بيان رابطة علماء اليمن بشأن مزعوم تحالف اسلامي ضد ما يسمى الإرهاب

نشر بتاريخ: أربعاء, 16/12/2015 - 9:33م

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر المنتجبين، ومن سار بهديه إلى يوم الدين وبعد: تابعنا ما تناقلته وسائل الإعلام من إعلان مملكة آل سعود عن تحالف عسكري ضد ما يسمى "الإرهاب"، ومشاركة عدد من الحكومات العربية وغير العربية في هذا التحالف، الذي يهدف كما يتم الترويج له للحرب على العناصر المسمّاة "إرهابية". وإننا في رابطة علماء اليمن لنؤكد بأن هذا التحالف العسكري ليس إلا خدعة لذر الرماد على العيون بعد أن افتضح أمرهاعلى الملأ باعتبارها الحاضن الأول للفكر والسلوك المتطرف والراعي الرسمي للحركات والتنظيمات الإجرامية التي يطلق عليها أسماء وهمية من قبيل "القاعدة" و"داعش" وغيرهما. وما يجري في بلادنا اليمن –وكذا في سوريا- على سبيل المثال وليس الحصر؛ يكشف حقيقة ما قامت به المملكة السعودية من عدوان سافر وحصار غاشم على اليمن واليمنيين، قصفت خلاله مساكن المدنيين والمستشفيات والمدارس والطرق والجسور والمزارع وغيرها من البنى التحتية للبلد، وقتلت الآلاف من الأبرياء بينهم الكثير من النساء والأطفال الذين لاذنب لهم ولا جرم إلا أنهم يمنيون أحرار، كما شردت مئات الآلاف من الأسر عن منازلها، وقطعت خطوط الإمداد والاستيراد لكل البضائع والمنتجات الضرورية لاستمرار الحياة داخل اليمن، وهذا فيه من الدلالة الكافية والبرهان الساطع لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد؛ بأن أولئك المعتدين من السعوديين والأمريكيين ومن تحالف معهم قد تجردوا من كل القيم الدينية والقانونية والإنسانية، وأنهم بعدوانهم وحصارهم هذا وقتلهم عمداً وعدواناً للأبرياء والأطفال والنساء لا يختلفون عن عناصر ما يسمى "الإرهاب"، والتي تفخخ وتفجر وتذبح المدنيين الأبرياء بدم بارد ودون أن يردعها وازع من دين أو أخلاق. ولذا فإننا نؤكد بأن مهمة مواجهة تحالف العدوان السعودي الأمريكي لازالت قائمة وضرورية وتحتاج من كل اليمنيين لبذل المزيد من الدعم والالتفاف حول أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين انتصروا بفضل الله سبحانه وتعالى في جميع الجبهات وحققوا نتائج مبهرة وعظيمة لقنت العدو دروساً لا تنسى في صمود وتضحيات الشعب اليمني دفاعاً عن أرضه وبلده واستقلال سيادته وقراره السياسي من التدخلات والانتهاكات الخارجية. وننوه بأن المواطن والفرد العربي والمسلم وكل الشعوب العربية والإسلامية هي المتضرر الأكبر من جرائم عناصر ما يسمى "الإرهاب"، وبالتالي فإنها المعني الأول والأخير بمواجهة هذا الخطر والقضاء عليه، ولا يجب الركون على مزاعم الدول والحكومات العربية المنبطحة للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة، والتي تعمل على تنفيذ مخططاته من خلال إثارة النعرات والخلافات والحروب بين المسلمين . وفي هذا السياق تدعو رابطة علماء اليمن أبناء الأمتين العربية والإسلامية عامة وأبناء الشعب اليمني خاصة للتمسك بقيم الوحدة وروح التسامح والألفة والمحبة فيما بينهم كأخوة في الدين ونظراء في المواطنة والحقوق المتساوية، وعدم الانجرار وراء فتاوى التكفير ولا دعوات الفتنة والتفريق فيما بين أبناء الدين الواحد.والوطن الواحد والمصير الواحد. كما ندعوهم إلى الحذر من الوقوع في هذا الفخ الخبيث الذي يهدف الى القضاء على كل فكر مقاوم متطلع إلى الانعتاق من هيمنة الدول الإستكبارية وذيولها في المنطقة والعالم الاسلامي سائلين المولى عز وجل أن يوفق شعوبنا لما فيه الخير وصلاح الحال، وأن يرحم شهداءنا ويشفي جرحانا ويخذل عدونا الصهيوني الأمريكي وأدواته في منطقتنا العربية والإسلامية والعالم، إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً. صادر عن رابطة علماء اليمن 4 ربيع الأول 1437هـ الموافق 16ديسمبر2015م

الدلالات: