علي بن أحمد بن محمد الشهاري

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 06/12/2016 - 11:43م

ترجمة السيد العلامة الذكي، النبراس اللوذعي الألمعي، الذي يجل الوصف أمَام ذِكره

علي بن أحمد بن محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الشهاري بن أحمد بن عبدالله بن أحمد الشرفي -مصنف المصابيح في تفسير القرآن العظيم- بن إبراهيم بن علي بن محمد بن صلاح الشرفي الأكبر بن أحمد بن محمد بن القاسم بن يحيى بن الأمير داود المترجم بن محمد بن يحيى بن عبدالله بن القاسم بن سليمان بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن محمد بن القاسم الرسي بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

مولده وعمره وتاريخ وفاته:

وُلد في قرية سعدان عزلة الأمرور مديرية الشاهل  -قضاء الشرفين المحابشة- محافظة حجة، في ليلة الخامس عشر من شهر ربيع الأول سنة 1332هـ ، وتوفي في مدينة صنعاء فجر يوم الثلاثاء الثامن من شهر ذي القعدة سنة 1411هـ، ودفن بمدينة المحابشة.

نشأته:

نشأ نشأة طيبة في بيئة كريمة حذا حذوهم في جميع الخلال الحميدة.

مقروءاته:

لقد بدأ تعليمه وهو في السابعة من عمره في المدرسة والجامع بدءاً بالقرآن العظيم وعلومه، ونبذ من التأريخ والأخلاق والتوحيد والديانة وغيرها، ثم هاجر من مسقط رأسه إلى مدينة المحابشة، وهو في الثالثة عشرة من عمره، وقرأ فيها على كثيرٍ من علمائها، وأخذ عنهم العلم بجميع فنونه في المطوَّلات، المخطوط منها والمطبوع، في الفقه والأصولين –أصول الدين وأصول الفقه- وفي تفسير القرآن الكريم متمعناً في شروح آيات الأحكام، وعلم المواريث، وعلم الحديث، وعلوم الزهد، وعلوم الآلة نحو وصرف وبلاغة، وغيرها من العلوم.

ثم هاجر بعد ذلك إلى هجرة الظفير حجة – حيث قبر الإمام أحمد بن يحيى المرتضى  عليه السلام- وأخذ فيها العلم على كثيرٍ من العُلماء العارفين المحققين، ومنهم شيخ الإسلام عبدالوهاب بن محمد المجاهد رحمه الله.

ثم هَاجَرَ بَعد ذَلك إلى هجرة السودة، وأخذ العلم فيها عن مشائخ من العلماء، ومنهم الفقيه العلامة محسن العودي.

ثم عاد إلى مدينة المحابشة طالباً للعلم وفنونه من أهله وحامليه حتى حصل على الفائدة التامة، والإجازة العامة، وفاق على أقرانه، وأكثر مشائخه، وممّن أجازه القاضي العلامة العزي الشرفي محمد بن علي الشرفي رحمه الله فإنّه أجازه إجازةً عامةً شاملةً لما حواه مؤلفه المعروف بدليل الإثبات على ما حوته الفهارس والأثبات الذي يحتوي على مائة ثَبت ونيفٍ وخمسين ثبتاً، كل ثبت فيها يشتمل في الأغلب على مئات من المؤلفات المختلفات مع ما إليه من الفوائد التي لا يستغني عنها طالب العلم وذلك في علمي المعقول والمنقول؛ كونه قد حوى غالب المؤلفات لعلماء الإسلام في جميع المذاهب؛ لأنه أشمل وأعم من جميع الإجازات، وممّن أجازه الشيخ العلامة الحافظ محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي شيخ الحديث والإسناد بمكة المكرمة؛ وذلك لما حواه مؤلفه في الإجازات المسمى بالعِقْد الفريد من جواهر الأسانيد، وفيما حوته الأربعة المؤلفات في الإجازات على اختلاف أنواعها؛ فإنه أجازه في ذلك إجازة عامةً شاملةً، وممن أجازه أيضاً شيخه فضيلة القاضي العلامة محمد بن يحيى يايه رحمه الله، فقد أجازه إجازةً عامة في جميع مقروءاته ومسموعاته ومروياته ومستجازاته، وأجازه أن يجيز من وجده أهلاً لذلك، وممّن أجازه شيخه العلامة ناصر بن حسن مسلي رحمه الله فيما حواه العقد النضيد، وفيما صح له سماعاً عن مشائخه وما أُجيز فيه.

أقام بمدينة المحابشة عالماً متعلماً شيخاً للمدرسة العلمية فيها، وعلماً من أعلام تلك البلاد مدرساً ومفتياً وواعظاً، فكان المرجع عند الملمات، ونبراساً يضيء في المدلهمات على طول تلك البلاد وعرضها من قارة إلى منقاره، ومن حجور إلى حجور (أي حجور الشام إلى حجور اليمن).

صفاته:

أما صفاته فلا عيب فيه إلا أنه كريم، يحب للناس ما يحبه لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها، شديد الصبر، قانعاً من الدنيا وزهرتها، غير مبالٍ بما فات من حطامها.

لم يفرح قط بما أتاه منها، بل لقد عُرض عليه الكثير من المناصب القضائية وغيرها مـمّـا يليق بشأنه وعلمه وفهمه وحنكته، وَرَفَضَ ذلك لا لشيء وإنما عن قناعة بالعيش في بلده بين حدائق العلم وزهراته، يستفيد منه الطالب والناشد ويرضى بحكمه من احتكم إليه، مستقيماً في دينه وعزيمته، لا تأخذه في الله لومة لائم، يحب الصالحين ومجالسهم، ويكره الفاسدين ومطامعهم، يقضي أكثر أوقاته في المسجد مدرساً لصنوف العلم ومفتياً، لَيِّن العريكة، حسن السيرة والسريرة، حتى صار علماً من أعلام اليمن، يُشَار إليه بالبنان، ويقصده العلماء والمتعلمون، خافظاً جناحه للمؤمنين، حاملاً على السلامة كل المسلمين، باحثاً عن الحق حيث يكون بفكره النقاد وذكائه الوقاد، غير متعصب لرأي في الدين ولا مقطباً في الشدة واللين، ولا تلحقه غفلة الصالحين، مواقفه مشهورة وآثاره معروفة.

وقد تخرج على يديه جَمٌّ غفير من العلماء والقضاة والساسة والقادة والأدباء والشعراء وفي كل فن من فنون العلم.

وقد رَثَاه العديد من الشعراء بقصائد رائعة..

رحمه الله رحمة واسعة وغفر له ولوالديه ومشائخه وللمؤمنين والمؤمنات.