ثروات المسلمين، وأكدوا على أن هذه المحاولة البائسة ستبوء بالفشل، ودعوا كل الأحرار في العالم وفي مقدمتهم العلماء وكل وسائل الإعلام إلى الوقوف مع الشعب اليمني المظلوم، كما أنكروا تلك المواقف المتسرعة لبعض شخصيات علمائية باعت ذمتها بثمنٍ بخسٍ، وأكدوا على أن أي ضجيج إعلامي لن يستطيع التغطية على جرائم العدوان من القتل والإبادة والحصار ولن يثني الشعب اليمني عن الدفاع عن أرضه وعرضه وخيراته وقيمه ومبادئه، كما ثمنوا الجهود الجبارة للقوة الصاروخية وللجيش وللجان ودعوا الشعب اليمني إلى المزيد من الصبر والصمود في مواجهة العدوان الغاشم.

 

4- أقامت الرابطة الكثير من الندوات خلال الفترة في مختلف المناسبات لعل أهمها فيما يتعلق بالعدوان ندوة بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج بعنوان (إلى المسجد الأقصى قضية الأمة الأولى والمركزية) بتاريخ 30 رجب 1437هـ الموافق 7/5/2016م بالجامع الكبير بصنعاء، قدمت فيها ثلاث أوراق عمل الأولى: بعنوان دور العلماء في استنهاض الأمة وحمل قضاياها العادلة، والثانية: صراع الإرادات بين المستظعفين والمستكبرين دروس ما قبل الإسراء، والثالثة: بعنوان وضعية المسجد الحرام في هذا العصر وعلاقته بالمسجد الأقصى.

كما أقامت ندوة ثانية بعنوان: الحكمة اليمانية والاستنفار الشعبي لرفد الجبهات بتاريخ 10 ذي القعدة 1437هـ الموافق 18/8/2016م بقاعة المركز الثقافي بالعاصمة.

ومن الفعاليات نذكر فعالية بعنوان: مسئولية المجتمع في مواجهة العدوان، بتاريخ 19 جماد الثانية 1436هـ الموافق 9/4/2015م بقاعة بيت الثقافة.

وأخرى في نفس القاعة بمناسبة أسبوع الشهيد بعنوان: ويتخذ منكم شهداء، بتاريخ 16 جماد الأولى 1437هـ الموافق 25/ فبراير 2016م.

وثالثة بعنوان: لا عذر للجميع عن التحرك في مواجهة العدوان بتاريخ 29 جمادى الأولى سنة 1437هـ الموافق 9/مارس 2016م بقاعة الندوات بكلية الشريعة جامعة صنعاء.

نكتفي بهذه اللمحات عن دور الرابطة خلال عامين من العدوان، ففيها الكفاية لإعطاء صورةً واضحة عن نشاط الرابطة وأعضائها المستمر مؤكدين أن الرابطة وأعضائها من علماء اليمن الأبرار كانوا وما زالوا وسيظلون في طليعة أبناء الشعب اليمني المجاهد الثابت الصامد المواجه لأعتى عدوانٍ بربري وحشي حشدت له قوى الاستكبار العالمي وعملاؤه ومرتزقته كل إمكانياتها في محاولةٍ لتركيع وإذلال ونهب واستغلال ثروات الشعب اليمني العظيم، فلم ولن يحققوا ما يسعون إليه بإذن الله تعالى وتأييده ونصره وصبر وصمود وتضحية وفداء الشرفاء والأحرار والمجاهدين في سبيل جعل كلمة الله هي العلياء ومن أجل خلاص الأمة اليمنية والعربية والإسلامية.