ملف عن الفقيد السيد العلامة قاسم بن محمد الكبسي

نشر بتاريخ: اثنين, 26/12/2016 - 10:36م

♦ وداعاً أيها الفقيد الراحل والعالم الجليل ♦

بقلم السيد العلامة/عبدالسلام عباس الوجيه أمين عام رابطة علماء اليمن

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون.

خطبٌ فاجعٌ جلل ومصيبةٌ عظيمة يعجزالقلم واللسان عن التعبير عنها، فارقنا ورحل عن دنيانا الأخ الصديق الصدوق السيد العلامة المجتهد المفكر المثقف الأديب السياسي الحكيم/ قاسم بن محمد بن علي الكبسي رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار.

ماذا عساي أن أعبر وقدغبت أيها الحبيب عن دنيانا وتركتنا في زمنٍ عزّ فيه أمثالك، وفجعنا فيه برحيلهم الواحد تلو الآخر ونحن والأمة أحوج ما يكون لأمثالهم.

أيها الحبيب كنت لي المعلم والمرشد والموجه والناصح والمواسي والعون والسند، مثلك زلزل رحيله كياني وأشعل وجداني وأحزنني وأبكاني، يعزُّ عليَّ في دنيا الفواجع والروعات والآلام أن أفتقد الأخلاء والأحباب والرفاق والأصحاب الذين كانوا أنس حياتنا وملاذ سلوانا ورحيق دنيانا، وما يهوّن علينا المُصاب إدراكنا أنا بعدهم ماضون وإلى جوارهم راحلون.

فلسنا بأحيا منهمُ غير أننا ** بقينا قليلاً بعدهم وتقدموا.

أيها الراحل العظيم وداعاً، ويا لوحشة الفراق وكآبة الغربة والافتراق.

يا موت أنت سلبتني إلفاً ** قدمته وتركتني خلفا

يا حسرة لا نلتقي أبداً** حتى نقوم لربنا صفا

ماذا عساني أن أقول في وداعك الذي أودِّع معه وفيه عُمراً من الذكريات الحافلة بكل معاني وسمات الخير المتمثلة في شخصك، في أخلاقك، في شيمك، في صدقك، في تواضعك، في شهامتك ونُبلك.

ذكريات أعادت بي الأيام إلى مرحلة الطفولة والمراهقة حيث التقيتك وأنا غرٌّ لم ينبت شاربي بعد في أوائل السبعينات وأنا أدرس في الصف السادس الابتدائي وأنت بتلك الطلعة البهية تحمل على ظهرك كُتب العلم متجهاً إلى الجامع الكبير وبذلك الخُلق الرفيع والابتسامة الرائعة أسرتني وحبّبت إليَّ العلم والعلماء، فكانت تلك الجلسات العابرة والمتقطعة التي قضيناها عندك وبين طلابك من أهم الدوافع لطلب العلم؛ ومن يومها عرفتك مُعلماً نابغاً، محققاً، فقيهاً، أصولياً، فاتني من حلقاتك الكثير وحظيت بالقليل، لكنه قليلٌ أغناني وفتح مداركي.

تلك الدروس وتلك الصفحات التي درسناها من شرح الأزهار عندك لا تزال في الذهن رغم طول المدة، كان رفيقي في تلك الدروس الأخ العزيز زيد العمدي، وآخرون.

