إلى الأحبة في الجنوب

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 07/07/2015 - 4:06م

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

ندرك تماما حجم الضخ الإعلامي والتعبئة التي مارسها إعلام عبد ربه هادي وكذلك القنوات الممولة من دول الخليج في تشويه صورة أنصار الله لدى أبناء الجنوب وتصويرهم كمحتلين ومحاولة استغلال القضية الجنوبية واستثمارها لصالح المشروع السعودي في البلد وما نود ذكره لإخوتنا في الجنوب هي بعض النصائح النابعة من صميم قلوبنا ومن منطلق أننا شركاء في المظلومية فقد ظلم أبناء الشعب اليمني في الشمال على يد الأنظمة السابقة كما ظلم أبناء الجنوب ولم تكن المشكلة في طبيعة الأرض الشمالية أو طبيعة الأرض الجنوبية للبلد بمقدار ما كانت المشكلة في عقلية قادة النظام في الشمال الذين كانوا يبيتون للخيانة بتوجيه من السعودية وأمريكا

أمريكا والسعودية شاركت في حرب صيف 94م

فبالنسبة للجنوب الكل يعلم أن أمريكا هي من أعطت الضوء الأخضر لأمراء الحرب من القيادات الشمالية نكاية بروسيا لأن جمهورية اليمن الديموقراطية كانت مرتبطة بروسيا والجمهورية العربية اليمنية كانت مرتبطة بأمريكا , والكل يعلم كيف باركت السعودية حينها حرب صيف 94 الظالمة ودعمت علي عبد الله صالح والسؤال الذي لا بد أن يسأله كل جنوبي حر هو من هو الذي وقف بجانب أبناء الجنوب في تلك المحنة ومن الذي وقف ضدهم, وسنقوم بتفصيل ذلك فمن الواضح أن حزب الإصلاح كان شريكا أساسيا في الحرب على الجنوب واستخدم كل الوسائل العسكرية والإعلامية بل وأفتوا بكفر أبناء الجنوب واستباحوا دمائهم ونهبوا أراضيهم كما فعل علي صالح بل أشد ونفس الدور قام به علي محسن  وكذلك آل الأحمر وأما عبدربه هادي فقد كان خائنا بامتياز للقضية الجنوبية ولم يكن في يوم من الأيام يحمل هموم أبناء الجنوب , فكيف كان موقف السيد بدر الدين والسيد حسين إزاء تلك الحرب الظالمة.

موقف قيادة أنصار الله من مظلومية الجنوب.

 , لقد رفض السيد بدر الدين هذه الحرب الظالمة ورفض أن ينصاع كما انصاع الكثير من العلماء وكان مصيره النفي وكان السيد حسين البرلماني الوحيد الذي نظم مظاهرة في صعدة رافضة للحرب الظالمة وكان من السلطة في تلك المرحلة أن جهزت حملة اعتقلت فيها الكثير من طلاب السيدين , وعبر مراحل تحرك أنصار الله كانت مواقف أنصار الله مشرفة مع القضية الجنوبية من إفراج الأسرى الجنوبيين قبل غيرهم احتراما لمظلومية أبناء الجنوب رغم أنهم جاؤوا لقتل أبناء صعدة في صفوف السلطة الظالمة , وكذلك مواقف أنصار الله في مؤتمر الحوار التي كانت إلى جانب القضية الجنوبية وكانت مواقف بقية المكونات لا ترقى إلى مستوى موقف أنصار الله تجاه القضية الجنوبية وليس ذكرنا لهذه المواضيع من باب المن فنحن نشعر أنها مواقف يمليها علينا ضميرنا وديننا وإنما من باب التذكير حتى لا ينخدع إخوتنا من أبناء الجنوب بإعلام الدول والمكونات التي مارست القتل والامتهان لهم سابقا كما نشاهد الآن من انخداع بعض أبناء الجنوب بالإعلام المضلل.

        

النظام السعودي وأذياله في اليمن  وسياسة التلبيس:

إخوتنا في الجنوب يخبرنا الله في القرآن الكريم أن الظالمين وقادة الضلال عبر التاريخ يمارسون سياسة التلبيس ( أي الظهور بمظهر الناصح والمدافع عن الحقوق وإخفاء الدوافع السيئة والخبيثة كمن يدس السم في العسل) , ولكن لا يمكن أن ينخدع من تشرب ثقافة القرآن بهذه السياسة التي بدأ بها إبليس حين قال الله عنه ( وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ) لقد أخفى حقيقة ما يريد من آدم وهو إخراجه من الجنة وتستر بثوب النصيحة واقتدى به كل المجرمين ورموز الضلال عبر التاريخ فهذا فرعون الذي كان رأسا للفساد وطاغية , ذبح الأطفال واستعبد النساء يقول في مواجهة نبي الله موسى (إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد )  وها هم أئمة الكفر من اليهود يقول الله عنهم ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)  وهذا هو حال أئمة الكفر والنفاق والضلال في تاريخنا المعاصر(( تشابهت قلوبهم)) , وعلى رأس هذه القوى أمريكا وإسرائيل والسعودية والخائنون لوطنهم من عملائهم في اليمن من الجماعات التكفيرية وحزب الإصلاح وعبدربه منصور هادي وغيرهم من الخونة , تراهم يتسترون  خلف عناوين براقة , ومثيرة ((( الدفاع عن الشرعية , قائد المقاومة الجنوبية , خادم الحرمين الشريفين , الدفاع عن المقدسات , الدفاع عن الجمهورية, الدفاع عن الصحابة, الدفاع عن الجنوب )))لإخفاء بشاعة أهدافهم وخيانتهم لدينهم وأوطانهم , فيتحدث السعودي عن الدفاع عن الجنوب وهم من أعطوا الضوء الأخضر لعلي عبد الله صالح ولعلي محسن ولحزب الإصلاح لاجتياح الجنوب في حرب صيف 94ويتحدث حزب الإصلاح عن الدفاع عن الجنوب وهم من استباحوا دماء أبناء الجنوب وكفروهم ,والحقيقة هي أن السعودية فقدت هيمنتها على اليمن وحزب الإصلاح تعود على خيانة وسفك دماء أبناء شعبه وفقد مصالحه الغير مشروعة.

