يوم القدس العالمي يوم الوعي والتعبئة وصد العدوان

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 07/07/2015 - 5:43م

 

يأتي يوم القدس العالمي هذا العام والمنطقة العربية تمر بظروف استثنائية خطرة للغاية تهدد وجودها، والقضية الفلسطينية تتعرض لمحاولة التمييع والتصفية، وبلادنا الحبيبة اليمن تتعرض لعدوان سعودي أمريكي صهيوني داعشي غاشم أهلك الحرث والنسل وأفسد في الأرض، وانتهك الحرمات واستهدف كل مقومات الحياة تماماً كما يحصل في فلسطين الحبيبة من قبل العدو الإسرائيلي، ولا عجب حيث أن عدو فلسطين هو عدو اليمن وبصمات إسرائيل واضحة في المجازر والجرائم التي تُرتكب بحق الشعب اليمني كما ارتكبت ذلك من قبل بحق الشعب الفلسطيني، فلم يعد يوجد فرق بين المشاهد في غزة وكل فلسطين في الاعتداءات والحروب الإسرائيلية المتكررة عليها وبين المشاهد التي تحصل في اليمن جراء العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني.

ومن هنا تأتي أهمية إحياء يوم القدس العالمي لهذا العام -أكثر من أي وقت مضى بقوة- في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك الذي قال الله تعالى فيه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة : 185] ومن هدى القران للناس وبيناته أن سميت سورة عظيمة من سوره الكريمة باسم معجزة نبوية لها علاقة مباشرة بالقدس والمسجد الأقصى، وهي الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وتصدرت سورة الإسراء بآية الإسراء التي حددت المسار والتوجه ونقطة الانطلاق والوصول في قضية الأمة الأولى والمركزية فلسطين حيث قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء : 1] فالمسار {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} والله تعالى قال عن المسجد الحرام {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة : 144] والمسجد الحرام الذي نتوجه إليه ونستقبله ونطوف حوله هو نقطة الانطلاق إلى المسجد الأقصى الذي نُسي من الوجدان والإعلام والتدين السعودي الوهابي بتواطئ آل سعود المتحالفين مع إسرائيل وأمريكا، والذين يشنون عدوانهم المقيت على أهل الإيمان والحكمة وإثارة الفتن في سوريا والعراق وليبيا والبحرين وكثير من البلدان في المنطقة العربية والإسلامية والعالم، واختلقوا جهاداً مزيفاً في تلك البلدان خدمة لأعداء الأمة بعد أن نجحوا بهذه الطريقة في جهاد روسيا وإخراجها من أفغانستان لصالح أمريكا، وأنشئوا داعش لتقوم بمهمة القتل والتدمير والمساهمة في الحفاظ على أمن إسرائيل.

 

أهمـية إحـياء يـوم القــدس العالمــي

وفي ظل هذا الواقع المرير والتزييف للوعي والخلل التربوي في السلوك والتفكير تكمن ضرورة إحياء يوم القدس العالمي، يوم التعبئة ضد العدو الإسرائيلي وكل المستكبرين ونصرة للشعب الفلسطيني وكل المستضعفين، وقد وضح الإمام الخميني رحمه الله الذي اقترح - موفقاً - يوم القدس العالمي في آخر جمعة من رمضان أهمية يوم القدس العالمي والهدف منه فقال: (أدعو جميع المسلمين في العالم أن يعلنوا آخر جمعة من شهر رمضان المبارك ـ وهو من أيام القدر ويمكن أن يقرر قدر الشعب الفلسطيني ـ يوماً للقدس، وأن يعلنوا خلاله عبر المراسيم الخاصة، عن تلاحم الأمة الإسلامية في الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني المسلم.

- يجب أن نعلن لجميع القوى الكبرى في يوم القدس أن يرفعوا أيديهم عن المستضعفين ويلزموا أماكنهم. إنَّ إسرائيل عدوة البشرية وعدوة الإنسان.

