بيان بشِأن تفجيرات محافظتي صعدة والجوف

نشر بتاريخ: سبت, 26/05/2012 - 12:00ص

قال الله تعالى: (وَلاَ تُطِيعُوا أَمْرَ المُسْرِفِينَ، الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ) صدق الله العظيم.. تتابع رابطة علماء اليمن العمليات الانتحارية الأخيرة التي يقوم بها عناصر ما يسمى بـ"تنظيم القاعدة" في بلادنا، وتحديداً العمليتين الانتحاريتين اللتين وقعتا في محافظتي صعدة والجوف، واللتين أسفرتا عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى في محافظة الجوف أمس الجمعة.

إن علماء اليمن لا يجدون مبرراً شرعياً ولا أخلاقياً لارتكاب أي إنسان -مسلمٍ كان أو غير مسلم- لمثل هذه الأعمال الوحشية والإجرامية، وهو ما يقضي بالحكم على أي شخص يقوم بارتكاب مثل تلك الجرائم بحق مواطنيه وأهل بلده -أياً كان دينهم أو مذهبهم- بأنه يموت ميتة جاهلية وأنه يكون في الآخرة من أهل العذاب في النار خالداً مخلداً فيها مع الكفار والمشركين المحاربين والمعاندين.

كما أن من يحرض على استهداف المواطنين الأبرياء والآمنين –أياً كان دينهم أو مذهبهم- من خلال العمليات الانتحارية بالسيارات المفخخات أو الأحزمة الناسفة أو غيرها من المتفجرات، فإنه مشارك للقاتل في جريمة القتل وإن صلى وصام، يقول تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ المُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) [التوبة:107].

إن علماء اليمن وهم يقفون على آثار تلك الجرائم البشعة في بلادنا ومستقبله السياسي والاجتماعي والاقتصادي يؤكدون بأن جميع العمليات الانتحارية تقوم بها جهة واحدة باعت نفسها للهوى والشيطان، وأن تلك العمليات لا تخدم الإسلام ولا المسلمين في شيء، بل إنها تخدم الحركة الصهيونية والإدارة الأمريكية وتسهل لهما السيطرة على المنطقة من خلال التفريق بين المسلمين وتنفيذ العمليات الانتحارية فيهم وتشويه الدين الإسلامي أمام شعوب العالم.

إننا إذ نعزي أنفسنا وأبناء شعبنا وأسر الشهداء والجرحى الذين سقطوا بسبب الأعمال الانتحارية الجبانة لندعو اليمنيين إلى ترسيخ الثقة فيما بينهم من خلال التمسك بالوحدة الوطنية على أساس الشراكة والتعاون المتبادل، كما ندعو الدولة بأجهزتها المختلفة إلى تحمل مسؤولياتها في بسط الأمن والاستقرار بسرعة ضبط واستئصال الخلايا السرطانية التي تتستر بالإسلام في ذات الوقت الذي تقتل فيه أبناءه.

حفظ الله بلادنا آمنة مستقرة، وأبعد عنها شر الأشرار ومكائد أعدائها الفجار.

 

صادر عن رابطة علماء اليمن

صنعاء – السبت 26 مايو 2012م