رسالة رابطة علماء اليمن إلى علماء اليمن الميمون

نشر بتاريخ: أحد, 29/03/2015 - 10:05م

الإخوة علماء اليمن الميمون    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

   ها أنتم ترون ما حل في الساحة اليمنية وما وصل إليه أمر أهل اليمن من الحروب والفتن والقتل والدمار والخراب، حتى كان آخر ذلك التفجير الإرهابي الجبان على إخوتكم من المؤمنين المصلين يوم جمعتهم في مسجدي بدر والحشوش، الذي راح ضحيته المئات من الكبار والصغار والذي هز مشاعر الإنسانية وأحزن ضمائرها، والعدوان الغاشم والظالم والسافر من قبل السعودية وحلفائها من الظالمين المعتدين، في ظل التفرق والتباعد والانقسام بين الناس لا سيما العلماء منهم، حتى صار في أذهان كثير من الناس أن العلماء هم سبب الفرقة والانقسام، وأنهم يتحملون وزر ما يحدث في الساحة ولعلهم لم يبعدوا عن الصواب، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (صنفان من أمتي إن صلحت صلحت أمتي ، وإن فسدت فسدت أمتي: الملوك، والعلماء)

   وأنتم تعلمون أن هذا الفكر المتطرف الإرهابي التكفيري لم ولن يميز بين  أناس وأناس، ولن يسلم من شره أحد وأنه كما اعتدي على البعض فسيكرر عدوانه على الكل، حتى إنه إذا لم يجد من يعادي فسيعادي بعضه بعضاً ويحارب بعضه بعضاً كما لا يخفى.

    وهذا ما يوجب على العلماء أن يظهروا علمهم ويبرئوا ساحة ذمتهم أمام الله وأمام خلقه، وأن يخرجوا من الصمت الرهيب والمريب في الوقت نفسه إزاء ما يجري في الساحة، فالمؤمنون إخوة والله يحتم على العلماء أن يصدعوا بكلمة الحق تصديقاً لقوله تعالى: (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ ولا تكتمونه) وقوله: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)  كما يوجب عليهم أن يجمعوا كلمتهم ويوحدوا صفوفهم في مواجهة الإرهاب وفكره المتطرف البغيض المقيت، وأي عدوان على أرض اليمن وشعبه.

   وهذه مسؤولية سيحاسب الله العلماء عليها قبل غيرهم، وإذا كنتم ترون غلطاً هنا أو خطأً هناك فالمؤمل منكم إبداء النصح والمشورة عملاً بقوله تعالى : (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) وأنتم تعلمون أنه لا يجوز التفرج على الناس في مثل هذا الظرف الحرج فالله تعالى يقول: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ..)

وفقكم الله تعالى وحفظ اليمن من شر الفتن والمحن إنه ولي كريم.