المشروع الصهيو تكفيري ..

نشر بتاريخ: سبت, 12/09/2015 - 4:42م

المشروع الصهيو – تكفيري

عندما ندقق في الأحداث التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن ونعود بالذاكرة إلى ما شهدته من أحداث في نهاية سبعينيات القرن الماضي لن نجد صعوبة في اكتشاف الترابط الوثيق بين هذه الأحداث وتلك من حيث الهدف التي يسعى من يشارك في صنع الأحداث إلى تحقيقه وهو بالتحديد هدف تقسيم المنطقة إلى كيانات دينية وعرقية تخدم في الأساس المشروع الصهيوني الذي أوجد كيان الاحتلال المسمى (إسرائيل) في قلب منطقة الشرق الأوسط..

وهو كيان عنصري يقوم على أساس ديني وعرقي.. فهذه الدويلة المسماة (إسرائيل) هي كما يقولون ويخططون وينفذون دولة يهودية أو دولة لليهود.. ولكي يتم هذا فإنه لا بد من أن تقوم في المنطقة دويلات أو دول على نفس الأساس (الديني والعرقي)... لهذا بدأت الحركة الصهيونية في وضع الخطط والاستراتيجيات التي من خلالها تحقق هذا الهدف .. وكان في مقدمة تلك الخطط والاستراتيجيات ما كشف عنه الكاتب الهندي ( ر . ك . كارانجيا ) في الكتاب الذي أصدره عام  1957م  والذي حمل عنوان ( خنجر إسرائيل ) ..

وعندما احتضنت الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس المصري الراحل أنور السادات أو ارتمى في حضنها ودفعت به نحو القيام بما أسماه (مبادرة السلام) وزيارة القدس المحتلة في نوفمبر 1977م إنما كانت تهدف إلى تمهيد الأرض وإفساح المجال لتنفيذ ذلك المخطط ...

وقد تحدث الكاتب الهندي وهو صاحب مجلة ( بليتز ) الهندية في كتابه عن المطامع الصهيونية مدعماً ذلك بالوثائق ...

ويقول كارانجيا في مقدمة الكتاب :

( إن الوثيقة المثيرة التي تنشر في هذا الكتاب قد وصلت إلى يدي عن طريق صديق موثوق في مركز قيادة حلف بغداد في العراق ... وإنني مدين بعنوان الكتاب ( خنجر إسرائيل ) لصديق عربي شبَّه إسرائيل بخنجر أجنبي مسدد إلى رقبة العالم العربي .. )

ويضيف الكاتب الهندي :

( ولا مندوحة لي عن الاعتراف بأن تصوير إسرائيل على هذا الوجه كان غريباً بالكلية عن التفكير الهندي ، فقد اعتدنا النظر إلى الصراع العربي – الإسرائيلي على أنه ظاهرة من ظواهر التنافس الاقتصادي والخلافات الدينية ، بيد أن حرب السويس قد فتحت أعيننا لأول مرة على دور إسرائيل كخنجر بيد الاستعمار مسلط على رؤوس العرب .. ) ..

ويمضي كاراجينا في مقدمة كتابه قائلاً :

( لقد ذكرت هذه الحقيقة لسيادة الرئيس جمال عبدالناصر خلال المقابلتين الطويلتين اللتين تمتا بيني وبينه في إذار ( مارس ) من هذا العام (1957م ) ... ) ..

ويشير الكاتب الهندي إلى أنه يُعيد في هذا الكتاب ( خنجر إسرائيل ) نشر بعض مادار بينه وبين الرئيس عبدالناصر حول ما يتعلق بمشكلة ( إسرائيل ) لأن ذلك يستحق النشر ثانية بعد أن كان قد قام بنشر المقابلة كاملة قبل إصدار هذا الكتاب ..

ويوضح كارانجيا سبب إعادة نشر بعض مادار في المقابلة فيقول :

( إن الخطة السرية للأركان العامة الإسرائيلية وهي الوثيقة التي يتضمنها هذا الكتاب تؤيد أسوأ مخاوف الرئيس جمال عبدالناصر ... ) ..