- يوم القدس هو يوم الإسلام ويوم إحياء الإسلام، فلابد من إحيائه وتنفيذ قوانينه وأحكامه في جميع الأقطار الإسلامية.

- يوم القدس يوم ننبّه فيه القوى العظمى بأن الإسلام لن يقع بعد هذا تحت سلطتكم بواسطة عملائكم الخبثاء. يوم القدس يوم حياة الإسلام، ولابد أن يستيقظ فيه المسلمون ويشعروا بقدرتهم المادية والمعنوية)  

ووضح الإمام الخميني رحمه الله أيضاً أن يوم القدس العالمي ليس خاصاً بالقدس بل يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين على مستوى العالم بقوله: (إن يوم القدس يوم عالمي، وليس يوماً يخصّ القدس فقط، بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين. يوم مواجهة الشعوب التي رزحت تحت ضغط الظلم الأمريكي وغير الأمريكي. يوم يجب فيه أن يستعد المستضعفون لمواجهة المستكبرين ويمرّغوهم في التراب) ويتضح من خلال ذلك أن اليمن كشعب مستضعف مُعتدى عليه مظلوم معني بيوم القدس كيوم لمواجهة المعتدين، ويوم الشعب اليمني لمواجهة الظلم الأمريكي وغير الأمريكي، وما ينطبق على اليمن ينطبق على الشعوب الأخرى كالشعب السوري والعراقي واللبناني والبحريني والليبي وكل الشعوب المستضعفة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني كرمز للشعوب المستضعفة، ومسؤولية الدفاع والنصرة للقدس كأهم قضية إسلامية وإنسانية.

 

يوم القدس العالمي والعدوان على اليمن

إحياء يوم القدس العالمي يفضح كل الزيف والخداع والمكر الذي يمارسه المستكبرون من الصهاينة والأمريكيين وعملائهم من السعوديين والداعشيين وغيرهم في عدوانهم على الشعوب المستضعفة، ومنها الشعب اليمني المستضعف والمظلوم إذ أن كل مبررات العدوان عليه يدحضها الوعي في يوم القدس، فتحالف المعتدين البغاة من الأمريكيين والسعوديين والإسرائيليين والداعشيين ومن دار في فلكهم أصبح واضحاً للعيان ولا يقبل الشك، ومبرر استعادة شرعية الخائن لوطنه وشعبه وأمته عبد ربه منصور هادي مثلها مثل شرعية وجود إسرائيل، ومبرر الدفاع عن الشعب اليمني مثله مثل الدفاع عن الشعب الفلسطيني بقتله وارتكاب أفضع الجرائم وأبشعها بحقه، ومبرر درء الخطر والتمدد الإيراني الذي يتهدد السعودية من اليمن وحق السعودية في الدفاع عن نفسها مثلها مثل درء إسرائيل الخطر على أمنها من قبل الفلسطينيين أصحاب الأرض والحق، ولا يعير آل سعود والأعرب من حولهم للخطر الإسرائيلي بالاً بل يتواطؤون مع إسرائيل في تمددها على الأرض الفلسطينية واللبنانية والسورية والمصرية، وتمددها الاستراتيجي على البحر الأحمر ودول الخليج، وعدم استشعار الخطر منها بل ويتحالفون معها بشكل سافر، ومبرر الدفاع عن الحرمين الشريفين مثله مثل الدفاع عن المسجد الأقصى بالتحالف مع من يحتله ويدنسه، ومبرر حماية الأمن القومي العربي باستهداف أصل العرب اليمن الحضاري متجاهلين تهديد وخطر وكارثة الوجود الإٍسرائيلي في قلب الأمة العربية في فلسطين، ومبرر الدفاع عن أهل السنة من الشيعة متناسين أن الكل مسلمون والمفترض أن المسلمين ضد العدو الصهيوني اليهودي، وأن المعتدين على اليمن على رأسهم الصهاينة والأمريكيين وهم غير مسلمين وليسوا من أهل السنة بل أعداء لكل المسلمين بما فيهم أهل السنة  والمفارقة أن من يقولون أنهم يشنون الحرب عليهم في اليمن وسوريا والعراق والبحرين وغيرها شيعة أن هؤلاء الشيعة هم من يدعمون المسلمين الفلسطينيين ضد اليهود الصهاينة، ومسلمو فلسطين سنة ولا يشرف أهل السنة أن يتحدث عملاء أمريكا وإسرائيل باسمهم، فأهل السنة أشرف وأكرم من أن يكون أولئك قادتهم أوحتى محسوبين عليهم.

