مسؤولية الأمة في خطاب القيادة الحكيمة

نشر بتاريخ: خميس, 29/09/2016 - 11:06م

 

 النظام الأَمريكي له موقفٌ عدائي من هذه الأُمَّــة، هو يحملُ روحَ العداءِ للعالم الإسْـلَامي...... أمريكا تتَـحَـرَّكُ على كافة المستويات لضرب الأمة

إن التوجه العدائي الأمريكي الإسرائيلي يزداد ضراوة وشراسة وقسوة وتوسعا يوما بعد يوم  وتمر سنة وتعقبها سنة فإذا بأعداد الضحايا تزداد فلا نرى من أمريكا وربيبتها إسرائيل إلا شهية وشرها في الغزو والاحتلال وفرض الهيمنة والوصاية وليس آخر  مطمع وهدف لأمريكا الوصل إلى اليمن وبالتحديد إلى جنوبه الذي أصبح محتلا من قوات أجنبية غازية أما الجزر اليمنية لا سيما جزيرة سقطرى فقد أصبحت محتلة بصورة رسمية بصك من طاغوت اليمن وعميله الخائن الذي أجرها لمدة 99 عاما لربيبة أمريكا دويلة الأمارات.

أمام هذا التوجه العدائي والغزو والاستهداف للدول والشعوب من قبل أمريكا وربائبها وأدواتها وما تعيشه الشعوب الإسلامية من تدجين وتزوير لم يسبق له مثيل في التاريخ وفي ظل قيادات هزيلة وخانعة وجبانة ومتماهية مع الأهداف الاستراتيجية والكبرى لقوى الاستكبار  تبرز قيادات ربانية تكسر حاجز الصمت وتنادي بنداء الله لا تخاف في الله لومة لائم ولا تعتز لها شعره أمام آرجيق وتهديدات المجرمين

هذا الصوت المجلجل هو صوت الإيمان والحكمة التي أشار إليها الحبيب المصطفى بقوله: (الإيمان يمان والحكمة يمانية).

إن التوجه العدائي لأئمة الكفر والنفاق وسعيهم المتواصل لإذلال الناس واستعبادهم بالترغيب أو الترهيب كل ذلك يستوجب تحركا مضادا وردعا وردا يكون بمستوى خطر  هؤلاء الأعداء الذين بين القرآن الكريم مدى العداء والحقد والبغضاء التي يكنها هؤلاء للمؤمنين حيث يقول تعالى: كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)

وغاية الأعداء وأمنيتهم التي يسعون لتحقيقها هو تنازل المؤمنين عن دينهم وتخليهم عنه واتباع ملتهم والدخول في الكفر كما كفرو وهذا ما أكده القرآن وبينه بأوضح بيان قال تعالى: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)وقال سبحانه: إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2). وصدق الله القائل: مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)

ويأتي صنف آخر ممن يحملون العداء للمؤمنين وهم المنافقون الذين اتخذوا الكافرين أولياء من دون الله ويسارعون في الاستجابة لهم أعظم من مسارعتهم إلى الله ويخافونهم أشد من خوفهم من الله وهؤلاء المنافقون هم خطر ثان وعدو آخر  إن لم يكونوا الخطر الأول على الإسلام وأهله والتعامل مع هذا الجنس البشري المحسوب على الدين والمنتمي للأمة شكليا يجب أن ينظر إليه النظرة القرآنية ويسمى بالاسم الذي اختاره القرآن لهم فالتعامل معهم يكون بحذر ويقظة وحزم كما قال الله: بسم الله الرحمن الرحيم

إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4).

وحتى تتجلى لنا الصورة الحقيقية لهذين العدوين اللذين يسعيان لإطفاء نور الله ويحاربان الحق والعدل والإنسانية والإسلام والقرآن نقف مع  خطاب تاريخي أتى في وقته وحينه احتوى على تشخيص دقيق لهذا  المشروع و وبيان دقيق لأهدافه التي يسعى الكافرون والمنافقون لتحقيقها  وفرضها على الأمة العربية والإسلامية هذا الخطاب للقيادة الحكيمة لثورة 21من سبتمبر ألقاه السيد القائد عبد الملك الحوثي في ذكرى انطلاق الصرخة للعام 1437هــ

إن المتأمل في دلالات وفحوى الخطاب يدرك مدى الأهمية الكبرى والتاريخية لمثل هذه الخطابات التي يعرف المعادون للإسلام قوتها الرادعة ودورها المؤثر في تحصين الأمة من الذوبان في مشاريع المحتلين والغزاة  وأثرها البليغ في استشارة الطاقات الشبابية وتوجيهها نحو التحرك الجهادي لانتزاع الحرية والكرامة والحصول على الاستقلال والسيادة.

من خلال التتبع للخطاب نجده مشبعا   بعبارات ومصطلحات دقيقة لا يريد الأعداء لها الظهور والانتشار وسط الأمة و في ذاكرتها ومنها التوصيف بــ التوجه العدائي لأمريكا لمحاربة واحتلال البلدان المسلمة وكذلك إدراك هذه القيادة لخطوات الأعداء التي عبر عنها في سياق ذكره للاتجاه الذي تسير عليه أمريكا فقال : هو اتجاه عدائي بكل ما تعنيه الكلمة، وفي نفس الوقت له أطماع هو مشوبٌ بأطماع كبيرة جداً، وكان تَـحَـرّكهم على مراحلَ متعددةٍ ووفق خطوات مدروسة ومنظمة، وكانت المرحلة التي هي من أخطر المراحل في حلقات مسلسلِ مؤامراتهم هي ما بعد أحداث الحادي عشر ما بعد حادثَي البرجين في نيويورك.

ثم يشير السيد القائد في خطابه  إلى المرحلة والوضعية التي تمر بها الأمة منوها إلى سعة وحجم التحرك الامريكي ومجالاته قائلاً: ((هذه المرحلة كانت فِعْـلاً مرحلة خطرة جداً توجهت فيها أَمريكا بكل ثقلها بكل قدراتها بكل إمْكَـاناتها على نحو غير مسبوق وأتت إلَـى المنطقة وتحت هذا الغطاء تَـحَـرّكت في كُلّ الاتجاهات عَسكرياً للاحتلال المباشر وبدأت خطواتها باستهداف افغانستان وفيما بعدُ العراق، وهكذا تَـحَـرَّكت بشكل مستمر وأمنياً و سياسياً وثقافياً وفكرياً وإعْـلَامياً واقتصادياً في كُلّ المجالات ضمن خطط أعدت سلفاً مدروسة بعنايه وتنفَّذُ بشكل دقيق))..

وذكر حقيقة مرة فيما هي عليه الأنظمة من خنوع وذلة أمام الإملاءات والعصى الأمريكية فقال: ((معظم الأنظمة فقد اتجهت اتجاهاً آخر ونحت منحىً آخر هو منحى الاستسلام والإذعان والترهيب)).

وأمام هذا المشهد المأساوي والواقع المرير والصمت المخزي للأنظمة والشعوب ذكر السيد في خطابه السبب والدافع الذي لأجله أعلن السيد حسين مشروعه القرآني وصدعه بالصرخة والشعار كسلاح وموقف ووسيلة سهلة لكنها بالغة الأثر في استنهاض الأمة فقال: ((هذا المشروع القُـرْآني الذي هذا شعارُه يهدف إلَـى استنهاض الأُمَّــة لمواجهة التـَّحَـدِّيّات الكبرى والمخاطر الجسيمة التي تهدد وجودها نتيجة الهجمة الأَمريكية والإسْرَائيْلية غير المسبوقة وَإلَى تصحيح وضع الأُمَّــة بالعودة إلَـى القُـرْآن الكريم والتثقف بثقافته والاهتداء به وَإلَى التَّـحَـرُّك العملي وفق خطوات متعددة كان من بينها الشعار ومن بينها مقاطعة البضائع الأَمريكية والإسْرَائيْلية ونشر الوعي في أوساط الأمة)).