ومن بين ما أعاد الكاتب الهندي نشره من المقابلة ما يلي :

(سؤال كارانجيا : لقد سمعتهم في سوريا يقولون أن إسرائيل تتدلى كخنجر مسدد إلى رقبة العالم العربي ولا بد لي من الاعتراف واستميحكم العذر إذا قلت إنني دُهشت إلى حد ما لهذه العداوة الشديدة التي يُكنّها العرب لإسرائيل ذلك أننا في الهند نميل إلى اعتبار القضية مشكلة دينية و اقتصادية ، ونظن أنه من الأفضل للعرب أن يقبلوا واقع دولة إسرائيل وأن يصلوا معهم إلى تسوية عن طريق التفاوض وبروح الواقعية والمساومة ، فهل لسيادتكم أن تدلوا بوجهة نظركم حول هذه القضية الحيوية ؟؟ ..

جواب عبدالناصر : إنني أعلم أن هذا هو الرأي السائد في الهند وقد سعيت إلى إيضاح الناحية الأخرى الأكثر حيوية وهي قضية الصهيونية وإسرائيل للسيد نهرو – رئيس وزراء الهند – وغيره من الزعماء الهنود .. والحقيقة المجردة هي أن إسرائيل لم تعد تتدلى كخنجر مسدد إلى رقبتنا فحسب بل إنها اليوم خنجر مرشوق في صميم لحومنا في سيناء وغزة والعقبة وغيرها من الأماكن ...

وفي معرض إجابته تحدث عبدالناصر عن خطط الكيان الصهيوني لاغتصاب الأرض العربية وإخراج السكان العرب من ديارهم لاجئين فسأله الكاتب الهندي :

لقد أصبح واضحاً ياسيدي الرئيس ، فما الذي تنونه لمعالجة هذا الخطر ؟؟؟ وأعني بذلك لايوجد حل وسط بين إبادتكم إياهم وإبادتهم إياكم ؟؟ إلا يمكن حل المشكلة على أساس قرارات الأمم المتحدة عام 47- 1948م ؟؟؟

ورداً على هذا السؤال يقول عبدالناصر :

إنك تدرك تماماً كيف أن إسرائيل قد مزقت تلك القرارات ولم تكتف بذلك بل أخذت الآن تطالب بالمزيد من الغنائم والأسلاب في غزة والعقبة وتعويضاً لها على عدوانها وزيادة عن المشاكل التي خلقها تحديها للعرب وللرأي العام العالمي عام 47 – 1948م فقد أُضيف الآن خطر الاستعمار والتوسع والعدوان الصهيوني بالتحالف مع أسيادها الغربيين ... والحل الوحيد الذي أراه هو في تماسك العرب وتضامنهم الجماعي ، وعلينا أن نجعل من أنفسنا أقوياء قادرين سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ، وعلى الأخص وفي المقام الأول عسكرياً لحصر الخطر الاستعماري الإسرائيلي الجديد ..

ويقول الكاتب الهندي كارانجيا في كتابه ( خنجر إسرائيل ) معلقاً على الجزء الذي أعاد نشره في الكتاب من مقابلته مع الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر :

عندما جرت هذه المقابله مع الرئيس جمال عبدالناصر لم أكن قد حصلت بعد على خطة العدوان والغزو التي أعدتها الأركان العامة الإسرائيلية ، ولكن عندما قرأتها الآن أدركت كيف أن القادة العرب كانوا على حق كل الحق ، فهاهي الخطة الاستراتيجية بجميع محتوياتها التي توحي بأن الإسرائيليين المكرة المحتلين يعرفون ما يريدون ويعنون تنفيذ تهديداتهم الرامية إلى ضم المناطق العربية الشاسعة التي تمتد حدودها من السويس إلى نهر الليطاني إلى الخليج العربي ، وأن هذا هو الحد الأدنى لخططهم الشريرة ، إن هذا هو الحد الأدنى من الخطة ينتظر – برأي الأركان العامة الإسرائيلية – العون من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا .. فلا عجب والحالة هذه أن تأخذ القومية العربية في البحث عن التعاون الاقتصادي والعسكري في أماكن أخرى ولكن ماهو في نظري أهم وألزم لبقاء العرب هو قضية التماسك والتضامن الجماعي في وجه الخطر المشترك على الوطن العربي كله ...