مرت الأيام والأحداث بكل ما فيها من أفراح وأتراح وأنتَ أنت ذلك العلم الشامخ، والحكيم المجرب، وصاحب الرأي الصائب، والنظر الثاقب، ملاذاً في كل المدلهمات، ونبراساً في دجى المشكلات، وحاملاً لهم أمة، ومعلماً ومدرساً للأجيال بعلمه أولاً ثم بسلوكه وأخلاقه وتواضعه وإخلاصه وعطفه وشفقته ثانياً، كنت نبراس العلماء في الجامع الكبير، ونجم المدرسين في دار العلوم التي كان لك اليد الطولى في إعداد مناهجها وفي تخريج العشرات من طلابها الذين أصبحوا فيما بعد علماء وقضاة وقادة، وكنت ذلك المفكر الحامل بين جوانحه هموم وآلام وقضايا وشئون أمة تغرق في لُججٍ من الظلمات ومن الاستبداد والقهر والإذلال والجهل والتظليل والخداع الذي تفنّن فيه حُكامها، وسعوا إلى إخضاعها للجور والطغيان ومسخ فطرتها سعياً حثيثاً، تحمّلت الآلام وتعرضت لشتى أنواع الأذى والملاحقة؛ لأن فكرك القرآني وخطابك الرباني لا ينسجم مع الفكر السلطاني والدجل والتظليل الطغياني، فعانيت ما عانيت من عناءٍ ومشقة لم تزدك إلا هدوءًا واتزاناً وسكينةً ووقاراً ونجوميةً، فكنت في طلائع العاملين على نشر الوعي وتنوير الفكر بعلمك وثقافتك وعلوِّ همتك، وعميق رؤيتك، وبصيرتك ورزانة عقلك، وسعة صدرك ورحابتك، وكنت كما قال الأخ والصديق العلامة الدكتور/ خالد القروطي: (مرجعيةً هامةً في محيطنا لكل فئاتنا، فسياسيونا وعلماؤنا وتربيونا ومجاهدونا ومثقفونا وكبارنا وصغارنا والكل لا يستغنون عنه، بل ويقصدونه للمشورة للاستئناس برأيه لعرض ما يُراد القيام به) إلى أن يقول: (وأكاد أجزم قاطعاً أنه لم ينجز عملٌ ثقافي أو سياسي أو اجتماعي لنا وفي محيطنا إلا وكان المرجع والمرشد والموجه له، وحينما تفقد أمة شخص بهذا الحجم فحق لها أن تندبه وتبكي دماً لخسارته، لاسيما وهي في ظرف أمس ما تكون الحاجة إليه فيه، وهي تدرك أن البديل إن لم يكن معدوماً فمن الندرة بمكان، لدرجة أنه من الصعوبة الكبيرة إيجاد ذلك البديل، وأنّى لبديل أن يحل محله أو أن يقوم مقامه) ولعمري لقد صدق وأوجز خلاصة ما يعتلج في صدورنا.

شخصياً أيها الحبيب الراحل كُنت لي أنت والأخ الأستاذ عبدالله هاشم السياني حفظه الله ضمن قلةٍ  ممن أثروا في مسار حياتي، لا أذكر عملاً علمياً أو تعليمياً أو نشاطاً سياسياً لم أرجع إليكما فيه، وأشاطركما همه ومشاكله.

كم من الكتب التي سعيتُ إلى تحقيقها عرضتها عليك، واستأنست برأيك، وكم كان لتشجيعك لي وتوجيهك ونصحك واهتمامك بالغ الأثر في تحقيق ما سعيت إليه، وكم من المواقف التي احترت فيها ووقفت متعثراً حائراً فهديتني إلى سبيل الخروج من مآزقها والتصرف حيالها، وكم من الدعم والمعونة التي أوليتني ولم تبخل عليّ بمالٍ ولا سعيٍ ولا اهتمامٍ ، في كل شدة وأزمة أمر بها أجدك معي وإلى جانبي الأب والأخ والصديق المواسي والمعين، عندما اشتد بي المرض وداهمتني العلل كانت لك اليد الطولى في مساعدتي بالمال وتكاليف الأسفار والعلاج، وحاجات ومتطلبات الأسرة حينذاك في غيابي وحضوري.

فجزاك الله عني وعن كل طالب علمٍ أو معسرٍ أو معوزٍ أو مريض أو فقيرٍ ساعدته وهم كُثُر، وهذا ما حرصت ألّا تعرف شمالك ما أنفقته يمينك... الله كم سيفتقدك من كنت لهم ملاذاً وموئلا، ومن آثرتهم على نفسك وأسرتك الكريمة، وكم لك من آثارٍ هي مفاتيح شخصيتك وسيرتك العظيمة الخافية عن الناس المعلومة عند الله سبحانه وتعالى الذي نسأله أن يتغمدك بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يخلفك علينا بأحسن خلافة، وأن يجبر مصيبتنا فيك، وفي شيخك وشيخنا الراحل السيد العلامة / محمد بن محمد المنصور،  وأستاذنا العلامة الدكتور/ المرتضى بن زيد  المحطوري ، وسائر علمائنا ومشائخنا .

سلامٌ عليك وسلامٌ على كل مؤمن وكل عالمٍ مجاهدٍ وكل إمامٍ تقي، وعلى الشهداء الأبرار، وعلى المجاهدين الأخيار، نسأل الله أن يجمعنا بكم في مستقر رحمته وأن يحسن ختامنا وأن يوفقنا لما فيه رضاه.

الأسيف / عبدالسلام عباس الوجيه


♦ العلامة الكبسي المغمور المشهور♦

بقلم /الحسين بن أحمد السراجي

يؤسفني تعطَّل هاتفي هذه الأيام بخلل فني الأمر الذي أعاقني عن معرفة نبأ وفاة السيد العلامة الهمام قاسم بن محمد الكبسي رضوان الله عليه لأكتب عنه ولو نزراً بسيطاً من عظيم ما يستحق عالم جليل وقامة علمية مشهورة ومغمورة في نفس الوقت وقد رحل عن دنياه بصورة مفاجئة في هذا الظرف الحرج من تأريخ اليمن الذي يفقد خيرة رجالاته وكأنه على موعد مع البلاء بفجائع العدوان ومآسي القدر !!