ثم يأتي الخطاب ليكشف الأساليب القذرة التي تنتهجها أمريكا لتحقيق مآربها وفرض هيمنتها فقال: ((سنتحدثُ حول الأُسْـلُـوْب أَوْ الأَسَالِيْب التي اعتمدت عليها أَمريكا لندرك أَهَميّة وجدوائية هذا التَّـحَـرُّك في المقابل)).أ .هــ

 وذكر من هذه الأساليب: ((اختلاق الذرائع وصناعة المبررات، يخلق ذريعة معينة يجعل منها العنوان الذي يزحف به على المنطقة الذي يتغلغل من خلاله إلى داخل كُلّ بلد من بلدان هذه المنطقة عَسكرياً وأمنياً الذي يجعل منه العنوان الذي يسوّغ له ويبرر له أن يضرب ويوجه ضرباته في أي بلد في أية منطقة وأن يتَـحَـرّك على المستويات سياسياً وعَسكرياً وأمنياً وحتى اقتصادياً وإعْـلَامياً، فأتى من ضمن هذه العناوين عنوان الإرْهَـاب، وعنوان مكافحة الإرْهَـاب والقاعدة، ثم الكثير مما نتج عن هذا العنوان ولّدت القاعدة كثير من بناتها)).

ومن الأمور الهامة التي أشار إليها الخطاب تلك الخطوات التي يمرر الأمريكي عبرها مشاريعه ويستهدف بها الشعوب سعيا لترويضها وفرض سياسة  الأمر الواقع فقال : ((يتَـحَـرّك في خطوات كثيرة لضرب الشعوب يتَـحَـرّك حتى على مستوى التحكم في الإعْـلَام والتحكم بالمناهج المدرسية. الصناعة لثقافة للفكر للرأي العام يشتغل في كُلّ الاتجاهات، وأمامه هذا العنوان يجعل منه غطاءً يموّه به تَـحَـرُّكَه أَوْ أَهْـدَافه الحقيقة في إطَار هذا التَّـحَـرُّك والبيئة، البيئة القامة في الواقع العربي والعالم الإسْـلَامي في معظمها لدى فئة واسعة لدى شريحة واسعة من أَبْنَـاء العالم الإسْـلَامي من أَبْنَـاء المنطقة بيئة قابلة.. قابلة لأَن تخدع؛ لأَن تتقبل هذه العناوين؛ لأَن تتفاعل معها لمصلحة الأَمريكي نفسه بما يخدم الأَمريكي)).

إن محاربة ومكافحة ما يسمى بالإرهاب هذا الشعار المعلن الذي تبناه النظام العالمي لمآرب خبيثة وفي مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة الامريكية يأتي السيد ليذكر الغرابة لهذه التحرك المريب فيقول بعبارات واضحة الدلالة: ((وإذا جئنا بكل بساطة إلَـى استقراء هذه المرحلة الماضية منذ إعْـلَانه لحملته لمحاربة ما يسمى بالإرْهَـاب ومكافحة ما يسمى بالقاعدة، وَإلَى اليوم ترى أن المَسْــألَـة غريبة، الأَمريكي يأتي إلى المنطقة، يحشد كُلّ قواه)).

مشيرا إلى أن الهدف من ذلك كله هو اختراق الامة الإسلامية والعربية في كل شؤونها ومعرفة أسرارها حيث قال في هذا الشأن: ((يتَـحَـرّك بكل إمْكَـاناته بكل ثقله ويحرك معه الآخرون من كُلّ من يدور في فلكه ويشتغل على أعلى مستوى بشكل كبير ضمن مشاريع شاملة يخترق فيها واقع الأُمَّــة في كُلّ واقع الأُمَّــة يخترق فيها واقعها السياسي واقعها الاقتصادي واقعها الأمني واقعها العسكري، يخترق فيه سيادتها وينتهك فيه سيادتها، ويفقدها استقلالها، وهذا التَّـحَـرُّك الكبير الهائل الذي هو شامل على المستويات وفي كُلّ المجالات ووصل إلَـى عمق هذه الأُمَّــة إلى كُلّ منطقة فيها وَإلَى كُلّ بلد مؤثراً متحكماً صَنَّاعاً الكثير من الأحداث، مع كُلّ ذلك لم تزدَدْ هذه المَسْألَة أو مشكلة إلا تعقيداً إلا تفاقماً.