هكذا جاء تعليق كارانجيا على ما ورد في إجابة عبدالناصر .. وهو تعليق لا يحتاج إلى تعليق وإنما يحتاج إلى تأمل عميق في ما تضمنته كلماته ومقارنة مضامينها مع ما جرى من أحداث وتطورات على صعيد الصراع العربي – الصهيوني منذ ذلك الحين (1957م ) حتى الوقت الراهن ...

وفي الكتاب ( خنجر إسرائيل) نشر كارانجيا الخطة الاستراتيجية للجيش الإسرائيلي لعام 1956م – 1957م مترجمة عن الأصل العبري وهي الوثيقة التي أشار إلى أنه حصل عليها ( عن طريق صديق موثوق في مركز قيادة حلف بغداد في العراق ) ..

وقد تضمنت تلك الخطة ( الوثيقة ) السبل الكفيلة بتحقيق أهداف ( إسرائيل ) التوسعية من خلال دراسة مستوفية للظروف السائده في تلك الفتره سياسياً واقتصادياً وعسكرياً والاحتمالات المختلفة لتطور الظروف خلال الحرب على كافة المستويات وسبل معالجة الظروف الجديدة حسب تطوراتها ...

وحددت الخطة الشروط السياسية التي تحتاج إليها ( إسرائيل ) مسبقاً لكي تشن هجوماً عسكرياً ..

والشروط التي حددتها هي :

  1. رغبة الدول الغربية في إثارة حرب إسرائيلية – عربية هدفها إنشاء حلفهم الدفاعي الإقليمي المطلوب .
  2. رفض الدول الغربية التدخل فعلاً في شؤون الشرق الأوسط ..
  3. تقوية الصراع الداخلي بين الدول العربية ..

وجاء في الخطة :

( لن يتسنى للدول العربية أن تجابه إسرائيل بمقاومة عظمى إلا إذا كانت متحدة ، وما دامت أي من الدول العربية أضعف من إسرائيل وتبعاً لذلك غير قادرة وحدها على شن حرب ضدها فإن الوحدة العربية في الحرب ضرورية لاغنى عنها ، ويجتهد العرب الآن لتحقيق الوحدة السياسية والعسكرية متعظين بدرس الحرب الماضية ( حرب 1948م) .. لهذا السبب فإن عملاً سياسياً تحضيرياً في البلاد العربية يدار بمساعدة الغرب سيكون ذا أثر بالغ لنجاح عملياتنا العسكرية ، وسيكون هدفه إثارة الخلافات الداخلية و تعزيز القنوات المعادية لمصر في الدول العربية الأخرى ..) .

ومما جاء في الخطة الإسرائيلية أيضاً :

( ولكي ننمي أحوالاً أكثر مواتاة لإسرائيل ولتلطيف الشعور المعادي لها في الدول العربية يجب بذل الجهد لتحسين العلاقات مع الدول المجاورة ومع بعض الدول الافريقية .. وفوق كل شيء يجب إضعاف الشعوب العربية بحرمانها من نفطها وتقويض وحدتها ( الوحدة العربية ) .. )

هذه بعض مضامين الخطة ( الوثيقة ) التي نشرها كارانجيا في كتابه ( خنجر إسرائيل ) وهي لا تحتاج إلى مزيد من الجهد والوقت للتوصل إلى معرفة أن الأحداث والتطورات التي مرت بها المنطقة بما في ذلك مبادرات ومؤتمرات ما يسمى بـ( السلام ) ليست سوى حلقات في سلسلة المؤمراة الصهيونية وما يرتبط بها من الخطط التوسعية ومنها هذه الخطة التي حددت الغاية من الحرب وفقاً لما جاء في كتاب ( خنجر إسرائيل ) في ما يلي :