في حوالي شهرين يفقد اليمن ثلاثة من خيرة أبنائه العظام ففي 9 سبتمبر رحل العالم الرباني والأصولي اللغوي محمد بن محمد المنصور، وفي 8 أكتوبر وقعت كربلاء الصالة الكبرى وكان من شهدائها رجل السلام أمين العاصمة اللواء عبدالقادر بن علي هلال، وفي 12 من هذا الشهر نوفمبر يرحل العالم الكبير قاسم بن محمد الكبسي سلام الله عليهم لتزداد معاناة ومآسي هذا البلد المنكوب !!

العلامة الكبير قاسم بن محمد الكبسي أحد أقطاب المسيرة العلمية اليمنية وفطاحلتها الكبار وأركانها العظام وهو عالم محقق ونبراس مدقق .. ربما لا يعرفه الكثير من الناس وحتى من طلبة العلم، لأنه كان قليل الظهور فربما ولدواعٍ من البلاء خاصة آثر الإنكفاء والاحتجاب ولم يكن يظهر إلا نادراً بالصدفة أو في مناسبات قليلة فيُشار إليه بالبنان !! ولم يظهر بشكل كبير ولافت سوى في السنوات الأخيرة وتحديداً الثلاث منها !!

رحل العلامة الكبسي رحمه الله تاركاً وطنه وأهله وطلابه ومحبيه في هذه الظروف التي ما أحوجهم فيها إليه !! رحل رضوان الله عليه تاركاً خلفه ثروة كبيرة من العلوم الشرعية ومن طلابها الذين تتلمذوا على يديه في فترة سابقة، وحتى في فترة الإنكفاء والاعتزال لم يغلق باب داره في وجوه الراغبين في طلب العلم ومريديه .

لا أبالغ حين أقول بأنه من أكثر العلماء هدوءاً واتزاناً وسكينة ووقاراً حتى أنّ من كان يسمع عنه حين يلقاه لا يعرفه فهدوءُه العجيب ومظهره البسيط لا يوحيان للشخص بأنه فلان !!

إنه رفيق العمالقة في زمن العملقة الشرعية والسياسية : الدكتور الشهيد أحمد شرف الدين والعلامة الزاهد علي بن أحمد الشامي والدكتور الشهيد المرتضى المحطوري، وهو أيضاً تلميذ المولى الحجة محمد بن محمد المنصور ويده اليمنى .. وإن من أجمل ما كان يميزه الانفتاح والمتابعة، وقد كنت أعتبره نسخة مصغرة من سيدي العلامة الحجة محمد المنصور .

معرفتي به :

بدأت معرفتي بالعلامة الكبسي من خلال القاضي العلامة محمد بن عبدالله الشرعي في العام 1997م تقريباً، وكان له فضل في دعم سفرية علاجي الأولى للأردن، وخلال تواجدي للتدريس بالجامع الكبير بصنعاء كان يزور الجامع من فترة لأخرى , وفيه يلتقي بزملائه وطلابه وأصدقائه وكان دافعه الأساس يكمن في عشقه للمكان الروحاني والعلمي ورياض التعليم في حلقاته وبين جنباته .

كان يطوف الجامع وحين يصل لحلقة تدريسي يقف في جانب منها وأحياناً خلف الدعامة التي أستند عليها يستمع حتى أُنهي الدرس وقد قال لي ذات مرة : سبحان الله والتلاوة عندك , لا فيها تكلُّف ولا مطمطة ولا شيء وهذا بيعجبني قوي .

وبعد فترة طلب مني تسجيل شريط من تلاوة سور : الأنعام ويس والواقعة وتبارك وقد لبَّيت طلبه وفعلت له ما أراد .

إنني لَمَدِيْنٌ له بالفضل ففي بداية سُكناي صنعاء وكانت ظروفي متعسرة قيَّضه الله تعالى لي في ظرف ما كان أحوجني إليه وقد تفاجأت به في الجامع يطلب مني مرافقته لمنزله، وهناك طرح عليَّ عرضاً يتضمن دعماً شهرياً ككفالة عالمٍ أو طالب علم ( لم أكن لأتحدث عن هذا في حياته لكنه صار من الواجب الحديث عن فضائله ومناقبه بعد وفاته ) وقد قرّر لي مصروفاً شهرياً وأعطاني يومها حق أربعة أشهر مقدماً واستمرت حوالي أربع سنوات .

وذات مرة استسمحني بهدوءٍ ورفق طالباً مني التكرم بالحضور لمنزله يومين في الأسبوع لتدريس أولاده القرآن والفقه وقد فعلت ذلك والحمدلله .

إنّ رحيله في الأيام العادية يُمَثِّل خسارة فادحة للوطن والأمة وإن رحيله في هذه الظروف يُعد كارثة عليهما فما أحوج الوطن والأمة للعلماء العاملين والرجال الحكماء العقلاء الصادقين .

يجوز لي الاعتراف بأنه نال من التهميش والإقصاء الكثير في السابق واللاحق ولا بأس بانهيال وتسابق بيانات النعي فنحن شيعة أموات ولا شك !!

السلام عليك يا سيدي في الأولين والآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين .. طيَّب الله ثراك وقدَّس روحك وجبر مصاب أهلك وأولادك ومحبيك والوطن والأمة ونسأله اللقاء بك في مستقر رحمته ودار كرامته .


السيد/عبدالملك بدرالدين الحوثي يعزي في وفاة العلامة الكبسي

بعث السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي اليوم برقية عزاء ومواساة إلى أسرة الفقيد العلامة قاسم محمد علي الكبسي، الذي انتقل إلى جوار ربه يوم السبت الثاني عشر من شهر نوفمبر الماضي.

وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إن الفقيد انتقل إلى جوار ربه بعد عمر أمضاه في العلم والعمل معروفاً بالخير والاستقامة ومصلحاً ربانياً وقدوة حسنة، وإليكم نص برقية العزاء:

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّا لله وإنا إليه راجعون قال الله تعالى: (وما كان لنفسٍ أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا) نتقدم بالعزاء إلى شعبنا اليمني العزيز وفي طليعته العلماء الأجلاء وإلى أسرة العالم الجليل المجاهد السيد قاسم محمد علي الكبسي رحمه الله، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد عمرٍ أمضاه في العلم والعمل معروفاً بالخير والاستقامة ومصلحاً ربانياً وقدوة حسنة .

نسأل الله تعالى أنْ يجعل صحيفة أعماله في عليين وأنْ يجعل مآبه ومستقره جنات النعيم، وأنْ يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


♦قالوا عن الفقيد العلامة المجتهد السيد/ قاسم بن محمد بن علي الكبسي♦

«الى روح الفقيد العلامة قاسم محمد الكبسي»

1) نم قرير العين أستاذي العزيز الغالي بقلم مصلح محسن العزير  ..

فلم تكن حياتك سوى لتعلّم العلم أو تعليمه سعيا في الخير والاصلاح بين الناس أو قضاءً لحوائجهم أو غوثاً لنجدتهم أو صبراً وتحملاً لابتلاءات الحياة في العزيز والقريب والصديق.

أحببت الناس وظللتَ قريباً منهم وبينهم معلماً ومصلحاً وهادياً وناصحاً ومواسياً وعوناً ومساعداً، ما أن تحس بمشكلة صديق أو معاناته إلا وانتقلت إليك هذه المعاناه دون أن تدخر جهداً إن استطعت في التخفيف عنه، ولم تكن تحتاج لكثير  وقت أو حسن عرض لتقتنع بالإحساس والمساعدة والعون.

الأستاذ العزيز كنت أملاً ومشروعاً عظيماً لقضية لم تكتمل نعم : لكنه لم يذهب دون أن يضع بصماته ويبذر غرسه ويروي نبته ويرعاه ويتعهده في غيره.

عاهدناك في وقت مبكر حين كان البعض ما يزال غافلاً أو مشغولاً بعبادة الأهواء والمصالح أو غرس الفتن والانسياق ورائها.

وحين نشز كثيرون وفرطوا أو مالو عن الطريق أو ضلّو أو انغمسوا في مطامع ومطامح الدنيا ظللت أنت بعظمة مبادئك وسمو خلقك وتواضع طبعك ونبل مقصدك وبرائة شخصيتك ونزاهة سلوكك تسير كعادتك بين الناس لم تهدك نائبات الزمن ولم تنفشك تقلباته.

فظل العهد بينك وبين محبيك قائماً وإن تباعدت بينك وبينهم المسافات أو  قصروا عن التواصل فبقيت في نفوسهم ملهماً وحافزاً ومثلاً ونموذجاً وبقية خير يطمئنون إليها ويستظلون بها ولو من بعيد.

ما يزال الإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز نبراساً منذ مراحل العمر الأولى لإزالة التكفير والجهل بالدين وإنارة العقول بحقائق الدين، وما يزال كتاب الفلسفة يذكرني بك وبسعة علمك وثقافتك الواسعة وعلو همتك وتجاوزك للمألوف وتطلعك للبحث عن الحقيقة.

أخي العزيز اعتذرت لك مرات عديدة في حياتك أني مقصر وأنك كنت دوماً على بالي تهفو نفسي إليك، لأني أعزّك أيّما إعزاز وإني لم أشعر في حياتي بالتقصير تجاه صديق كما كنت أشعر به نحوك وها أنا أخاطب روحك بعد فقدتك مؤكداً بكل صدق على ذلك راجياً المسامحة والغفران فقد ظللت أشعر بالتقصير دوماً نحوك كما لم أشعر به نحو صديق آخر غيرك وهانذا أجد نفسي شاعراً بالذنب أكثر راجياً الغفران.

رحمك الله وأسكنك فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

----------------------------------------------------------------------------------------

2) في وداع "فيلسوف المعاني بقلم الشاعر/ عبدالحفيظ الخزان  "

السيد العلامة الأديب/ قاسم محمد الكبسي. "رحمة الله تغشاه".

العالِمونَ التقاةُ

بهم تطيبُ الحياةُ

يحيونَ أنوار عزمٍ

فينا فنعم الهداةُ

 

"بقاسم" ذاع عِلمٌ

تناقلته الرواةُ

 

والفذُّ مهما توارى

دلت عليه الصفاتُ

 

ياسيدي "قاسم الكبسي" بكاكَ المئاتُ

 

والعالِمُ الحرُّ حيٌ

به يكون الأباةُ

 

كيف اصطفتك المنايا

وكيف حلَّ المماتُ ؟!

 

وأنت فينا ملاكٌ

به يزيدُ الثباتُ

 

والشعبُ في هول حربٍ

تشكو لظاها الجهاتُ

 

القتل في كل يوم

بنا استهان الطغاةُ

 

والنصر في كل ساعٍ

وللعدوِّ الشتاتُ

 

يافيلسوف المعاني

عليك مِنّا الصلاةُ

 

في أمن باريك تحيا

خلداً فنعم الحياةُ

----------------------------------------------------------------------------------------

3) كان فيلسوفا واسع الافق بقلم عبد الله محمد النعمي

رحم الله السيد العلامة الكبير الفيلسوف المحقق قاسم بن محمد بن علي الكبسي فقد عرفته عالماً فاضلاً تقياً نقياً، واسع الأفق، عميق الرؤية، بعيد الفكرة ، شجاع مقدام جريئ ، لا يخاف من الصدع بكلمة الحق مهما كلفه ذلك من تبعات، مع بصيرة عالية ، وتواضع جم ، ورزانة قلّ أنْ تجدها في غيره ..

أمّا تعمّقه في العلوم الشرعية والمعرفية فذلك ممّا لا يختلف عليه اثنان ..

إضافة إلى الحنكة السياسية التي كان يتميز بها .

نسال الله له الرحمة والغفران ، ولأهله ومحبيه وزملائه وطلابه وأصدقائه الصبر  والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.

----------------------------------------------------------------------------------------

4)  أ/حمود الأهنومي

رحم الله السيد العلامة قاسم الكبسي، كان عالما محققا، ومفكرا قديرا، وأخبرني شيخي الدكتور الشهيد المرتضى المحطوري أنه كان زميله في الدراسة وشهد له بالذكاء والتحقيق والألمعية

رحمة الله عليه.

كنت أسمع عن علمه كثيرا، ولم أتشرف بالتتلمذ عليه، ولكن جمعتني به ثورة 2014م والتقط تلفوني صورة له مع مجموعة أخرى من العلماء والأساتذة الفضلاء في ميدان التحرير عند التصعيد الثوري.

العلماء يغادروننا بشكل مخيف، ومقلق، لهذا أدعو إلى تمكين العلماء من وظيفتهم الربانية، وأن يكون لهم دورهم الفاعل، وأدعوهم إلى أن يكونوا عند مستوى هذه المهمات الكبيرة.

أخشى أنه قد أظلنا الزمن الذي وصفه الإمام علي عليه السلام حين قال: (تعلّموا العلم قبل أن يرفع، أما أني لا أقول لكم هكذا، وأرانا بيده، ولكن يكون العالم في القبيلة، فيموت، فيذهب بعلمه، فيتخذ الناس رؤساء جهالاً، فيُسألون، فيقولون بالرأي، ويتركون الآثار والسنن، فيضِلُّون ويُضِلُّون، وعند ذلك هلكت هذه الأمة).

---------------------------------------------------------------------------------------

5) د خالد القروطي

ما يضاعف حجم الفاجعة التي أصبنا بها بوفاة السيد العلامة قاسم بن محمد الكبسي هو الإجماع والاتفاق الحاصل بين الجميع على أنه رحمه الله كان عالما يتميز بقرائة عميقة وعميقة جداً،

كان عالماً يتميز بعدم تعجل نتائج أي عمل يباشره بل كان من أبرز  مميزاته الأناة والتأني، كان ذا ثقل كبير في محيطه وهذا الثقل كان لعوامل منها:

تفهمه لوجهات النظر المتعددة ومحاولة تقريبها والجمع بينها ، سعة الصدر ورحابته التي كان يقابل بها ويستمع بها للجميع، الابتسامة التي لا أعرف أني لقيته أو قابلته أنا وغيري إلا وهي ملازمة له وتبعث على الارتياح والقبول من الآخر له، حسن الظن الذي كان يعامل به الجميع ، ونتيجة لذلك وعن غير قصد منه ، أصبح مرجعية هامة في محيطنا لكل فئاتنا ، فسياسيونا وعلماؤنا وتربويونا ومجاهدونا ومثقفونا وكبارنا وصغارنا والكل، لايستغنون عنه بل ويقصدونه، للمشورة للاستئناس برأية لعرض ما يراد القيام به عليه، وأكاد أجزم قاطعاً أنه لم ينجز عمل ثقافي أو سياسي أو اجتماعي لنا وفي محيطنا إلا وكان المرجع والمرشد والموجه له.

وحينما تفقد أمة شخص بهذا الحجم فحق لها أن تندبه وتبكي دما لخسارته لا سيما وهي في ظرف أمس ما تكون الحاجة إليه فيه وهي تدرك أن البديل إن لم يكن معدوماً، فمن الندرة بمكان لدرجة أنه من الصعوبة الكبيرة إيجاد ذلك البديل، وأنى لبديل أن يحل محله أو أن يقوم مقامه.

----------------------------------------------------------------------------------------

6) محمد المقالح

رحل صديقي الوفي قاسم الكبسي فيا وحشتي في غيابك

قمت من المرض على الخبر الفاجعة بالنسبة لي بوفاة أنبل وأعز  وأوفى صديق لي طوال عقدين من الزمن على الأقل..

العلامة الكبير والإنسان النبيل والمتواضع بخلقه وعلمه استاذنا جميعا قاسم محمد الكبسي

قاسم الكبسي الانسان الذي لم يتعالى بعلمه الغزير ولا بفقهه الواسع ولم يفكر يوما بالشهرة والظهور، وهو من على يديه ظهر المشاهير والأعلام، ولم يفكر بمنصب أو  جاه وظل يعتز بكونه معلماً ومدرساً للأجيال بعلمه وسلوكه معاً.

آهٍ يا وجعي لرحيلك كم كنت صديقي الذي ألوذ به وقت الشدائد.

رحمك الله يا أستاذ قاسم وأسكنك الجنة وألهم أولادك وزوجتك وذويك وأصدقائك ورفاق دربك الصبر  والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون

----------------------------------------------------------------------------------------

7) صارم الدين مفضل

دمعة حزن على الأستاذ قاسم بن محمد الكبسي

رحم الله سيدي وأستاذي العلامة قاسم بن محمد الكبسي، يعلم الله أنه كان أحب الناس إلى عقلي وقلبي لما وجدت فيه من رحابة في الصدر، وغزارة في المعلومات، وعمق في الرؤية والتحليل. الأستاذ قاسم عُرف بحدة الذكاء والنباهة، ولذا كان طلاب العلم في صنعاء يلوذون به بين الفينة والأخرى لطلب مشورته في بعض المواقف والمنعطفات التي يمرون بها.. ومثلما كان الأستاذ قاسم (كما كان يحب أن نناديه) شديد الإلتصاق والتعلق بالسيد العلامة محمد بن محمد المنصور -رحمهم الله- نتذكر الأستاذ المرحوم علي الحاتمي الذي كان أكثر الناس تعلقاً وحباً للأستاذ قاسم الكبسي من بين تلامذته وطلابه. لازلت أتذكر ذلك المقال الذي خطه الأستاذ قاسم بيده وعنونه بجملة (الأمر أهون يا عليّ) في رسالة منه وجهها للأستاذ علي الحاتمي الذي كان قد بعث إليه برسالة يسأله فيها عن سر العوائق التي تعترض أتباع المذهب الزيدي آنذاك، وكان الرد الشافي من الأستاذ قاسم بمقال صحفي نشر في صحيفة الأمة عام 92 أو 93 تقريباً، عالج فيه الموضوع بذكاء وسلاسة، واستطاع أن ينقلنا كشباب متطلع من مربع الإحباط إلى مربع الإصرار. أن نصف الأستاذ قاسم الكبسي بالعلامة وحجة الإسلام والمسلمين أو أي ألقاب علمية ودينية أخرى فهذا أمر مستحق حيث تليق به ويليق بها، لكني أجد نفسي معنيٌ -في خضم تحريف وتجريف هذه الألقاب والمصطلحات في الوسط المجتمعي اليوم- بوصفه بألقاب أخرى أجده معها أكثر قرباً مني وأكثر قرباً من الواقع الذي عاشه ونعيشه اليوم.. نم قرير العين أيها المعلم والمربي والمجاهد الصابر والمحتسب؛ فوالله انك قد أفنيت عمرك ومالك وقدمت أولادك في سبيل الله، حتى رأيت من الانتصارات والبشارات ما يُصدِّق مقالك ويثلج صدرك ويفرح قلبك، فإن اختارك الله إلى جواره فنعم المعبود هو ونعم العبد أنت. سيدي وأستاذي العزيز.. إن بكيناك اليوم فلعميق الحزن الذي أحدثه فينا فقدك، فكم هي الدروب التي أنرتها لنا علماً وعملاً وتوجيها ونصحا، وكم هي الأيام واللحظات التي أشرق فيها علينا وجهك المتبسم الضاحك ونحن جلوس بانتظارك، حتى كان اليوم الذي لا نراك فيه كئيب مظلم.. اليوم وقد غيبك الموت حق لنا أن نبكيك وأن نحزن على فراقك فالأيام التي صحبناك فيها لازالت محفورة بالذكرى العطرة والأسوة الحسنة والعلم المتبوع بالعمل.. أسأل الله تعالى أن يجعل روحك في عليين وأن يكتبك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وأن يلحقنا بكم صالحين ويجمعنا معكم من المقبولين، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

