بيان بشأن التفجيرات الإجرامية في لبنان والمنطقة

نشر بتاريخ: جمعة, 16/08/2013 - 12:00ص

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالى: (لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرىً محصنة أو من وراء جُدُر) صدق الله العظيم.

تدين رابطة علماء اليمن التفجير الإجرامي الذي وقع اليوم في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت وسط الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين والآمنين من الناس، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

إن رابطة علماء اليمن لتؤكد لأبناء الأمة الإسلامية بأن هذه الجرائم البشعة التي تستهدف المسلمين –شيعة وسنة- بصورة غادرة وجبانة، سواء في لبنان أو العراق أو اليمن أو غيرها من بلاد المسلمين، لتؤكد بأن من يقف وراءها ويخطط لها ويدعمها هو العدو الصهيوني المحتل، بغرض زرع الفرقة والاقتتال بين المسلمين.

ومما يساعده في تنفيذ مخططاته وجرائمه الخبيثة تلك، هو تضافر دول الاستكبار العالمي معه، واندماج مشاريعها مع مشاريعه، والتي استغلت تقارب بعض المسلمين معها، تحت وطأة الخضوع للتفوق العسكري والمخابراتي، أو تحت وهم الحاجة للدعم الأمني والاقتصادي، رغم أن الله سبحانه وتعالى يحذرنا بقوله: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ).

وهو ما سهل تغلغل هذه الدول -منذ عصر استعمارها للمنطقة وحتى اليوم- بين الناس وتجنيد ضعفاء النفوس وتوجيههم –بصورة مباشرة أو غير مباشرة- لكل ما من شأنه التفريق بين المسلمين وزرع الخلافات المذهبية والأحقاد والضغائن الدينية والسياسية في أوساطهم، وصولاً لاستعمالهم كألغام متحركة وقنابل حية في عمليات التفجير الإجرامية، التي تحصد الكثير من أرواح الآمنين، ولا تجلب غير التدمير والخراب لبلدان المنطقة!

والعجيب أننا نجد بعد كل هذا من يصر على تقديم دول الاستكبار هذه –وفي مقدمها أمريكا- كصديق وحليف استراتيجي للعرب والمسلمين باعتبار تفوقها التقني والأمني والعسكري! متناسين أنها المستفيد الأول والأخير من عمليات التفجير التي تقوم بها الجماعات الإجرامية تلك إن لم يصدقوا أنها صنيعتها أصلاً، يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).

كما أن ما يحصل اليوم في سوريا يعتبر خير شاهد وبرهان على أن مخطط الاستحواذ والسيطرة [الصهيوغربي]، قد استطاع أن يصل لحد القدرة على استغلال التنوع الطائفي والديني والاختلاف المذهبي والسياسي بين أبناء المنطقة، لإحداث أكبر مجزرة بشرية وعمرانية في تاريخ سوريا المعاصر والقديم، دون أي تدخل عسكري مباشر للعدو!

 

إن رابطة علماء اليمن –ومن هذا المنطلق- تحذر الأمة الاسلامية جمعاء، أفرادا وحكومات، من مغبة الوقوع في مخطط الفتنة والتدمير، الذي وضعته مخابرات الأعداء وتشرف على تنفيذه، من خلال الجماعات التكفيرية والإجرامية التي تدعمها بالمال والمتفجرات، وتسهل لها الحركة والتنقل بطول المنطقة وعرضها، وتسهم في الترويج لها بين الشباب من خلال وسائل الإعلام التي تحسبها –كذباً وزوراً- على الإسلام، بقصد الإساءة إلى نبي الإسلام وأتباعه، وتظهر عناصرها على أنهم مسلمين يسعون لمهاجمة مصالح الأجانب في بلاد المسلمين!

 

يا أبناء الأمتين العربية والإسلامية:

تدعوكم رابطة علماء اليمن –في هذه الفترة الحساسة- لعدم الانجرار وراء فتنة التكفيريين، سواء من السنة أو من الشيعة، وعدم تصديق الشعارات البراقة التي يرفعونها ولا يستهدفون بها إلا التفريق بين المسلمين وتجنيد شبابهم في أعمال القتل والتفجير والتدمير.. كما تدعو المثقفين والكتّاب والصحفيين وكل وسائل الإعلام الحرة والمستقلة إلى عدم التعامل مع تلك الجماعات وجرائمها على أنها إسلامية، لأنها في حقيقة الأمر والواقع لا تعدو عن كونها مجموعات من القتلة والمجرمين المدعومين والمدربين على أيدي أجهزة مخابرات العدو الصهيوني وأذرعه بالمنطقة!

 

حفظ الله أمتنا، وجعلها صفاً واحداً في مواجهة عدوها، الناهب والغاصب والمحتل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، (ربنا أفرغ علينا صبراً، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين) صدق الله العظيم.

 

صادر عن رابطة علماء اليمن

صنعاء 8 شوال 1434هـ

الموافق 15 أغسطس 2013م