( إن الغاية من الحرب بين إسرائيل والعرب هي لتبديل خط الحدود القائم ، وإن احتلال الأراضي التي تدعيها إسرائيل سيحسن حالة بلادنا الاقتصادية والسياسية ، كما أن الحاجه للاستيلاء عليها يُمليها هدف الصهيونية الأساسي وهو إنشاء دولة سكانها ما بين 3 إلى 4 ملايين خلال حياة جيل واحد ... ومهمتنا هي اغتصاب الأراضي العربية وتوطيد سيطرتنا عليها ووضع ثروتها المادية في خدمة السكان اليهود .. يضاف إلى هذا أن الهدف السياسي من وراء اغتصاب الطرق الاستراتيجية المهمة في الشرق الأوسط وإقامة ممر عبر البلاد العربية ، ومنع الوحدة العربية ونشر الدعاية المواتية لإسرائيل بين أقليات الشرق الأوسط )..

وبعد أن حددت الخطة الغاية من الحرب انتقلت إلى تحديد المناطق التي يجب الاستيلاء عليها ... وجاء فيها ما يلي :

( إن متطلبات دفاعنا تجعل من الضروري الاستيلاء على المناطق التاليه :

  1. المنطقة الجنوبيه ، ومنطقة غزة وستضمن لنا سلامة مراكزنا الحيوية وستمكنا أيضاً من اغتصاب القطاع الجنوبي لشبه جزيرة سيناء وتأمين منفذ من إيلات ...
  2. شبه جزيرة سيناء وسيجعل احتلالها الهجوم المصري أمراً مستحيلاً وبالفعل ستكون مصر نفسها في خطر دائم من المهاجمة...
  3. المنطقة الشرقية ، غربي الأردن ( المثلث ) وتلال الخليل وشرقي الأردن بما في المناطق الصحراوية والاستيلاء على هذه المناطق سيُمكن إسرائيل من إقامة حدودها مع العراق والسعودية ...
  4. المنطقة الشمالية وتتضمن الجولان وحرمون والليطاني والقيام بشن هجوم في هذا القطاع سيجعل بالإمكان الاستيلاء على الجولان وبوغان وهرمان واليرموك وشمالي الجليل حتى نهر الليطاني ..

وبعد أن حددت الخطة المناطق المطلوب احتلالها جنوباً وشرقاً وشمالاً انتقلت إلى الحديث عن إجراءات تقويض الوحدة العربية وجاء فيها مايلي :

( لتقويض الوحدة العربية وبث الخلافات الدينيه بين العرب يجب اتخاذ الإجراءات منذ اللحظة الأولى من الحرب لإنشاء دول جديدة في أراضي الدول العربية ...

  1. دولة درزية ( منطقة الصحراء وجبل تدمر ) ...
  2. دولة شيعيه تشمل قسماً من لبنان ( أريتز أشر ) أي منطقة جبي عامل ونواحيها – جنوب لبنان -...
  3. دولة مارونية ( جبل لبنان حتى الحدود الشمالية الحالية للبنان )  ...
  4. دولة علوية ( اللاذقية حتى الحدود التركية ) ...
  5. دولة كردية ( شمال العراق ) ...

وستوزع الأراضي العربية ( بما في ذلك المنطقة الصحراوية ) بين الدول الجديده ، وتبقى المناطق العربية التاليه :

دمشق وجنوب العراق ومصر ووسط المملكة العربية السعودية وجنوبها ومن المرغوب فيه إنشاء ممرات غير عربية تشق طريقها عبر هذه المناطق العربية )

هذه هي الإجراءات التي جاءت في الخطة والتي تتخلص في رسم خارطة جديده للمنطقه تقوم على أساس ديني وعرقي يضمن الكيان الصهيوني من خلالها ( الخارطة الجديدة ) تقويض الوحدة العربية وبث الخلافات بين العرب وإدخالهم في دوامة الصراع الذي لا ينتهي عبر الخلافات التي يتم بثها بطرق وأساليب يجيدها الصهاينة أكثر من غيرهم مستغلين التنوع الديني والطائفي والمذهبي الذي تتميز به الأمة العربية والإسلامية وتحويل هذا التنوع من نعمة إلى نقمة.. والاختلاف الديني والطائفي والمذهبي الذي لايُفسد للود قضية إلى خلاف وتنازع وتناحر بين أبناء الأمة الواحدة...

وإذا كانت الإجراءات التي جاء في الخطة أنه ( يجب اتخاذها ) ... ( لتقويض الوحدة العربية وبث الخلافات الدينية بين العرب ) قد تعذر تنفيذها بالطريقة التي حددتها الخطة وهو إنشاء خمس دول تقوم على أسس دينية وعرقية ومذهبية وطائفية خلال جميع الحروب التي شنها الكيان الصهيوني بدءاً من العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م مروراً بعدوان الـ 5 من يونيو 1967م إلى غزو لبنان والوصول إلى مشارف بيروت عام 1982م وعدوان يوليو تموز 2007م على لبنان الذي أعلنت خلاله وزيرة الخارجية الأمريكية حينذاك كوندليزا رايس أن مخاض ولادة الشرق الأوسط الجديد قد بدأ... نقول إذا كان قد تعذر تنفيذ الإجراءات بالطريقة التي جاءت في تلك اللحظة فإن الكيان الصهيوني قد استطاع بمساعدة حلفائه وفي مقدمتهم الولايات المتحدة تحقيق الكثير على صعيد تقويض الوحدة العربية وبث الخلافات بين العرب بطرق مختلفة .. كما أنه يواصل السير في طريق تنفيذ تلك الخطة ويعمل جاهداً بمساعدة حلفائه داخل وخارج المنطقة في سبيل إعادة رسم خارطة المنطقة وإنشاء الدول الخمس التي وردت في الخطة ...

وإذا ما انتقلنا إلى الأحداث التي تشهدها المنطقة في الوقت الحاضر لن نجد صعوبة في اكتشاف الترابط الوثيق كما أشرنا في بداية هذا الموضوع بين ما يجري وما جرى من أحداث خاصة إذا ما دققنا النظر في حقيقة ما يجري في سوريا والعراق على وجه الخصوص وسألنا أنفسنا ماذا يعني اطلاق اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام على التنظيم المعروف اختصاراً باسم (داعش)؟.. وهو التنظيم الذي اعترفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في مذكراتها أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من قامت بتأسيسه..

وهنا نسأل أيضاً ماذا يعني أن الكيان الصهيوني يقوم بدعم الجماعات التكفيرية التي تقتل السوريين وتقاتل من أجل تدمير سوريا وتقسيمها وتفتيتها تحت مبرر إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد؟.

ونسأل أيضاً ماذا يعني أن يسخر الرئيس التركي الحالي اردوغان كل الإمكانيات التركية لدعم الجماعات التكفيرية في العراق وسوريا تحت مبرر إقامة دولة الخلافة الإسلامية؟..

إن الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك الترابط الوثيق بين المشروع الصهيوني والمشروع التكفيري بل ويمكن القول أنهما مشروع واحد هو المشروع الصهيو-تكفيري.

ولوذهبنا إلى أبعد من هذا فإنه يمكن القول إن الجماعات التكفيرية هي أداة من أدوات الحركة الصهيونية وأجهزتها الاستخبارية بدءاً من تنظيم القاعدة الذي أسسته المخابرات الصهيو – أمريكية لمحاربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان في بداية ثمانينات القرن الماضي.. ولم يكن غريباً ولا مستغرباً في ضوء هذا أن يكون عداء التكفيريين موجهاً نحو أبناء الأمة الإسلامية وليس نحو العدو الصهيوني الذي يحتل ويدنس أولى القبلتين وثالث الحرمين بل وأكثر من هذا أن تسود حالة الود والوئام والتعاون المشترك بين الجماعات التكفيرية والكيان الصهيوني، حتى أنه لم يتم رصد أي عملية من جانب القاعدة وأخواتها ضد هذا الكيان منذ عرف العالم اسم القاعدة ناهيك عن أنه في أكبر العمليات التي نفذتها القاعدة وهي عملية البرجين في نيويرك في الـ 11 من سبتمبر 2007م لم تقتل القاعدة يهودياً واحداً لأن اليهود في ذلك اليوم قد تم إبلاغهم مسبقاً بعدم الذهاب إلى أعمالهم في البرجين..