 

افتضـــاح المنافقــين وخطـورة التفريــط

يوم القدس العالمي يكشف الحقائق المتعلقة بالصراع مع المستكبرين برؤية قرآنية، ويعطي المسلم الواعي البصيرة أن يفرق بين الحق والباطل، ويعود بالمسلمين إلى القران الكريم ليهتدوا بهديه ويستخلصوا الرؤية الحكيمة والعملية والناجعة في موضوع المواجهة مع المستكبرين وبالخصوص ما يتعلق بالقدس وفلسطين وبقية البلدان المستضعفة، ويتجه بالناس إلى السير وفق بوصلة القران التي تشير نحو القدس، ويحدد العدو الحقيقي والفعلي الذي اعتدى ويعتدي وما زال معتدياً على أرض الواقع وسيبقى عدواً  وهو أهل الكتاب من اليهود والنصارى وعلى رأسهم في عصرنا أمريكا وإسرائيل ومن دار في فلكهم تحت أي مسمى، قال الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة : 82] وقال سبحانه: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران : 186]  كما يفضح إحياء يوم القدس المنافقين العملاء من غيرهم من الملتزمين بخط الإسلام والمقاومة والحرية والجهاد في سبيل الله، يقول الإمام الخميني رحمه الله: (يوم يمتاز فيه المنافقون عن الملتزمين؛ فالملتزمون يعتبرون هذا اليوم «يوم القدس» ويعملون بما يجب أن يعملوا به، وأما المنافقون والمرتبطون بالقوى العظمى خلف الستار والذين يعقدون الصداقة مع إسرائيل لا يهتمون بهذا اليوم ويمنعون الشعوب من إقامة المظاهرات) لأن ذلك جزء من عمالتهم ونفاقهم وجزء من توليهم للقوى العظمى، قال الله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الحشر : 11] وقال سبحانه: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}[النساء: 138 ، 139]

ومن خلال هذا اليوم العظيم يتجذر الوعي بخطورة التفريط في التحرك العملي بالجهاد في سبيل الله ضد الخطر من بدايته، حتى لا يكون هناك موضع قدم للعدو على الأرض، كما حصل التفريط في فلسطين حين تقاعس كثيرون عن الجهاد في سبيل الله حتى تمكن الصهيوني من احتلال الأراضي العربية والإسلامية والتي نقول عنها الأراضي المحتلة، وكم ندفع ثمناً باهضاً جراء ذلك حتى اليوم، وهذا خلاف لو تم التحرك بسرعة ومنذ بداية الخطر، وما حصل أيضاً للشعب العراقي حين غزاه الأمريكيون، وحين انخدع بعض السوريين ببعض الفتاوى والإعلام المعادي واستقبال المقاتلين من شتى دول العالم للقتال في أرضهم، فتتجلى خطورة التفريط بالقعود وتجاهل التوجيهات القرآنية الحكيمة في التعامل مع الأحداث الكبيرة التي تعصف بالأمة التي تؤكد على ضرورة التحرك السريع والفاعل بالجهاد في سبيل الله بالمال والنفس كون ذلك هو الخير بعينة للأمة قال الله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة : 41] وقال سبحانه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 216] وهذا بحمد الله ما استجاب له اليمنيون حين نفروا للقتال والجهاد في سبيل الله بأموالهم وانفسهم ضد الداعشيين والمرتزقة والعملاء، وحين وقفوا وبكل ثقة بالله واعتماد وتوكل عليه واستعانة به ضد العدوان السعودي الأمريكي وتصدوا له بكل شموخ وعزة وإباء، وصمدوا صموداً اسطورياً وأعطوا درساً لكل الأمة، ونفخوا فيها روح المواجهة والحمية والجهاد مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وقوله : (إني لأجد نفس الرحمن من اليمن) وقوله: (إذا هاجت بكم اليمن فعليكم باليمن)

 

وحـــدة المعركـــة والمصـــير

إن المعركة التي يخوضها الشعب اليمني وفي مقدمته أنصار الله والجيش واللجان الشعبية، ويخوضها حزب الله  في سوريا إلى جانب الجيش والشعب السوري، وما يخوضه العراق ضد داعش وما يجري في البحرين هي نفس المعركة من أجل القدس، لأن العدو واحد والعملاء والمتواطئين هم أنفسهم في كل هذه الجبهات بدءاً بجبهة فلسطين، والشهداء الأبرار الذين يسقطون في هذه المعركة لا فرق بينهم وبين الشهداء الذين يسقطون على أرض فلسطين.

يوم القدس العالمي هو يوم البراءة من أعداء الله يوم الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، يوم التعبئة ضد من سام المسلمين سوء العذاب فقتل أبناءهم وانتهك أعراضهم ودنس مقدساتهم ونهب ثرواتهم واحتل أوطانهم، هو يوم الوعي الذي يزيد المسلم وعياً بعدالة قضايا الأمة ووحدتها وارتباطها ببعضها، كون المستكبرين المعتدين هم هم في كل الجبهات في أكثر من بلد ودولة، وعليه فإنه لم يعد فرق بين الفلسطيني واللبناني واليمني والسوري والعراقي والبحريني وكل أبناء الشعوب العربية والإسلامية المستضعفين، ويجب أن يكونوا يداً واحدة ويشكلوا جبهة موحدة، قال الله تعالى: (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة : 36] واليهود والنصارى هم ممن كفر بالله ولم يؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكل من يتولاهم من العرب والمسلمين يصبح منهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} 

إن يوم القدس العالمي يعطينا نظرة استراتيجية للأحداث التي نمر بها، وينتشلنا من التفكير السطحي الذي لا يرى ارتباطاً بين الأحداث وبين فلسطين وقضيتها، ولا يرى تأثيراً إيجابياً للانتصارات في جبهة اليمن ولبنان وسوريا وغيرها من الجبهات على جبهة فلسطين وطريق تحررها من الكيان الإسرائيلي الصهيوني الغاصب، على الرغم أنه يرى كيف تخوفت إسرائيل من انتصار الثورة الشعبية في اليمن وقلقت منها، واعتبرت السواحل اليمنية سواحل معادية، وبادرت مع النظام السعودي وأمريكا وحثالة العرب إلى الاعتداء على اليمن، وكيف تتأثر بما ينجزه حزب الله على الصعيد اللبناني في القلمون وعلى الصعيد السوري مع الجيش العربي السوري وهكذا .

إنه يوم استشراف النصر والفتح واليقين المطلق بتحقق وعود الله لعباده القائل: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}  والقائل: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} والقائل: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}

هو يوم العودة الصادقة إلى الرؤية القرآنية الصحيحة لمواجهة المستكبرين وتحرير القدس من دنس الصهاينة، إنه يوم عظيم ويوم إحيائي للقضية الفلسطينية، ويوم التعبئة والنفير يوم التحرك الجاد والعملي، يوم رفع الصوت والجاهزية، يوم توعوي، يوم الإسلام والحرية،  يوم قرآني محمدي علوي يذكرنا بخيبر وفاتح خيبر، والحمدلله الذي وفقنا إلى يوم نستلهم فيه السبل للدفاع عن أنفسنا.