رابطة علماء اليمن تقيم ندوة فكرية بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد

نشر بتاريخ: خميس, 16/02/2017 - 6:35م

أقامت رابطة علماء اليمن صباح اليوم الخميس 19 جماد أول 1438هـ الموافق 16 فبراير 2017م في القاعة الكبرى بجامعة اقرأ بالعاصمة صنعاء ندوةً فكريةً بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد بعنوان: (رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه).

افتتحت الندوة التي حضرها رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي وجمع غفير من العلماء والأكاديميين والمفكرين بآيات من القرآن الكريم تلاها الأستاذ العلامة/ أحمد سعيد مجلي.


ابتدأت الندوة بورقة عمل للأستاذ العلامة/ طه الحاضري بعنوان: (في رحاب الشهادة والشهداء) وارتكزت على محورين رئيسيين:

الأول: عظمة الشهادة كونها اختيار الله واصطفاؤه، مستعرضاً ما يلي:-

  1. الشهادة خير خاتمة للحياة الدنيا.
  2. الشهادة ليست نقصاناً في العمر.
  3. الشهادة حياةً وليست موتاً.
  4. الشهادة ربح صافٍ واستثمار مضمون، باعتبارها تجارةً رابحةً وعقدَ صفقةٍ مع الله ثمنها الجنة.
  5. الشهادة عبور إلى المستقبل المنشود الفوز برضوان الله.
  6. الشهادة استراتيجية أعجزت الأعداء، كون القتل منتهى ما يستطيع فعله العدو، ومنطق القرآن يقول: ( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا)
  7. الشهادة أمنية شخصية لأنها اختيار إلهي يتمناها الشهيد ويطلبها لنفسه ولا يطلبها لغيره.
  8. الشهادة بركة في الذرية عكس ما يعتقده الكثير استناداً إلى كلام الإمام علي عليه السلام حيث يقول: (بقية السيف أبقى عدداً وأكثر ولداً).

واشتمل المحور الثاني على مجموعة من التساؤلات تتركز على معنى الشهادة والدافع الذي حرّك الشهيد معتبراً أوامر القرآن الكريم ووجود القيادة الحكيمة واستمرار العدو في إجرامه من أهم الدوافع للتضحية والقتال والجهاد والاستبسال، مشيراً إلى أن واجبنا ومسؤوليتنا نحو الشهداء أن نتعلم منهم ونعيش القضية التي عاشوها ونقوم بالدور الذي قاموا به.


ثم تلاه في الحديث الأستاذة/ بشرى المحطوري في ورقتها بعنوان: (عوامل ودوافع صمود الشهداء) تناولت فيها صمود الشهداء مشيرة إلى أن عوامل ودوافع صمود الشهداء منحصرة في ازدياد الوعي من خلال القرآن الكريم الذي وعوا فيه التوجيهات الإلهية التي تحث على فريضة الجهاد في سبيل الله والتي وضحت أن الموت بيد الله، وتحدثت عن حتمية النصر، وكذلك ما تشكل لدى الشهداء من وعي من خلال محاضرات الشهيد القائد التي شخصت حقيقة العدو ودعت إلى التصدي له ببسالة وإيمان.


كما قدم الأستاذ/ زيد الغرسي ورقةً بعنوان: (الشهداءُ صنَّاعُ الانتصارات) مستهلاً حديثه بتعريف الشهيد مؤكداً أن الشهيد تتحقق بشهادته العديد من الانتصارات على المستوى الشخصي وعلى مستوى القضية مجملاً لها على المستوى الشخصي فيما يلي:

  1. تحقيق رضا الله.
  2. الحياة الأبدية والخلود الدائم.
  3. الأمن من فزع النفخ في الصور.
  4. مجاورة الأنبياء والصديقين في الجنة .

أما على مستوى القضية فقد حصر الانتصارات فيما يلي:

  1. دم الشهيد يكون وقوداً لاستمرار القضية ودافعاً لبقية المجاهدين لمواصلة الجهاد في سبيل الله.
  2. تتعمق بالشهادة المبادئ والقيم والأخلاق وثوابت الإسلام في أوساط المجتمع.
  3. يمثل ارتقاء الشهداء ديمومةً للحق على مدى الأزمان.
  4. يصنع الشهداء الحياة للآخرين من خلال إفشال مؤامرات الأعداء التدميرية، وتوفير الأمن في الحياة للناس.
  5. ما نلحظه من تقدم في الواقع الميداني وتقدم في التصنيع الحربي وغيره. 

واختتمت الندوة بكلمة لرئيس رابطة علماء اليمن العلامة/ شمس الدين شرف الدين شكر فيها الحاضرين والمتحدثين مشيداً بتضحيات الشهداء موضحاً معنى كلمة «شهيد» من حيث اللغة أنها على وزن فعيل المفيد المبالغة في الفعل وأنها تأتي على ثلاثة معانٍ:

  • المشاهدة والإدراك لكثير من الأمور التي تغيب عن الناس ولا يشاهدها إلا الشهيد فهو يشاهد ما لا يشاهد غيره.
  • الشهادة على الآخرين؛ ومنه قوله تعالى: (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ).
  • الحضور الروحي والمعنوي، إضافة إلى حضور الشهيد في أذهان الآخرين واستذكارهم له.

مشيراً إلى حتمية الابتلاء في الصراع والتغيير مؤكداً أهمية الصبر والثبات موصياً بالاستبسال والتضحية لتحقيق النتائج العظيمة المكللة بالفوز والرضوان داعياً إلى الاهتمام برعاية أسر وأولاد الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله والدفاع عن الوطن استناداً إلى قوله تعالى: (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِين ، وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِين ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِين﴾.

وفي ختام كلمته أدان المجزرة البشعة التي ارتكبها العدوان مستهدفاً عزاء نساء في مديرية أرحب.  


تقرير بالصور للندوة