----------------------------------------------------------------------------------------

8) القاسم الكبسي .. العالم العامل بقلم/ أحمد بن محمد الوشلي

الحمد لله رب العالمين القائل: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحيكم) والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم القائل: (يحمل هذا العلم من كل خلق عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين).

وبعد.. لقد فجعنا بفقد ذلك العالم الفذ الألمعي الورع العميق المتواضع، الفِهِم، ذو الأناة والحلم والحكمة وذو الرأي الصائب والمشورة الحسنة وذو الفضل والإحسان.

السيد العلامة القاسم بن محمد بن علي الكبسي رحمه الله رحمةً جامعة وجعله من المقربين لديه.

ذلك الرجل عرفته متواضعاً مبتسماً بشوشاً، معطاءاً كريماً نبيهاً حتى إن بسمته وبشاشته ونظراته المليئة بالوقار والأناة والحكمة والفراسة والخشية لا تفارقه، وهذا الكلام يشاركني فيه غيري ممن عرف الفقيد.

كان الفقيد رحمه الله ذا واقعية وفي نفس الوقت ارتباط بالله تعالى ومعرفة بالسنن الكونية، وثقة.

عرف بالتواضع والقرب من الناس والأصحاب والإخوان، لم أعرفه يوماً ما بخيلاً ولا مستعلياً ولا متشائماً ولا ضعيفاً، كان متواضعاً في مظهره، في مواقفه، في أفعاله وأقواله، وحواراته، مع اعتزازه بنفسه وبدينه وفكره.

فكان يقدر الأمور بقدرها وكان سياسياً فاهماً لما يجري، جمع بين العالم الفقيه السياسي الفاضل الحكيم والفيلسوف المتكلم البارع، أشبه شيء بجده الإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام الذي قال القائل فيه:

ولو أنه نادى المنادى بمكةٍ

 

بخيف منىً فيمن تضُم المواسم

من السيد السباق في كل غاية

 

لقال جميع الناس لا شك قاسم

 

 كان الفقيد رحمه الله ورضي عنه ذا همة عالية مهتماً بشأن الدين والإسلام والأمة وفكر مذهب أهل البيت  عليهم السلام منذ زمن مبكر.

ولقد عرفناه في أيام طلب العلم في الجامع الكبير وغيره فكان نعم الرجل أو الشاب الذي يتابع العلم ويهتم بشأنه وبشأن أوضاع العلم والعلماء وطلاب العلم والمنتسبين إلى مذهب أهل البيت، يرى الأمور من جميع جوانبها، عميق الرأي والنظرة لم يكن يعجبه الظهور والبروز جداً حتى إنه أثر ذلك على بعض نشاطه أحياناً، وكان يعاني نتيجةً لبعد غوره وفهمه للمضايقات والأذى الشديد من النظام الحاكم المستبد الطاغي.

كان ذا مشورة عالية ورأي سديد ولطالما رأيتُ العلماء والفضلاء يرتادون إليه ليأخذوا منه المشورة، ولطالما كنت أرى سيدي بدر الدين رضوان الله عليه يأتي إليه هو وبعض أولاده أظنه سيدي حسين رحمه الله أو يحيى أخوه عافاه الله فيشاورون معه ويناقشونه في مواضيع تهم الناس والبلد والأمة.