الأَمريكي بدأ يتَـحَـرّك ويقول هناك في الـيَـمَـن خمسة إرْهَـابيين وهناك في العراق كذا.. كذا وهناك في ذلك البلد عشرة في ذلك البلد ثمانية في ذلك البلد 200، هنا في هذا البلد واحد من عناصر القاعدة، ثم بدأت هذه الظاهرة تتنامى برعاية من الأَمريكي وبدعم من كُلّ أَدَوَاته من كُلّ أَدَوَاته برعاية ودعم واضح، الكل يعرف أن ما لدى هؤلاء القاعدة وداعش وأخواتهم وبناتهم وما إليهم من تشكيلات تفرعت عنهم أنها لديها من الإمْكَـانات والتمويل ما يقدر اليوم بمليارات الدولارات وأن هذه المليارات تأتي إليها من دول معينة. أمريكا تتَـحَـرَّكُ على كافة المستويات لضرب الأمة)).

يأتي بعد ذلك دور المنافقين المتاجرين بالإسلام  في خطاب السيد  ليبين خطرهم على الأمة ويؤكد على ضرورة أن يسموا بأسماءهم التي سماهم الله بها قائلاً: ((واليوم من يشكل أَكْثَرَ إيلاماً وأوجاعاً في داخل الأُمَّــة، من يساهم في أَكْبَر عملية تخريب وهدم في داخل الأُمَّــة إلا المنافقون، بعضهم الآن أنظمة، بعضهم اليوم مكونات شعبية، لكنهم كلهم يتَـحَـرّكون تحت المظلة الأَمريكية والإسْرَائيْلية المعادية للأُمَّـة والساعية إلَـى هدم كيان هذه الأُمَّــة بالكامل، هذه الفئة فظيعة سيئة عند الله وعند خلقه ويجب أن تعاد التسمية القُـرْآنية عنهم وان يسموا بأسمائهم القُـرْآنية؛ لأنها ستشكل عاملاً مساعداً في حماية البسطاء من الناس كي لا ينضموا إليهم ويستقطبوا تحت العناوين المخادعة، ويكفي أن يجمع الإنْسَـان بين ممارساتهم وتَـحَـرّكاتهم وأوصافهم ثم ينظر كيف هم في القُـرْآن الكريم ليعرف سوءَهم، بلغ من سوئهم أن يقول الله عنهم، (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)، ولعنهم كَثيراً في القُـرْآن الكريم في آيات كثيرة؛ فلذلك العملاء هؤلاء يمثلون فِعْـلاً حالة سلبية كبيرة في واقع الأُمَّــة تقدم خدمات كبيرة لأَعْــدَاء الأُمَّــة من خارجها وتعاني الأُمَّــة اليوم منهم الأمرين الأمرين)).

وامام التحرك العدواني والسعي الأمريكي الكبير لاستعباد الشعوب وكذلك الدور السلبي والمخزي الذي يتحرك فيه المنافقون لتدجين الامة وترويضها للقبول بالمحتلين والغزاة وإبعادها عن حقيقة الدين والعبودية الكاملة لله هنا وأمام هكذا واقع يخاطب السيد الشعوب ويستنهضها ويحملها المسؤولية ويدعوها للتحرك الجهادي بوعي مستثيرا فطرتهم وإنسانيتهم قائلا: ((وبالتالي مسؤوليتُنا تجاه أنفسنا ومن الحق لنا أن نتَـحَـرّك وأن لا نكترث لكل أولئك الآخرين، يريدون أن تكون شرعية التَّـحَـرُّك لأَمريكا ويجعلون لها الحقَّ المطلق أن تتدخل في كُلّ شؤون هذه الأُمَّــة في شؤون كُلّ شعوبها وان تفعل ما تريد عَسكرياً أَوْ أمنيا أَوْ سياسياً أَوْ اقتصادياً وتتخذ أية خطوة ثم يقولون لك ليس لك الحق أن تتَـحَـرّك للدفاع عن نفسك لا أنت متمرد أَوْ انقلابي أَوْ إرْهَـابي أَوْ أي عنوان ليس لك الحق أن تتَـحَـرّك لما تقتضيه فطرتك ومبادئك ودينك وثقافتك وأَخْلَاقك ليس لك حق الحرية يجب أن تبقى خانعاً لهم مستسلماً لهم مذعناً لسياساتهم وتوجهاتهم، من الطبيعي أن يقولوا ذلك، أَعْــدَاء ويتَـحَـرّكون بطريقة عدائية سيقولون لك استسلم لنا اعطنا سلاحك، قدم إلينا رقبتك، اخضع لنا كن عبداً لنا، هذا ما يريدونه.