المقاومة الجنوبية أم الخونة والدواعش

فمن التلبيس الذي تمارسه القنوات التابعة للسعودية تصوير عبدربه هادي وكأنه قائد المقاومة الجنوبية , وتصوير الدواعش وكأنهم المقاومون الجنوبيون, فمنذ متى أصبح عبدربه هادي الذي خان القضية الجنوبية وشارك في حرب صيف 94 الظالمة قائدا للمقاومة الجنوبية , ومنذ متى أصبح كبار الدواعش والقاعدة الذين مارسوا النهب والسلب والإقلاق للسكينة العامة والذبح لبعض أبناء الشمال والجنوب قادة للمقاومة , ومنذ متى أصبح إعلام حزب الإصلاح إعلاما مقاوما حتى يتغنى بانتصارات المقاومة الجنوبية وهم من خانوا القضية الجنوبية واستباحوا دماء أبناء الجنوب وكفروهم في صيف 94 منذ متى أصبح إعلام الإصلاح إعلاما مقاوما وهم من ظهروا في قمة الخيانة والعمالة في بيانهم الأخير الذي يبارك العدوان الخارجي على بلدهم , وهم من جعلوا أفراد حزبهم في تعز يرددون شعار ( يا سلمان اقصف اقصف) هل هناك أحط من هذه النفوس.

عنوان (تحالف صالح والحوثيين في مواجهة الجنوب) عنوان لخلط الأوراق.

 وليكن في علم شعبنا في الجنوب أن هناك توجه سعودي أمريكي إصلاحي لتصوير الحرب في الجنوب بأنها حرب تحالف علي صالح والحوثيين ضد الجنوب مع أنهم يعلمون علم اليقين أن علي صالح غير مشارك في هذه الحرب التي هي لصالح أبناء الجنوب وموجهة لضرب الجماعات التكفيرية ومليشيات هادي الخائنة , وقد صرح في مقابلته الأخيرة مع صحيفة اليمن اليوم أن الجيش والأمن ليس بيده ,  والمراد من ذكر علي صالح في هذه الحرب هو تشويه صورتها عند أبناء الجنوب وخلط الأوراق لا أقل ولا أكثر , وعلى أبناء الجنوب أن لا يغتروا بإعلام السعودية وأمريكا لأنهم لا يهمهم أصلا أمر الجنوب فهم من أعطوا الضوء الأخضر لأمراء الحرب في الشمال لاجتياح الجنوب في صيف 94, ويحق لكل جنوبي حر أن يتساءل : لماذا بدأ الحديث في قنوات آل سعود في هذه المرحلة بالذات عن القضية الجنوبية رغم أنها قضية ومظلومية ممتدة منذ عشرين عاما؟.     

 نحن يمنيون قبل أن نكون شماليين أو جنوبيين

الأحبة في الجنوب لم تكن المشكلة في يوم من الأيام في مسمى اليمن فاليمن اسم لجنوب شبه الجزيرة العربية عبر مراحل التاريخ الغابرة ولا تحتاج المسألة إلى استدلال فجنوب اليمن كان يسمى (جمهورية اليمن الديموقراطية) فمن أين بدأت تظهر حالة العداء عند بعض أبناء الجنوب لمصطلح اليمن ,  فلا ينبغي أن نبالغ في العداء لدرجة أن ننجر خلف المشروع البريطاني الذي بدأ بفرض مصطلح الجنوب مجردا عن اليمن , وأنتم تعلمون أن من أجرم بحقكم بدأ يتهاوى فقد سقطت معظم قوة أمراء حرب صيف 94م الظالمة على يد الثوار الأحرار وجاء نظام جديد بدل السابق فهل من العدل أن يتم التعامل مع هذا النظام الجديد الذي ولد من رحم معاناة أبناء الشعب اليمني كما يتم التعامل مع نظام أمراء الحرب هذا لا يجوز.        

مدافعون عن الجنوب لا محتلون

الأحبة في الجنوب لا تصدقوا من يدعي أن أنصار الله جاؤوا محتلين للجنوب فكلكم يعلم أن من جر الصراع إلى الجنوب هو عبد ربه منصور هادي الذي أعلن الحرب من قصر المعاشيق على الثوار وقال بالحرف الواحد (أنه سيرفع علم اليمن في مران) وبدأ بتجميع الدواعش والاعتداء على المعسكرات وذبح أبناء الجيش , وجعل من الجنوب منطلقا للدواعش للاعتداء على أبناء الشعب وقاموا بقتل الكثير من رموز الثورة وكللوا إجرامهم بتفجير مسجدين من المساجد المحسوبة على أنصار الله  فما كان من الجيش واللجان الشعبية إلا مواجهة هذا العدوان وتطهير الجنوب من الدواعش وكل ذلك لصالح أبناء اليمن في الشمال والجنوب وليكن إخوتنا في الجنوب على يقين أن الثوار سيكونون إلى جانبهم في حل القضية الجنوبية حلا عادلا وبالشكل الذي يرضيهم.