كان ذا سخاءٍ ونجدة وعطاءٍ منقطع النضير، ولقد أتيته ذات مرة لبعض احتياجاتي فقال رضي الله عنه: (كن جي أنت إليَّ إذا احتجت ولو تقاسمت معك الكيس البُرّ نصفين) ولقد كان يحتقر المال والدنيا ويتعالى عليهما.

نشأ في بيت علم وتقى وصلاح، وقرأ في الجامع الكبير ودار العلوم العليا على يد كبار العلماء من أمثال السيد العلامة محمد بن محمد المنصور رحمه الله، وكان جليسه ورفيقه، وكم تحسّر عليه بعد فقده حتى لقد زرته قريباً بعد موت سيدي محمد المنصور فقال لي الأستاذ قاسم رحمه الله: إنه يشعر بالوحشة والأسى والتوحد بعد رحيل رفيقه وشيخه السيد محمد رحمه الله.

كان رحمه الله تعالى ثورياً منذ وقت مبكر لا يقبل الظلم من أيِّ أحد لا من نظام ولا من أفراد، فالرجل رحمه الله كان نموذجاً للعالم الرباني المصلح الواعي الفاهم كما قال السيد عبدالملك حفظه الله في الفقيد، نسأل الله تعالى أن يجبر مصابنا فيه وفي أمثاله، وأنْ يعوض الأمة من أمثاله من المصلحين الواعين المتقين ولا قوة إلا بالله تعالى.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.

رضينا بالله ربّاً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً وبعلي وأهل بيته أولياء.

حرر بتاريخ16 صفر سنة 1438هـ


♦رابطة علماء اليمن تنعي عضو الهيئة الاستشارية العلياء للرابطة العلامة قاسم بن محمد الكبسي♦

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور)والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: «العلماء ورثة الأنبياء» والقائل:  «موت العالم ثلمة في الإسلام لا تنجبر» والقائل: «إذا أصبتم بمصيبة فاذكروا مصيبتكم بي فإنكم لن تصابوا بمثلي أبدا» صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن الصحابة الأخيار المنتجبين وبعد ..

ببالغ الحزن والأسى تنعي رابطة علماء اليمن إلى شعبنا اليمني وقيادته الحكيمة وإلى كافة الأمة العربية والإسلامية وفاة السيد العلامة الكبير قاسم بن محمد بن علي الكبسي عضو الهيئة الاستشارية العلياء للرابطة الذي وافته المنية يومنا هذا السبت عن عمر ناهز الأربعة والستين عاماً قضى معظمه في خدمة الدين والعلم والأمة وكان مثالاً للعالم الرباني الزاهد المتنور الواعي العامل المخلص الذي أسهم في مراحل حياته في إحياء الحركة العلمية وتدريس العلوم الشرعية وتخرج على يديه في مرحلة مبكرة من حياته الكثير من طلاب العلم بعد نبوغه في العلوم.

لقد كان علامتنا الفقيد من رواد العلماء الذين كان لهم الأثر البالغ في نشر الوعي وتوحيد الجهود والطاقات في إصلاح المجتمع ومعالجة الاختلالات، كما كان اليد اليمنى لسلفه وشيخه الراحل السيد العلامة المجتهد محمد بن محمد المنصور رحمه الله تعالى في الإشراف على نظارة الوصايا والترب فترة توليه لها، وكان له اليد الطولى في إنشاء ورعاية الكثير من المحافل العلمية، كما كان لمواقفه الشجاعة أثرها في مواجهة الظلم والجور  فهو من طليعة المواجهين للطغيان والمؤيدين لثورة المستضعفين والمناهضين للعدوان، عاش حياة مليئة بالكفاح والمعاناة وكان نِعم الموجّه والمرشد والمرجع للشرفاء والأحرار من أبناء هذا الوطن العزيز.

إن رحيل هذا العالم الجليل لهو بحقٍ مصيبةٌ وخسارة كبيرة، ورابطة علماء اليمن إذ تتقدم إلى أسرة الفقيد وطلابه ومحبيه والشعب اليمني والأمة العربية الإسلامية بأحر التعازي والمواساة لتؤكد أن رحيل العلماء الربانيين في هذه الظروف الحرجة لا شك سيترك فراغاً كبيراً سيما مع عدم وجود الخلف.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه وأبناء الأمة الصبر والسلوان وأن يخلفه على الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية بأحسن خلافة، ونذكر الجميع بقوله تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون ، أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون) صدق الله العظيم.

صادر عن رابطة علماء اليمن

بتاريخ 12 صفر  1438هـ

الموافق 12/11/2016م

 


لتحميل الملف الكترونيا أضغط عبر المرفقات

المرفقات: 
المرفقالحجم
PDF icon swr_bkml_lsfh.pdf927.66 كيلوبايت