العلامة المتوكل في خطبة الجمعة يوجه رسائل الصمود والتحدي ويبشر بالنصر المؤزر

نشر بتاريخ: سبت, 30/05/2015 - 1:56ص

في خطوة فاجأت الجميع وصل العلامة الدكتور طه المتوكل إلى جامع الحشحوش بمنطقة الجراف في صنعاء قبيل موعد رفع أذان الجمعة بنصف ساعة، بعد أن تغيب عن المنبر وعن المسجد أكثر من شهرين هي المدة التي تفصل ما بين اليوم وبين تاريخ 20/3/2015م وهو اليوم الذي تم فيه استهداف جموع المصلين وفي مقدمتهم الدكتور المتوكل بعملية تفجير انتحارية نفذها أحد عناصر ما يسمى بتنظيم القاعدة –الذراع المخابراتي الصهيوأمريكي- وبالتزامن مع تفجير آخر في مسجد بدر، راح ضحيتهما العشرات من الشهداء والجرحى، وتحديدا في تاريخ 20/3/2015م.
وما بين عمليتي تفجير مسجدي الحشحوش وبدر وبين عودة العلامة الدكتور اليوم لمنبره الذي ظل يخطب فيه ما يقارب العشرين عاماً، جرى ما جرى من عدوان غاشم لازالت مملكة آل سعود ومن ورائها أمريكا وإسرائيل تشنه على اليمن مستهدفة إلى جانب الإنسان اليمني والبنية التحتية لليمن كل القيادات الوطنية والثورية التي أفشلت المشروع الخارجي في اليمن، وأسهمت في توعية المواطنين بضرورة التحرك من أجل الاستقلال وحفظ سيادة البلد، وهذا ما أفقد آل سعود صوابهم وجعلهم يندفعون باتجاه العدوان العسكري الغاشم على اليمن واليمنيين.
اليوم عاد العلامة الدكتور طه المتوكل إلى منبر الجمعة، وعادت معه الثورة والحماسة لتسري في عروق المصلين، حيث تناول فضيلته بالتفصيل تاريخ آل سعود وطريقة تعاملهم مع تعاليم الدين الإسلامي بتحريفها وإفراغها من مضمونها، ومع المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها الآثار النبوية الشريفة في مكة وفي المدينة، وكيف قاموا بهدمها واستحداث المباني الاسمنتية عليها لإخفائها ولفت انتباه المسلمين عنها بأشياء أخرى من حطام الدنيا، وكيف أنهم عملوا طوال تاريخهم على تزييف وعي المسلمين من أجل التفريق فيما بينهم، حتى صنفوا الناس إلى وهابي موحد أو مشرك ضال.
ولفت في المقابل إلى كيف بالغ آل سعود في الاهتمام بقلاع وآثار اليهود، وكيف اعتنوا بترميمها والاحتفاظ بها بذات الشكل والهيئة حتى اليوم وفي نفس المكان التي وجدت فيه منذ ما قبل الاسلام.
كما تطرق فضيلة الدكتور المتوكل في سياق خطبته لطريقة تعامل آل سعود طوال تاريخهم الأسود مع اليمن واليمنيين، وكيف قاموا بتكفيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم، كما حصل في مجزرة (تنومة) التي ارتكبها عساكر عبدالعزيز آل سعود الوهابيون بحق مئات الحجاج اليمنيين الذين تم ذبحهم جميعاً بدون رحمة أو شفقة وهم في طريقهم إلى بيت الله الحرام ملبين لله ومحرمين له بالحج، وكيف عملوا على إضعاف اليمن واغتيال رؤسائه وكوادره وتهميش كفاءاته وعلمائه والتضييق عليهم مقابل إغداق الأموال على بعض المشائخ والعسكر ممن دانوا لآل سعود بالولاء مقابل بضع دراهم معدودة.
وأكد العلامة المتوكل بأن مملكة آل سعود تشن اليوم عدوانها العسكري الغاشم على اليمن وتقصف مدنه وتحاصر موانئه بعد أن فقدت آمالها باستعادة مشروعها الشيطاني المعقود بأيدي عملائها المحليين الذين أذاقوا شعبنا كل أصناف الظلم والجور والحرمان، مهيباً بأن الثورة الشعبية التي انضم لصفوفها كل اليمنيين الشرفاء والاحرار من مختلف المناطق والمشارب والمستويات، كان لها الفضل الكبير في طرد عملاء آل سعود خارج البلد، بعد أن رأوا قوة الحراك الثوري واتساع جماهيريته وشعبيته وعدم قدرتهم على الالتفاف على مطالب الشعب مما اضطرهم للهروب إلى أسيادهم في الرياض وشرعنة عدوانهم على كل شبر في اليمن.
مشيداً بصمود المواطنين والتفافهم الشعبي الكبير حول أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يسطرون أروع البطولات في مواجهة عناصر وميليشيا العمالة والارتزاق ومن يسمون بتنظيم القاعدة في مختلف الجبهات، ومنها جبهة الحدود الشمالية التي يفر منها جنود آل سعود خوفاً من مواجهة أبطال القوات المسلحة اليمنية وأبناء القبائل الشرفاء هناك، ومحذراً في ذات السياق من خطورة التهاون مع من تبقى من عملاء آل سعود في الداخل، الذين يحاولون اختراق الجبهة الداخلية ببث الشائعات واختلاق الأزمات وزراعة الشرائح والاحداثيات لطائرات العدوان السعودي الأمريكي.
وبشر فضيلة الدكتور المتوكل اليمنيين بالنصر المؤزر، معدداً ركائز القوة التي يمتلكها الشعب اليمني وقيادته الثورية الحكيمة، ومذكراً ببشائر النصر التي لاحت وتلوح بالأفق من تقدم في مختلف الجبهات وما يتلقاه العدو السعودي وأدواته من ضربات موجعة وحاسمة رغم استمرار الحصار والقصف الجوي يومياً وعلى مدى شهرين متتابعين.