اللوم على الشعوب حينما تقبل هي بالخنوع، أولئك من الطبيعي أن يقولوا أي شيء مهْما كان سوءاً، مهما كان باطلاً هم أهل الباطل، لا يفاجئ الإنْسَـان بأي شيء من جانبهم أن يقولوا الباطل المحض، أن يقولوا ما لا مستند له أن يتَـحَـرّكوا بما لا حق لهم فيه نهائياً، هذا طبيعي، هم هكذا هم أهل الشر هم أهل الباطل هم المجرمون هم الظالمون هم المتكبرون هم المفسدون، من الطبيعي أن يتكبر أن يطلب الباطل أن يطغى أن يرتكب الجرائم هذا ليس غريباً عليه هو هكذا وإلّا ما كان متكبراً ولا مجرماً ولا سيئاً ولا مفسداً ولا ظالماً لكن لأنه كذلك ستكون تصرفاته وسلوكياته وأقواله ومطالبه بحق الشعوب متفرعة عن ذلك بالتأكيد.

ولذلك على الشعوب اليوم؛ لأَن الخيار اليوم بين أن تكون عبداً لربك الله أَوْ تكون عبداً لأعدائك يستعبدونك فيما فيه إذلال لك وقهرٌ لك وإهانة لك وتدمير لك وخسارة لك في الدنيا والآخرة، أما الله وهو فاطرك وخالقك وخالق الكون ومدبّره فاستعباده لك استعبادُ رحمة ورعاية وفضل وتكريم وسعادة وعزة وخير في الدنيا والآخرة يمنحك علماً يمنحك حكمة يهديك إلى الخير في الدنيا والآخرة وأين يمكن للإنْسَـان أن يقبل بين عبودية لأعدائه بكل ما فيها من سوء أَوْ عبودية لربه الله خالقه بكل ما فيها من شرف وعزة وخير في الدنيا والآخرة)).

ويكون مسك ختامنا لهذه الإطلالة المقتضبة لخطاب السيد القائد في ذكرى انطلاق الصرخة مع الموقف القوي والحازم هذا الموقف العظيم والكلام البليغ والمزلزل والمرعب للطغاة مؤكدا على خيار المواجهة والجهاد لامريكا وأدواتها من المنافقين قائلا: ((ما الذي يريدونه- الامريكيون والمنافقون- قَدَّمَ وفدُنا الوطني في الكويت كُلَّ التنازلات الممكنة إلى حَــدِّ الإجحاف بهذا الشَّـعْـب، لم يكفهم ذلك قالوا نريد أن تستسلموا أولاً، ما يريدونه من شعبنا الـيَـمَـني هو الاستسلام، وهذا هو المستحيل، هذا هو المستحيل الذي لا يمكن أَبداً، يأبى لنا الله، تأبى لنا فطرتنا الإنْسَـانية، يأبى لنا شرفنا الإنْسَـاني، تأبى لنا قيمنا الدينية ومبادئنا الدينية انتماؤنا للإسْـلَام عروبتنا الأَسَـاسية والأصلية، تأبى لنا أن نستسلمَ لأي أحد.

لينتظروا المستحيل والله لأَن نتحوَّلَ إلى ذرات تُبعثَرُ في الهواء أشرفُ لدينا وأحبُّ إلينا وأرغبُ إلينا من أن نستسلمَ لكل أولئك الأنذال المجرمين المفسدين في الأَرْض الطواغيت المتكبرين الذين لا ينبغي أن يقبل إنْسَـان بهم في إدارة فندق أَوْ مطعم أَوْ بقاله أَوْ أي شيء ما بالك أن يسلّم لهم نفسه وسلاحه وبلده ورقبته، هذا هو المستحيل الذي لا يكون ولن يكون)).

 

 

الدلالات: